صدى البلد:
2025-12-14@06:35:29 GMT

هند عصام تكتب: نفرت .. حاكمة النساء

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

لكل شيء نهاية إلا الحديث عن تاريخ ملوك وملكات مصر الفرعونية القديمة فكلما أعتقدنا إننا قد أوشكنا علي الإنتهاء يتضح لنا أنه ما زال بعد وبعد لدرجة أيقنا أن الحديث عن تاريخ مصر الفرعونية القديمة ليس له نهاية ، أعظم وأقدم حضارة في العالم لم ولن تندثر أبداً ، وبما إننا أخذنا الحديث منذ فترة نحو ملوك الأسرة الثانية عشر فيجب علينا ألا نتلاشى الحديث عن ملكات هذه الأسرة فجميعنا نعلم دور المرأة المصرية الفرعونية القديمة ومادا تأثيرها في أمور ومجريات الحكم وسياسة الدولة وكما ذكرنا من قبل أن الرجل تعالى العروش ولكن في حقيقة الأمر النساء وحدها من تحكم.


ووقع الاختيار علي الملكة نفرت الثانية ، و هي ملكة مصرية قديمة من الأسرة الثانية عشرة ، و كانت ابنة الملك أمنمحات الثاني وشقيقة الملك سنوسرت الثاني.
وكانت الملكة نفرت زوجة الملك سنوسرت الثاني ، أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة في الدولة الوسطى (1897-1878 ق.م). اشتهرت بجمالها وحكمتها، وكان لها دور بارز في دعم الاستقرار السياسي والاجتماعي خلال فترة حكم زوجها
.
وعندما تزوجة من الملك  «سنوسرت الثاني» حينها قيل عنها هي السيدة التي كانت شهرتها تفوق جمالها،و كان لها تمثال شهير والذي عُثر عليه في «تانيس» وهو عبارة عن  صورة حقيقية لها، والنقوش التي نقشت على عرش التمثال هي؛ الأميرة الوراثية، والحظية العظيمة، والممدوحة كثيرًا، والزوجة الملكية، وحاكمة النساء، وبنت الملك من جوفه، «نفرت» (ومعني اسمها الجميلة، وربما سميت بهذا الاسم رغبة في أن يغطي اسمها على قبح منظرها)، ومن ذلك نعلم أن الملكة نفسها كان لها حق ولاية الملك، وذلك ما يفسره ذلك اللقب غير العادي «حاكمة النساء» الذي أعطيته، وقد اتخذ هذا الفرعون عادة غريبة في بابها في نظرنا، وإن كانت طبعية وعادية عند الأسرة المالكة. تلك هي عادة تزوُّج الملك من أخته، ولا شك في أن مثل هذا العمل كان يقوِّي مركزه على عرش البلاد،  وبالرغم من ذلك ومن المدهش  نجد أن فراعنة هذه الأسرة كانوا أشداء أقوياء الجسم علي عكس العالم الحديث والعواقب الوخيمة التي تنتج عن زواج الأقارب. و ذكرت هذه الملكة نفسها  وابنتها «حتشبسوت» على لوحة جنازية لموظف اسمه «إي»، وهو يخبرنا أن زوجته كانت الأميرة «حتشبسوت» بنت الملكة «نفرت» المرحومة (Lange and Schafer, “Grab und Denkstein”, No. 20394)، وكذلك نجد ذكر الملكة «نفرت» وأختين أخريين إحداهما تسمى «نفرت» والثانية «إتا كايت» على بردية من اللاهون (A. Z. Vol. XXXVIII, P. 91).

و يُعد تمثال الملكة نفرت، المكتشف في تانيس والذي يعود إلى عصر الدولة الوسطى (الأسرة الثانية عشرة، حوالي 1897-1878 ق.م)، أحد الشواهد البارزة على تقدير المصريين القدماء للأم. 
و يتميز التمثال بملامح فنية مستوحاة من تماثيل الدولة القديمة، حيث تظهر الملكة وهي ترتدي شعرًا مستعارًا باروكة على هيئة المعبودة حتحور، التي كانت رمزًا للأمومة والخصوبة.

وكان التمثال يجسد الملكة نفرت وهي تجلس  في وضع يعكس الوقار والهيبة، حيث تضع يدها اليمنى على ركبتها، بينما تستند يدها اليسرى على ذراعها الأيمن، في إيماءة تحمل معاني الرعاية والحماية. 
وكانت النقوش المحفورة على الكرسي الذي تجلس عليه تخلّد ألقابها، بألقاب مميزة وهي :
"النبيلة""المفضلة""المثنى عليها""حبيبة الملك"
و تجسد هذه الألقاب المكانة المرموقة التي تمتعت بها الملكة نفرت، ليس فقط كزوجة للملك، بل أيضًا كرمز للحكمة والعطاء، مما يعكس مكانة الأم في المجتمع المصري القديم.
وعكس  تمثال الملكة نفرت عمق التقدير الذي حظيت به الأم في الحضارة المصرية القديمة، حيث لم تكن مجرد شخصية عائلية، بل كانت رمزًا للقوة والرعاية والمحبة. 
و يُبرز التمثال براعة المصريين في فن النحت، حيث تظهر التفاصيل الدقيقة لملامحها وثيابها، ما يجعل التمثال أحد أبرز القطع المعروضة بالمتحف.

