أثار إعلان تنظيم الدولة عبر صحيفة "النبأ" الرسمية الصادرة عن التنظيم، حول العملية ضد عنصرين من الجيش السوري الجديد، التساؤلات إذا ما كان ذلك مجرد إعلان عابر أو يمكن اعتباره نقطة تحوّل، كونه الأول من نوعه من سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

الإعلان الذي جاء في العدد الأخير "524" من صحيفة "النبأ"، أكد أن "جنود الخلافة" قاموا بتنفيذ عملية ضد عنصرين من الجيش السوري، أدت إلى مقتل عنصر وإصابة العنصر الآخر على جسر سراقب بريف مدينة إدلب.



إعلان حرب؟
ومنذ سقوط النظام البائد وتولي الإدارة السورية الجديدة السلطة، ركز التنظيم هجماته المنفردة ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وجاءت العملية الأخيرة لتكون بمثابة إعلان حرب من التنظيم على الدولة السورية، كما يؤكد الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية الجهادية والمسلحة حسام جزماتي.

ويضيف جزماتي لـ"عربي21" أن التنظيم كان يصعد "نظريا" ضد الحكم الحالي، لكنه عمليا لم ينفذ أي عملية ضد حكومة دمشق خلال العام 2025، وكانت العمليات موجهة ضد "قسد".

وبحسب جزماتي، سبق العملية الأولى ضد الجيش السوري، عملية استهدفت مُخبرا يعمل لصالح النظام السوري الجديد، كان التنظيم قد أعلن عنها في العدد السابق من صحيفة "النبأ" (523)، ويقول: "بالتالي بدأت إرهاصات الحرب تظهر".



ويبدو للباحث أن التنظيم أعلن الحرب على حكام دمشق الجدد، ويضيف: "كان التنظيم يريد تنظيم صفوفه أكثر، لأنه يدرك ضعفه في سوريا، مقابل قوة السلطة، بمعنى أن التنظيم كان لا يرد دخول هذه المواجهة حاليا، لكن بما أن السلطة بدأت بمداهمات مقرات تتبع للتنظيم، فالأخير أدرك أن تأجيل المواجهة لم يعد مفيدا له، وبالتالي انتقل إلى التنفيذ".

وكانت الحكومة السورية قد صعدت من وتيرة العمليات ضد تنظيم الدولة في أكثر من منطقة سورية، منها إدلب وحلب وريف دمشق.

وآخر العمليات التي أعلنت عنها دمشق، جاء مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري، موضحة أن وزارة الداخلية السورية قبضت على 3 عناصر من تنظيم "داعش"، وصادرت أسلحة ومتفجرات إثر دهم وكر للتنظيم بإحدى بلدات محافظة ريف دمشق.

وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق العميد أحمد الدالاتي: "نفّذت وحداتنا الأمنية بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، عملية أمنية دقيقة استهدفت وكرا تابعا لتنظيم داعش الإرهابي في بلدة كناكر التابعة لمنطقة قطنا بريف المحافظة، استنادا إلى معلومات استخباراتية موثوقة، ومتابعة دقيقة لتحركات العناصر الإرهابية خلال الأسابيع الماضية".

انضمام دمشق للتحالف
وفي منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، أن دمشق ستشارك عقب انضمامها الرسمي إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "الدولة" في جهود "مواجهة وتفكيك" الشبكات "الإرهابية".

وتابع بأن "سوريا ستساعدنا من الآن وصاعدا في مواجهة وتفكيك تلك الشبكات، وستكون شريكا ملتزما في الجهد الدولي لإرساء السلام".



ويمكن بحسب الباحث حسام جزماتي، اعتبار أن انضمام دمشق إلى "التحالف الدولي"، قد دفع بتنظيم الدولة إلى "التحرك"، بحيث بات التنظيم يخشى من تبادل المعلومات الاستخباراتية بين التحالف والدولة السورية، بخصوص خلايا التنظيم.

وقال: "التنظيم بات يدرك خطورة التعاون بين التحالف الدولي ودمشق، ولهذا بدأ بالتحرك ضد الجيش السوري".

قلق سوري
ويبدو أن القلق بات يسود الحكومة السورية من التنظيم، وهو ما يمكن تلمسه من خلال حديث وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الإثنين عن أن "التهديدات الأمنية خصوصا تنظيم داعش تمثل مصدرا للقلق".

ويرى الباحث بالشأن السوري فواز المفلح، أن هجمات التنظيم قد تشكل مثار قلق للحكومة السورية، التي تريد بسط الاستقرار في سوريا "غير المستقرة بعد".

