إدانات عربية لهجمات الفاشر في السودان ودعوات لحل سلمي
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
أدانت دول عربية، امس الأحد، الهجمات على مدينة الفاشر السودانية، واعتبرتها “انتهاكات للقانون الدولي”، مطالبة بحل سلمي بالبلد المتنازعة منذ أبريل/ نيسان 2023.
جاء ذلك في بيانات صادرة عن السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان، ومصر والأردن.
وفجر امس الأحد، أعلنت “منسقية مقاومة الفاشر” (لجنة شعبية) أن حصيلة ضحايا هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، بما فيها مخيما “زمزم وأبو شوك” للنازحين، بولاية شمال دارفور غربي السودان تجاوزت، السبت، 320 قتيلا وجريحا.
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اشتباكات بين قوات الجيش و”الدعم السريع” رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
** السعودية
وزارة الخارجية السعودية أعربت في بيان عن “إدانة المملكة واستنكارها للهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر (زمزم وأبو شوك)، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص”، واعتبرتها “انتهاكا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وشددت الوزارة على “رفض المملكة هذه الانتهاكات وضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإغاثي والإنساني”.
وأكدت الخارجية السعودية على أهمية وقف الهجمات وتجنب استهداف المدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة بتاريخ 11 مايو/ أيار 2023، وهو الالتزام بحماية المدنيين في السودان.
** الإمارات
أدانت الإمارات في بيان للخارجية “بشدة الهجمات المسلحة على مخيّمي زمزم وأبوشوك قرب مدينة الفاشر في دارفور وعلى فرق وكوادر الإغاثة العاملة في المنطقة، والتي تسببت في مقتل وإصابة مئات من الأشخاص الأبرياء”، واعتبرتها “انتهاكا صارخ للقانون الإنساني الدولي”.
ودعت الإمارات “جميع الأطراف التي لا تضع أدنى اعتبار لحجم المعاناة التي يكابدها الشعب السوداني إلى احترام التزاماتها وفق القانون الدولي وإعلان جدة، وضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبكافة الوسائل المتاحة ودون أية عوائق”.
وجددت التأكيد على “موقف دولة الإمارات الداعي للتوصل إلى حل سلمي للصراع الدائر في السودان، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار”.
** قطر
وأدانت قطر، في بيان للخارجية بشدة “الهجمات التي استهدفت مخيمي زمزم وأبوشوك للنازحين في إقليم دارفور”، وعدتها “انتهاكا سافرا للقانون الإنساني الدولي”.
وأكدت “الحاجة الماسة لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في مدينة الفاشر ومحيطها، وضمان إيصال المساعدات بشكل مستدام لمعالجة الأوضاع الإنسانية في الإقليم”، مجددة “دعم دولة قطر الكامل لكافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في السودان”.
** الكويت
أعربت الكويت في بيان للخارجية، عن “إدانتها واستنكارها للهجمات التي استهدفت مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين”، واعتبرتها “انتهاكا صارخ للقانون الدولي الإنساني”، مجددة “الرفض القاطع لمثل هذه الانتهاكات”.
وشددت على “ضرورة وقف تلك الهجمات التي تؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وتُعيق جهود الإغاثة”.
** سلطنة عمان
أعربت الخارجية العمانية، في بيان، عن إدانة بلادها للهجمات ذاته، مؤكدة أنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”.
وشددت سلطنة عمان، على “دعم كافة الجهود الدولية الرامية لإنهاء الصراع في السودان بما يكفل لشعبها حق العيش بأمان واستقرار وسلام”، مجددة “الدعوة لجميع الأطراف بضرورة اللجوء للحوار لحل النزاعات حفاظًا للمصالح العليا للشعب السوداني”.
** مصر
بدورها، أدانت مصر في بيان للخارجية “الهجمات على مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور”، مستهجنة “الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي التي أسفرت عن مقتل المدنيين السودانيين وعدد من الكوادر بمنظمة الإغاثة الدولية”.
وشددت على “ضرورة عدم الاعتداء بأي شكل من الأشكال على العاملين في المجال الإنساني”، مؤكدة “موقفها الثابت والداعم للسودان الشقيق ولمؤسساته الوطنية واستقراره وأهمية احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضيه”.
** الأردن
كما أدان الأردن، في بيان للخارجية بأشدّ العبارات “الهجمات التي تعرضت لها مخيمات النازحين في الفاشر”، مؤكدا “التضامن مع حكومة وشعب جمهورية السودان الشقيق في هذا الهجوم الأليم”.
وشدد البيان على دعم الأردن للجهود المُستهدِفة حل الأزمة السودانية، وبما يحفظ أمن السودان واستقراره وسيادته وسلامة مواطنيه.
** ساحة مأساة جديدة
والسبت، قالت شبكة أطباء السودان، في منشور عبر إكس: “خلال يومين، قامت قوة تتبع للدعم السريع بتصفية 10 من الكوادر الطبية، بينهم مدير مستشفى أم كدادة، بولاية شمال دارفور، و9 آخرين من الكوادر الطبية العاملة بمعسكر زمزم للنازحين، عقب الهجوم الذي نفذته الدعم السريع الجمعة”.
وبهذا الخصوص، قالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور (لجنة أهلية) في بيان، إن “مخيم أبو شوك للنازحين تحول مساء السبت من جحيم الحرب إلى ساحة مأساة جديدة بعد أن أقدمت قوات الدعم السريع على استهدافه بالقصف المدفعي أثناء صلاة المغرب ما أدى إلى استشهاد عدد من النازحين”.
