بولندا تعترض طائرات بدون طيار في مجالها الجوي وتعلن حالة التأهب القصوى
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
قالت بولندا إنها أرسلت دفاعاتها الجوية ودفاعات حلف شمال الأطلسي لإسقاط طائرات بدون طيار في مجالها الجوي اليوم الأربعاء الموافق 10 سبتمبر، بعد هجوم جوي روسي على غرب أوكرانيا.
وتعتبر تلك هي المرة الأولى في حرب أوكرانيا التي تستخدم فيها بولندا طائرات في مجالها الجوي معلنة حالة التأهب القصوى..وفقا لرويترز.
وقالت القيادة العسكرية البولندية إن المجال الجوي البولندي تعرض للانتهاك بشكل متكرر من قبل "أجسام من نوع طائرات بدون طيار" أثناء الهجوم الروسي عبر الحدود في أوكرانيا.بولندا تحث مواطنيها القانطين قرب الحدود الأوكرانية الالتزام بمنازلهم
وأوضحت القيادة في بيانها "تجري حاليا عملية تهدف إلى تحديد هوية هذه الأجسام وتحييدها... وقد استخدمت أسلحة، ويقوم أفراد الخدمة بتنفيذ إجراءات لتحديد موقع الأجسام التي سقطت".
وقالت إن العملية العسكرية مستمرة وحثت الناس على البقاء في منازلهم، ووصفت مناطق بودلاسكي ومازوفيتسكي ولوبلين بأنها الأكثر عرضة للخطر.
وأضافت أن "القيادة العملياتية للقوات المسلحة البولندية تراقب الوضع، وتظل القوات والوحدات التابعة لها في حالة استعداد كامل للرد الفوري".
ولضمان أمن المجال الجوي البولندي، تحلق الطائرات البولندية وطائرات الحلفاء في المجال الجوي، ووصلت أنظمة الدفاع الجوي الأرضية والاستطلاع الراداري إلى أعلى مستويات التأهب.
سقوط قنبلة روسية على قرية في شرق أوكرانيا وإصابة مدنيينوفي سياق متصل سقطت قنبلة روسية على قرية في شرق أوكرانيا، بينما كان الناس يقفون في طابور في الهواء الطلق صباح أمس الثلاثاء لاستلام معاشاتهم التقاعدية الشهرية، وأسفر الانفجار عن مقتل 24 شخصًا على الأقل وإصابة 19 آخرين، وفقا لوكالة الأنباء الأمريكية اسوشتيد برس نقلا عن هيئة الطوارئ الأوكرانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بولندا حلف شمال الأطلسي طائرات بدون طيار أوكرانيا الهجوم الروسي
إقرأ أيضاً:
أربعة أشهر بدون راتب
الجديد برس| بقلم-أحمد حميدان|
ماذا تعني لنا أربعة أشهر بدون رواتب؟ تعني أن تجتاحنا زفرات الجوع التي تنقلنا إلى حالة من الضعف والهزل، تجتاح قلوبنا وتغتال عقولنا، وتعتصر جوفنا وجوف من نعيلهم، وتشعرنا بالضعف وعدم القدرة على الإيفاء باحتياجات الأسرة، وهذا بحد ذاته جنون.
جنون اغتيال أحلامنا، عندما يطلب منك الأولاد مصروف وقيمة المواصلات للذهاب إلى المدارس والجامعات، وخاصة عندما يكون أحدهم على وشك التخرج بشهادة طبيب أو مهندس أو مدرس، أحلام بُنيت في وضع صعب، كانت الوسيلة الوحيدة التي تخفف عنا صعوبة الحال هي الراتب، مهما كان حقيرًا، فنحن على مقدرة أن نقتصد ونتقشف، ويتم توزيعه على أن تستمر حياتنا، نحافظ على رمق الحياة وتحقيق أحلام أولادنا، فالراتب هو شريان استمرار الحياة.
بالراتب نصارع مرارة الفقر والحاجة، نصارع الجوع، ونقاوم حالة فقدان الأحلام، إنه مهما كان حقيرًا لكنه يرقّع آمالنا وأحلامنا واستمرارنا أحياء نرزق، والمؤلم اليوم أن نفقد هذا الراتب.