ويضيف لـ"عربي21"، أن التنظيم لا يُستهان بقدرته على تقويض الاستقرار في سوريا، واستدرك: "لكن يبدو أن الحكومة السورية قادرة على التعامل مع التنظيم بحزم، وهي تمتلك المعلومات الاستخباراتية "المقبولة" عن تواجده وانتشاره".

على جانب مواز، أشار المفلح إلى التحديات التي لا زالت تواجه الدولة السورية من ملف السويداء جنوبا إلى "سلطة الأمر الواقع" في شمال شرق سوريا "قسد"، فضلا عن التحديات الاقتصادية.

وبالتالي فإن عدم حل مشكلة "قسد" قد يُعطي التنظيم فرصة للنشاط مجدداً في سوريا وشن عمليات منفردة، خاصة أن مناطق السيطرة لا زالت مُقسمة، كما يؤكد المفلح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية تنظيم الدولة الأسد سوريا العمليات سوريا الأسد اعلان تنظيم الدولة العمليات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش السوری تنظیم الدولة أن التنظیم فی سوریا

إقرأ أيضاً:

فيزا تتعاون مع المركزي السوري لإطلاق منظومة مدفوعات رقمية في سوريا

صراحة نيوز-أعلنت شركة فيزا العالمية عن خططها لتوسيع نشاطها في سوريا بعد توقيع اتفاق مع مصرف سوريا المركزي، يهدف إلى تطوير منظومة المدفوعات الرقمية في البلاد.

وأوضحت فيزا يوم الخميس أن التركيز الفوري سيكون على العمل مع المؤسسات المالية المرخصة لإصدار بطاقات الدفع وتفعيل المحافظ الرقمية وفق المعايير العالمية.

رحّب حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، بتوقيع الاتفاق مع فيزا لإطلاق أنظمة دفع رقمية، مشيراً إلى خطط لعودة “ماستركارد” أيضاً، وأضاف: “نعمل على إنشاء نظام دفع متكامل يضم شركاء عالميين لأن رؤيتنا هي أن تصبح سوريا مركزاً مالياً لبلاد الشام”.

أكد الحصرية في تصريح لوكالة سانا أن “الرؤية التي تقدّمها فيزا تشكّل مساراً واضحاً لتسريع جهود التحديث، وتعزيز الشفافية، وتزويد المواطنين وقطاع الأعمال بالأدوات اللازمة للانطلاق نحو التعافي والنمو”، مشيراً إلى أن الشراكة تمثل بداية فصل جديد من الأمل والفرص للاقتصاد السوري.

أوضحت نائبة الرئيس الإقليمي الأول لشمال أفريقيا والمشرق وباكستان في فيزا، ليلى سرحان، أن وجود منظومة مدفوعات موثوقة وشفافة يشكّل أساس التعافي الاقتصادي، ويعزز الثقة المطلوبة لعودة الاستثمارات.

لفتت سرحان إلى أن هذه الشراكة تمثل اتجاهاً جديداً يسمح لسوريا بتجاوز البنية التقليدية القديمة، والانتقال مباشرة إلى منصات دفع آمنة ومفتوحة تدعم متطلبات التجارة الحديثة.

تجدر الإشارة إلى أن فيزا شركة عالمية رائدة في مجال المدفوعات الرقمية وخدمات الدفع الإلكتروني، وتعمل في أكثر من 200 دولة وإقليم حول العالم.

ويذكر أن البنوك السورية كانت معزولة إلى حد كبير عن النظام المالي العالمي خلال الحرب، بعد أن أدت سياسات قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2011 إلى فرض عقوبات غربية شاملة، شملت إجراءات ضد البنك المركزي السوري

مقالات مشابهة

  • التوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري
  • وزير الخارجية التركي: «قسد» لا تنوي الاندماج في مؤسسات الدولة السورية
  • سوريا.. أول تعليق رسمي على إعلان كندا رفع العقوبات عن دمشق
  • غرف سرّية على الساحل السوري لإسقاط دمشق.. موسكو تضيّق على مخلوف وماهر الأسد بعد تحرّكات مريبة
  • عسكريين إسرائيليين بينهم موثق عمليات يكشفون تفاصيل "المعركة الاستثنائية" في بيت جن السورية
  • عاجل | وزير الداخلية السوري للجزيرة: نفذنا عمليات عدة ضد تنظيم الدولة واعتقلنا قادة في التنظيم
  • فيزا تتعاون مع المركزي السوري لإطلاق منظومة مدفوعات رقمية في سوريا
  • ماذا وراء زيارة وفد مجلس الأمن إلى سوريا؟.. دعم أم رقابة؟
  • ملف دمشق: أكثر من 70 ألف صورة تكشف فظاعات السجون السورية