الماركات العالمية.. اللغة الصامتة
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
مريم الشكيلية
لم يعد هناك من لا يعرف ما هي الماركات العالمية التي تضعها الشركات على منتجاتها، ومسمياتها، وأشهرها فقد أصبح اليوم العالم قرية صغيرة، ولكن في هذه السطور أردت أن أتحدث إلى تلك العقول التي أصبحت مهووس بهذه العلامات التجارية.
وفي الحقيقة فإن الناس اليوم يتنافس من أجل اقتناء منتجات الشركات الحاملة لهذه العلامات التجارية والبعض يتباهى بها.
وهذا ليس بأمر صادم في ظل هذا الانفتاح الكبير وظهور برامج التواصل الاجتماعي وأجهزة الهواتف الذكية، والإعلانات اليومية، ومشاهدة محركين هذه البرامج بما يعرف إنهم صناع محتوى أو مشاهير السوشال ميديا أضف إلى ذلك أصحاب الطبقة المخملية، ومشاهير الفن والإعلام وغيرهم كل هؤلاء اليوم أصبحت حياتهم وتفاصيل يومياتهم على شاشات الهواتف ويعرضون مشترياتهم ومقتنياتهم بشكل مباشر أو غير مباشر مما يجعل مشاهديهم يحذون حذوهم، ويقلدونهم بما استطاعوا إليه سبيلا هكذا أصبحت لهذه الماركات حضور دائم في الساحة فالأثرياء يتعاملون معها كأنها شيء عادي اعتادوا عليها ليس في إظهارها أقصد وإنما في اقتنائها فهم لا يمكن لهم أن يقتنوا بأقل منها وكأنهم يخشون من اتهامهم بقله مالهم والفقراء أو أصحاب الطبقة الوسطى يرون في هذه الماركات أحلام يجب تحقيقها أو السعي إلى تحقيقها وأيضاً حتى يرون لغيرهم إنهم في استطاعتهم اقتناء هذه العلامات التجارية الباهظة الثمن وإنني أقول البعض وليس الكل..
إن هذه الماركات التجارية ليست إلا علامة وضعتها الشركات لتمرير منتجاتها بأسعار تفوق حتى قيمتها الصناعية ليقتنيها الأثرياء، ويصدقها الفقراء، وأنا هنا أطلق عليها مسمى ماركات عالمية لعقول فارغة فليس معقول أن أشتري منتج بأسعار خيالية فقط لمجرد وضع عليها مسمى ماركة في هذه الحالة أنا لا أشتري المنتج وإنما أشتري علامة تجارية، وتذهب هذه الأموال إلى شركات تتضاعف ثرواتها من هكذا فعل في المقابل إنني أستطيع أن أشتري منتج معقول السعر لأنني في نهاية المطاف سوف يأتي اليوم ويتلف هذا المنتج أو هذه السلعة وسوف اضطر إلى شراء غيرها وهكذا.
إن تهافت البعض إلى هذه الماركات التجارية الباهظة في منظورهم واعتقادهم إن من خلالها يخاطبون المحيطين بهم ومجتمعهم إنهم يملكون قدرا كبيرا من المال والثراء ولكن بلغة صامته.
وفي ظل الحديث اليوم عن رسوم جمركية فرضها الرئيس الأمريكي على العالم ومن بينها (الصين) أخذت شركات صينية مصنعة تخرج عن صمتها بالحديث بأن الشركات التي تضع لمنتجاتها العلامات التجارية الشهيرة والباهظة هي في الحقيقة تصنع في مصانع في الصين.
إن كان هذا صحيحاً أم لا ليس هذا المهم هو يجب لعقولنا أن تنفض عنها غبار التفاهات هذه التي تسيطر عليها علامة تجارية لتجعل منها كما يظن صاحبها أنه من طبقة مخملية وهمية لنوقف هذا التهافت نحو شركات تضاعف أموالها من جيوبنا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الغرف التجارية: الشحن البحري قفز 100% بسبب الاضطرابات الجيوسياسية
حذر المهندس متى بشاي، رئيس لجنة التجارة بشعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية،، من الارتفاع الحاد في أسعار الشحن البحري، والتي قفزت في بعض الحالات إلى نسبة 100%، مشيرًا إلى أن هذه الزيادات باتت تمثل عبئا كبيرا على حركة الاستيراد وتدفق البضائع إلى السوق المحلي.
وأوضح بشاي، خلال مداخلته في برنامج “اقتصاد مصر” المذاع على قناة أزهري، أن الاضطرابات الجيوسياسية الأخيرة ألحقت ضررا مباشرا بخطوط الشحن العالمية، لا سيما في البحر الأحمر والمحيط الهندي، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في تكاليف الشحن ونقص في الحاويات المتاحة.
وأكد أن تلك التطورات من شأنها التأثير تدريجيًا على الأسواق، وسط مخاوف من نقص محتمل في بعض السلع وارتفاع أسعار أخرى خلال الأسابيع المقبلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه. ولفت إلى أن القطاع التجاري يمر حاليًا بحالة ترقب حذر، خاصة أن تكاليف النقل باتت تمثل نسبة مؤثرة في التكلفة النهائية للمنتجات.
وأشار إلى أهمية المتابعة المستمرة من الجهات المختصة لتطورات الأزمة، وتقديم التيسيرات الممكنة للمستوردين، لتقليل حدة التأثير على المستهلك المصري.