أطفال الأردن يقرعون الأواني رفضا لتجويع غزة
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
عمّان- في مشهد محمّل بالرمزية والمشاعر البريئة، وقف عشرات الأطفال، مساء أمس الاثنين، في حي الطفايلة وسط العاصمة الأردنية عمّان، خلف سياج حديدي وهم يطرقون على أوانٍ معدنية فارغة، في فعالية تضامنية مع أطفال غزة الذين يتعرضون للتجويع بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل.
الفعالية أقيمت ليلا، وسط حضور واسع من الأهالي والأطفال، الذين اصطفوا في شوارع الحي للمشاركة، بينما علت أصوات الطرق على الأواني كأنها استغاثات من وراء الجدران، في محاكاة رمزية لأصوات الجوع القادمة من غزة المحاصرة.
ولم يكن الطرق على الأواني عبثيا، فالأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 4 و12 عاما انطلقوا مشيا على الأقدام بعد أن بدؤوا الفعالية بقراءة سورة الفاتحة مرددين "الرحمن الرحيم" قبل أن يصلوا خلف سياج معدني يحاكي عزل غزة، بينما تعالت أصواتهم بأدوات المطبخ في تمثيل صارخ للمعاناة التي يعيشها أقرانهم داخل القطاع المحاصر.
ومثَّلَ السياج الحصار المفروض، بينما عبَّرت الأواني الفارغة عن بطون خاوية لا تجد ما يسد جوعها، أما الصمت الذي لفّ الحاضرين، فكان أشد تعبيرا من أي هتاف قبل أن يقطعه الهتاف الذي يطالب بفتح المعابر لمرور المساعدات ويصرخ بالعالم لوقف المأساة فورا.
جاءت الفعالية بمبادرة شعبية من أهالي الحي ونشطاء محليين، في محاولة لإشراك الأطفال للتضامن مع غزة، وترسيخ الإحساس الجمعي بالقضية الفلسطينية في وجدانهم.
ويقول مصعب الحراسيس، أحد أولياء الأمور المشاركين، للجزيرة نت، "ما قمنا به لم يكن سوى محاولة بسيطة لنقول: إننا نحسّ بجوع أطفال غزة وكأنهم أبناؤنا، هذه الأواني الفارغة التي طرقها الأطفال تُشبه موائد الغزيين اليوم، خاوية، وصامتة، وتنتظر بصيص أمل".
إعلانوأكد أن الفعالية رسالة منهم إلى كل أحرار العالم ليتحركوا ويرفعوا أصواتهم، ويرفضوا تلك المجازر والوحشية والحصار، مضيفا "حتى يستشعر أطفالنا ما يعانيه أطفال غزة من الجوع والحرمان والخوف والألم، ولنغرس في نفوسهم حب البذل والتضحية ونصرة المظلوم مهما كان الثمن، حتى إنهم باتوا يقتطعون من مصروفهم ويتبرعون به لأطفال غزة مؤثرين على أنفسهم حب المال وشراء الحاجيات".
وتابع الحراسيس "أطفالنا شعروا أنهم قادرون على إيصال رسالة، حتى لو كانت رمزية، وهذا المشهد لن ينسوه، وسيبقى شاهدا على زمن يُترك فيه الأطفال للموت جوعا أمام مرأى العالم".
أجراس ضميربدوره، قال معاذ الرعود والد الطفل اليمان، الذي شارك مع أختيه نايا ويارا بعدما استعاروا أدوات من مطبخ المنزل، "هذه الأواني التي قُرعت في الحي هي أجراس ضمير يجب أن توقظ العالم من صمته المخجل تجاه أطفال غزة، الذين يُحاصرون بالجوع بدلا من أن يُحتَضنوا بالرحمة".
وأضاف للجزيرة نت "ما جرى من فعالية رمزية للأطفال بحي الطفايلة هو امتداد طبيعي لما اعتاده أبناء الحي من مبادرات تضامنية مع غزة".
وأردف "إذا صمّ العالم آذانه عن صرخات الجوعى، فإن هذه الأصوات في عمّان تذكّرهم بما يجري هناك وواجبنا أن نربّي أبناءنا على أن أطفال غزة إخوتهم في الدين والدم، وأن يتألموا لألمهم، وسط صمت دولي مخزٍ يشاهد الجريمة ولا يتحرك".
ورغم بساطة الأدوات، فإن صور ومقاطع الفعالية انتشرت بشكل ملحوظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقة بعبارات دعم لغزة ودعوات لإنقاذ أطفالها من الموت البطيء.
وتواصل المجاعة حصد الأرواح في غزة، وبات الجوع ينهش الأجساد جنبا إلى جنب مع نيران الاحتلال الإسرائيلي الذي يفرض حصارا وحربا مستمرين على القطاع.
ومنذ فجر اليوم، استشهد 4 أشخاص بسبب سوء التغذية والجفاف بينهم طفلان، بحسب ما أفادت به مستشفيات القطاع، في ظل تزايد التحذيرات من موت جماعي وشيك جراء الجوع والعطش بالقطاع المحاصر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات أطفال غزة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع عدد شهداء الجوع في غزة إلى 115
#سواليف
قال المكتب الإعلامي الحكومي في #غزة إن 115 فلسطينيا استشهدوا بسبب #المجاعة و #سوء_التغذية في ظل انعدام شبه كامل للغذاء والماء والدواء.
وأضاف بيان للمكتب “مع تفاقم المجاعة في القطاع نطالب العالم بكسر #الحصار فورا وإدخال #حليب_الأطفال و #المساعدات لنحو 2.4 مليون محاصر”، محذرا من انتشار روايات زائفة حول دخول المساعدات.
في الأثناء، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة أمجد الشوا للجزيرة إن كل لحظة تمر على #الأطفال #المصابين بسوء التغذية تفاقم الخطر على أرواحهم.
مقالات ذات صلة إصابة جندي بجروح خطيرة والقسام تستهدف قوات الاحتلال في موراغ 2025/07/24ودعا الشوا لتفعيل ضغط دولي حقيقي على الاحتلال الإسرائيلي لإجباره على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
من جانبها، قالت اللجنة الدولية للإنقاذ إنها تشعر بالفزع إزاء التقارير عن وفاة الأطفال والرضع جوعا في قطاع غزة.
وأضافت في بيان أن ما نشهده بغزة أزمة جوع من صنع الإنسان مدفوعة بقيود صارمة وحصار شبه كامل على المساعدات، وطالبت بإدخال الغذاء والمياه والوقود لأكثر من مليوني شخص في حاجة ماسة إليها بقطاع غزة.
أسلوب حرب
وفي سياق متصل، قالت “منظمة العفو الدولية” إن إسرائيل تواصل استخدام التجويع كأسلوب حرب، وأداة لارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بغزة.
وأضافت المنظمة، في بيان، أن معاناة الجائعين بغزة تتفاقم بفعل نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي المستخدم كسلاح حرب مدمر، مشيرة إلى أن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين، وأنه يجب وقف الإبادة الجماعية في غزة الآن.
وقالت “العفو الدولية” إن على إسرائيل رفع القيود عن دخول المساعدات فورا، والسماح َ للأمم المتحدة بتوزيع المساعدات؛ كما أن عليها السماح للفلسطينيين في غزة بالحصول على المساعدات دون قيود، وبشكل آمن.
وأضافت المنظمة أن على الدول أن تخرج عن صمتها وتتحرك بشكل عاجل لضمان امتثال إسرائيل الكامل للقانون الدولي.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.2 مليون في القطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 202 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.