أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن إنكار جحيم المجاعة في قطاع غزة يمثل أبشع تعبير عن انعدام الإنسانية.

وجاء التصريح في وقت تواصل فيه السلطات الإسرائيلية إنكار وجود مجاعة من الأساس في القطاع المحاصر، محملة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية أي حالات جوع قد تحدث.

وأوضح المستشار الإعلامي لأونروا عدنان أبو حسنة في مداخلة للجزيرة، أنه رغم إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي -وهو المرصد الوحيد المخول بإعلان حالات المجاعة عالمياً- عن وجود مجاعة في غزة، لم تستجب إسرائيل بزيادة عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات أو السماح بإدخال مئات الشاحنات يومياً كما كان متوقعاً.

بل على العكس، تمادت في إنكار هذه الحقيقة لدرجة أن أحد المسؤولين الإسرائيليين ادعى وجود أشخاص جائعين في ضواحي تل أبيب أيضاً، في مقارنة لا يمكن تخيلها حسب تعبير المستشار.

وتشير المعطيات المتاحة إلى أن الواقع الفعلي قد يكون أكثر قتامة مما هو معلن رسمياً، فتقرير التصنيف المرحلي المتكامل، والذي وصفه أبو حسنة بالمتواضع والمحافظ، أشار إلى نقص المعلومات المفصلة عن الأوضاع في شمال القطاع، مما يعني أن الحالة قد تكون أسوأ بكثير من المتوقع.

وتنذر التوقعات بانتشار المجاعة إلى جنوب ووسط قطاع غزة خلال الأسابيع القادمة من الشهر المقبل، مما يستدعي تحركاً عاجلاً من المؤسسات السياسية العالمية لوقف هذه المأساة والجنون الدائر في القطاع كما وصفه المستشار الإعلامي.

وفي هذا السياق، شدد أبو حسنة على الدور المحوري لأونروا في مواجهة الأزمة الإنسانية، مؤكداً أن أي عملية إغاثة حقيقية في قطاع غزة لا يمكن أن تتم دون الوكالة الأممية.

وتمتلك أونروا قدرات لوجيستية هائلة تشمل 13 ألف موظف ومئات المؤسسات، إضافة إلى قاعدة بيانات شاملة تحتوي أسماء وأعداد العائلات ومستويات الفقر والمواقع الجغرافية.

إعلان

كما أثبتت الوكالة فعاليتها في الأشهر الماضية عندما تمكنت من توزيع مواد غذائية على مليوني فلسطيني خلال عشرة أيام فقط في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، وهي قدرة لا تمتلكها أي مؤسسة أممية أخرى رغم الاحترام لجهود "المؤسسات الشقيقة".

ولفت المستشار إلى أن استبعاد أونروا من العمل، خاصة في توزيع المواد الغذائية، كان أحد الأسباب الرئيسية وراء انتشار المجاعة في قطاع غزة، مما يؤكد ضرورة عودة الوكالة للعب دورها الكامل في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية.

وكانت الأمم المتحدة وخبراء دوليون قد أعلنوا رسميا للمرة الأولى -الجمعة الماضية- تفشي المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط.

فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل: منذ بدء العدوان.. استشهاد أو تشويه طفل كل 17 دقيقة في قطاع غزة

جدد العاملون الإنسانيون في الأمم المتحدة دعواتهم لإطلاق سراح جميع الرهائن في غزة، ووقف إطلاق نار فوري، وزيادة المساعدات لتخفيف معاناة الفلسطينيين، بالتزامن مع استمرار المحادثات حول خطة السلام.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" أنه على مدار العامين الماضيين رفضت إسرائيل -أو أعاقت- (45%) من المهام الإنسانية في غزة من بين (8) آلاف مهمة، وأن (988) فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة قُتلوا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية أو المستوطنين منذ أكتوبر 2023، بينهم (212) طفلًا.
أخبار متعلقة بحماية قوات الاحتلال.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصىوقف إطلاق نار في حلب بعد تصعيد بين قوات الأمن السورية والأكرادمن جانبها قالت منظمة "اليونسيف"، إن (18) من الأطفال الخدج لا زالوا عالقين وسط التصعيد العسكري في شمال مدينة غزة، يحتاجون إلى الإجلاء، وإلى الحضانات وأجهزة التنفس الصناعي للبقاء على قيد الحياة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المجاعة تفتك بأطفال قطاع غزة - أ ف بالمجاعة في غزةوأضافت المنظمة أن واحدًا من كل خمسة أطفال يولدون في غزة قبل الأوان، دون وجود البنية التحتية اللازمة للحفاظ على حياتهم، وقد قُتل 61 ألف طفل أو شوهوا خلال عامي الحرب، أي طفل واحد كل (17) دقيقة في المتوسط، محذرة من أن المجاعة التي أُعلنت في مدينة غزة تنتقل ببطء إلى الجنوب مع نزوح المزيد من الناس.
من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن المجاعة تعد جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في غزة، ويعاني منها نصف مليون شخص، وفقًا لأحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "IPC"، إذ يواجه (640) ألف شخص مستويات كارثية من الجوع، وقد تحققت المنظمة من (400) حالة وفاة خلال العام الجاري مرتبطة بسوء التغذية من بينهم (101) طفل.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أهمية الوقف الدائم لإطلاق النار والعملية السياسية ذات المصداقية في غزة، لمنع مزيد من إراقة الدماء وتمهيد الطريق للسلام، مشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • عاجل: منذ بدء العدوان.. استشهاد أو تشويه طفل كل 17 دقيقة في قطاع غزة
  • “أونروا”: غزة تواجه على مدار العامين الماضيين فظائع مستمرة بما في ذلك التجويع
  • أونروا تشكف أبرز ما مر به قطاع غزة على مدار عامين
  • الأونروا: “إسرائيل” قتلت أطفال غزة وهم نائمون
  • مدير إعلام بوكالة أونروا توضح أبرز ما مر به قطاع غزة على مدار عامين
  • مدير إعلام وكالة أونروا توضح أبرز ما مر به قطاع غزة على مدار عامين
  • “أونروا”: (إسرائيل) قتلت أطفال غزة وهم نائمون
  • “أونروا”: “إسرائيل” قتلت أطفال غزة وهم نائمون.. ولا يوجد مكان آمن فيها
  • «الأونروا» لـ«الاتحاد»: تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة
  • "أونروا": استشهاد أكثر من 370 من موظفي الوكالة في غزة