دراسة: معظم الموظفين يستخدمون الذكاء الاصطناعي رغم انعدام الثقة بنتائجه
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
مايو 5, 2025آخر تحديث: مايو 5, 2025
المستقلة/-أظهرت دراسة جديدة أن معظم الموظفين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بانتظام، ولكنهم يعترفون أنهم لا يتحقّقون من نتائجه قبل استخدامه في العمل.
خلصت دراسة جديدة، إلى أنّ الغالبية العظمى من الناس تستخدم الذكاء الاصطناعي (AI) كل يوم، بالرغم من أنهم لا يثقون في النتائج التي يقدمها لهم.
واستطلع باحثون من جامعة ملبورن في أستراليا وشركة الاستشارات العالمية KPMG آراء أكثر من 48,000 شخص في 47 دولة في الفترة الممتدة من تشرين الثاني / نوفمبر 2024 إلى كانون الأول / يناير 2025 حول ثقتهم في الذكاء الاصطناعي واستخداماته ومواقفهم تجاهه.
ووجدت الدراسة أنه على الرغم من أن أكثر من ثلثي المشاركين في الاستطلاع يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل منتظم إلى حد ما، سواء في العمل أو المدرسة أو في أوقاتهم الشخصية، إلا أنّ 46% فقط من المشاركين في الدراسة يثق بهذه الأنظمة والبرمجيّات.
وطُلب من المشاركين في الدراسة تصنيف مدى ثقتهم في القدرة التقنية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وسلامة هذه الأنظمة، وأمنها، وأمانتها الأخلاقية.
ثم قام الباحثون بتصنيف إجاباتهم على مقياس من تسع نقاط لتحديد مدى ثقة كل متلقٍ في الذكاء الاصطناعي.
وقالت سامانثا جلويد، المديرة الإدارية في شركة KPMG، لموقع “يورونيوز نيكست”: “الثقة هي نوعاً ما أقوى مؤشر على قبول الذكاء الاصطناعي، ونعتقد أنّه لا يمكن لأي مؤسسة أن تكون أسرع من الثقة”.
ووفقا لمعدّي الدراسة، ما يسعى الناس للإيمان به هو “قدرة الذكاء الاصطناعي على أن يكون عادلاً وغير مضر”.
أما ما يثق الناس فيه أكثر فهو القدرة التقنية للذكاء الاصطناعيّ على تقديم مخرجاتٍ وخدماتٍ دقيقةٍ وموثوقة.
وجدت الدراسة أيضاً، أن 58% من المشاركين في الدراسة يستخدمون الذكاء الاصطناعي بانتظام في العمل، حيث يستخدمه 33% منهم أسبوعياً أو يومياً في وظائفهم.
ويقول هؤلاء الموظفون إنه يجعلهم أكثر كفاءة، ويمنحهم وصولاً أكبر إلى المعلومات، ويتيح لهم أن يكونوا أكثر ابتكاراً. وفي نصف الحالات تقريباً، أشار المشاركون في الاستطلاع إلى أنّ الذكاء الاصطناعيّ قد زاد من الأنشطة المدرّة للإيرادات.
ومع ذلك، هناك خطر إضافيّ بالنسبة للشركات التي يستخدم موظفوها الذكاء الاصطناعيّ في العمل، لأنّ نصف المشاركين الذين يستخدمون روبوتات الدردشة في العمل، يقولون إنهم يفعلون ذلك رغم أنّه مصنّف كانتهاك لسياسات الشركة.
وقالت غلويد: “يشعر الناس بالضغط تقريبًا بأنّهم إذا لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي، فسيكونون متخلفين عن منافسيهم”.
وأشارت غلويد إلى أنّ معدّي الدراسة سمعوا أمثلة اعترف فيها الموظفون بتحميل معلومات حساسة للشركة على أدوات عامة مجانيّة مثل “تشات جي بي تي” أو أنّه يتم إجراء عمليات تزوير عميقة للقيادات العليا، ما قد يضرُّ بسمعتهم أو بسمعة الشركة.
كما قام الموظفون أيضاً بتقديم عمل روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي على أنها خاصة بهم، حيث قال 57% منهم أنهم أخفوا حقيقة استخدامهم للذكاء الاصطناعي في عملهم. وقد فعل هؤلاء الموظفون ذلك أيضاً من دون أن يقوموا بالضرورة بتقييم دقّة المحتوى الذي أنتجه الذكاء الاصطناعي لهم.
