تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الأيام أقدس أسابيع العام، وهو "أسبوع الآلام"، الذي بدأ بأحد السعف، ويُختتم بأحد القيامة في ٢٠ ابريل،  يُعد هذا الأسبوع ذروة الحياة الروحية في التقويم المسيحي، حيث يُستَذكر فيه ما عاشه السيد المسيح من آلام وصولًا إلى قيامته المجيدة، وهو أيضًا الأسبوع الأخير في الصوم الكبير الذي يمتد 55 يومًا.

من لعازر إلى القيامة: مسار الألم والرجاء

سبت لعازر يسبق أسبوع الآلام، وفيه تُحيي الكنيسة ذكرى إقامة السيد المسيح للعازر من الموت، في واحدة من أبرز معجزاته قبل الصلب.أحد السعف يشهد دخول المسيح إلى القدس، حيث استُقبل بأغصان النخيل وأهازيج الفرح، ويُعد هذا اليوم بداية أسبوع الآلام.أيام البصخة (من الإثنين إلى الأربعاء) تحيي ذكرى عبور شعب إسرائيل من العبودية إلى الحرية، وهو عبور يُرمز به للخلاص الروحي.خميس العهد يشهد تأسيس سرّ التناول، وإعلان المسيح عن خيانة يهوذا له، ولهذا يمتنع الأقباط عن تبادل القبلات في هذا اليوم تحديدًا.الجمعة العظيمة تمثل لحظة الصلب، حيث صُلب المسيح على تلة الجلجلة أمام جموع الشعب.سبت النور هو اليوم الذي وُضع فيه جسد المسيح في القبر، ويسمى أيضًا "سبت الفرح" انتظارًا للقيامة.أحد القيامة يُعد أعظم أعياد المسيحية، وهو اليوم الذي قام فيه المسيح من الموت، وظهر لمريم المجدلية كتأكيد لانتصار الحياة على الموت.

طقوس وروحانيات: رمزية الحزن ونور الرجاء

خلال هذا الأسبوع، تتحول الكنائس إلى مساحات صمت وتأمل، وتُغطى جدرانها بستائر سوداء، لا حزنًا على موت المسيح، بل على الخطيئة التي كانت سببًا في الآلام. ويُقرأ خلاله سفر الرؤيا بالكامل، لما يحمله من رؤى حول الألم والخلاص والنهاية الممجدة.

توضع ثلاث شموع إلى جانب "المنجلية" (مكان قراءة الإنجيل)، ترمز إلى النبوات، والمزامير، والبشائر الأربع، في إشارة إلى النور الإلهي الذي يضيء درب الإيمان وسط ظلمة التجربة.

التسبحة والألحان: لغة الروح في أوقات الألم

تتردد خلال هذا الأسبوع تسبحة "لك القوة والمجد..." 12 مرة في كل ساعة من ساعات الصلاة، تعبيرًا عن الاعتراف بقوة الله وسيادته. وتُؤدى الترانيم بلحن خاص يُعرف بالأسلوب "الإدريبي"، وهو لحن طويل يميل إلى الحزن، لكنه يمنح في المقابل إحساسًا بالسلام والتعزية.

الميطانيات (السجود) والصوم: طقس الانكسار والتوبة

يمارس الأقباط خلال الأسبوع ما يُعرف بالـ"ميطانيات"، وهي سجود نصفي يرمز إلى التوبة والانكسار، ويُقرن بالصوم الانقطاعي في النهار، فيما تُخفف بعد الإفطار ليلًا. كما يمتنع المؤمنون عن أكل الطعام الحلو، تعبيرًا عن المشاركة الرمزية في مرارة آلام المسيح، خاصة في "الجمعة العظيمة" التي يُفطر فيها البعض على الخل والمر.

أيام بلا قداس.. واستدعاء الطرد من الفردوس

في أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء، لا يُقام قداس داخل الكنيسة، ولا يُسمح بالدخول إلى المذبح، في تذكير رمزي بطرد الإنسان من الفردوس بسبب الخطيئة، وترسيخًا لفكرة أن العودة إلى حضرة الله تتطلب توبة صادقة.

