توصيات مؤتمر كلية الدراسات الإسلامية تعزز مناعة الشباب ضد الأفكار الهدامة
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
أطلق الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، في كلمته خلال المؤتمر الدولي السادس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، تحذيرًا قويًّا مما وصفه بـالجهود الممنهجة لهدم الإسلام التي تتستر خلف شعارات، مثل: التغريب والتقارب الثقافي.
وأكد صديق، أن الخطر لا يكمن فقط في التبعية الفكرية، بل في استبدال القيم الإسلامية الأصيلة بقيم دخيلة.
وافتتح الدكتور صديق كلمته بتوجيه التحية للمشاركين جميعًا في المؤتمر الذي يقام برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مشيدًا بعنوان المؤتمر: «التغريب في العلوم العربية والإسلامية: المظاهر- الأسباب- سبل المواجهة».
وأشار إلى أن التوصيات التي ستُخرجها جلساته يجب أن تتحول إلى خطوات تنفيذية تعزز مناعة الشباب ضد الأفكار الهدامة والشعارات البراقة وضد الانسلاخ الثقافي.
وأوضح صديق أن ما يُعرف بـ«التغريب» لا يعكس حجم التحدي الحقيقي؛ فالمسألة ليست في مجرد الانبهار بحداثة الغرب، بل في تغلغل نمط حياتهم وقيمهم في مجتمعاتنا، مشيرًا إلى أن الإسلام يمتلك من القوة الحضارية ما يمكنه من المواجهة إذا ما وُجد الوعي والإرادة.
واستعرض نائب رئيس الجامعة السياق التاريخي لهذا الصراع، مذكّرًا بما شهده العصر العباسي من مواجهات فكرية مبكرة، خاصة في عهد الخليفة المهدي وهارون الرشيد، حين تصدى الخلفاء لمحاولات تمرير مفاهيم غريبة تحت مسمى الانفتاح، مضيفًا أن هذا التأثير عاد مع تراجع القوة الإسلامية ليتخذ اليوم أشكالًا جديدة أكثر نعومة وأشرس خطورة.
وانتقد الدكتور صديق انشغال الشباب المسلم بقضايا سطحية كالفن والرياضة على حساب قضايا الأمة، قائلًا: «أصبح الطالب الذي يفترض أن يحمل سلاح العلم والفكر، مشغولًا بتجديد عقد لاعب كرة ومثل هذه الأمور، وأصبح الملهم له ليس المفكر أو العالم، بل لاعب الكرة والنجم على الشاشات»، مشيرًا إلى ما أطلق عليه: صناعة التفاهة التي أصبحت منهجًا عالميًّا يهدد القيم، محذرًا من تحول هذا النمط إلى بديل عن الهوية الأصيلة، ملفتًا في هذا السياق إلى كلمة مهمة للدكتور عباس شومان تناولت هذا الموضوع بتأصيل علمي رصين.
وشدّد الدكتور صديق على أهمية الحفاظ على اللغة العربية، واصفًا إياها بأنها لغة الرسالة والقرآن، وواحدة من أغنى لغات العالم بمفرداتها، وعبّر عن أسفه لتراجع الاعتزاز بها لصالح لغات أخرى لا تحمل نفس العمق، مشيرًا إلى أن تعلم اللغات الأجنبية مهم، لكن لا ينبغي أن يكون على حساب اللغة الأم لغة القرآن الكريم.
واستشهد الدكتور صديق بقوله تعالى: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا﴾، مؤكدًا أن الإسلام لا يدعو إلى الصراع، بل يدعو إلى الحوار والتفاهم، وأن الاختلاف في الشعوب والثقافات وسيلة للتكامل لا التفكك.
وأشار الدكتور صديق إلى أن دور جامعة الأزهر يتجاوز التعليم إلى بناء الوعي وحماية الهوية، داعيًا جميع الكليات والباحثين إلى الانخراط في مواجهة هذا التيار الفكري الزاحف عبر العلم والتأصيل والتوعية.
في ختام كلمته، قدّم الدكتور صديق شكره لإدارة المؤتمر والقائمين عليه، مشيدًا بحرصهم على تسليط الضوء على هذه القضية الحساسة، ومثمنًا تخصيص جلسات ضمن المؤتمر يديرها الشباب ويلقي خلالها الكلمات، وأنها رسالة مهمة ذات دلالة، ومتمنيًا أن تكون توصيات المؤتمر منارة تُضيء الطريق أمام الشباب وتحصِّنهم من الذوبان في الثقافات الوافدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة الأزهر الأزهر الشريف كلية الدراسات الإسلامية والعربية توصيات المؤتمر الدولي الأفكار الهدامة المزيد الدکتور صدیق إلى أن
إقرأ أيضاً:
"نماء لتوزيع الكهرباء" تستضيف النسخة الرابعة من مؤتمر عُمان للكهرباء والطاقة.. 13 أكتوبر
◄ المؤتمر يناقش فرص تطوير مزيج الطاقة وتعزيز كفاءة الشبكات
◄ استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع ضمن محاور المؤتمر
◄ الشقصي: المؤتمر يوفر منصة علمية ومهنية تجمع المتخصصين وصناع القرار
الرؤية- ريم الحامدية
أعلنت شركة نماء لتوزيع الكهرباء عن استضافتها الرسمية للنسخة الرابعة من مؤتمر عُمان للكهرباء والطاقة IEEE) Power Talks 2025)، الذي سيُعقد في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر 2025 في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة المعنية بقطاع الكهرباء والطاقة.
