لأول مرة.. العلماء ينجحون في مسح ذاكرة الخلية بالكامل قبل تحويلها إلى خلية جذعية!
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
توصل علماء فعلًا بطرقهم إلى تحويل الخلايا البشرية إلى أشكال جديدة باستخدام خليط خاص من المواد الكيميائية.
وذلك لدفع خلايا الجلد المتواضعة لتضحي أنسجة مرنة تعرف بالخلايا الجذعية المستحثة المتعددة القدرات (iPSCs).
ولا تزال هذه الخلايا المحددة تحتفظ ببعض التذكيرات الجينية لوقتها كنسيج مكتمل النمو، ما يؤثر على استخدامها كصفحة بيضاء.
الآن، قام فريق دولي من الباحثين بعمل أفضل: إيجاد طريقة جديدة لمسح ذاكرة الخلية حتى تمكن إعادة برمجتها بشكل أفضل كخلية جذعية.
وقد يبدو كل هذا وكأنه بعض السحر الجزيئي، ولكن الخلايا الجذعية المستحثة المتعددة القدرات (iPSCs) كما هي معروفة بدأ استخدامها في الأبحاث الطبية لنمذجة الأمراض وتطوير العلاجات في عام 2006.
وقد دشن اكتشافها من قبل عالمين يابانيين عالَما جديدا من الطب التجديدي، حيث يمكن هندسة الخلايا الجذعية الشبيهة بتلك التي لدى الجنين من خلايا بشرية بالغة عادية باستخدام مجموعة من عوامل إعادة البرمجة.
وتشكل iPSCs نقطة انطلاق للعلاجات الفردية القائمة على الخلايا، والتي يمكن أن تحل محل الأنسجة التالفة أو المريضة.
وفي المختبر، استخدم العلماء الخلايا الجذعية المحفزة المتعددة القدرات لتنمية أنسجة القلب التي تنبض مثل خلايا القلب الحقيقية وهندسة نسخ طبق الأصل مصغرة من الأعضاء، تسمى العُضيّات.
أعطتنا الخلايا iPSCs أيضا رؤية لا مثيل لها حول أساسيات انقسام الخلايا، والأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر ومرض الخلايا العصبية الحركية.
لكن عملية تشكيل الخلايا iPSCs ليست مثالية: فبعض الخلايا يحتفظ بالتعديلات اللاجينية المطبقة على الحمض النووي الخاص بها في حالتها المتمايزة، أو حتى تخضع لتغيرات عفوية على هذه "الذكريات" اللاجينية التي يمكن أن تؤثر على سلوك الخلية.
إقرأ المزيدوهذا يمكن أن يخلق اختلافات وظيفية بين الخلايا الجذعية المتعددة القدرات والخلايا الجذعية الجنينية التي من المفترض أن تقلدها، والخلايا المتخصصة المستمدة منها فيما بعد، ما يحد من استخدامها، كما يوضح معد الدراسة ريان ليستر، عالم الأحياء الجينومي في جامعة ويسترن، أستراليا.
لذا سعى ليستر وزملاؤه إلى فهم متى تظهر تلك التشوهات في أثناء إعادة برمجة الخلية ومعرفة كيفية تجنبها أو محوها وغيرها من العلامات العالقة.
وقام الفريق بتحديد ملامح التعبير الجيني في أثناء تحرك الخلايا خلال عملية إعادة البرمجة، لمعرفة الجينات التي تم تشغيلها ومتى.
يلتف جزء كبير من الحمض النووي للخلية حول بروتينات ضخمة تسمى الهستونات، ما يحمي تلك الأجزاء من الآليات الخلوية التي تتمثل مهمتها في فك تشفير الجينات إلى بروتينات.
واعتمادا على مكان وضع الهستونات، قد لا تستجيب الخلية للإشارات الكيميائية التي يرسلها إليها العلماء، وفي هذه الحالة تحمل ذاكرة فوق جينية من خلال عملية إعادة البرمجة.
وتحاكي الطريقة الجديدة، التي تسمى إعادة برمجة المعالجة الساذجة العابرة (TNT)، إعادة ضبط الجينوم الخلوي للخلية الذي يحدث في التطور الجنيني المبكر جدا، قبل وبعد زرع الجنين نفسه في جدار الرحم.
وفي سلسلة من التجارب على الخلايا، أظهر الباحثون أن إعادة برمجة مادة TNT "تمحو بشكل فعال الذاكرة اللاجينية"، خاصة في المناطق المكتظة بالحمض النووي - ولكن دون حذف المعلومات المهمة الأخرى المطبوعة على الجينوم.
ونتيجة لذلك، أصبحت الخلايا المعادة برمجتها تشبه الخلايا الجذعية الشبيهة بالجنين بشكل أفضل في وظيفتها وعلى المستوى الجزيئي.
