صدى البلد:
2025-07-27@00:33:08 GMT

هند عصام تكتب: نفرت .. حاكمة النساء

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

لكل شيء نهاية إلا الحديث عن تاريخ ملوك وملكات مصر الفرعونية القديمة فكلما أعتقدنا إننا قد أوشكنا علي الإنتهاء يتضح لنا أنه ما زال بعد وبعد لدرجة أيقنا أن الحديث عن تاريخ مصر الفرعونية القديمة ليس له نهاية ، أعظم وأقدم حضارة في العالم لم ولن تندثر أبداً ، وبما إننا أخذنا الحديث منذ فترة نحو ملوك الأسرة الثانية عشر فيجب علينا ألا نتلاشى الحديث عن ملكات هذه الأسرة فجميعنا نعلم دور المرأة المصرية الفرعونية القديمة ومادا تأثيرها في أمور ومجريات الحكم وسياسة الدولة وكما ذكرنا من قبل أن الرجل تعالى العروش ولكن في حقيقة الأمر النساء وحدها من تحكم.


ووقع الاختيار علي الملكة نفرت الثانية ، و هي ملكة مصرية قديمة من الأسرة الثانية عشرة ، و كانت ابنة الملك أمنمحات الثاني وشقيقة الملك سنوسرت الثاني.
وكانت الملكة نفرت زوجة الملك سنوسرت الثاني ، أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة في الدولة الوسطى (1897-1878 ق.م). اشتهرت بجمالها وحكمتها، وكان لها دور بارز في دعم الاستقرار السياسي والاجتماعي خلال فترة حكم زوجها
.
وعندما تزوجة من الملك  «سنوسرت الثاني» حينها قيل عنها هي السيدة التي كانت شهرتها تفوق جمالها،و كان لها تمثال شهير والذي عُثر عليه في «تانيس» وهو عبارة عن  صورة حقيقية لها، والنقوش التي نقشت على عرش التمثال هي؛ الأميرة الوراثية، والحظية العظيمة، والممدوحة كثيرًا، والزوجة الملكية، وحاكمة النساء، وبنت الملك من جوفه، «نفرت» (ومعني اسمها الجميلة، وربما سميت بهذا الاسم رغبة في أن يغطي اسمها على قبح منظرها)، ومن ذلك نعلم أن الملكة نفسها كان لها حق ولاية الملك، وذلك ما يفسره ذلك اللقب غير العادي «حاكمة النساء» الذي أعطيته، وقد اتخذ هذا الفرعون عادة غريبة في بابها في نظرنا، وإن كانت طبعية وعادية عند الأسرة المالكة. تلك هي عادة تزوُّج الملك من أخته، ولا شك في أن مثل هذا العمل كان يقوِّي مركزه على عرش البلاد،  وبالرغم من ذلك ومن المدهش  نجد أن فراعنة هذه الأسرة كانوا أشداء أقوياء الجسم علي عكس العالم الحديث والعواقب الوخيمة التي تنتج عن زواج الأقارب. و ذكرت هذه الملكة نفسها  وابنتها «حتشبسوت» على لوحة جنازية لموظف اسمه «إي»، وهو يخبرنا أن زوجته كانت الأميرة «حتشبسوت» بنت الملكة «نفرت» المرحومة (Lange and Schafer, “Grab und Denkstein”, No. 20394)، وكذلك نجد ذكر الملكة «نفرت» وأختين أخريين إحداهما تسمى «نفرت» والثانية «إتا كايت» على بردية من اللاهون (A. Z. Vol. XXXVIII, P. 91).

و يُعد تمثال الملكة نفرت، المكتشف في تانيس والذي يعود إلى عصر الدولة الوسطى (الأسرة الثانية عشرة، حوالي 1897-1878 ق.م)، أحد الشواهد البارزة على تقدير المصريين القدماء للأم. 
و يتميز التمثال بملامح فنية مستوحاة من تماثيل الدولة القديمة، حيث تظهر الملكة وهي ترتدي شعرًا مستعارًا باروكة على هيئة المعبودة حتحور، التي كانت رمزًا للأمومة والخصوبة.

