سبسطية، الضفة الغربية المحتلة – تسميه إسرائيل مشروعا أثريا لتسليط الضوء على التراث اليهودي وإنشاء متنزه جديد. أما الفلسطينيون فيرونه دليلا إضافيا على خطط لضم بلدة قديمة ومحو التاريخ الفلسطيني في منطقة تحكي القصة الممتدة إلى 5 آلاف عام.

وكان وزراء في الحكومة الإسرائيلية من اليمين المتطرف والمؤيدين للاستيطان في سبسطية (بلدة فلسطينية أثرية في الضفة) يوم 12 مايو/أيار كجزء من وفد للاحتفال بالاستيلاء الوشيك على المتنزه الأثري في البلدة، وهو أحد أكبر وأهم المواقع الأثرية البالغ عددها 6 آلاف موقع في الضفة المحتلة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2“ظهر المهراز”.. قلعة رسمت ملامح الحركة الطلابية في مغرب ما بعد الاستقلالlist 2 of 2ظلال سايغون.. كيف تعيش فيتنام حربها بعد نصف قرن؟end of list

وقد أشاد وزير التراث الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو، وهو نفسه من سكان مستوطنة غير شرعية في الضفة، ببدء أعمال التنقيب الإسرائيلية في الموقع والإنشاء المرتقب لـ"متنزه السامرة الوطني" الذي سيركز على التاريخ اليهودي للمنطقة.

ويقول الفلسطينيون إن ذلك سيترافق مع محاولة لطمس صلاتهم بالأرض. ووصفت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أعمال التنقيب بأنها "تحضير لضم سبسطية وعزلها عن محيطها".

ويشير السياسيون الإسرائيليون إلى سبسطية باسم السامرة، أو شومرون بالعبرية، ويقولون إنها كانت عاصمة مملكة إسرائيل التوراتية قبل ما يقرب من 3 آلاف عام.

إعلان

ولكن الموقع الأثري يضم أنقاض كنيسة بيزنطية، ومنتدى ومدرج رومانيين، وكنيسة القديس يوحنا من العصر الصليبي، والتي أعيد بناؤها لتصبح مسجدا، ويعتقد أنها تضم موقع قبر يوحنا المعمدان، المعروف في القرآن بالنبي يحيى عليه السلام.

وتنظر منظمة اليونسكو في إدراج المتنزه الأثري في سبسطية، الذي كان يوما ما نقطة جذب سياحي ولا يزال موقع حج للمسيحيين، على قائمة التراث العالمي، والقرار رهن استكمال المسؤولين الفلسطينيين لطلب التسجيل.

وزير التراث الإسرائيلي إلياهو أشاد بقرار بدء إنشاء حديقة في سبسطية (مكتب الوزير) نهر من الدماء

لطالما حذر رئيس بلدية سبسطية محمد عازم وسكان البلدة من نية إسرائيل "تهويد" الموقع وتحويله إلى وجهة سياحية حصرية للإسرائيليين.

واشتد القلق بعد أن تلقت البلدية أمر مصادرة أراض في يوليو/تموز الماضي لإنشاء منشأة "لأغراض عسكرية" على قمة تل قديم في المنطقة.

وفي حديثه للجزيرة، من مكتبه المطل على البلدة القديمة التي تزداد خرابا، قال عازم "إن نهرا من الدماء سيتدفق إلى القرية" إذا بدأ بناء الثكنات، حسب تعبيره.

وأشار إلى أكثر من 40 ألف فلسطيني شردتهم العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة هذا العام، وأن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى جعل الحياة لا تطاق للسكان هنا، حتى يستسلموا في النهاية للواقع ويرحلوا. تماما مثل أولئك الذين تم تشريدهم في جنين وطولكرم".

وتابع عازم "حاليا، تقتحم القوات الإسرائيلية القرية بشكل يومي وبنية واضحة للقتل". وأضاف "سنقاوم البناء سلميا بالطبع. لن يتخلى أصحاب الأراضي عن أراضيهم".

ودعا رئيس البلدية إلى إدانة تصاعد العنف العسكري بالقرية واستهداف الأطفال، لا سيما إطلاق الجيش النار بشكل قاتل على الفتى أحمد جزار البالغ 14 عاما في يناير/كانون الثاني.

ومن جانبها، تجادل الحكومة الإسرائيلية بأن قرية سبسطية لن تتأثر بالأعمال الأثرية، لأنها تقع خارج حدود المتنزه المقترح.