وكان المخيم تعرض نهاراً إلى قصف مدفعي عنيف أدى إلى مقتل 5 نازحين وإصابة آخرين، وسط عجز تام عن إسعافهم في ظل انهيار النظام الصحي وغياب الخدمات الطبية، وفق البيان نفسه.
وأشار البيان إلى أن القصف المدفعي تجدد على مخيم زمزم الساعة 11 مساءً السبت بالتوقيت المحلي (21:00 ت.غ).
وحمّلت المنسقية قوات الدعم السريع كامل المسؤولية عن هذا الاستهداف المتكرر للمدنيين العزل وطالبها بوقف فوري لأعمال القصف والاعتداء.
ولم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع بشأن هذه الاتهامات، إلا أنها قالت في بيان مساء السبت: “نؤكد على التزامنا بحماية المدنيين، وحرصنا على احترام القانون الدولي والإنساني”.
ومساء السبت، قالت الأمم المتحدة، في بيان: “يجب أن تتوقف الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك والفاشر فورا”.
ولليوم الثالث تواصل قوات الدعم السريع هجومها على مخيم زمزم للنازحين بالفاشر، وفق مصادر محلية.
ومنذ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” في ولايات السودان لصالح الجيش.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی بیان للخارجیة للقانون الدولی مدینة الفاشر شمال دارفور فی السودان على مخیم
إقرأ أيضاً:
اتهامات متبادلة بشأن استهداف قافلة إغاثة أممية بدارفور
الفاشر– قالت مصادر ميدانية للجزيرة نت، إن قوات الدعم السريع استهدفت قافلة مساعدات أممية كانت تنقل مواد غذائية إلى مدينة الفاشر، غربي السودان، مما أسفر عن سقوط قتلى وخسائر فادحة في الإمدادات الإنسانية.
وذكرت المصادر، أن الهجوم أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، منهم سائقو شاحنات ومساعدوهم، بينما تعرضت سبع شاحنات محملة بالذرة والزيت والعدس لأضرار جسيمة، مما يزيد من معاناة سكان مدينة الفاشر المحاصرين.
وفي تغريدة له عبر صفحته على فيسبوك، ندد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي بالهجوم، مؤكداً أن القافلة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي تعرضت للاستهداف في منطقة الكومة، بعدما رفض طاقمها تغيير مسارها أو إنزال الإغاثة خارج الفاشر.
وأشار إلى أن المليشيا نهبت الشاحنات التي لم تتعرض للحريق، مستغلة ضربات الجيش ضد قواتها للإيحاء بأن الجيش هو من استهدف القافلة.
وأضاف مناوي أن الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تهدف إلى منع وصول المساعدات الإنسانية، حيث سبق أن تم استهداف مخازن برنامج الغذاء العالمي في الفاشر قبل أيام، لمنع تخزين المواد الإغاثية.
وفي المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع طيران الجيش باستهداف القافلة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين آخرين. وأشارت في بيان لها إلى أن الهجوم يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، داعية المجتمع الدولي إلى محاسبة مرتكبي الجريمة.
إعلانوفي سياق متصل، قالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، إن القافلة كانت محتجزة منذ ثلاثة أيام قبل أن يتم إحراقها بالكامل أمس، متهمة قوات الدعم السريع بمحاولة تضليل الرأي العام عبر الادعاء بأن الجيش هو من استهدف القافلة بطائرات مسيّرة.
وأوضحت التنسيقية في صفحتها على الفسبوك أن طبيعة الحريق تؤكد أنه كان بفعل مباشر على الأرض، وليس بضربات جوية، مشيرة إلى أن آثار الهجوم تحمل بصمات التخريب المتعمد باستخدام النيران والعبث الأرضي.
ونددت الحكومة السودانية بالحادثة، ووصفتها بأنها "جريمة متعمدة" تهدف إلى تعطيل جهود إيصال المساعدات إلى المواطنين المحاصرين في الفاشر ومعسكرات النازحين.
وقال مكتب المتحدث باسم الحكومة، في بيان الثلاثاء، إن الهجوم أسفر عن تدمير عدد من الشاحنات التابعة للأمم المتحدة، وسقوط قتلى وجرحى من العاملين في القافلة، إضافة إلى إلحاق أضرار بالفرق الإنسانية التي كانت تحاول إيصال الإغاثة.
وأكدت الحكومة، أن الاعتداء يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويعكس محاولات متعمدة لتعطيل عمليات الإغاثة التي تنفذها الحكومة بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وأضاف البيان: "الحكومة إذ ترفض هذا السلوك الإجرامي الذي تمارسه المليشيا، تجدد التزامها الكامل بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين في المناطق المحاصرة".
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن في 14 مايو الماضي عن تحرك قافلة تابعة له من منطقة الدبة بالولاية الشمالية إلى الفاشر، محملة بإمدادات غذائية وتغذوية.
وشدد البرنامج حينها على ضرورة تأمين وصول المساعدات بأمان، نظراً لأنها تمثل احتياجات حيوية للأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة.
وتقع منطقة الكومة على بُعد 80 كيلومتراً شرق مدينة الفاشر، على الطريق القاري الذي يربط شمال السودان بغربه، وتحدها من الجنوب والشرق محليتا كلمندو وأم كدادة، ومن الشرق ولاية شمال كردفان، بينما تحدها من الشمال والشمال الغربي محليتا المالحة ومليط.
إعلانوتضم المنطقة ثلاث وحدات إدارية رئيسية: الكومة، وساري أم هجيليج، والكبير وغبيبيش. ويعتمد معظم سكانها على الرعي والزراعة، حيث يشتهرون برعي الأغنام والإبل والضأن، وتخضع حالياً لسيطرة قوات الدعم السريع.