وسط الجمود الذي يخيّم على المسار التفاوضي بين طهران وواشنطن، وجّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رسالة قوية تضع حداً للتكهنات الغربية حول موقف بلاده من الحوار النووي، مؤكدًا أن انسداد المفاوضات لا يعني نهاية الخيارات، وأن إيران لا تساوم على كرامتها ولا تتفاوض من موقع ضعف.

وأكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده لا تربط مصيرها السياسي أو استقرارها الداخلي بنتائج التفاوض مع الولايات المتحدة، نافيًا ما يروّجه الإعلام الغربي عن دخول إيران المحادثات من موقع ضعف.

وفي تصريح لصحيفة “طهران تايمز”، قال بزشكيان: “لم نقل يومًا إننا سنتعرض لانهيار إن لم نفاوض، بل نواصل عملنا بثبات واستقلال”.

وأضاف: “التفاوض خيار إيجابي إذا أدى إلى السلام وتحسين العلاقات، لكنه ليس الطريق الوحيد، وإن توقف، فهذا لا يعني نهاية الطريق”.

وشدد بزشكيان على أن إيران تمتلك من المقومات والطاقات البشرية ما يمكّنها من تجاوز التحديات، داعيًا إلى وحدة وطنية داخلية تعزز قدرة البلاد على الصمود في وجه العقوبات والمخاطر الخارجية.

وكانت الخارجية الإيرانية أعلنت تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة مع واشنطن، والتي كانت مقررة السبت في روما، بناء على اقتراح عماني.

وأكدت أن المفاوضات ستُستأنف لاحقًا ضمن إطار “النية الحسنة”، ووفق مبادئ القانون الدولي لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ورفع العقوبات “غير القانونية”.

كما نقلت مصادر دبلوماسية عن احتمال تأجيل لقاءات أخرى، منها اجتماع طهران مع الترويكا الأوروبية، في وقت تُبدي فيه إيران حرصها على استمرار مسار التفاوض لكن بشروطها الخاصة التي تحفظ السيادة الوطنية.

وفي سياق موازٍ، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن تأجيل الجولة الراهنة يعود لأسباب لوجستية فقط، نافيًا وجود خلافات جوهرية حالت دون عقدها.

هذا وتعود جذور الأزمة إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 بقرار من الرئيس دونالد ترامب، ما دفع إيران إلى تقليص التزاماتها تدريجيًا.

ومع عودة ترامب إلى الحكم في 2025، عاد التصعيد إلى واجهة العلاقات الإيرانية الأمريكية، في ظل تفعيل سياسة “الضغوط القصوى”، التي عمقت الأزمة الاقتصادية ورفعت من حدة التوتر الإقليمي، ومع ذلك، تؤكد طهران اليوم أن بوصلة قرارها السياسي لا تتحرك تحت الضغط، وأنها مستعدة للمفاوضات لكنها لن تقبل بها بأي ثمن.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

ترامب: أمريكا تقترب جدًا من إبرام اتفاق نووي مع إيران

 

دبي- رويترز

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس إن الولايات المتحدة تقترب جدا من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وإن طهران وافقت "إلى حد ما" على الشروط.

ونقل تقرير لوكالة فرانس برس بوصفها ممثلا لوكالات أنباء، عن ترامب قوله خلال جولته الحالية في منطقة الخليج "نجري مفاوضات جادة للغاية مع إيران من أجل سلام طويل الأمد".

وأضاف "نقترب من التوصل إلى اتفاق ربما دون الحاجة إلى فعل ذلك الأمر؛... هناك خطوتان للقيام بذلك، هناك خطوة لطيفة للغاية، وهناك خطوة عنيفة، لكنني لا أريد القيام بذلك بالطريقة الثانية".

وقال مصدر إيراني مطلع على المفاوضات إنه لا تزال هناك فجوات يتعين سدها في المحادثات مع الولايات المتحدة.

وانخفضت أسعار النفط بنحو دولارين اليوم الخميس وسط توقعات بالتوصل إلى اتفاق بين البلدين حول البرنامج النووي الإيراني ربما يؤدي إلى تخفيف العقوبات على طهران.