إعلان

لكن أمينة متحف سبسطية الأثري ولاء غزال، التي أقامت طوال حياتها في البلدة، تعتبر أن هذه الخطط تمثل تصعيدا في السياسات الإسرائيلية الرامية إلى طرد السكان وأصحاب الأعمال في نهاية المطاف ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى البلدة وأنقاضها والتلال المترامية وحقول الزيتون المحيطة بها.

وقالت غزال للجزيرة الإنجليزية إن "السكان خائفون من المستقبل" خاصة أولئك القريبين من الآثار.

وأضافت "الوضع خطير للغاية. قريبا، سيمنعوننا من الذهاب إلى الموقع الأثري".

وتابعت غزال "في رأيي، لم يتبق لنا سوى أشهر قبل أن يطلب منا مغادرة منازلنا. نحن نرى المستقبل في غزة وفي المخيمات (في الضفة). إنهم يحاولون محونا".

نجمة داود محفورة على الجدار اليوناني القديم في سبسطية (الجزيرة) عصور متعاقبة

قال عازم إن الوزراء الإسرائيليين والسياسيين المستوطنين يستخدمون خطاب حماية التراث اليهودي التوراتي لإخفاء رغبتهم القديمة في ضم سبسطية.

وقد انضم إلى إلياهو في سبسطية وزيرة حماية البيئة عيديت سيلمان ورئيس المجلس الإقليمي شومرون يوسي دغان الذي يسيطر على 35 مستوطنة غير شرعية في الضفة الغربية.

وقد أشادت سيلمان بالمخطط، وقالت لوسائل إعلام إسرائيلية "العدالة التاريخية تتحقق الآن" متهمة الفلسطينيين بمحاولة "محو" التراث اليهودي.

لطالما كانت الحكومة الإسرائيلية واضحة في أن سبسطية سيتم الاستيلاء عليها وتحويلها إلى محور السياحة الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن موقع السامرة شهد استيطانًا منذ أواخر الألف الرابعة قبل الميلاد، ويعتقد أنها كانت عاصمة لمملكة إسرائيل الشمالية (باسم السامرة). وتم ذلك على يد الملك عُمري حوالي عام 880 ق.م، وسقطت المنطقة بيد الآشوريين بقيادة سرجون الثاني عام 722 ق.م، وأصبحت مركزًا إداريًا في الإمبراطورية الآشورية، ثم استمرت بهذا الدور تحت الحكم البابلي والفارسي .

إعلان

وعام 331 ق.م، استولى الإسكندر الأكبر على المدينة، وأصبحت فيما بعد تحت حكم السلوقيين. وعام 108 ق.م، دمرت المدينة خلال حملة الملك الحشموني يوحنا هيركانوس. وعام 27 ق.م، أعاد هيرودس الكبير بناء المدينة وسماها "سبسطية" تكريمًا للإمبراطور الروماني أغسطس، حيث شيد معابد، وساحة عامة، ومسرحًا، ومرافق أخرى، مما جعلها مركزًا حضريًا مهمًا بالمنطقة.

وفي مايو/أيار 2023، وافقت الحكومة الإسرائيلية على مخطط بقيمة 30 مليون شيكل (وحدة العملة الإسرائيلية) لترميم المتنزه وإنشاء مركز سياحي، وطرق وصول جديدة، وتوسيع الوجود العسكري. كما تم الإعلان عن تجديد محطة سكة حديد الحجاز المهجورة، التي تبعد حوالي ميلين عن سبسطية، والتي توقفت عن العمل بالسنوات الأخيرة من عهد الإمبراطورية العثمانية، بتكلفة 4 ملايين شيكل.

وقال مكتب وزير التراث الإسرائيلي إلياهو "تهدف الحفريات الأثرية إلى كشف آثار الموقع وجعل المدينة القديمة متاحة للوصول إليها عبر جميع فتراتها: من بداية الاستيطان في القرن الثامن (ق. م) خلال مملكة إسرائيل القديمة، مرورا بالمدينة الهلنستية، والمدينة الرومانية الرائعة التي بناها الملك هيرودس (سماها "سبسطوس" نسبة إلى الإمبراطور أغسطس) وصولا إلى الفترة البيزنطية عندما تم بناء كنيسة في الموقع".

محو الهوية الفلسطينية

قالت غزال إن آثار سبسطية تظهر "ثقافة محلية متميزة" في منطقة جغرافية "عرفت دائما باسم فلسطين". وقالت إن الآثار تؤكد الأهمية الدينية والثقافية للبلدة للإمبراطوريات الغازية، وتعايش سكانها متعددي الأديان بسلام لقرون.

وفي الطلب الفلسطيني المقدم إلى اليونسكو، يشار إلى أن سبسطية الحالية لا تزال تحتفظ "بالاسم القديم وتقع في الجزء الشرقي من المدينة الرومانية، مما يشير إلى عنصر قوي من الاستمرارية الثقافية".

ولكن بالنسبة لأولئك الذين يركزون على المتنزه الوطني الإسرائيلي المخطط له، فإن التاريخ اليهودي فقط هو المهم.

إعلان

وردا على استفسار من الجزيرة، قال مكتب إلياهو إن سبسطية كانت "أولا وقبل كل شيء موقع تراث يهودي، حيث تم العثور على بقايا أثرية من فترة مملكة إسرائيل".

وأضاف "من المهم التأكيد على أنه حتى لو حفرنا في الموقع حتى نواة الأرض، فلن يتم العثور على أي دليل تاريخي على استيطان فلسطيني قديم في الموقع".

أما يوسي دغان، الذي يعيش في مستوطنة شافي شومرون المجاورة، فقد دافع طويلا عن الاستيلاء على سبسطية ويؤكد على مكانتها البارزة في التاريخ التوراتي. وقال لوسائل إعلام إسرائيلية بالموقع الأثري "عندما تحفر هنا، فإنك تلمس الكتاب المقدس بيديك".

لكن غزال قالت إن تعامل الحكومة الإسرائيلية مع القصص التوراتية في العهد القديم كواقع تاريخي يهدف إلى تهميش مزاعم الفلسطينيين بأنهم عاشوا على الأرض لآلاف السنين، ويتجاهل روابط الشعب الفلسطيني القديمة بأرضه.

وقالت غزال "لا يمكنك أن تبني مطالبتك بالأرض على أساس الدين، فالحضارات تتعلق بالشعوب التي تطور هويتها وأعمالها وآثارها، وحتى لغتها".

"إسرائيل تريد قتل قصص ماضينا واستبدالها برواية مسمومة؛ إنها جريمة ضد تاريخنا. عندما يهدمون آثارنا، ويبعدون العائلات التي تحافظ على التاريخ حيا، من سيتحدث بعد ذلك ويحمل قصتنا للجيل القادم؟"

وأضافت غزال "إسرائيل تريد قتل قصص ماضينا واستبدالها برواية مسمومة، إنها جريمة ضد تاريخنا. عندما يهدمون آثارنا، ويبعدون العائلات التي تحافظ على التاريخ حيا، من سيتحدث بعد ذلك ويحمل قصتنا للجيل القادم؟".

فلسطينيون يزورون متحف سبسطية إذ يصعب عليهم زيارة الحديقة الأثرية بسبب اعتداءات المستوطنين والوجود العسكري الإسرائيلي (رويترز) بلدة أشباح

قال أحمد كايد، وهو قروي من سبسطية يبلغ من العمر 59 عاما وناشط بارز -للجزيرة الإنجليزية- إن الآثار لن "تؤخذ دون قتال" ويجري على الدوام الحشد لتنظيم المظاهرات.

وأضاف أن إسرائيل "تخطط لشيء كبير" في سبسطية، مشيرا إلى إقامة حواجز حديدية جديدة على الطرق المحيطة بالبلدة.

وقال إنه من الخطر للغاية بالفعل على سكان سبسطية زيارة المتنزه الأثري جراء هجمات المستوطنين والاقتحامات العسكرية شبه اليومية. ولكن بمجرد إنشاء ثكنة عسكرية، ستصبح المنطقة محظورة بشكل دائم.

إعلان

وأشار كايد إلى ما لا يقل عن 40 عائلة غادرت البلدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 "إنهم يعملون خطوة بخطوة للاستيلاء على سبسطية وإبقائنا نعاني طوال الوقت حتى يرحل الناس".

وأضاف "نحن نعيش نكبة ثانية، وسبسطية اليوم تحت الحصار. لكن سبسطية قوية، نحن نعرف كيف نواجههم لأننا فعلنا ذلك من قبل".

