بوابة الوفد:
2025-05-10@16:46:31 GMT

فهل ستكون سعيدًا يا أبى؟

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

حفنة من عظام لا تملأ راحتيْ يديّ، قالوا: هذا أبوكِ.. خذيه، فالأرض تلفظ موتاها، وغدا ستزهر فى القبور معاول التطوير، نظرت فى بقاياك يا أبى، وأنا لا أعى كيف يكتب علينا القدر أن ندفن موتانا مرتين، الثانية أقساهما، فلا وجه يحتضنه اشتياقى إليك، ولا كفين أقبلهما وداعا، ولا حتى هيكل أستعيد على هيئته ذكرياتى معك.

. فقط بضع عظيْمات كانت يوما إنسانا يحمل تاريخا من الحب والنبل والحنان، يمشى فتهرول خلفه قلوب أبنائه متمنية عودته سريعا، الآن.. أين أنت؟ تهاوت على رفاتك تخيلاتى، بحثت عن ثوبك ناصع البياض الذى أحاطوك به منذ بضع وثلاثين عاما، وأنا أجفل عينى وأنزوى فى ركن خلف أمى، طفلة لم تتخط السادسة، أرقب ما يفعلون غير مدركة؛ لِم يحيطونك حتى رأسك بذلك الرداء، ولِم يحملونك دون مقاومة منك ويودعونك تلك الغرفة الضيقة تحت الأرض.. وانتظرت.. انتظرت أن تنتفض صارخا فى الجميع، أن تنزع عنك ذلك الرداء وتجرى نحوى، تحتضن كفى الصغيرة ونهرب معا بعيدا عن هؤلاء الأشرار..

لكنك لم تفعل يا أبى، وعندها أدركت أن الفقد هو عدو الإنسان الأول، ومنذها والفقد يترصدنى أينما حللت.

كبير هو بيتك الجديد، لكنه أصغر من أن يحوى ذكرياتى معك، أصغر من أن يحوى آلام اشتياقى.

جديدة هى تلك المدينة، بعيدة عنى، لكنها جديدة، جيرانك الجدد هم «الخالدون»، ستجاور أسماء لطالما تمنت ابنتك أن تراهم واقعا، بيتك تحيطه الأشجار ويعلوه سور ضخم راقٍ، لك غرفة مستقلة، ولن تكون مضطرا للانزواء إفساحا لساكن جديد، فالغرف كثر..

لكن هل ستكون سعيدا يا أبى ببيتك الجديد، رغم كل هذا الترف؟

لن أستطيع زيارتك كثيرا، ولك أن تسامحنى؛ فالمسافة أبعد من أن تقطعها ابنتك مرات فى العام.. ستفتقدنى، ربما اشتقت لصوت دعواتى ونشيجى وأنا أقف عند حدود رأسك أقص عليك ما أقاسيه بعد رحيلك عنى.. فهل ستكون سعيدا؟

دعنى أمنّى نفسى بسعادتك، بقدرتك على التأقلم، حتى لو لم تستطع رؤيتى كثيرا، دعنى أحاول نسيان أنك ما عدت أنت، دعنى أبحث عن مكان بروحى أخفى فيه بضع عظيمات لا تملأ راحتى يدى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات عظام

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر: تأخير المساعدات إلى غزة ستكون له عواقب لا علاج لها.. هناك خطة لتقييد آخر حبة قمح

غزة – حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مشددة على أن رفع الحصار أصبح أكثر إلحاحا منه في أي وقت مضى.

يأتي ذلك وسط استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات، والجدل الدائر حول الخطة الأمريكية المقترحة لإيصال المعونات إلى القطاع.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي، إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) يعتبر أن “رفع الحصار عن غزة ضرورة عاجلة، ويجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى كل من يحتاجها، دون استثناء وبحسب الاحتياج”.

وأكد أن “أي تأخير إضافي ستكون له عواقب لا يمكن معالجتها”، مشيراً إلى أن المساعدات لم تدخل إلى القطاع بشكل منتظم منذ أكثر من 10 أسابيع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة.

كما شدد المتحدث على أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش رفض أي ترتيبات “لا تحترم المبادئ الإنسانية”، وقال: “يبدو أن ما عرض علينا مصمم لتقييد الإمدادات حتى آخر حبة قمح”.

من جانبها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن لديها أكثر من 3 آلاف شاحنة مساعدات إنسانية متوقفة خارج حدود قطاع غزة، داعية إلى فتح المعابر بشكل فوري وإزالة القيود الإسرائيلية.

أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فحذرت من “استخدام المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط لإجبار المدنيين على النزوح القسري”، مشيرة إلى أن “الخطة الإسرائيلية للمجتمع الإنساني ترسخ التهجير لدواع عسكرية وسياسية”. وأضافت أن السماح بإدخال 60 شاحنة فقط يوميا لا يمثل سوى 10% من حجم المساعدات التي كانت تدخل خلال فترات التهدئة.

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ من انهيار الخدمات الصحية في غزة، مؤكدة أن مخزونها الطبي في القطاع “يوشك على النفاد”، وأن المعدات الطبية تتعرض لضغط غير مسبوق نتيجة الاستخدام المتواصل والعدد الكبير من الجرحى. وقالت المنظمة إنها تملك إمدادات طبية جاهزة للتوزيع داخل غزة، لكنها بحاجة “لدخولها فوراً لتجنب انهيار تام في القطاع الصحي”.

تأتي هذه التحذيرات في ظل أوضاع إنسانية متدهورة يعيشها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من انعدام الأمن الغذائي ونقص حاد في المياه والرعاية الطبية، وذلك في ظل حصار إسرائيلي مشدد وتقييد إدخال المساعدات عبر معبري رفح وكرم أبو سالم.

وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت في مارس 2024 عن خطة لإيصال مساعدات إنسانية عبر إنشاء رصيف عائم قبالة سواحل غزة. إلا أن هذه الخطة التي قُدمت كحل بديل لدخول المساعدات البرية، أثارت انتقادات من قبل منظمات إنسانية دولية، اعتبرت أنها تعمّق التهجير وتستخدم المساعدات كورقة ضغط سياسي وعسكري.

وطالبت الأمم المتحدة، إلى جانب الأونروا واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، بضرورة إنهاء سياسة “تجويع المدنيين” وفتح المعابر فورا لإدخال الإمدادات بشكل منتظم وآمن، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • قاطعتها لمدة سنة.. إيناس عز الدين تروى تفاصيل أزمتها مع والدتها
  • الأمم المتحدة تحذر: تأخير المساعدات إلى غزة ستكون له عواقب لا علاج لها.. هناك خطة لتقييد آخر حبة قمح
  • شيكابالا يزف خبرا سعيدا لجماهير الزمالك قبل لقاء بيراميدز
  • قصة وفاء لمواطنة تكرس حياتها لرعاية إبل زوجها الراحل .. فيديو
  • الأمم المتحدة تحذر: تأخير المساعدات إلى غزة ستكون له عواقب لا علاج لها
  • شعبان يوسف: الروائي داخلي انتصر عليَّ وأنا في السبعين!
  • لماذا كان ترامب سعيداً عندما تصاعد “الدخان الابيض” من كنيسة الفاتيكان..!
  • النرويج وأيسلندا: خطة إسرائيل لإخلاء غزة ستكون تهجيرا غير قانوني
  • شام الذهبي: حماتي أثرت في أسلوبي وأنا ووالدتي نتبادل الملابس
  • «الملك وأنا».. لقاء الخميسي تستعد للمشاركة في موسم عيد الأضحى 2025