وكان التمثال يجسد الملكة نفرت وهي تجلس  في وضع يعكس الوقار والهيبة، حيث تضع يدها اليمنى على ركبتها، بينما تستند يدها اليسرى على ذراعها الأيمن، في إيماءة تحمل معاني الرعاية والحماية. 
وكانت النقوش المحفورة على الكرسي الذي تجلس عليه تخلّد ألقابها، بألقاب مميزة وهي :
"النبيلة""المفضلة""المثنى عليها""حبيبة الملك"
و تجسد هذه الألقاب المكانة المرموقة التي تمتعت بها الملكة نفرت، ليس فقط كزوجة للملك، بل أيضًا كرمز للحكمة والعطاء، مما يعكس مكانة الأم في المجتمع المصري القديم.
وعكس  تمثال الملكة نفرت عمق التقدير الذي حظيت به الأم في الحضارة المصرية القديمة، حيث لم تكن مجرد شخصية عائلية، بل كانت رمزًا للقوة والرعاية والمحبة. 
و يُبرز التمثال براعة المصريين في فن النحت، حيث تظهر التفاصيل الدقيقة لملامحها وثيابها، ما يجعل التمثال أحد أبرز القطع المعروضة بالمتحف.

طباعة شارك الملكة نفرت الثانية المرأة المصرية الملك أمنمحات الثاني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المرأة المصرية الأسرة الثانیة

إقرأ أيضاً:

حين تكتب عن الجوع وأنت جائع

غزة- متى يبدأ يوم الجائع؟ هل يكون مع شروق الشمس كغيره من البشر؟ أم في الليل، حين يأوي الإنسان إلى فراشه بلا طعام، وتحاصره أسراب البعوض، وتطارده أصوات القصف، وتلاحقه طائرات الاستطلاع التي تكاد تلامس رؤوس الخيام؟ وحينها يطلب بطنه الطعام، فيشعر بالهزال الشديد ويبحث عن أي شيء يسد رمقه، فلا يجد.

وفي الصباح، بعد ليلة بلا نوم، أسأل نفسي كحال كثيرين في قطاع غزة، سؤالا متكررا "ماذا سنأكل اليوم؟"، وتظل الخيارات محدودة ومتواضعة، وغالبا ما تتراوح -لعائلة كاملة- بين صحن من العدس بلا خبز، أو خبز بلا عدس، فالمُر الذي يتجرَّعه الناس في غزة يعيشه الصحفيون بطعم أمر وأشد قسوة، فهم غالبا ما يحكون معاناة الآخرين وينسون أنفسهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وكالة بيت مال القدس: تنفيذ أكثر من 200 مشروع لتعزيز صمود الفلسطينيين بالضفة والقدسlist 2 of 2غارديان: الكلمات وحدها لا تكفي لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزةend of list

قبل اتخاذ القرار، تبدأ طقوس البحث اليومية عن الطعام: اتصالات بالأقارب والمعارف في مناطق مختلفة للسؤال عن أسعار الدقيق، أو العدس، أو الأرز، إن وُجد أصلا. ثم ينزل أحد أفراد الأسرة للسوق القريب، بحثا عمّا يمكن شراؤه.

ما يتوفر

قبل أسبوع أو أكثر، كانت بعض السلع متوفرة بأسعار باهظة. اليوم، اختفت معظمها من الأسواق، وإن ظهرت فإن أسعارها باتت فاحشة، إذ يفوق سعر كيلو الدقيق 30 دولارا، وسائر المواد الغذائية على المستوى ذاته.

ومع ندرة السيولة النقدية، وتعطّل البنوك، يغدو سحب المال مغامرة في حد ذاتها. فمن أراد أخذ 75 دولارا من حسابه البنكي، لا يستلم فعليا إلا 40 دولارا تقريبا، بسبب عمولات السوق السوداء التي وصلت إلى 44%، وهذا يعني أيضا أنك تدفع نحو 44 دولارا ثمنا لكيلوغرام واحد من الدقيق، وليس 30 دولارا.

هذا النزيف المالي يفاقم المجاعة في قطاع غزة، فمعظم العائلات باتت دون دخل، باستثناء فئة محدودة من الموظفين أو الأسر التي تتلقى تحويلات خارجية، لكنها أيضا لا تتسلمها نقدا، بل تخضع لنظام السحب عبر السوق السوداء، حيث تتآكل القيمة الشرائية للنقود إلى أقل من النصف.

إعلان

وعندما تُقرر أخيرا شراء كيلوغرام من العدس أو الدقيق، تبدأ معركة أخرى: هي الطهي.

فغاز الطهي لم يعد متوفرا بأمر الاحتلال، والبديل هو الحطب، الذي ارتفع سعره إلى نحو 4 دولارات للكيلوغرام، ومع كل طهي، تُضاف تكلفة الحطب إلى فاتورة الوجبات اليومية.

