موقع النيلين:
2025-12-08@03:42:11 GMT

إلى حسبو البيلي

تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT

إلى حسبو البيلي
رأيت من الواجب على أن أستفيد من الزخم الذي أثرته مشكورا وأخرج من حالة الشخصنة إلى ساحة الحوار. هذه مقدمة لأطروحتي حول الحوار السوداني الداخلي. وأتمنى أن أرى طرحك بالمقابل.

الصراع على السلطة دوما يظهر أسوأ ما فينا كسودانيين خصوصا مع حالة الاستقطاب الحاد التي أوصلتنا الى الحرب والموت وفتحت الباب واسعا أمام التدخل الخارجي في شئوننا الداخلية.

وفي الواقع وصلنا إلى حالة من موت السياسة إلى الدرجة التي أصبحت الأحداث هي التي تقودنا جميعا وتحولنا إلى ردة فعل كسولة لا تنتج الحلول ولا المبادرات. وأظن أن حالتنا اليوم أسوأ بكثير من حالة (الثنائيات المدمرة) التي وصفها من قبل استاذي البروفسور التجاني عبدالقادر والتي أقعدت بلادنا منذ الاستقلال. فاليوم اصبح الوضع معقدا بصورة يلتفت فيها كل معسكر إلى داخله ويبدأ في تكميم الأفواه ورفع رايات الخيانة لأقل بادرة حديث منطقي حول القضايا الراهنة.

وصل الاستقطاب الى درجة لا يفصل فيها بين مسارات القانون والسياسة ونصب الخصوم أنفسهم قضاة بدل القضاة في مسعى لتجريم الخصوم وإلغائهم تماما. وتصاعد هذا الخطاب الى درجة رفعت التكلفة السياسية عاليا وتحولت اللقاءات التلفزيونية وورش العمل وحتى المؤتمرات العالمية مثل مؤتمر القاهرة للحوار السوداني السوداني إلى مجرد أركان نقاش تعلو فيها الاصوات من أجل اثبات كل طرف أنه المالك للحقيقة والحل وأنه الاكثر وطنية من بين الخصوم,

والحقيقة أن كل الاطروحات في الساحة لا تختلف كثيرا في العجز عن طرح الحلول وكلها مجرد اثبات موقف ورفع شعار. فحتى اليوم لم يتقدم طرف سياسي في السودان برؤية متكاملة حول الحرب وسبل ايقافها ومن ثم انهائها. كل واحد من الاطراف السياسية توقف عند تبيان موقفه من الحرب وتصوره لها ومن ثم رفع شعارا واحدا وتمترس خلفه وأفرغ جل همه بعد ذلك ليؤكد أن الطرف الآخر هو منبع الشرور.

كل السودانيين يشعرون تحت وطأة الحرب الراهنة بكثير من الحزن والخوف؛ الحزن على ما وقع من ازهاق للأنفس ودمار للممتلكات وتشريد للأسر؛ والخوف من المستقبل المجهول الذي سيطل برأسه في مرحلة ما بعد الحرب. وقد يتضاعف هذا الخوف نتيجة لما تفرزه أجواء الحرب من خطاب الكراهية، والانقسام المجتمعي، والاصطفاف السياسي العدمي. وقتها يفقد الجميع الثقة في كل شيء، وبذلك تكون الحرب قد تحولت من المستوى العسكري إلى المستوي الاجتماعي، وإلى تمزق كارثي في النسيج النفسي المتسامح، والانزلاق في خطر انحلال الرباط الوطني الجامع، وهو ما يعني -في المحصلة النهائية- السقوط الكامل للقواعد المادية والاجتماعية والنفسية التي يقوم عليها الوطن. ولكي نتجنب مثل هذا المصير فلابد من تحديد دقيق وأمين للمخاوف- سواء كان خوفاً حقيقياً أو متوهماً، ثم العمل على ازاحتها لتعود الحياة الاجتماعية والسياسية إلى مسارات التعافي الوطني والتدافع السلمي.

الدعوة للحوار السياسي هنا هي دعوة للخروج من حالة موات السياسة وإعادتها للعمل. هي ليست دعوة لتصالح السياسيين وجلوسهم على الطاولة بابتسامات صفراء ليعيدوا تقاسم الوطن سلطة وثروة. وانما دعوة للحوار حول الأسس والمباديء الوطنية التي تجعل الوطن فوق الجميع وتغلق الباب أمام أي تدخل خارجي مهما كان نوعه في شئون السودانيين الداخلية. ثم بعدها ننظر في الأسس التي تنقلنا من حالة الحرب إلى حالة السلم والاستقرار ومن حالة الصراع الصفري على السلطة إلى حالة التوافق الذي يسمح بفتح فرص لبناء وتأسيس مناخ حر للتنافس السياسي بعيدا عن أي وصاية من مال أو نفوذ أو سلطة أو سلاح.

