تستضيف مدينة إسطنبول التركية، اليوم الأربعاء، جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وتوقع الكرملين مفاوضات "صعبة جدا" مع كييف، في حين أكد مصدر أوكراني أنّ كييف مستعدّة للموافقة على وقف لإطلاق النار، لكن نتائج المباحثات تبقى رهن اتخاذ روسيا "موقفا بنّاء".

وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية لوكالة الأناضول إن المحادثات ستُجرى في قصر تشيراغان بمدينة إسطنبول بداية من السابعة مساء اليوم بالتوقيت المحلي (الرابعة عصرا بتوقيت غرينيتش).

ومن المنتظر أن يشارك في الاجتماع من جانب تركيا، التي تقود الوساطة بين الطرفين، وزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن ورئيس هيئة الأركان متين غوراك.

وسيحضر الاجتماع من الجانب الروسي فلاديمير ميدينسكي مستشار الرئيس الروسي، وميخائيل غالوزين نائب وزير الخارجية، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية إيغور كوستيوكوف، وألكسندر فومين نائب وزير الدفاع.

في حين سيحضر من الجانب الأوكراني سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع رستم عمروف، وسيرغي كيسليتسيا نائب وزير الخارجية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، "من المقرر إجراء محادثات هذا المساء.. لا أحد يتوقع مسارا سهلا. ستكون صعبة جدا"، مجددا تأكيده أنّ المقترحات التي قدّمتها الأطراف المتحاربة لإنهاء النزاع "متعارضة تماما".

من جهته، أعرب مصدر في الوفد الأوكراني عن أمله في مقاربة روسية "بنّاءة"، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "يعتمد كلّ شيء على ما إذا كانت روسيا ستتوقف عن اعتماد لهجة الانذارات وتتخذ موقفا بنّاءً"، مضيفا أنّ "هذا سيحدّد ما إذا كان بالإمكان تحقيق نتائج في هذا الاجتماع".

وهذه الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، وفشلت المفاوضات السابقة في تحقيق أي اختراق، واكتفى الطرفان باتفاقيات لإخلاء سبيل آلاف الأسرى من كلا الجانبين، وإعادة جثث جنود.

إعلان مواقف متعارضة

وتأتي الجولة الجديدة لمفاوضات إسطنبول بعد ضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أمهل روسيا 50 يوما للتوصل إلى اتفاق مع كييف وإلا فستواجه عقوبات صارمة.

ويبدو أن احتمال إحراز تقدم يذكر ما زال محدودا، إذ إن مواقف الجانبين متعارضة بشكل كبير.

وقدمت روسيا قائمة مطالب تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من 4 مناطق أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر/أيلول 2022، لكنها لا تسيطر عليها بالكامل، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في العام 2014، وطلبت من كييف رفض كل أشكال الدعم العسكري الغربي، وعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

قوات روسية تطلق نيرانها تجاه الأراضي الأوكرانية (أسوشيتد برس)

وترفض أوكرانيا هذه الشروط وتطالب بانسحاب كامل للقوات الروسية من أراضيها وضمانات أمنية من الغرب تشمل استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوات أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو.

وتُصر كييف كذلك، بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين، على ضرورة وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما، وهو ما ترفضه موسكو المتفوقة ميدانيا.

وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إلى أنه يتوقع مناقشة عمليات تبادل جديدة مع موسكو وإعادة أطفال أوكرانيين نُقلوا قسرا إلى روسيا، معربا عن رغبته في "التحضير لاجتماع" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أجل "وضع حدّ فعلي لهذه الحرب".

طلب ألماني

من جانب آخر، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن برلين تسعى للحصول على "التزام ثابت" من الولايات المتحدة بشأن الحصول على بدائل سريعة لأنظمة الدفاع الجوي الأميركية "باتريوت"، التي تعهّدت ألمانيا ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتسليمها لكييف.

وأضاف بيستوريوس، في تصريحات اليوم الأربعاء، "نتوقع أن يوضح حلف شمال الأطلسي مجددا للولايات المتحدة التي تصنّع أنظمة باتريوت، أنّ الدول التي تسلّم هذه الأنظمة (لكييف) يجب أن تحصل على أنظمة جديدة خلال بضعة أشهر".

وأضاف أنّ هذا "الالتزام" يجب أن يكون "ثابتا"، مشيرا إلى أنّ المدة القصوى للحصول على بدائل يجب أن تكون بين 6 و8 أشهر.

ترامب رفض تسليم أسلحة بشكل مباشر لأوكرانيا ووافق على بيع أسلحة لحلفاء يسلمونها لكييف (غيتي)

وأشار الوزير الألماني إلى أنّ استبدال هذه الأسلحة ضروري لأنّه من المهم أن "تتمكّن الدول التي تنقلها، من الاستمرار في الوفاء بالتزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي وألا تنشأ أي ثغرات في أمن الحلف".

وأعلن الرئيس الأميركي والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الاثنين، مشروعا مهما بالنسبة لأوكرانيا يتمحور حول شراء الحلفاء الأوروبيين وكندا أسلحة أميركية، خصوصا أنظمة "باتريوت" المتقدمة، وتسليمها لأوكرانيا.

وتعهّدت ألمانيا بتسليم أوكرانيا نظامي "باتريوت" اللذين يعدان من أفضل أنظمة الدفاع، نظرا لقدرتهما على إسقاط طائرات مسيّرة وصواريخ.