أما الخبز، فلا تتخيله كما كان يوما: رغيفا كبيرا طريا شهيا، يملأ اليد ويفتح النفس، فما لدينا اليوم أشبه بـ"رُقاقة" أو "فرشوحة" كما يسميها أهل غزة، تُفرد بعناية، لتُطيل حجم العجين، وتؤخر نفاد المال.

الناس في غزة يموتون جوعا ويتزاحمون عند الجمعيات الخيرية لنيل الفتات من الطعام (الأناضول) كل لوحده وحصته

ولا يجلس أفراد الأسرة إلى مائدة طعام كما بالسابق، بل يأخذ كل واحد حصته القليلة بصمت، إما أن يأكلها في وجبة واحدة، أو يقسمها على وجبتين تمتدان ليوم كامل، والبعض بدأ يفطر في منتصف النهار فقط، توفيرا للطاقة.

أما الشاي أو القهوة، فهي من الكماليات، وإن توفّر الشاي، فلن تجده مصحوبا بالسكر، الذي أصبح سلعة نادرة. أما الملح، فلا يزال متوفرا -رغم تضاعف سعره 10 مرات- لكنه ضروري، يذوّبه الناس في الماء ويشربونه، لتفادي الدوار وفقدان التوازن وانخفاض ضغط الدم، الناتج عن نقص الصوديوم.

أولادك هم المأساة الكبرى، تنظر إليهم، فتقرأ الجوع في عيونهم، وفي نحول أجسادهم؛ قدرتهم على "الدراسة المنزلية" تضعف، وأذهانهم تتثاقل مع استمرار نقص الطعام.

إلى هنا، قد تبدو الأمور قابلة للتحمّل، لكن ما لا يعلمه كثيرون أن حياة الحرب تتطلب منك بذل جهد بدني هائل، أكثره في تعبئة أوعية الماء والجري وراء العربات التي تحمله، وسط الحر الشديد، والمشي مسافات طويلة على الأقدام في ظل انعدام أو قلة وسائل المواصلات.

هذا الجهد اليومي القاسي، دون طعام كافٍ، يجعل أجسادنا تضعف ببطء، تفقد توازنك إن نهضت فجأة، وتشعر بالدوخة من مجرد خطوتين.

نتيجة شحه والموت في سبيل الحصول عليه، يصل سعر كيلوغرام من الطحين لأكثر من 30 دولارا (رويترز) تآكل الجسد

ونتيجة لكل ما سبق، تبدأ بالشعور بنتائج هذه الحمية الإجبارية، نقص كبير في الوزن، لا تدري هل هو حرق للدهون أم تآكل للعضلات؟

منذ بداية الحرب وأنا أراقب نفسي في المرآة دون أن أحتاج إلى ميزان، فقد خسرت 12 كيلوغراما في شهور النزوح من غزة، ثم فقدت 6 أخرى مؤخرا مع اشتداد الحصار، ولا أظن أنني وصلت إلى القاع بعد، فالكل يفقد وزنه هنا، من دون استثناء: الكبار والصغار، النساء والرجال.

وفي نهاية اليوم، تعود إلى الفراش ذاته، هزيلا، وتغمض عينيك، وتحلم -كأي جائع- برغيف خبز.

مقالات مشابهة

  • تمثال يمني نادر يعود إلى الواجهة بعد نصف قرن من التهريب.. رحلة أثرية من
  • سرب آلاف الصور.. اختراق تطبيق «Tea» لتبادل الحديث بين السيدات والرجال
  • تمثال يمني نادر في معرض دولي بلندن
  • «فيفرو»: اللاعبون الكبار يخشون «عواقب الحديث»!
  • باحث يكشف عن رحلة تنقل تمثال أثري يمني في المزادات العالمية
  • النخيل في الخليج.. بين الأصالة والتراث وتحديات التخطيط الحضري الحديث
  • كانت مخبأة بملابس مسافرَين.. إحباط محاولتين لتهريب أكثر من 69 ألف حبة من “الكبتاجون” بمطار الملك خالد الدولي
  • دراسة جديدة: الكروموسوم X الثاني لدى النساء.. ما دوره المحتمل في الإصابة بالأمراض؟
  • حين تكتب عن الجوع وأنت جائع
  • مطار الملكة علياء الدولي يسجل أعلى حركة مسافرين نصف سنوية منذ تأسيسه