سوريا تسجل ثاني أعلى شحنات تصدير بري متفوقة على ألمانيا
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – منحت عملية النقل عبر سوريا قبلة الحياه لشركات النقل العالمية التي تراجع حجم أعمالها بسبب التكاليف المتزايدة وانكماش السوق الأوربوية.
ومع انخفاض التعريفات الجمركية، ارتفعت شحنات التصدير إلى سوريا بنحو 60 في المئة خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي لتصبح بهذا سوريا ثاني أعلى دولة في شحنات التصدير البري متفوقا على ألمانيا.
وتظهر بيانات وزراة النقل والبنك المركزي التركي ارتفاع شحنات التصدير الدولية البرية عبر تركيا بنحو 2 في المئة خلال الربع الأول من العام الجاري لتسجل 527 ألف شحنة. ولعبت الشحنات إلى سوريا دورا في هذه الزيادة، فخلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بلغت الشحنات إلى سوريا 65 ألف شحنة.
وباستثناء الشحنات إلى سوريا، فإن عمليات الشحن خلال تلك الفترة تراجعت بنحو 2 في المئة.
وارتفعت شحنات الصادرات إلى أوروبا بنسبة 1 في المئة فقط على أساس سنوي في الربع الأول واقتصرت على 228 ألف شحنة. وخلال الفترة عينها، ارتفعت الشحنات إلى آسيا الوسطى ورابطة الدول المستقلة بنحو 9 في المئة لتسجل 81 ألف و434 شحنة.
وارتفعت الشحنات إلى دول الشرق الأوسط بنحو 8 في المئة لتسجل 215 ألف شحنة.
وبلغت حصة الشاحنات التركية في إجمالي الشحنات نحو 72 في المئة، بينما بلغت حصة الشاحنات الأجنبية نحو 28 في المئة.
وزادت المركبات التركية، التي فقدت السوق بسبب مشاكل التأشيرات ووثائق العبور في السنوات الأخيرة، بنسبة 3 في المئة في الربع الأول من هذا العام، في حين انخفضت الشحنات باستخدام المركبات الأجنبية بنسبة 2 في المئة.
وتسارعت وتيرة شحنات التصدير من تركيا إلى سوريا عقب الإطاحة بنظام الأسد نهاية العام الماضي. وتوقفت عمليات الشحن في يناير/ كانون الثاني بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها الحكومة المؤقتة على الواردات، غير أن مبادرات الوزارات المعنية أسفرت عن العدول عن هذا القرار لتعود عمليات الشحن بوتيرة مرتفعة.
وتتم عمليات الشحن إلى سوريا بنموذج مختلف منذ 10 سنوات لأسباب أمنية، حيث تقوم الشاحنات التركية بتفريغ حمولاتها بالشاحنات السورية في المنطقة العازلة بالقرب من معبر جلفازجوزو الحدودي.
وتُعتبر عملية الشحن هذه تجارة رسمية بفضل هذا النموذج المتبع.
من جانبه، أفاد نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة الدولية للناقلين، كمال جول، أن السلطات كثفت اتصالاتها لتسريع التجارة مع سوريا قائلا: “ارتفع عدد الرحلات اليومية من 350 إلى 600 رحلة في أبريل/ نيسان الجاري مقارنة بالأشهر السابقة. لا يزال من الممكن إجراء عمليات النقل حتى المنطقة العازلة. عند انطلاق وسائل النقل الثنائية والترانزيت، نتوقع أن يصل عدد الرحلات اليومية إلى 700-800 رحلة، لأنه بالتزامن مع انطلاق وسائل نقل الترانزيت، ستزداد الصادرات إلى لبنان ودول الشرق الأوسط. لذا نتوقع انطلاق وسائل النقل الثنائية والترانزيت خلال فترة قصيرة”.
Tags: التجارة بين تركيا وسورياالتطورات في سورياالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: التجارة بين تركيا وسوريا التطورات في سوريا عملیات الشحن الشحنات إلى إلى سوریا فی المئة من العام ألف شحنة
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء تنفيذ سوريا عمليات أمنية ضد تنظيم الدولة في إدلب؟
أثارت العمليات الأمنية التي نفذتها قوى الأمن الداخلي السورية ضد خلايا تابعة لـ"تنظيم الدولة"، والتي أسفرت عن تحييد عنصرين والقبض على آخرين، تساؤلات لجهة الدلالات والتوقيت المتزامن مع إعلان الجيش الأمريكي، عن تدمير مخازن أسلحة تتبع للتنظيم جنوب دمشق، بالتعاون مع القوات السورية.