التوافق المطلوب هو الحالة التي تستطيع فيها كل الفصائل السياسية أن تمارس حقها السياسي دون الحاجة إلى حمل السلاح. هو أقرب الى المناخ الذي يمنح فيه الجميع فرص متكافئة للوصول الى السلطة دون وصاية من سلاح أو مال او نفوذ، كما يتم فيه ضمان أن الجميع سيكون ممثلا في السلطة المستقبلية بصورة تكون فيه مصالحه مدافع عنها ومحمية. حد الأساس هنا يمكن النظر إليه كإعادة تأسيس لقواعد اللعبة السياسية في السودان ووضع الأسس التي تتيح للجميع بعدها التعبير عن مطالبهم والدفاع عن مصالحهم دون أن يكون لديهم مخاوف بشأن تهميشهم أو السيطرة والوصاية عليهم.

د. اسامة عيدروس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: من حالة

إقرأ أيضاً:

خمس حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين

يعلم الجميع أن التدخين ضار ويؤدي إلى العديد من العواقب الصحية، ولكن على الرغم من كل الأدلة العلمية التي تم جمعها لا تزال هناك مجموعة من المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول مصدر الضرر المرتبط بالتدخين.

ولا شك أن الخيار الأفضل لأي شخص هو الإقلاع تماماً عن التدخين واستهلاك النيكوتين، وأنه لم يفت الأوان لأي شخص لاتخاذ هذا القرار وإحداث هذا التغيير الجدري في حياته. ومن المعروف بالنسبة للأشخاص الذين نجحوا في الإقلاع عن التدخين أنهم يلاحظون تحسناً لافتاً في التنفس وحاسة التذوق والشم بعد أيام قليلة من الإقلاع. وفي غضون عام واحد على الإقلاع، ربما يكونون قد نجحوا في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

أما بالنسبة لأولئك الذي قرروا عدم الإقلاع عن التدخين، فلا بد من مساعدتهم عبر استخدام المنتجات البديلة القادرة على أن تكون أقل ضرراً من الاستمرار في التدخين،  وعلى الرغم من أنها تسبب الإدمان وليست خالية من المخاطر، إلا أنها توفر للمدخنين البالغين خياراً أفضل وأقل ضرراً من مواصلة التدخين.

وهنا تأتي أهمية معالجة الشائعات والمفاهيم المغلوطة المنتشرة حول البدائل الخالية من الدخان، وذلك من خلال تعريف المدخنين البالغين بهذه التقنيات والمنتجات الجديدة. فما هي الحقائق الخمسة التي يجب أن يعرفها الجميع عن التدخين والبدائل الخالية من الدخان؟

 

المشكلة الحقيقية تكمن في دخان السجائر

تقوم السيجارة المشتعلة بتوليد الدخان، ويحتوي هذا الدخان على مستويات مرتفعة جداً من المركبات الكيميائية، قامت الهيئات الصحية بتصنيف حوالي 100 مادة كيميائية منها على أنها ضارة او قد تكون ضارة. إن استنشاق الدخان بما يحتويه من تلك المركبات الكيميائية هو السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين.

 

الحقيقة حول النيكوتين

على عكس ما يشاع ويعتقده الكثيرون، فإن النيكوتين، على الرغم من أنه يسبب الإدمان وغير خالٍ من المخاطر، لا يعد السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين، إنما المستويات العالية من المواد الكيميائية المتولدة في دخان السجائر. ويعتبر النيكوتين مادة طبيعية تتواجد في العديد من النباتات بما فيها أوراق التبغ التي تحتوي على نسبة مرتفعة منه.

كما يعد النيكوتين واحداً من الأسباب الرئيسية التي تجعل الأشخاص يستمرون في التدخين إلى جانب العوامل الأخرى مثل الطعم والعادات والطقوس المرتبطة بالتدخين.

 

الإقلاع عن التبغ ومنتجات النيكوتين هو الخيار الأفضل

بعد امتصاص النيكوتين في الجسم فإنه يرتبط بمستقبلات محددة في الدماغ وغيرها غيرها من الناقلات العصبية، ويحفز عملية إطلاق مادة عضوية تسمى الدوبامين والتي تساهم في الشعور بالمتعة والسعادة، وبعد تكرار هذا التحفيز لمدة من الزمن بسبب وجود النيكيوتين يعتاد الدماغ على وجوده. وعند الإقلاع عن المنتجات المحتوية على النيكوتين تحصل عملية عكسية لذلك لدى الأشخاص.

على الرغم من أنه قد يبدو أنه من الصعب القيام بذلك، إلا أن الملايين من الأشخاص ينجحون كل عام في الإقلاع عن التدخين والتوقف عن استخدام منتجات التبغ والنيكوتين كلياً، ما يشكل الخيار الأفضل لصحتهم. وبالنسبة للمدخنين الذين يتخذون قرار الإقلاع عن التدخين ويحتاجون للمساعدة، هناك مجموعة واسعة من المنتجات الطبية وخدمات الدعم المتاحة من المتخصصين في مجال الصحة لمساعدتهم في رحلتهم للإقلاع عن التبغ والنيكوتين تماماً.

 

حقيقة القطران

عندما نسمع بكلمة القطران المرتبطة بالتدخين، نتخيل جميعاً تلك المادة السائلة اللزجة سوداء أو بنية اللون المستخدمة في تعبيد الطرق. لكن الحقيقة مختلفة تماماً عن هذا التصور، فالقطران هو مقياس وزن معياري تم اختباره آلياً لقياس معدل رواسب الجسيمات المتبقية من دخان السجائر بعد إزالة الماء والنيكوتين منها.

اقرأ أيضاًالمجتمعوزير “الموارد البشرية”: العمل التطوعي ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية

وتقوم المنتجات الخالية من الدخان بتسخين التبغ بدلاً من حرقه ما يجعل التركيب الكيميائي للهباء الجوي أو ألأيروسول الذي تولده مختلفاً اختلافاً جذرياً عن دخان السجائر. ويمكن لاستبعاد الدخان أن يسهم بشكل كبير في تقليل التعرض للمواد الكيميائية السامة مقارنة بدخان السجائر، كما أنه يؤدي إلى التخلص بشكل لافت من وجود جزيئات الكربون الصلبة الموجودة فيه. إن ذلك لا يجعل المنتجات الخالية من الدخان خالية من المخاطر إلا أنه يجعلها مختلفة تماماً عن السجائر بفضل التخلص من دخان الاحتراق في السيجارة.

 

هناك بدائل أقل ضرراً مقارنة بالاستمرار في التدخين

إن الفرق الأساسي بين المنتجات الخالية من الدخان والسجائر هو أن البدائل الخالية من الدخان توصل النيكوتين بدون احتراق، وعند إزالة عملية الاحتراق والدخان الناتج عنها، يمكن تقليل مستويات المواد الكيميائية الضارة واحتمالية الضرر بشكل كبير مقارنة بدخان السجائر.

يظل الإقلاع هو القرار الأفضل دائماً، ولكن قد يود المدخنون الذين سيستمرون في التدخين استكشاف علم وابتكار البدائل الخالية من الدخان بمزيد من التفاصيل. وتعد المنتجات الخالية من الدخان مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات تسخين التبغ ومنتجات استهلاك النيكوتين عن طريق الفم، مع أنها مسببة للإدمان، بديلًا أفضل بكثير للمدخنين البالغين من الاستمرار في التدخين (إذا ما تم إثباتها علمياً وصُنعت وفقاً لمعايير الجودة المناسبة).

من المهم أن نتذكر جميعاً أن المنتجات الخالية من الدخان مخصصة للمدخنين البالغين فقط، كبدائل عن الاستمرار في التدخين. كما أنها ليست منتجات للمساعدة على الإقلاع أو التوقف عن التدخين لأنها توفر النيكوتين الذي يُسبب الإدمان. ويبقى الإقلاع عن التبغ والنيكوتين نهائياً هو الخيار الأفضل دائماً، ويمكن لأخصائيي الرعاية الصحية وخدمات الإقلاع عن التدخين المعترف بها تقديم المشورة اللازمة حول الإقلاع عن التدخين.

وفي النهاية يعرف معظمنا شخصاً، يدخن سواءً كان صديقاً أو فرداً من أفراد من العائلة. ويمكن أن يسهم فهم مصادر الأضرار المرتبطة بالتدخين والحصول على معلومات دقيقة حولها في مساعدة المدخنين الذين لا يقلعون عن التدخين على اتخاذ قرار مستنير، والابتعاد عن السجائر للأبد.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: كل من ارتكب جرما في العملية السياسية أو تورط في المال السياسي يجب أن يخضع للمحاسبة
  • إجمالي إيرادات فيلم فيها إيه يعني أمس
  • الحفرة التي سقطت فيها الفتاة: أهمية منع الإهمال لمنع الكارثة قبل أن تقع
  • خمس حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين
  • سوريا تؤكد على سياسة متوازنة وبناء الدولة بتعاون الجميع
  • يكرهه الجميع من ضمنهم دونالد ترامب.. ما قصة هذا المطار في أمريكا؟
  • طبيب يكشف الحالات التي يمكن فيها خفض ضغط الدم دون الحاجة إلى أدوية
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأمريكا ناقشتا القضايا الرئيسية التي قد تضمن إنهاء الحرب
  • البزري: حصر السلاح يجب ان يمارس على الجميع في لبنان
  • نعيم قاسم: أي تماهي لبناني مع إسرائيل سيُغرق الجميع