صراع المصالح في المحافظات الجنوبية الشرقية
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
يمانيون – متابعات
للسعودية والإمارات أطماع تاريخية في اليمن، فمن الناحية الجغرافية يتسم موقع اليمن بالأهمية الجيو سياسية الأمر الذي جعله عرضة لأطماع العديد من الدول، بالإضافة إلى ما تختزنه أراضيه من ثروات نفطية وغازية وإشرافه على الممر المائي المهم “مضيق باب المندب” الذي يضبط حركة الملاحة في البحر الأحمر مما جعل اليمن شريكا في أمن الملاحة والطاقة الدولية.
لقد سقطت ورقة التوت منذ وقت مبكر والتي ظلت دولتا الاحتلال الإماراتي والسعودي تتخفيان خلفها بحجة كاذبة وواهية وهي إعادة ما تسمى بالشرعية للحكم ليبرز التواجد الحقيقي من هذا والمتمثل في الاحتلال ونهب ثروات البلاد.
برهنت الأحداث أن السعودية والإمارات كانتا تحرصان منذ سنوات على إيجاد موطئ قدم لهما في اليمن بهدف السيطرة على ثرواته وموقعه المهم، ولم تعد مقبولة أية حجج كاذبة توردها هاتان الدولتان عن سبب تواجدهما في اليمن.
لقد مزقت السعودية والإمارات المحافظات الجنوبية والشرقية وأوجدتا فيها كيانات متصارعة وبحثتا عن العملاء والمرتزقة وأغدقتا عليهم الأموال، وهذه المسألة تتم تحت سياسة فرق تسد وهي سياسة استعمارية بريطانية اتبعتها في إدارة مستعمراتها في مختلف أنحاء العالم.
تعاملت السعودية والإمارات مع أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ككيانات بشرية ليس إلا، وبحقد دفين وأذلت المرتزقة بالمال وجعلتهم يتصارعون على الفتات، وهما تستحوذان على المصادر الرئيسية للثروات في مختلف المحافظات.. وعندما تبدأ الأمور تسير نحو التفاوض تحاول السعودية والإمارات جاهدتان أن تظهرا كوسيط، بينما هما الطرفان الرئيسيان في العدوان على اليمن، وهما من قصفتا ودمرتا العاصمة صنعاء وبقية المحافظات طوال ثماني سنوات.
المتابع المنصف للتواجد السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية يخرج باستنتاج مفاده أن احتلال اليمن أبعد ما يكون من رغبة سعودية إماراتية، فالمسألة تأخذ بُعداً دولياً أمريكياً بريطانياً، وما السعودية والإمارات إلا أدوات تنفيذ لمخطط استعماري خبيث لاحتلال اليمن، وإلا ماذا يعني التواجد العسكري البحري الأمريكي الكبير في البحر الأحمر قبالة باب المندب مؤخراً، وكذا التواجد العسكري البريطاني الكثيف في محافظة المهرة.
لقد أتى هذا التواجد بعد أن مهدت السعودية والإمارات الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية للمحتل الأمريكي والبريطاني، وأصبح التآمر على تدمير بلد عربي واحتلاله يتم بأيادٍ عربية، وهي مفارقة عجيبة وغريبة، لم يشهد التاريخ العربي الحديث والمعاصر مثيلا لها.
لكن الأمور ستسير عكس ما تتوقعه الدول الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وأدواتهما الرخيصة السعودية والإمارات، وسيلمسون أن اليمن كان وسيظل مقبرة للغزاة على مر التاريخ.
سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المحافظات الجنوبیة والشرقیة السعودیة والإمارات
إقرأ أيضاً:
العليمي يبحث مع سفراء فرنسا وبريطانيا وأمريكا أوضاع المحافظات الشرقية
بحث رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد محمد العليمي، الأحد، مع سفيرتي الجمهورية الفرنسية كاترين قرم كمون، والمملكة المتحدة عبدة شريف، والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة جوناثان بيتشيا، مستجدات الأوضاع المحلية، وبالأخص التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية لليمن.
وجدد العليمي تقديره العميق لمواقف الدول الثلاث الداعمة للشعب اليمني وقيادته الشرعية، مؤكداً استمرار دعمها لمسار الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز المركز القانوني للدولة. كما وضع السفراء في صورة الجهود الرامية لاحتواء التطورات في المحافظات الشرقية، مشيراً إلى الدور السعودي في قيادة مساعي التهدئة بمحافظة حضرموت، ودعم الدولة الكامل لتهيئة الظروف لتطبيع الأوضاع وحماية المنشآت السيادية، وضمان تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
وأشار العليمي إلى أن التحديات المباشرة لجهود التهدئة تهدد المكاسب على صعيد الاستقرار الاقتصادي، انتظام صرف المرتبات، وتحسين الخدمات الأساسية، داعياً إلى عدم السماح لأي صراعات جانبية بأن تصب في مصلحة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها.
وعبر الرئيس عن ثقته بقدرة المكونات الوطنية، وجهود الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، على مواجهة كافة التحديات والحفاظ على التركيز على المعركة المصيرية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام للشعب اليمني.
من جانبهم، جدد سفراء فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، بحسب ما نقلته وكالة سبأ الرسمية، التزامهم بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والحفاظ على وحدة واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، مؤكدين أهمية تنسيق الحكومة مع المجتمع الإقليمي والدولي لضمان استمرار الدعم على جميع المستويات.