ويُعد المؤتمر أحد أبرز الفعاليات المتخصصة في المنطقة، ويُنظم بالتعاون مع رابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) وبدعم من هيئة تنظيم الخدمات العامة، ليجمع نخبة من الخبراء الدوليين وصناع القرار وممثلي الجهات التنظيمية والمبتكرين والمهنيين من مختلف دول العالم.
ويتمحور مؤتمر هذا العام حول موضوع "تسريع التحول في قطاع الطاقة في سلطنة عُمان"، وذلك في إطار الجهود الوطنية المستمرة لدعم استراتيجيات الطاقة المستدامة وتحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040". ويناقش المؤتمر فرص تطوير مزيج الطاقة، وتعزيز كفاءة الشبكات، واستخدام التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي في القطاع.
وقال الدكتور أحمد بن زايد الشقصي مدير عام الاستراتيجية والاستدامة بشركة نماء لتوزيع الكهرباء إن المؤتمر يهدف إلى توفير منصة علمية ومهنية تجمع المتخصصين وصُنّاع القرار والخبراء من داخل سلطنة عُمان وخارجها، موضحًا أن المؤتمر سيناقش مستقبل قطاع الطاقة في سلطنة عُمان والمنطقة، ومشاركة أحدث الحلول والتجارب في مجالات رئيسة مثل: الطاقة المتجددة وتطوير الشبكات وكفاءة الطاقة والتحول الرقمي.
وأعرب الشقصي عن أمله في أن يُسهم هذا المؤتمر في دفع مسيرة هذا التحول عبر حوارات مُثمرة وتبادل معرفي فعّال وتقديم حلول عملية تدعم استدامة الموارد الوطنية لسلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعكس دور الشركة كشريك فاعل في تمكين الكفاءات الوطنية وتعزيز التعاون المحلي والدولي، ساعيةً إلى إرساء شراكات تسهم في مستقبل طاقة مزدهر.
من جانبه، قال الدكتور أحمد بن سعيد المعشري رئيس قسم الهندسة الكهربائية والحاسب الآلي بجامعة السُّلطان قابوس، رئيس رابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات العُمانية إن هذا المؤتمر يُمثل منصة مهمة لمناقشة التحول في قطاع الطاقة، ويتماشى مع تطوير التكنولوجيا من أجل خدمة المجتمعات، مؤكدًا أن التزام سلطنة عُمان بالتحول في مجال الطاقة يفتح آفاقًا واعدة للنقاش والتطوير، متطلعًا إلى إسهام الجلسات الحوارية التي يتضمنها المؤتمر في رسم ملامح المرحلة القادمة من التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن المؤتمر سيتضمن مسارات تقنية متعددة تغطي اللوائح والسياسات وتقنيات الشبكات الذكية، والحفاظ على الطاقة وكفاءتها، وتكامل الطاقة المتجددة، وإدارة الأصول، وحلول تخزين الطاقة، وتحسين نظام التوزيع، مع التركيز على تسريع أهداف التحول في الطاقة في سلطنة عُمان، موضحًا أن هذه الجلسات صُممت لتسهيل نقل المعرفة بين الخبراء الدوليين والمتخصصين الإقليميين.
وينعقد المؤتمر في وقت تشهد فيه سلطنة عُمان تحولاً متسارعاً نحو الطاقة المتجددة والاستدامة، من خلال أهداف طموحة تشمل رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 30% بحلول عام 2030، والاستثمار في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وخفض الانبعاثات الكربونية. ومع توقعات بزيادة الطلب على الطاقة من 350 إلى ما بين 800 و1100 تيرا واط/ساعة بحلول عام 2050، يشكل المؤتمر منصة مهمة لمناقشة هذه التوجهات وتبادل الخبرات حول أفضل السبل لتحقيقها.
ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر أكثر من 2000 مشارك، وما يزيد عن 100 متحدث من أكثر من 30 دولة، كما يتضمن برنامجًا متنوعًا من الجلسات الحوارية وورش العمل والمعرض المصاحب الذي يتيح للمؤسسات استعراض أحدث الحلول والتقنيات في مجال الكهرباء والطاقة.
من جهته، قال المهندس علاء موسى الرئيس التنفيذي لشركة نماء لتوزيع الكهرباء: "نفخر باستضافة مؤتمر IEEE Power Talks 2025 والمساهمة في الحوار حول مستقبل الطاقة في منطقتنا. يأتي هذا الحدث في إطار التزامنا بدعم توجهات سلطنة عُمان نحو تطوير قطاع الطاقة وتمكين الابتكار كعنصر أساسي لتحقيق الاستدامة. تعكس استضافتنا لهذا المؤتمر حرصنا على الإسهام في قيادة التحول في القطاع، وإيماننا بأهمية التعاون الإقليمي والدولي لتسريع التقدم وتعزيز تبنّي التقنيات الحديثة".
وتعكس الشراكة بين شركة نماء لتوزيع الكهرباء ورابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) التزاماً مشتركاً بدعم الابتكار في قطاع الطاقة وتطوير الممارسات التقنية المستدامة. ويعتمد هذا التعاون على خبرات شركة نماء في إدارة شبكات الطاقة وفهمها للتحديات والفرص المحلية، بالإضافة إلى شبكة IEEE العالمية من الخبراء والباحثين والمتخصصين في المجال.