وكان قائد الأمن الداخلي في محافظة إدلب العميد غسان باكير، قد كشف عن تنفيذ وحدات أمنية، عمليتين أمنيتين نوعيتين استهدفتا خلايا إرهابية تابعة لتنظيم الدولة في منطقة الدانا شمال المحافظة وغربي مدينة إدلب، مؤكدا أن الحملة الأمنية ضد التنظيمات مستمرة حتى تجفيف منابعها.
وأشار إلى تورط بعض أفراد هذه الخلايا في قتل مدني ودفنه قرب مدينة معرة مصرين، مشيرا إلى "إحالة المقبوض عليهم إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات تمهيدا لإحالتهم إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".
قراءة في التوقيت
ويصف الكاتب المختص بالشؤون السياسية الدولية عمار جلو توقيت العمليات بـ"المهم للغاية" بالنسبة للتنظيم والحكومة السورية والتنظيم، موضحا لـ"عربي21" أن "انفتاح الدولة السورية على العالم الغربي، وخاصة الولايات المتحدة التي تقود "التحالف الدولي" لمحاربة تنظيم الدولة، جعل الأخير ينظر إلى الرئيس السوري أحمد الشرع على أنه يخضع للطاغوت".
وأضاف جلو أنه مع انضمام الدولة السورية إلى "التحالف الدولي" بدأت الأصوات التكفيرية ترتفع ضد الدولة السورية، وهذا ما ساعد التنظيم على تنشيط خلاياه في مختلف المناطق السورية، وفي مقدمتها إدلب.
أما عن الحسابات المتعلقة بالدولة السورية، فأشار الكاتب إلى أن دمشق تريد أن تكون معنية بمكافحة تنظيم الدولة، وقال: "باعتقادي الدولة السورية هي اليوم أقدر على محاربة التنظيمات الإرهابية، لأنها ليست دولة علمانية".
لماذا إدلب؟
وتعد إدلب معقل "هيئة تحرير الشام" سابقا، التي قادت معركة تحرير سوريا من النظام البائد، ويبدو أن وجود مجموعات جهادية في المحافظة قد أسهم في جذب عناصر التنظيم إدلب.
وهنا يشير جلو إلى وجود عدد كبير من عناصر التنظيم في إدلب، وكانت الهيئة تؤجل التعامل معهم لتحقيق مكاسب سياسية وهو ما حدث فعلا أثناء معارك تحرير سوريا، وقال: "بالتالي تقوم الحكومة بإلقاء القبض على من تبقى منهم، وغالبا يأتي ذلك ضمن صفقة سياسية ما".
ولفت الكاتب إلى اعتقال أكثر من زعيم للتنظيم في إدلب، من أبو بكر البغدادي إلى أبو حفص القرشي وغيرهم من أمراء التنظيم، وقال: "كان لهيئة تحرير الشام دور كبير في الاعتقالات السابقة".
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى النعيمي، إن التعاون بين القوات السورية والأمريكية بات معلنا، حيث تتكثف الجهود على ملاحقة عناصر التنظيم.
بيئة آمنة
وأوضح أن القوات السورية تعمل على مسار تحقيق الأمن المستدام من خلال مقاطعة المعلومات التي تفضي إلى إنهاء كافة التهديدات وذلك من خلال تكتيكات متعددة المستويات، وأبرز التكتيكات تلك التي تعتمد على عمليات استخباراتية، وذلك للحيلولة دون وقوع خسائر في صفوف المدنيين والقوة الحكومية.
وقال النعيمي إن انضمام سوريا إلى قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أعطى دفعة معنوية كبيرة للمقاتلين السوريين بعد منحهم الغطاء الدولي في العمليات ذات الأهداف المشتركة والتي ستفضي إلى تعزيز الأمن المحلي والإقليمي والدولي.
ومن وجهة نظر الكاتب، فإن سوريا تتجه لأن تكون بيئة آمنة، من الانتقال بشكل تدريجي من مرحلة عدم الاستقرار إلى الدولة المستقرة من خلال الشركات الاستراتيجية والتي ستشكل الأرضية اللازمة للبيئة الاستثمارية، والتي ستنعكس إيجابا على حياة المواطنين السوريين مما سيساهم في حالة من إنهاء الاستقطاب للجماعات الإرهابية بمسمياتها المختلفة.
وقبل أسبوع، أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في منطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب، وذلك خلال عملية دقيقة نفّذتها وحداتها الأمنية بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة.