زنقة20ا الرباط

بينما كان إقليم سطات يُلقّب لعقود بـ”مطمورة الحبوب” في المخيال الشعبي، بفضل أراضيه الخصبة وسهوله الواسعة، بات اليوم يشهد تراجعاً خطيراً في النشاط الفلاحي، وسط صمت مقلق، وتخلي وزارة الفلاحة التي يقودها الوزير أحمد البواري عن دعم الفلاحين الصغار في مواجهة أزمات مركبة تتراوح بين شح المياه وتدهور المداخيل.

ووفق معطيات متوفرة، فإن القطاع يعيش حالة اختناق حقيقية بسبب غياب برامج الدعم المباشر، وتعقيد شروط التمويل الضروري لحفر الآبار، إلى جانب ندرة الأعلاف المدعّمة، رغم توالي سنوات الجفاف التي أجهزت على مداخيل عدد من الفلاحين.

وفي الوقت الذي ينقل فيه جزء كبير من مياه سدود الإقليم نحو أقاليم مجاورة، تعاني دواوير بكاملها من العطش والانكماش الفلاحي، ما يهدد بفقدان آلاف الأسر لمصدر رزقها الوحيد، ويُسهم في تسريع وتيرة النزوح القروي والهجرة القسرية نحو المدن.

ورغم أهمية الإقليم في الخريطة الفلاحية الوطنية، واحتضانه لأكبر سوق للماشية والخيل بالمغرب، فضلاً عن شهرة قطيع “السردي” المميز في منطقتي بني مسكين وأولاد فارس، فإن استثمارات الدولة في دعم الفلاح المحلي تبقى محدودة، ويغيب أي برنامج مائي جهوي مستعجل يراعي الوضع الخاص للمنطقة.

ويطالب فلاحون وفاعلون محليون وزارة الفلاحة بتوفير دعم مباشر لحفر الآبار ومعدات السقي بالتنقيط، وإعادة تخصيص الموارد المائية للإقليم بشكل منصف، وتثمين المياه الجوفية والسطحية لفائدة الفلاحة المحليةـ وإطلاق مشاريع إنتاجية محلية تضمن الأمن الغذائي وتخلق فرص شغل.

وفي هذا السياق يطرح السؤال بحدة داخل الأوساط الفلاحية المحلية هل تتخلى وزارة الفلاحة عن واحدة من أقوى جهات المملكة إنتاجا؟ ولماذا لا تدرج سطات ضمن برامج الإنقاذ الفلاحي العاجلة؟.

في غياب رؤية واضحة من الوزارة، تبقى الآلة الفلاحية في سطات مهددة بالتوقف، ويزداد قلق الفلاحين من أن يتحول الإقليم، الذي كان قلب الإنتاج الوطني، إلى أرض جافة يسكنها العطش ويغادرها الأمل.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

بعد وقف إطلاق النار.. الفلسطينيون يواجهون كابوس البحث عن أحبائهم بين أنقاض القطاع المدمر

بأيدٍ عارية وقلوب مثقلة بالحزن، ينقب أهالي غزة تحت الأنقاض عن بقايا أحبائهم بعد حرب دامية خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى وبنية تحتية مدمرة. اعلان

بعد أكثر من عامين من الحرب المدمرة، يجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم في مواجهة جديدة، لكنها مختلفة هذه المرة. فقد جاء وقف إطلاق النار متأخرا ومنح فرصة محدودة للبحث عن الذين فقدوا حياتهم، في حين تُركت آلاف الأسر تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة.

ومن بين هؤلاء، يقف غالي خضر، البالغ من العمر 40 عامًا من مدينة جباليا شمال غزة، وأمثاله كثيرون في القطاع، أمام أنقاض منزل والديه، يعبث بين الحطام باحثًا عن بقايا الذكريات والأمل.

وقضى يومين يحاول إقناع والديه بالفرار معه إلى جنوب غزة، محذرًا إياهم من خطورة البقاء في المنزل، إلا أن والده، المعروف بعناده الشديد، رفض الرحيل. ولم يكتمل حديثهما قبل أن تضرب الغارات الجوية الإسرائيلية المنزل، فدفن والديه تحت الركام.