" نعيش نكبة ثانية، وسبسطية اليوم تحت الحصار. لكن سبسطية قوية، نحن نعرف كيف نواجههم لأننا فعلنا ذلك من قبل"

وأشار إلى أن السكان انتفضوا لإحباط خطط إسرائيل للاستيلاء على سبسطية أواخر السبعينيات، وفعلوا ذلك مرة أخرى لوقف ضخ المستوطنين لمياه الصرف الصحي على الأراضي الزراعية عام 2013. وبعد ذلك بعامين، أوقفت احتجاجات السكان واعتصاماتهم بناء طريق وصول جديد للمستوطنين، وهو ما برره مكتب إلياهو بأنه ضروري لـ"مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين سيرغبون في المجيء والتعلم وتجربة التراث اليهودي" لسبسطية.

لكن كايد يعترف بأن الزمن قد تغير، وأن عنف الجيش (الإسرائيلي) اليوم لا يشبه أي شيء شهده خلال عقود نشاطه.

وأضاف "عندما نقرر ما يجب فعله، سنكون أذكياء، وسنتظاهر بطرق جديدة، وسيتبعنا الجميع في سبسطية".

بلدة سبسطية القديمة من أعظم المواقع الأثرية بالأرض المقدسة (الجزيرة)

كما أعرب عن قلقه البالغ من أنه إذا جرت أعمال تنقيب، فإن الإسرائيليين سيدنسون الاكتشافات الأثرية التي تتعارض مع ادعائهم بالأرض، مع بقاء الكثير مما لم يتم الكشف عنه بعد، إذا لم يتم منع الحفريات التي يقودها الفلسطينيون.

ولا تزال البلدية تأمل أن توفر اليونسكو الحماية للقرية، وتضيف الآثار إلى قائمة التراث العالمي الخاصة بها. كما يأمل رئيس البلدية أن ينضم المتنزه الأثري إلى 56 موقعا آخر في سجل اليونسكو للمواقع الهامة التي تعتبر "في خطر".

وتقول الشركات القريبة من الموقع الأثري إنها فقدت أكثر من 3 أرباع زبائنها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال سامر شاعر، صاحب مقهى مجاور مباشرة للمتنزه وأعمدة سبسطية الرومانية المهيبة، إن إنشاء موقع عسكري سيكون مدمرا للشركات.

إعلان

وأضاف "ستكون هناك مواجهات يومية، ووجود عسكري دائم، وانعدام للشعور بالأمان. لن يرغب أحد في المجيء والجلوس هنا بينما يتمركز الجيش في مكان قريب، ولن يتمكن أصحاب المتاجر ولا الزوار من البقاء".

وبمجرد أن كانت أرضا مقدسة يطمع فيها الأنبياء والأباطرة الغزاة، تحولت سبسطية إلى بلدة أشباح تسكنها أطلال المجد القديم، الذي جعلها أيضا هدفا للضم من قبل الحكومة الإسرائيلية القومية المتطرفة.

وقد بدا كايد متأثرا بشكل واضح يصف شبابه وهو يلعب على تلال المتنزه الأثري، وحياته التي قضاها في محاولة إنقاذ منزله.

وكان من الواضح أنه يشعر بالأسى لأن البلدة لم تتحرك بسرعة أكبر للتوحد ضد التهديد الزاحف للثكنات العسكرية أو الضم النهائي. ولكن يبدو أن جميع المعنيين، بمن فيهم رئيس البلدية، غير متأكدين مما سيأتي بعد ذلك، أو متى.

وأضاف كايد "هذه الأرض تعني كل شيء بالنسبة لي. لقد قضيت كل طفولتي، كل حياتي أذهب إلى المتنزه".

وختم بقوله "سيصادرون أرضي (لبناء الثكنات). لقد زرعت أشجار الزيتون هناك مع والدتي، من المؤلم جدا أن أفقدها. القرية لن تتخلى أبدا عن الآثار. هذا تاريخنا، حياتنا. سنقاتل حتى النهاية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اجتماعي الحکومة الإسرائیلیة التراث الیهودی الموقع الأثری فی الموقع فی سبسطیة فی الضفة بعد ذلک

إقرأ أيضاً:

قلق إسرائيلي من حملة لطرد المسؤولين الأمريكيين المعروفين بتأييدهم إسرائيل

كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية عن "قلق إسرائيلي من تغييرات في الإدارة الأمريكية حيث تغيرت خلال الأيام الأخيرة، مواقف عدد من المسؤولين، الذين يُعتبرون "مؤيدين جدًا لإسرائيل"، بشكل غير متوقع في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي.

