الغارة الإسرائيلية على الدوحة.. تحول خطير في قواعد الاشتباك يهدد الوساطة القطرية واستقرار المنطقة
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
شهدت العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، سلسلة انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت اجتماعًا لقيادات بارزة من حركة حماس في عملية وصفت بأنها “الأعنف والأكثر جرأة” داخل الأراضي القطرية.
وأقرت إسرائيل بمسؤوليتها عن العملية، مشيرة إلى أنها نفذت بدقة عبر سلاح الجو، في خطوة اعتبرتها قطر “اعتداءً سافرًا على سيادتها”، وندد بها المجتمع الدولي باعتبارها تصعيدًا خطيرًا يهدد أمن المنطقة، ويضع جهود الوساطة القائمة أمام اختبار بالغ التعقيد.
قال الخبير السياسي هاني سليمان إن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت وفد حركة حماس في الدوحة تمثل تحولًا نوعيًا وخطيرًا في قواعد الاشتباك، مؤكدًا أن اختيار إسرائيل للتوقيت والمكان يحمل دلالات واضحة على أنها لم تعد تبالي بالاعتبارات الدولية أو ردود الأفعال المتوقعة، بل يضع نتنياهو نصب عينيه فقط تحقيق أهدافه بعيدًا عن أي حسابات.
وأكد سليمان أن العملية تجسد خرقًا سافرًا للسيادة والقانون الدولي، فضلًا عن أنها تمس بشكل مباشر علاقات إسرائيل مع دول إقليمية مؤثرة، لافتًا إلى أن قطر ليست دولة عادية وإنما لعبت دور الوسيط في العديد من جولات التفاوض، بل واستضافت وفودًا إسرائيلية في أوقات سابقة.
وشدد على أن استهداف الدوحة سيترك تداعيات خطيرة على مسار المفاوضات بعد إعلان قطر تعليق وساطتها، وهو ما ينعكس سلبًا على المشهد الدبلوماسي والسياسي ويؤثر كذلك على العلاقات الإسرائيلية–القطرية والإسرائيلية–العربية.
وأوضح سليمان أن قطر قد تتخذ إجراءات متشددة في علاقاتها مع إسرائيل، وأن التوتر قد يمتد بدرجة معينة ليشمل علاقتها بالولايات المتحدة، خاصة مع ما تردد عن وجود طائرات استطلاع أمريكية وبريطانية في الأجواء بالتزامن مع العملية. وأضاف أن “استهداف قيادات حماس داخل الأراضي القطرية عمل غير مسبوق يمثل نقلة خطيرة في قواعد الاشتباك ويعبر عن مزيد من العداء الإسرائيلي لمكونات عربية ذات ثقل سياسي ودبلوماسي مهم”.
وأشار إلى أن قواعد الاشتباك التقليدية التي اعتادتها إسرائيل في صراعاتها مع حماس أو حزب الله أو حتى إيران، كانت تدور في مناطق نفوذ هذه القوى، لكن نقل العمليات إلى عواصم عربية ليست طرفًا مباشرًا في الصراع يمثل تهديدًا كبيرًا.
وقال إن “القيام بهذا العمل داخل قطر لا يعني استهداف الدوحة فقط، وإنما يوجه إنذارًا لبقية دول الخليج وربما الدول العربية الأخرى، وكأن إسرائيل تمهد لتوسيع دائرة انتهاكاتها دون الاعتراف بوجود خطوط حمراء”.
وأضاف سليمان أن هذا الانتهاك الجسيم ستكون له انعكاسات مباشرة على مستقبل الوساطة القطرية في الملف الفلسطيني، مرجحًا أن تنسحب الدوحة من جهودها، ما سيؤدي إلى زيادة التوتر مع إسرائيل وربما يؤثر على علاقاتها مع واشنطن.
وأكد أن إسرائيل باتت في مرحلة فارقة، حيث تسعى إلى تغيير قواعد اللعبة باستمرار ورسم خطوط حمراء جديدة، مستفيدة من الدعم الأمريكي المباشر وعجز المجتمع الدولي.
وحذر من أن هذه المغامرات الإسرائيلية قد لا تقتصر على قطر أو دول الخليج فقط، بل من المحتمل أن تمتد إلى مصر أيضًا، معتبرًا أن “نتنياهو يخوض مقامرة محفوفة بالمخاطر قد تترتب عليها عواقب وخيمة”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدوحة حركة حماس الأراضي القطرية استهداف قيادات حماس إسرائيل فی قواعد الاشتباک
إقرأ أيضاً:
حماس: مجزرة غزة وخانيونس تصعيد خطير ينسف وقف إطلاق النار
صراحة نيوز -أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأربعاء، المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مدينتي غزة وخانيونس، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 25 فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء، معتبرة أن ما جرى “تصعيد خطير” يسعى من خلاله بنيامين نتنياهو إلى “استئناف الإبادة ضد شعبنا”.
ورفضت الحركة الادعاءات الإسرائيلية حول تعرض قوات الاحتلال لإطلاق نار، ووصفتها بأنها “محاولة واهية ومكشوفة لتبرير الجرائم والانتهاكات التي لم تتوقف”.
وكشفت حماس أن أكثر من 300 فلسطيني استشهدوا منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى استمرار سياسة هدم ونسف المنازل وإغلاق معبر رفح، في “تحدٍ صارخ للضامن الأمريكي والإقليمي”.
وطالبت الحركة الإدارة الأميركية بـ”الوفاء بتعهداتها”، والضغط الفوري على الاحتلال لوقف اعتداءاته واحترام وقف إطلاق النار، فيما ناشدت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا إلزام إسرائيل بوقف خروقاته التي “تهدد مسار التهدئة برمّتها”.
وأكدت الحركة أن استمرار الجرائم ينسف الاتفاق من جذوره، ويضع المجتمع الدولي والوسطاء أمام مسؤولية مباشرة لوقف الانفجار الإنساني والأمني في قطاع غزة.