أسبوع الآلام.. حالة توحد مع الإنسان المتألم

أسبوع الآلام ليس مجرد ذكرى دينية، بل هو تجربة روحية يعيشها المؤمنون عبر التأمل، والصوم، والصلاة، تعبيرًا عن التوحد مع من تألم من أجل البشرية. وهو أيضًا دعوة للتعاطف مع كل متألم في العالم، وللتماهي مع آلام الآخرين، انطلاقًا من درب الصليب نحو فجر القيامة.

لو حابب أضيف مقدمة تعريفية صغيرة بالمناسبة للقارئ العام أو تختم المقال بجملة ختامية أقوى للنشر، ممكن أزودها كمان. تحب أضيف حاجة؟
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أسبوع الآلام الخلاص الألم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أحد القيامة الصوم الكبير التأمل الصوم أسبوع الآلام ا الأسبوع

إقرأ أيضاً:

أحمد بن محمد الجروان: المشاركة في التسامح بين الأديان بلبنان تعزز قيم الإيمان المشترك

قال  أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، إن مشاركته في لقاء الصلاة التسامح بين الأديان في لبنان، بمشاركة رجال دين مسيحيين ومسلمين، تأتي تعزيزاً لنهج المجلس في دعم قيم الإيمان المشترك، وترسيخ ثقافة الاحترام بين الأديان، والعمل من أجل عالم أكثر سلاماً واستقراراً.

وأكد أن اجتماع الأديان تحت سقف واحد على أرض لبنان يحمل رسالة إنسانية وروحية عميقة، تُظهر أن الإيمان الحقيقي، مهما اختلفت مساراته وتعددت معتقداته، يجتمع على قيم الخير والمحبة والعدل وصون كرامة الإنسان.

وأشار إلى أن لبنان، بما يمثله من نموذج تاريخي في التعددية الدينية والثقافية، يبرهن باستمرار أن قوة المجتمعات تكمن في قدرتها على العيش المشترك واحترام الاختلاف وحماية هذا الإرث الحضاري الفريد.

وأضاف الجروان أن العالم اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مبادرات الحوار وبناء الجسور، مؤكداً أن السلام لا يُمنح بل يُصنع، وأن بناءه يبدأ من القلوب المؤمنة بقيمة الإنسان، ويترسخ حين تجتمع الأديان على كلمة سواء.

وشدد  على أن المجلس العالمي للتسامح والسلام يضع في صميم رسالته نشر ثقافة التعايش، وتحويل مبادئ التسامح إلى ممارسة يومية، وإيجاد منصات للحوار البنّاء بين أتباع مختلف الديانات والثقافات، مؤكداً أن المشاركة في هذا اللقاء تأتي امتداداً لهذا الالتزام.

ودعا الجروان أن يكون هذا اللقاء الروحي جسراً للمحبة والوحدة، وأن يعمّ الخير والسلام ربوع لبنان، وأن يوفَّق الجميع لما فيه مصلحة الإنسانية وتعزيز أمنها واستقرارها.

مقالات مشابهة

  • الإثنين.. حفل توزيع جوائز نقابة الصحفيين.. والتقديرية تذهب لأمينة شفيق
  • منح جائزة الصحافة التقديرية للكاتبة أمينة شفيق
  • الإيمان بنظرية المؤامرة وقايةٌ من الصدمات
  • ألم العصعص.. لماذا يحدث وما أفضل طرق التعامل معه؟
  • قبل عرضها على سبيستون
  • هيئة كبار العلماء: البذاءة وعدم الحياء من باب نقص الإيمان
  • عبد المسيح: ترك البابا في قلوب اللبنانيين نفحة رجاء
  • بيع لوحة اختفت لقرون حول صلب المسيح بنحو 3 ملايين يورو
  • أحمد بن محمد الجروان: المشاركة في التسامح بين الأديان بلبنان تعزز قيم الإيمان المشترك
  • من يشرب من حوض النبي يوم القيامة؟.. انتبه لـ6 حقائق لتفوز بشربة منه