واختتمت الجولة الأحدث بين المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين لحل الخلافات حول برنامج طهران النووي في سلطنة عُمان يوم الأحد، ووفقا لمسؤولين فإنه من المقرر إجراء المزيد من المفاوضات إذ تقول طهران علنا إنها متمسكة بمواصلة تخصيب اليورانيوم.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أمريكي ومصدرين آخرين مطلعين قولهم إن إدارة ترامب قدمت لإيران مقترحا للتوصل إلى اتفاق نووي خلال الجولة الرابعة من المفاوضات يوم الأحد.

ورغم حديث إيران والولايات المتحدة عن تفضيلهما للدبلوماسية لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود، فهما لا تزالان منقسمتين بشدة بشأن عدة قضايا سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب أي عمل عسكري مستقبلي.

وانتقد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تعليقات ترامب التي أدلى بها يوم الثلاثاء ووصف فيها طهران بأنها "القوة الأكثر تدميرا" في الشرق الأوسط.

وقال بزشكيان "يعتقد ترامب أنه يستطيع فرض عقوبات علينا وتهديدنا ثم الحديث عن حقوق الإنسان. الولايات المتحدة هي السبب في جميع الجرائم وعدم الاستقرار الإقليمي".

وأضاف "يريد خلق حالة من عدم الاستقرار داخل إيران".

ومع ذلك، قال مسؤول إيراني في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي نيوز) بُثت أمس الأربعاء إن إيران مستعدة لقبول اتفاق مع الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.

ونقلت الشبكة عن علي شمخاني، مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، قوله إن إيران ستلتزم بعدم صنع أسلحة نووية مطلقا والتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، وستوافق على تخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات الأدنى اللازمة للاستخدام المدني، والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على العملية.

وقال مسؤولون أمريكيون علنا إنه يتعين على إيران وقف تخصيب اليورانيوم، وهي مسألة وصفها المسؤولون الإيرانيون بأنها "خط أحمر"، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عما يعتبرونه حقهم في تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.

ومع ذلك، أبدوا استعدادهم لخفض مستوى التخصيب.

وعبر مسؤولون إيرانيون أيضا عن استعدادهم لخفض المخزون من اليورانيوم عالي التخصيب، وهو اليورانيوم المخصب بما يتجاوز المستويات اللازمة عادة للأغراض المدنية، مثل توليد الطاقة النووية.

لكنهم قالوا إنهم لن يقبلوا بمخزونات أقل من الكمية المتفق عليها في الاتفاق المبرم مع القوى العالمية عام 2015، والذي انسحب منه ترامب.

وقال المصدر الإيراني إنه على الرغم من استعداد إيران لتقديم ما تعتبره تنازلات، فإن "المشكلة تكمن في أن الولايات المتحدة غير مستعدة لرفع عقوبات كبيرة في المقابل".

وأثرت العقوبات الغربية بشدة على الاقتصاد الإيراني.

وبخصوص خفض مخزونات اليورانيوم المخصب، أشار المصدر إلى أن "طهران تريد أيضا نقله على عدة مراحل، وهو ما لا توافق عليه الولايات المتحدة أيضا".

وأضاف المصدر أن هناك خلافا أيضا حول الوجهة التي سينقل إليها اليورانيوم عالي التخصيب.

 

مقالات مشابهة

  • هل تمهّد هزّة قونية لكارثة أكبر؟ خبير زلازل يحسم الجدل
  • محادثات إيران و3 دول أوروبية بإسطنبول.. كيف تنعكس على المفاوضات النووية؟
  • بدء تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوراسي وإيران
  • إيران: شحن اليورانيوم عالي التخصيب للخارج إذا رُفعت العقوبات الأمريكية
  • ترامب: أمريكا تقترب جدًا من إبرام اتفاق نووي مع إيران
  • ‏طهران والتغيير اللحظي في قواعد التفاوض
  • طهران والتغيير اللحظي في قواعد التفاوض
  • بزشكيان يرد على تهديدات ترامب: إيران لن ترضخ.. وسيبقى استسلامنا حلما بعيدا لأمريكا
  • أوروبا وإيران تبحثان الاتفاق النووي وسط تهديدات بإعادة فرض العقوبات
  • في تجسير العلاقة بين إيران والعرب