من جهتها، أعربت النرويج وهولندا والدانمارك والسويد عن استعدادها للمشاركة في تمويل صفقات باتريوت لأوكرانيا، في وقت يرفض ترامب تسليم هذه الصواريخ بشكل مباشر لكييف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات حلف شمال الأطلسی

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع ورئيس الأركان يهنئان الرئيس المشاط بعيد الـ ٣٠ من نوفمبر المجيد



فيما يلي نصها:-

بقلوب ملؤها الفخر والاعتزاز، وبروح الإيمان والولاء، نتقدم إلى مقامكم الكريم باسم قيادة وزارة الدفاع وكل أبناء قواتنا المسلحة البواسل المرابطين في البحار والسهول والجبال والوديان بأصدق التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة احتفالات شعبنا اليمني الحر بالذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م.

في هذه اللحظة التاريخية، نستحضر بطولات الأجداد وملاحم التحرير ونعتز بها ونفاخر اليوم بقيادتنا الحكيمة ممثلة بالسيد العلم المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه الذي يواصل مسيرة العز والكرامة لوطننا وأمتنا .. سألين الله العلي القدير أن يحفظكم وأن يمدكم بالصحة والعافية، وأن يوفقكم في قيادة هذا الشعب نحو بر الأمان والتحرير، وأن ينصرنا على أعداء الوطن والأمة.

إن ذكرى الثلاثين من نوفمبر المجيدة ليست مجرد احتفالاً بالماضي، بل هي تجسيداً حياً لإستمرار النضال عبر الأجيال، فكما واجه أجدادنا المحتل البريطاني البغيض بإيمان راسخ لا يتزعزع وإرادة صلبة لا تلين، ها نحن اليوم على دربهم سائرون نواجه المؤامرات الدنيئة التي تحاك ضد وطننا وأمتنا من قبل أحفاد ذلك المحتل وأذنابه من قوى التحالف والصهاينة ومرتزقتهم، بنفس الإرادة الفولاذية والإيمان الراسخ.. ونحن على ثقة تامة أن قضيتنا العادلة ومشروعنا القرآني العظيم كفيلان بهزيمة أعتى قوى الاستكبار، فكما هزمنا من قبل الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فالنصر لنا بإذن الله، لأننا في طريق الحق وهم في طريق الباطل.

إن قيادة وزارة الدفاع وجميع المرابطين في قواتنا المسلحة الشجاعة، يعلنون لقائد الثورة السيد العلم المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه ولكم ولاءهم المطلق، وثباتهم على العهد، واستعدادهم التام لتنفيذ كل التوجيهات الحكيمة، والذود عن حياض الوطن ووحدته، وحماية مكتسبات الثورة والجمهورية، مؤكدين لكم أن جميع وحداتنا العسكرية وقواتنا البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي وقوتنا الصاروخية وطيراننا المسير تقف في أعلى درجات الاستعداد والجاهزية متسلحة بالإيمان ومعتمدة على الله ومتوكلة عليه، مدعومة بإرادة أبناء الشعب اليمني الحر الأبي، مؤيدة بحق الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات .. ولتعلم قوى الاستكبار العالمي وأذنابها أن جيش اليمن العظيم أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى، وسيكون القادم عليهم شديداً وقاسياً، كوننا لن نتردد في سبيل انتزاع حقنا والدفاع عن سيادة وطننا ووحدته ومقدراته من استخدام كافة القدرات والامكانات العسكرية.

نكرر التهنئة لقيادتنا الثورية ولكم ولكل أبناء شعبنا الأبي بهذه المناسبة الوطنية الغالية شاكرين لكم دعمكم الدائم ومتابعتكم المستمرة لأبناء هذه المؤسسة وبناء قدراتها وإمكاناتها لمواجهة الأعداء وبما يتناسب مع تطورات العصر.. مؤكدين لكم ولشهدائنا الأبرار ولكل المناضلين الشرفاء أننا سنظل على دربهم سائرون جنوداً أوفياء لهذا الوطن وقيادته المباركة، حاملين راية الشهادة والكرامة، سائرين على درب النصر والتحرير، موقنين ان النصر آت لا محاله وأن بعد الصبر الفرج.

رحم الله شهداءنا الأبرار، ونسأله الشفاء العاجل لجرحانا،

والحرية القريبة لأسرانا، والمجد والخلود ليمننا الحبيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات مشابهة

  • كييف رفضت التنازل عن أراضي.. هل فشلت محادثات فلوريدا بين أمريكا وأوكرانيا؟
  • «بدون كييف».. مركز الدانوب ووسط أوروبا: مفاوضات بوتين وترامب بشأن أوكرانيا تُجرى بسرية
  • الرئيس السيسي يبدأ جولة تفقدية بـ إيديكس 2025
  • محاولة اغتيال في القرم.. روسيا تتهم كييف وتكشف التفاصيل
  • صعبة لكن بناءة.. مصدر يقيم وضع محادثات فلوريدا بين أمريكا وأوكرانيا
  • تركيا: روسيا وأوكرانيا مستعدتان للسلام
  • وزير خارجية روسيا: أوروبا استبعدت نفسها من المفاوضات بشأن أوكرانيا
  • واشنطن بوست: زيلينسكي يواجه ضغوطًا أمريكية جديدة لحل النزاع مع روسيا
  • وزير الدفاع ورئيس الأركان يهنئان الرئيس المشاط بعيد الـ ٣٠ من نوفمبر المجيد
  • هجوم روسي واسع على كييف يقتل ويصيب العشرات في ظل مفاوضات لإنهاء الصراع (شاهد)