فنسأل: لماذا حُرمنا من رواتبنا؟ ولماذا فقدت الدولة قدرتها على دفع الرواتب؟ خاصة وأننا نشهد حالة البذخ في وجه كل مسؤول، وكل من في السلطة، نشهد مواكبهم وتحركاتهم وجولاتهم وصولاتهم، ونشاهد أناقتهم بأغلى الماركات العالمية، نشاهدهم وهم يتنافسون على السلطة والمواقع الحساسة ويتصارعون على القرارات دون أن نشعر أنها تخدمنا وتخفف مما أصابنا.
هل يشعرون بنا؟ هل يذوقون مُرّ الفقر والاحتياج والجوع، وعذاب انتظار الراتب؟ هل جرّبوا فتات الطعام المعجون بالذل والمهانة؟ هل يعيشون حياتنا؟ وهل يجلس أولادهم على نفس مقاعد مدارس أولادنا، ويتعلمون من معلم مهموم ومكلوم، وهزيل بجوف خاوي من أي طعام، ذليل مهان ولا كرامة لرسول في قومه؟
هل يدرك المسؤولون، كلٌّ بحجمه ومسؤوليته تجاه الناس، أنهم في مواقعهم لخدمة المجتمع والإنسان، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها لِمَ لم تُمهد لها الطريق يا عمر؟” كما يُقال في العامية: “قطع الرأس ولا قطع المعاش”.
كمواطنين وموظفين في الدولة، فنينا شبابنا من أجل هذا الوطن، بعضهم ساهم في بناء التنمية، والبعض الآخر له بصمات في التخطيط والسياسات والاستراتيجيات، والمعلم ركيزة مهمة في بناء الإنسان، وتخرجت على يديه كل تلك الكوادر.
حينما كانت دولة، كان لنا احترامنا، وأتذكر أنني كنت مديرًا لثانوية التواهي، وكان في مقاعد الدراسة أبناء كل المسؤولين وأعضاء اللجنة المركزية جنبًا إلى جنب مع أبناء الكادحين والعمال. فكنا ندعو أولياء الأمور إذا ما حدث خلل لأبنائهم، فلا نفرّق بين رئيس دولة وعامل نظافة.
حضر إلينا قادة ومسؤولون كالبيض وسعيد صالح -رحمه الله عليه- وقبل ذلك سالمين وعلي عنتر -رحمهما الله عليهما- وما زلت أتذكر احترامهم للمدرسة، التي فقدت احترامها اليوم وفقدنا كمعلمين احترامنا.
كانت لنا أيام لم نكن نتوقع أن نصل إلى ما وصلنا إليه، ولم نتخيل يومًا أننا سنكون بدون رواتب، وأن بعض زملائنا سنراهم يتسولون في المساجد، والبعض الآخر تحولوا إلى باعة متجولين، وعمال في المطاعم والبوفيهات. ما تصورنا أن يأتي يوم يشكو فيه الأستاذ الجامعي من حالة الفقر وقلة الحيلة.
ما يحدث ليست أزمة عابرة، بل هو مخطط جهنمي لقتل مقومات المجتمع.. استهداف التعليم والتأهيل هو استهداف للعقل والفكر والثقافة والإبداع، استهداف للإنسان والإنسانية.
هل يُراد لنا أن نتحول لعسكر نحمل السلاح في وجه بعضنا مقابل راتب بالعملة الأجنبية التي تنافس عملتنا اليوم وتعكر صفو حياتنا؟
ما يحدث الكل شركاء فيه، وعليهم أن يدركوا مخاطر الانهيار، وأن لا حل إلا بأن تستعيد الدولة عافيتها، وتضبط إيراداتها لتصب في البنك المركزي، لتكون رافدًا للموازنة العامة التي تضمن حقوق الناس من رواتب وميزانية تشغيل المؤسسات والخدمات وإلا ستستمر حالة الانهيار والإذلال والمهانة لتقضي على كل مقومات الحياة، ولن تسمح بتحول حقيقي لمستقبل ننشده.