ويتابع التقرير أن 56 % أفادوا بارتكاب أخطاء في عملهم بسبب استخدامهم للذكاء الاصطناعي من دون التحقّق من دقة المحتوى الذي أنتجه لهم الذكاء الاصطناعي.
وقالت: “بالنسبة للمؤسسات التي ليس لديها دراسة لمحو أمية الذكاء الاصطناعي [الموظفون] يتولّون الأمور بأنفسهم”.
“لدينا الكثير لنكسبه”
ووجدت الدراسة أيضًا أن نصف الموظفين الذين شملتهم الدراسة لم يفهموا الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه. وعلاوة على ذلك، أفاد موظفان فقط من بين كل خمسة موظفين أنّهم حصلوا على تدريب أو تعليم متعلق بكيفيّة استخدام الذكاء الاصطناعي.
وقالت غلويد إنّ أحد الأمثلة على ما يمكن أن تفعله الشركات لتعليم موظفيها هو إنشاء “إطار عمل موثوق للذكاء الاصطناعي”، يتضّمن 10 مبادئ مختلفة يجب مراعاتها عند استخدام هذه التكنولوجيا في عملهم.
وأبدت أملها في أن تشجّع نتائج الاستطلاع المدراء التنفيذيين وشركات التكنولوجيا وصانعي السياسات العامة على اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقالت: “لدينا الكثير لنكسبه من [الذكاء الاصطناعي] لكن ذلك مشروط بتنفيذه بطريقة مسؤولة من قبل المنظمات والحكومات”.
المصدر: يورونيوز
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: یستخدمون الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی المشارکین فی فی العمل
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذّر: الفقر والنزاعات الأسرية تؤثر على نمو «دماغ» الأطفال
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في مستشفى “بريغهام للنساء” بولاية ماساتشوستس الأمريكية، أن الصعوبات التي يواجهها الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة، مثل الفقر أو النزاعات الأسرية، يمكن أن تؤثر سلبًا على بنية الدماغ ووظائفه الإدراكية لسنوات طويلة.
وركزت الدراسة، التي نُشرت نتائج الدراسة في مجلة PNAS العلمية، على المادة البيضاء في الدماغ، وهي شبكة من الألياف العصبية العميقة التي تنقل المعلومات بين الخلايا العصبية، ووجد الباحثون أن الظروف المعاكسة في البيئة المنزلية والاجتماعية مرتبطة بانخفاض “التباين الكسري”، وهو مقياس يشير إلى سلامة البنية الدقيقة للمادة البيضاء.
ويرتبط هذا الانخفاض، وفق الدراسة، بـتراجع في الأداء الأكاديمي لدى الأطفال، خاصة في مجالات الرياضيات واللغة.
وخلال الدراسة، اعتمد الفريق على تحليل صور أشعة دماغية لـ9082 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات، إلى جانب استبيانات ملأها الأطفال وذووهم حول وجود اضطرابات نفسية لدى الأبوين، أو مشاكل إدمان، أو نقص في الرعاية الصحية، إضافة إلى مدى الأمان في البيئة المحيطة.
وبينما اقتصرت صور الدماغ على جلسة واحدة، خضع الأطفال لمجموعة اختبارات إدراكية على مدار ثلاث سنوات، ما أتاح تحليل التطورات العقلية مع مرور الوقت.
ووجد الباحثون أن ضعف الاتصال في المادة البيضاء يرتبط بانخفاض في الوظائف المعرفية، مما يشير إلى أن تأثير البيئة القاسية قد يمتد إلى مرحلة المراهقة. ورغم أن الفروق لم تكن كبيرة من الناحية الكمية، إلا أن التأثيرات واسعة الانتشار في الدماغ.
وفي هذا السياق، صرّحت طبيبة الأعصاب صوفيا كاروزا: “الجوانب المتعلقة بالمادة البيضاء المرتبطة ببيئتنا المبكرة أكثر انتشارًا في الدماغ مما كنا نعتقد سابقًا”.
وفي المقابل، توصلت الدراسة إلى أن العوامل الإيجابية، مثل دعم الأصدقاء ومشاركة الوالدين، يمكن أن تحمي المادة البيضاء من التلف، وتخفف من تأثيرات الطفولة الصعبة.