طباعة شارك الملكة نفرت الثانية المرأة المصرية الملك أمنمحات الثاني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المرأة المصرية الأسرة الثانیة

إقرأ أيضاً:

اسماء عبدالعظيم تكتب: «حين سبقنا التطوير.. ونسينا الإنسان»

في السنوات الأخيرة تغيّر شكل التعليم عندنا، تبدّلت المناهج، وتقدّمت التكنولوجيا، وظهر ما يسمّى بالمنظومة الحديثة، لكن شيئًا واحدًا لم يتغير… الإنسان. فالطفل الذي لم يُهَيّأ، والمعلم الذي لم يُدرَّب، ووليّ الأمر الذي فوجئ بما لا يفهمه، جميعهم وجدوا أنفسهم داخل تجربة أكبر منهم، تجربة تبدو متطورة على الورق لكنها متعبة على الأرض.

أردنا أن ندخل التعليم عصر الحداثة قبل أن نُدخل الإنسان نفسه في التجربة. أردنا أن نلحق بالعالم بينما نسينا أن الخطوة الأولى تبدأ من الداخل، من النفس، من التربية، من الوعي الذي يسبق كل تطور. وهكذا أصبح المشهد مضطربًا، كمن يبني بيتًا بأدوات ذهبية على أرض غير ممهدة… فيبدو البيت جديدًا، لكنه لا يصمد.

لم تكن المشكلة في الكتب ولا في الامتحانات ولا في شكل الفصول. المشكلة كانت في الفلسفة. يوم قررنا أن نغيّر طريقة التعليم بينما تركنا التربية تتآكل بصمت. المعلم الذي كان قدوة أصبح منهكًا، يواجه نظامًا لا يعرف كيف يحتويه. والطالب الذي كان يدخل المدرسة ليبحث عن معنى أصبح يدخلها ليواجه قلقًا لا يعرف سببه. ووليّ الأمر الذي كان سندًا أصبح يسير في طريق لا يرى بدايته ولا نهايته.

سقطت التربية قبل أن يسقط الدرس، وتاه التعليم لأنه فقد بوصلته. فما قيمة العلم إذا غابت عنه الروح؟ وما فائدة التطوير إذا دخل الطفل المدرسة حاملًا خوفًا بدلًا من شغف؟ وما جدوى المنظومة الحديثة إذا كان الإنسان القديم لم يُعَدّ لها بعد؟

التعليم ليس سباقًا في تغيير المناهج، ولا استعراضًا للأجهزة، ولا ضوءًا يلمع فوق منصة. التعليم هو الإنسان، وهو القلب الذي يحتضن الفكرة قبل أن تصل إلى العقل، وهو السلوك الذي يتربى قبل أن تُفتح أول صفحة في الكتاب. التعليم رحلة أخلاقية قبل أن يكون رحلة معرفية، وهو بناء للضمير قبل بناء الدروس.

إن خسارتنا الكبرى اليوم ليست في مستوى التحصيل ولا شكل الامتحان، بل في أننا نُخرج جيلًا يعرف الكثير ولا يشعر بشيء. جيلًا يحفظ المعلومات لكنه لا يعرف كيف يضعها داخل ضمير حي، ولا كيف يرى الإنسان قبل المادة، ولا كيف يفهم أن العلم رسالة وليس عبئًا.

وبداية الإصلاح لن تأتي من تعديل المناهج، بل من إعادة الروح إلى الإنسان نفسه: معلم يشعر بقيمته قبل أن يُطلب منه العطاء، وطفل يجد من يفهمه قبل أن يحاسبه، ووليّ أمر يعرف الطريق بدلًا من أن يسير فيه معصوب العينين. نريد مدرسة تُعيد تشكيل النفس قبل شرح الدرس، وتزرع الأخلاق قبل أن تقدّم المعلومة، وتُعيد للتربية مكانتها التي كانت أصل كل شيء.

وعندها فقط… حين يعود الإنسان إلى قلب العملية التعليمية، سيصبح الطريق واضحًا، وسيعود التعليم كما يجب أن يكون: بناءً للعقل، وتزكيةً للروح، وتأهيلًا لجيل يعرف أين يقف… وإلى أين يسير.

 

مقالات مشابهة

  • الأردن.. الأميرة رجوة الحسين تحضن ولي العهد بصورة الملك والعائلة تنشرها الملكة رانيا العبدالله
  • د. هبة عيد تكتب: نعيب زماننا والعيب فينا
  • عاجل | الملكة رانيا تشارك صورة عائلية وتوجه رسالة سلام وأمل
  • اسماء عبدالعظيم تكتب: «حين سبقنا التطوير.. ونسينا الإنسان»
  • المرأة العربية تعقد ورشة عمل إقليمية لمناقشة تطوير قوانين الأسرة
  • عاجل| الملكة رانيا تهنئ “النشامى” بعد التأهل إلى نصف نهائي كأس العرب
  • عصام عجاج: 750 حالة طلاق باليوم.. و1500 طفل يفقدون ججرعاية الأب
  • دعم النساء.. مركز الملك سلمان قدم خدمات لـ200 مليون امرأة في 79 دولة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يُشارك في إطلاق صندوق الأمم المتحدة للسكان لتقرير العمل الإنساني لعام ٢٠٢٦م
  • خليفة الإنسانية تقيم العرس الجماعي الثاني في الشارقة بمشاركة 1100 عريس وعروسة