ويقول ليستر: "نتوقع أن تؤسس إعادة برمجة مادة TNT معيارا جديدا للعلاجات الخلوية والأبحاث الطبية الحيوية، وستعزز تقدمها بشكل كبير".
نشرت الدراسة في مجلة الطبيعة.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات بحوث الخلایا الجذعیة
إقرأ أيضاً:
الجريدة الرسمية.. ذاكرة مصر التشريعية وسجل تطورها السياسي والدستوري
منذ إصدار عددها الأول، عام 1828ارتبطت الجريدة الرسمية بكونها ذاكرة مصر التشريعية وسجلها القانوني، والشاهد على التطورات والإصلاحات السياسية والدستورية، ونقطة التحول في مسيرة الحداثة الثقافية والحضارية بعد دخول الطباعة للمرة الأولى إلى مصر، وباعتبارها أول جريدة رسمية عربية تمثل إطارا لإعلان القوانين وأداة للتوثيق، ومرجعا قانونيا لكل جهات ومؤسسات الدولة.
وفي حين شهدت مصر على مدار تاريخها الحديث، تغيرات كبيرة في نظامها الإداري والمؤسسي، وتطورات في الحياة السياسية والدستورية، ظل دور الجريدة الرسمية راسخا كسجل تاريخي يوثق مراحل التطور منذ عهد محمد علي وحتى اليوم، فهي لا تزال تلعب دورا أساسيا كأحد الركائز لتنفيذ القوانين والتشريعات، التي لا تعتبر سارية إلا بنشرها في الجريدة.
وحول الخلفية التاريخية للجريدة الرسمية، قال المؤرخ محمد الشافعي، إن أول دخول للمطابع إلى مصر كان برفقة الحملة الفرنسية عام 1798 والتي كانت تستخدمها لطباعة المنشورات والبيانات الموجهة إلى الشعب المصري، ومثلت تلك الخطوة نقلة حضارية كبيرة فتحت الباب أمام تأسيس صناعة الطباعة في مصر، بعد أن كانت كتابة الكتب القديمة والتدوين يعتمد على النسخ بخط اليد.
وأضاف أن تلك الخطوة مهدت لمحمد علي باشا بعد توليه حكم مصر، العمل على مشروع تحديث بعض المصالح وتقويتها، وفي عام 1828 قرر محمد علي إصدار أول جريدة في تاريخ مصر تحت اسم الوقائع المصرية التابعة لديوان المعارف آنذاك، وظلت على هذا النحو حتى عاد رفاعة الطهطاوي من بعثته في باريس، وتولى رئاسة تحرير الجريدة في عام 1835.
وتابع أن العدد الأول للوقائع المصرية كان عبارة عن ورقتين تضم ٤ صفحات تنشر باللغتين العربية والتركية، وتتناول بشكل عام أخبار معيشة المصريين وأوامر الحكومة، لافتا إلى أنه بعد تطور النظام الإداري والقانوني، أصبحت هي الجريدة الرسمية بشكلها الحالي التي ينشر بها أي قرار لرئيس الجمهورية أو مجلس الوزراء أو قوانين من مجلسي النواب والشيوخ أو أي قرار وزاري، والتي لا يعتد بها إلا بعد نشرها بالجريدة.
وحول حفظ أعداد الجريدة كوثائق رسمية للدولة، أشار «الشافعي» إلى أن النسخة الأولى من الجريدة موجودة بمتحف المطابع الأميرية، إلى جانب الأعداد اللاحقة التي يتم حفظها وتوثيقها بشكل مستمر.
ومع بداية تطور النظام الإداري وتنظيم النشر الرسمي بشكل أكبر، جاءت فكرة فصل «الجريدة الرسمية» التي أصبحت النشرة القانونية الرئيسية للدولة المخصصة لنشر القوانين والدساتير والقرارات الجمهورية والاتفاقيات الدولية، عن «الوقائع المصرية» المخصصة لنشر الإعلانات القضائية والقرارات الإدارية والإخطارات القضائية وغيرها، ومع التوجه نحو التحول الرقمي، أتاحت الحكومة المصرية أرشيف الجريدة الرسمية والوقائع المصرية بصيغة إلكترونية على مواقع رسمية.
اقرأ أيضاًالجريدة الرسمية تنشر قرار محافظ المنوفية بشأن تنظيم أعمال البناء والتخطيط العمراني
الجريدة الرسمية تنشر قرار الرئيس السيسي بإنشاء عدد من الجامعات الأهلية
الجريدة الرسمية تنشر قرار إدراج 11 متهمًا على قوائم الكيانات الإرهابية لمدة 5 سنوات