وأضافت الصحيفة، أن ذلك جاء بسبب خلافات في الرأي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن هجوم محتمل على إيران، وكذلك بشأن استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة، أن اثنين من المعزولين هما ميراف سيرين ، وهي مواطنة أمريكية إسرائيلية عُيّنت مؤخرًا رئيسةً لمكتب إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي؛ وإريك تريجر، رئيس مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عُيّن كلاهما من قِبل مستشار الأمن القومي السابق مايك والز، الذي يُعتبر أيضًا "مُحبًا كبيرًا لإسرائيل"، والذي أُقيل مؤخرًا من منصبه من قِبل الرئيس ترامب . الشخص الذي حلّ محلّ سيرين وترايجر هو وزير الخارجية ماركو روبيو.

اظهار ألبوم ليست



بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تترك مورغان أورتاغوس ، نائبة المبعوث ستيف ويتكوف والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة، منصبها قريبًا - وليس بمبادرة منها بحسب الصحيفة.

وتقول الصحيفة، أن أورتاغوس، التي اعتنقت اليهودية وترتدي بفخر قلادة نجمة داود حول عنقها، تعد واحدة من أكثر المؤيدين المتحمسين لإسرائيل في الإدارة، وقد قامت بعمل ممتاز في التفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وفي إقناع الحكومة في بيروت باتخاذ موقف صارم ضد حزب الله والحاجة إلى نزع سلاح مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد.

وقد تسببت خطوة أورتاغوس الوشيكة في إثارة الذعر بين المشاركين في إدارة ترامب في القدس، حيث إنها بلا شك تتعاطف مع إسرائيل وتعتبر قريبة جدًا منها.

وتناولت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التابعة لحزب الله، صباح اليوم مسألة إنهاء أورتاغوس دورها كمبعوثة أمريكية إلى لبنان. ووفقًا لمصادر لبنانية مطلعة على السفارة الأمريكية في بيروت، فقد طلبت أورتاغوس منذ مدة ترقيةً إلى منصب أكبر في المنطقة، وأملت في تولي ملف سوريا على حساب توماس باراك، ولا تزال تنتظر ردا على طلبها.

وبحسب التقرير، فقد "أكملت مهمتها في ملء الفراغ" خلال الفترة الانتقالية القصيرة، وسيتم نقل المهمة إلى مسؤولين كبار سيتم تعيينهم قريبًا.

كما أفادت الصحيفة اللبنانية بوجود تقديرات بأن بديلها في لبنان سيكون جويل رايبورن، أو أن الملف سيُنقل إلى توماس باراك، كجزء من مهمته في سوريا.

كما رُشِّح اسم رجل الأعمال اللبناني المولد مسعد بولس ، والد مايكل بولس، المتزوج من تيفاني ترامب، ليحل محلها.

في ذات السياق، أكدت مصادر أمريكية لقناة MTV اللبنانية، إقالة أورتاغوس من منصبها.

وأوضحت المصادر أن "الأسباب لا تتعلق بالشأن اللبناني، بل هي مهنية بحتة، وتتعلق بعلاقاتها مع زملائها في وزارة الخارجية". كما أفادت التقارير بإلغاء زيارتها إلى بيروت، وتعيين جويل رايبورن قريبًا مساعدًا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ليكون مسؤولًا عن لبنان.

وأضافت المصادر نفسها أنه لن تتم ترقية أو تكليف أورتاغوس بمهام خارجية، سواء في الشرق الأوسط أو غيره. بل ستُكلَّف بمهام داخلية، وتحديدًا ضمن وزارة الخارجية الأمريكية، ولن يكون لها أي تواصل مع ويتكوف.

وتقول "يديعوت أحرنوت"، أن مصادر إسرائيلية مُطّلعة على العلاقات مع الولايات المتحدة تقدر أن نقل الثلاثة جاء في إطار أجندة الرئيس ترامب "أمريكا أولاً"، وليس بالضرورة ضد إسرائيل تحديدا، بل ضد نفوذ أي دولة.

وبحسب المصادر، لم يُفصل الاثنان بسبب مواقفهما المؤيدة لإسرائيل، بل في إطار توجه ترامب لإضعاف مجلس الأمن القومي وتركيز إدارة السياسة الخارجية الأمريكية في يديه. ولهذا السبب لم يُعيّن ترامب بديلًا لفالز، وبقي المنصب في يد روبيو.

