أخذت إسرائيل خطوة متقدمة في إطار مخططها لضم الضفة الغربية المحتلة بعد تصويت الكنيست وتأييده مشروع قانون يهدف إلى ذلك، كان قد قدمه أعضاء في الائتلاف اليميني الحاكم، مما يثير تساؤلات بشأن دلالات الخطوة وتوقيتها.

ولا يعد مشروع هذا القانون نافذا، بل هو إعلان موقف، كما لا يعد ملزما للحكومة الإسرائيلية المخولة حصرا باتخاذ خطوة ضم الضفة وغور الأردن إلى إسرائيل.

لكن الخطط الإسرائيلية لم تعد خافية على أحد، في ظل تصريحات مسؤولين إسرائيليين بارزين نيتهم "فرض السيادة" على الضفة الغربية، إذ بدأت -وفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى- قبل الحرب على غزة عبر حزمة من القرارات والقوانين.

وفي تلك الفترة، شرعت إسرائيل في بناء الأساس القانوني لعملية الضم عبر الاستيطان وقضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين من الضفة، حسب حديث مصطفى لبرنامج "ما وراء الخبر".

وفي إشارة إلى عملية تحضير الأرضية اللازمة لضم الضفة، أقرت إسرائيل 22 قانونا قبل حرب غزة، وأبرزها قانون فك الارتباط عن قطاع غزة وشمالي الضفة، في وقت تعتمد فيه الحكومة الإسرائيلية على "مليشيات استيطانية إرهابية"، للاعتداء يوميا على فلسطينيي الضفة.

وبناء على هذه التطورات، صار اليمين في المرحلة النهائية لضم الضفة بعدما سرّعت الحرب من العملية، معولا على وجود الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، وقد يقدم على ذلك "عندما ينتهي من تهجير سكان قطاع غزة" كما يقول مصطفى.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد وصفت تصويت الكنيست على فرض السيادة على الضفة بأنه إجراء باطل لا شرعية له، وأنه يشكل تحديا للقوانين والقرارات الدولية.

ودعت حماس -في بيان- جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة إلى الوحدة والتكاتف وتصعيد المقاومة بكل أشكالها، ودعت في الوقت نفسه المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إدانة هذه الخطوة الباطلة ووضع حد لرعونة الاحتلال.

إعلان

استكمال لإبادة غزة

ويأتي تأييد الكنيست في إطار جزء من عملية ممنهجة واستكمالا لحرب الإبادة على غزة، عبر مجموعة من القوانين والقرارات السابقة وفق الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي.

ويشير البرغوثي إلى قانون القومية الذي أعطى لإسرائيل "حق تقرير مصير فلسطين التاريخية لليهود"، وقانون آخر يمنع قيام دولة فلسطينية وثالث لضم القدس وتهويدها.

وتكرر الحركة الصهيونية "ما فعلته عام 1948 لكن بطريقة مختلفة بهدف ضم كل فلسطين"، إذ تحولت إسرائيل إلى الفاشية، وبددت أي إمكانية لحل وسط مع الشعب الفلسطيني ولا توجد إمكانية لقيام دولة فلسطينية وتمزيق اتفاق أوسلو.

ووفق البرغوثي، فإن ما يحدث استمرار لما قام به ترامب في ولايته الرئاسية الأولى عندما اعترف بضم القدس لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، وألغى القنصلية الأميركية التي تتعامل مع الفلسطينيين، مكرسا ضم القدس والجولان في إطار ما عُرف بـ"صفقة القرن".

من يوقف إسرائيل؟

وفي ظل عدم فرض عقوبات عليها، لا تأبه إسرائيل إلى الموقف الغربي باستثناء الموقف الأميركي، إضافة إلى الموقف العربي الذي تخشاه كثيرا "إذا كان موقفا حازما يرافقه خطوات تنفيذية"، حسب مصطفى.

بدوره، أعرب البرغوثي عن قناعته بعدم جدوى تمسك الغرب بـ"حل الدولتين" في ظل عدم فرض عقوبات على إسرائيل بسبب جرائم الإبادة والتجويع والضم والتهويد والاستيطان.

وتفرض هذه التطورات المتلاحقة على الفلسطينيين -حسب البرغوثي- ضرورة إجراء مراجعة شاملة والتخلي عن اتفاق أوسلو الذي وقعت عليه مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 ثم مزقته.

وكذلك وقف كافة أشكال التطبيع مع تل أبيب وقطع العلاقات معها، بعد زوال وهمي "الحل الوسط مع الحركة الصهيونية" و"قيام الولايات المتحدة بدور الوسيط".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ضم الضفة

إقرأ أيضاً:

مشروع قانون لتشديد عقوبة نشر الشائعات بمصر.. ونقابة الصحفيين تحذّر

أثار اتجاه الحكومة المصرية لتشديد عقوبات "جرائم الأخبار الكاذبة"، جدلًا في مصر، وسط مطالبات بضرورة إتاحة حرية تداول المعلومات قبل تشديد الغرامات في القانون، وسط مخاوف من تحول مشروع القانون إلى ذريعة لملاحقة الصحفيين.

وطالب رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي بـ"إعداد تعديلات جديدة على قانون العقوبات، لمواجهة الشائعات"، ووجّه خلال اجتماع للحكومة المصرية، بـ"أن تكون تعديلات القانون بما يحقق مستوى كافيًا من الردع ويكفل الحد من انتشار الجرائم"، حسب إفادة لمجلس الوزراء المصري.