وعاد خضر بعد إعلان وقف إطلاق النار بفارق يومين، بحثًا عن أي أثر للوالدين. وبين حطام الخرسانة المدمرة والحديد الملتوي، تمكن من العثور على بعض شظايا جماجمهم وأجزاء من أيديهم، ليحملها إلى المقبرة المدمرة أيضًا، ويضطر لدفنهم بجانب القبور القليلة الباقية سليمة.

خسائر مادية كبيرة

تشير تقديرات الدفاع المدني في غزة إلى أن حوالي 10,000 شخص محاصرون تحت الأنقاض والمباني المنهارة، فيما تبلغ كمية الركام نحو 60 مليون طن، ما يجعل مهمة البحث عن الجثث صعبة وشاقة للغاية. ومعظم الطرق دُمرت أو سُدت بالحطام، ونقص المعدات الثقيلة يجبر فرق الإنقاذ على العمل باستخدام المعاول والمطارق أو أيديهم العارية.

وقال خالد الأيوبي، رئيس الدفاع المدني لشمال غزة،: "في البداية نركز على جمع الجثث الموجودة في الشوارع للحفاظ على ما تبقى منها، خاصة مع وجود كلاب ضالة تهاجم الأجساد". وأضاف فادي الصليبي، موظف الدفاع المدني، أن "استعادة رفات الشهداء يمثل للعائلات وسيلة لتكريم ، ويعطيهم فرصة للطمأنة بأنهم شهداء بالفعل".

يحيى المقرع، البالغ من العمر 32 عامًا من جباليا، فقد الاتصال بشقيقه شريف بعد غارة على منزلهما في 25 يوليو. وعندما زار المبنى المهدوم، لم يجد أي أثر له.

يقول المقرع "ذهبنا لتفقد المكان، لكن لم نجد أي أثر له، وكأن كل شيء تحول إلى أنقاض"، مشيرًا إلى أن شريف كان يعاني من الصرع، ويخشون أن يكون قد مات بسبب عدم توافر دوائه، حتى لو لم يقتل في الغارة.

والكثير من سكان شمال غزة لا يمكنهم الانتظار حتى تدخل المعدات الثقيلة من قبل إسرائيل، وهو ما قد يستغرق ستة أشهر إلى عام لإكمال عملية استعادة الجثث وفق تقديرات المسؤولين المحليين. لذلك بدأ بعضهم بالعودة إلى منازلهم المدمرة للبحث بأنفسهم عن أحبائهم، حتى لو شكل ذلك خطرًا على حياتهم.

خدمات أساسية ومرافق حيوية منهارة

وتعيش مئات العائلات الفلسطينية حالة من الصدمة والانتظار الطويل، إذ يواجهون صعوبة معرفة مصير أحبائهم.

ودُمرت معظم المرافق الحيوية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، في حين يعاني السكان من انقطاع متواصل للمياه والكهرباء والخدمات الأساسية.

وبعد عامين من صراعٍ دامٍ استنزف غزة وأهلها، أعلنت نهاية الحرب التي خلفت وراءها أكثر من 67 ألف قتيل فلسطيني وعشرات آلاف الجرحى.

ولم تقتصر المعاناة على القتل والإصابات، بل شملت حرب مجاعة وأعمال تدمير واسعة إضافة إلى اضطرار عشرات الآلاف من المدنيين للنزوح والتهجير القسري، حاملين معهم أجزاءً من حياتهم الممزقة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • جامعة قنا تحتفي باعتماد اسمها الجديد.. وعكاوي: يُعبر عن هوية الإقليم
  • وزير الفلاحة : الجزائر ملتزمة بتعزيز الأمن الغذائي الوطني
  • حزب كردي:تهريب النفط ما زال مستمراً من قبل حكومة الإقليم
  • الإصلاح الزراعي.. يغتال أحلام الفلاحين؟
  • وزارة الماء للعراقيين..الموت في طريقه اليكم بسبب العطش والسوداني “ملتهي بولايته الثانية”!
  • ياسر لبيب يهدي درع الأهلي لجهة «الدار البيضاء سطات»
  • الجلفة.. وفاة طفل دهسه جرار فلاحي بـ حد الصحاري
  • مليون شجرة في يوم واحد.. نقدرولها !
  • بعد وقف إطلاق النار.. الفلسطينيون يواجهون كابوس البحث عن أحبائهم بين أنقاض القطاع المدمر
  • كيف يترك تغيّر المناخ بصماته على بشرتك؟