وتساءلت الصحيفة في تقريرها، لماذا كان ماركو روبيو، الذي لا شك في تعاطفه مع إسرائيل، هو من حرك الاثنين؟ لم يُغير روبيو مواقفه، فهو مؤيدٌ بشدة لإسرائيل، لكنه غير ملتزمٍ بأجندتها، مثل والز مثلاً - ولعله، قبل كل شيء، براغماتيٌّ ويفهم "مجرى الأمور". على أي حال، من يقود هذه الخطوة هما ابن ترامب، دونالد جونيور، ونائب الرئيس جيه دي فانس.

كما لا تستبعد مصادر مطلعة إمكانية إقالة المزيد من "الموالين لإسرائيل". على أي حال، في إدارة ترامب، كل شيء يحدث "لحظةً بلحظة"، لذا لا يمكن استبعاد ذلك.

وأشارت إلى أن قرار إقالة هؤلاء المسؤولين الكبار لم يأت من فراغ، بل هو جزء من التباعد بين إسرائيل وإدارة ترامب، إذ يبدو أن الأمريكيين اختاروا هذه السياسة بناءً على اعتباراتهم الخاصة.

كما كشفت الصحيفة، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو  صرح في مناقشات مغلقة مع صديقه المقرب، الوزير رون ديرمر، بأنه لم يُصِب في توقعه للاتجاه الذي تسلكه الولايات المتحدة فيما يتعلق بإسرائيل والشرق الأوسط.



وصرح مسؤولون حكوميون كبار بأن نتنياهو لم يُخفِ خيبة أمله من ديرمر.

وأضافوا: "لم يُدرك ديرمر الحادثة، وقد عملوا عليه بشكل عام. كان واثقًا من أن الولايات المتحدة لن تقف ضدنا". "لم يتوقع ديرمر التغيير في موقف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. وحتى الآن، يعتقد ديرمر أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل، ولن تقف ضدنا، وأنه سيكون هناك تنسيق. لكن الحقيقة هي أن ديرمر قد ضل طريقه".

وبحسب كبار المسؤولين في الحكومة، فإن نتنياهو قلق جدا من التغيرات التي تشهدها الولايات المتحدة، ومن التأثير الذي يمارسه تيار "الوايت ووك" (الصحوة البيضاء) الانعزالي على ترامب، وخاصة من قبل أشخاص مثل المذيع المحافظ تاكر كارلسون.

وقال المسؤولون: "هؤلاء أشخاص خطيرون يؤثرون على الرئيس ترامب". "إنهم يزرعون الشك تجاه إسرائيل، ويهمسون في أذنه بأن إسرائيل تريد جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب. هذه هي أمريكا الجديدة، وهذا يُقلق نتنياهو جدا".

كما نفى مكتب رئيس الوزراء تصريحات نتنياهو لديرمر، واصفًا إياها بـ"أخبار كاذبة"، لكن مصادر مطلعة على التفاصيل تقول: "رون ديرمر يعمل كرجل حرب عصابات، وزير بفريق صغير جدًا يُدير إحدى أكثر القضايا حساسيةً وأهميةً في البلاد. لا يُشرك أحدًا، واليوم لا شك في أن هناك خللًا ما في العلاقة بين نتنياهو وترامب. هناك خلل ما".

مقالات مشابهة

  • عقيد إسرائيلي يدعو لحرمان سكان غزة من المياه.. ويحذر من هذا الفخ
  • عاجل. هيئة البث الإسرائيلية: صاروخان أطلقا من درعا جنوبي سوريا باتجاه إسرائيل
  • حريق في متنزه الزوراء بلا إصابات
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • «حشد»: جرائم إسرائيل تجاوزت حدود الإبادة الجماعية وتهدف لهلاك سكان غزة والتدمير الشامل
  • وزير إسرائيلي: لن يدخل أي غزيّ إلى إسرائيل بعد الآن للعمل أو العلاج
  • ضابط إسرائيلي سابق: إسرائيل تسير نحو الانتحار والمنبوذية
  • قلق إسرائيلي من حملة لطرد المسؤولين الأمريكيين المعروفين بتأييدهم إسرائيل
  • "خطة نشر اليأس".. كيف تدفع إسرائيل سكان غزة لمغادرة أراضيهم؟