زيادة الغرامات لضمان الردع
ورغم إقرار الحكومة بأن الإطار التشريعي الحاكم لمواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة يعد كافيًا في الوقت الحالي لتحقيق الردع الفعال، إلا أنها بررت مناقشة مقترح زيادة الغرامات المقررة بسبب عدم كفاية ما هو مفروض حاليًا لضمان ردع الشائعات ونشر الأخبار الكاذبة.

وعلى إثر ذلك، سارع خالد البلشي نقيب الصحافيين، لانتقاد بيان مجلس الوزراء، مبدياً عدة ملاحظات على ما ورد فيه من معلومات، وكتب منشورًا على صفحته في "فيسبوك"، قائلًا: "بدا لي من البيان أن المجلس اختار الطريق العكسي لمواجهة الشائعات، وهو البداية بتغليظ الغرامات، رغم أن الدستور المصري رسم لنا مسارًا واضحًا لذلك، عبر إقرار قوانين مكملة للنصوص الدستورية الخاصة بحرية تداول المعلومات، ومنع العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر، ووقتها يمكننا مناقشة زيادة الغرامات، ومدى الاحتياج له، بشرط ألا تصبح هذه الزيادة طريقًا للحبس، من خلال المبالغة في تغليظها بدعوى الردع أو تؤدي إلى إغلاق الصحف، فتصبح أداةً لنشر الشائعات بدلًا من وقفها، بعد أن نفقد سلاحنا الأول لمواجهة الشائعات".



وأكد أن بداية الطريق لمواجهة الشائعات هي إتاحة المعلومات عبر قانون يمكن الصحافيين والمواطنين من الوصول الحر إلى المعلومات، وإلزام المصادر الرسمية بتقديمها عند طلبها، وهو ما سيغلق الباب أمام انتشار الشائعات.

مخاوف من فرض قيود على الصحافيين
وتابع البلشي: "قدم الدستور المصري صياغة متكاملة لمواجهة الشائعات عبر النص على ضرورة إتاحة المعلومات وتنظيم تداولها بحرية، بما يتيح لناقلي المعلومات بل ويلزمهم بتصحيح أي معلومة غير دقيقة، وإلا تعرضوا للعقوبة، وكذلك عبر رفع القيود على العمل الصحافي، وتحرير الصحافي من المخاوف بمنع العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر".
 
أين الإشكالية؟ النقد أم المعلومة؟
رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، حاول أن يخفف من وطأة المخاوف، وبين أن نوايا حكومته وراء إجراءات تشديد عقوبات "نشر الأخبار الكاذبة"، قائلًا، إن: "الحكومة ترحب بحرية الرأي وأن الإشكالية ليست في النقد ذاته، بل في المعلومات غير الدقيقة التي يجري تداولها دون سند، والتي يمكن أن تُلحق أضرارًا مباشرة بالاقتصاد القومي".



وكان آخر من أحيل إلى المحاكمة في قضايا التعبير عن الرأي، رسام الكاريكاتير أشرف عمر، الذي اعتقل فجر يوم 22 تموز/يوليو الماضي، على خلفية عدد من رسومات الكاريكاتير التي تضمنت نقدًا للأوضاع العامة، كذلك أصدرت محكمة مصرية، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حكما بالسجن 5 سنوات ضد المفكر والخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق، بعد محاكمة قالت منظمات حقوقية إنها شابها العديد من المخالفات الإجرائية والقانونية، وذلك على خلفية اتهامات تزعم نشره أخبارًا كاذبة، بسبب آرائه وتحليلاته التي تسلط الضوء على السياسات والأوضاع الاقتصادية.

مشروع قانون مُكرر يوسع من نطاق عقوبة
وسبق في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أن أثار إحالة رئيس مجلس النواب علي عبد العال مشروع قانون مكافحة الشائعات إلى لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، عددا من التساؤلات حول أهمية هذا القانون في ظل وجود نصوص أخرى في المنظومة التشريعية المصرية التي تجرم ترويج الشائعات.

وينص مشروع القانون حينها على عقوبات سالبة للحرية تصل إلى السجن ثلاث سنوات والغرامة مئة ألف جنيه لكل شخص يثبت أنه وراء صنع أو ترويج أو نشر شائعة كاذبة، ويرجح أن يطال هذا القانون كل من ساهم في نشر "الشائعة" حتى لو كان بـعمل "شير" أو "ريتويت" على حساب من حسابات التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • الأردن يدين المصادقة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة في الضفة الغربية
  • قانون الجزيرة - إسرائيل: إغلاق مكاتب قنوات أجنبية بدون حالات طوارئ
  • أبو القنبلة النووية الأمريكية والإسرائيلية.. ماذا تعرف عن روبرت أوبنهايمر؟
  • مناقشة مشروع قانون المرور بالمجلس الشعبي الوطني غدا الاثنين
  • ألمانيا غاضبة.. عدد المستوطنات الإسرائيلية بالضفة يصل مستويات قياسية!
  • ماذا يعني إسقاط «قانون قيصر» عن سوريا؟
  • مشروع قانون في الشيوخ الأمريكي لفرض عقوبات على الحوثيين
  • في فترة عصيبة.. ماذا أراد الرئيس الإندونيسي من زيارته إلى باكستان وروسيا؟
  • مشروع قانون لتشديد عقوبة نشر الشائعات بمصر.. ونقابة الصحفيين تحذّر
  • وزير أيرلندي يدافع عن القيود التجارية المحدودة على المستوطنات الإسرائيلية