علي جمعة يُصحّح اعتقادًا خاطئًا حول الخشوع في الصلاة
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، أن هناك مفهوماً مغلوطاً عند بعض الناس حول الخشوع في الصلاة، حيث يظنون أن التركيز على مظاهر شكلية مثل النظر إلى موضع السجود يُمثل حقيقة الخشوع، بينما الخشوع الحقيقي كما بيّنه علماء الإسلام هو استحضار القلب لله أثناء الصلاة.
وخلال ظهوره في بودكاست مع نور الدين، المُذاع عبر قناة الناس، قال جمعة: "البعض أصبح يتعامل مع مسألة الخشوع بشكل يُثير السخرية، معتقدين أن مجرد تثبيت النظر على موضع السجود هو جوهر الخشوع، في حين أن الخشوع الذي تحدّث عنه العلماء هو حضور القلب وتعلقه بالله، ويُكتب للعبد من صلاته ما وعاه قلبه".
وأضاف: "ما نُقل عن السلف بشأن النظر إلى موضع السجود، فهو وسيلة تساعد على الخشوع، لكنها تظل علامة خارجية، وليست الحقيقة ذاتها، ز المشكلة أن البعض جعل هذه العلامات بديلاً عن الجوهر، وهذا فهم خاطئ".
وأشار إلى أن بعض الفقهاء ذكروا علامات تُعين المصلي على الخشوع، مثل النظر إلى موضع السجود أثناء الوقوف، وإلى إبهام القدمين في الركوع، وإلى أرنبة الأنف في السجود، وطرف السبابة في التشهد، موضحاً أن هذه الأمور هي تغييرات في الاتجاه البصري، لكنها ليست الخشوع في ذاته.
و لجأ جمعة الى تشبيه بليغ بقوله: "هذا مثل من يراقب الشمس ويقول إنها زالت عن كبد السماء، فيظن أنه بذلك قد أدى صلاة الظهر.
زوال الشمس مجرد علامة على دخول الوقت، لكنه ليس الصلاة نفسها، الصلاة تتطلب الوضوء، وستر العورة، واستقبال القبلة، وأداء الأركان.
فلا يجوز أن نُساوي بين العلامة والحقيقة، فهذا تفكير غير منطقي، بل هو وهم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الخشوع في الصلاة موضع السجود الصلاة موضع السجود الخشوع فی
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ترك الأمور لله يجعل قلبك معلّقًا به واضيًا بقضائه
نشر الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه: إن الرضا يجلب السرور إلى القلب، وسبب ذلك: التسليم.
التسليم لله
وأضاف: سلم لله، ولأمره، ولقدره، ولقضائه، تفرح بما يجريه عليك، فيحدث الرضا. قال تعالى: {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} أي: هناك أُناس رضوا عن ربهم، فنطقَتْ قلوبُهم قبل ألسنتهم: "يا رب، أنا راضٍ، أنا مسرور، يا رب!".
وأِشار الى أن هذا الانبساط، والسرور، والرضا، إنما جاء من أنني قد سلمت نفسي، فأسلمت لله رب العالمين. قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. "وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا": والتعبير بـ {ويسلّموا تسليمًا} يُعرف في النحو بالمفعول المطلق، والمفعول المطلق يفيد التأكيد. ذلك أن فعل "يسلّموا" فيه معنى التسليم، ثم جاء المصدر "تسليمًا" ليُكرّر المعنى، فكأن المعنى: "ويسلّموا تسليمًا تسليمًا"، والتكرار فيه تأكيدٌ على كمال الرضا والتسليم لِحُكم الله ورسوله ﷺ.
وقد قال أهل اللغة: "المفعول المطلق يدل على الحقيقة".
ولفت الى أن الرضا نعمة عظيمة. وكان سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه يقول: "ما أُبالي على أيِّ حالٍ أصبحتُ: على ما أُحبّ أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخيرَ في أيٍّ منهما." وهذا هو الرضا المطلق.
وكان يقول أيضًا: «لو أن الصبر والشكر بعيران لي في ملكي، ما أبالي على أيهما ركبت». أي: إن أصابتني مصيبة، ركبتُ بعير الصبر، وإن جاءتني نعمة، ركبتُ بعير الشكر؛ تسليم ورضا على كل حال، كل ما يأتي منك، يا رب، جميل.
وكان سيدنا عمر بن عبد العزيز يقول: «أصبحت وما لي في الأمور من اختيار». أي: لا أرى لي إرادة مع إرادة الله، توكلٌ، ورضا، وتسليم.
معنى ترك الأمور لله
وليس معنى "ترك الأمور لله" أن نترك الأسباب، أو نهمل شؤون الدنيا، بل المعنى: أن يكون القلب معلّقًا بالله، مطمئنًا لحكمه، راضيًا بقضائه، وهذا شعورٌ جميل، يزيد المؤمنَ ثقةً بالله، وثقةً بنفسه.