السرطان المرتبط بالسمنة .. تحذر دراسة علمية حديثة من تصاعد عالمي في معدلات الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان المرتبطة بالسمنة، ما يشير إلى خطر صحي متنامٍ يهدد فئات عمرية متعددة، خاصة كبار السن. 

يقود هذا التحذير فريق من الباحثين من إمبريال كوليدج لندن ضمن دراسة نُشرت في مجلة Annals of Internal Medicine، والتي قلبت المفاهيم السائدة حول أنماط الإصابة بالسرطان في القرن الحادي والعشرين.

تكشف الدراسة تحولًا في أنماط الإصابة

يعكف الباحثون على تحليل بيانات مرضى السرطان خلال عقدين من الزمن، مستندين إلى قاعدة بيانات GLOBOCAN التابعة للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، والتي تشمل بيانات من 42 دولة في آسيا وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين وأستراليا. 

أظهرت النتائج أن السرطانات المرتبطة بالسمنة لم تعد مقتصرة على فئة عمرية محددة، بل أثرت على الشباب وكبار السن على حد سواء.

تحلل الدراسة أنواعًا متعددة من الأورام

يفحص الفريق العلمي بيانات تخص 13 نوعًا من السرطان من بينها سرطان القولون والمستقيم، والثدي، والكلى، والرحم، والغدة الدرقية، والبروستاتا، والمعدة. ومن خلال تقسيم المرضى إلى فئتين عمريتين، الأولى من 20 إلى 49 عامًا والثانية من 50 عامًا فأكثر، أظهرت التحليلات ارتفاعًا مشتركًا في معدلات الإصابة بستة أنواع من السرطان بين المجموعتين، ما يعزز العلاقة المباشرة بين السمنة وهذه الأمراض.

توضح النتائج تأثير السمنة في تكوين الأورام

يؤكد العلماء أن تراكم الدهون يؤدي إلى التهاب مزمن داخل الجسم ويُحدث اختلالًا في مستويات الهرمونات، مما يغيّر عمليات التمثيل الغذائي ويهيئ بيئة مثالية لنمو الخلايا السرطانية. 

وتشير الدراسة إلى أن سرطانات الرحم والكلى تُعد من أكثر الأنواع ارتباطًا بزيادة كتلة الدهون، إذ تتحول الأنسجة الدهنية إلى مصدر نشط لإفراز الهرمونات التي قد تساهم في تسريع نمو الأورام.

تسلط النتائج الضوء على تغيرات ديموغرافية مقلقة

تكشف البيانات عن ارتفاع حاد في سرطان الأمعاء بين البالغين الأصغر سنًا مقارنة بكبار السن، ويُرجع الباحثون ذلك إلى نجاح برامج الفحص المبكر لدى الفئة الأكبر، في حين يظل الشباب أكثر عرضة لعوامل جديدة تتعلق بالنظام الغذائي ونمط الحياة السريع. بالمقابل، لوحظ انخفاض في معدلات سرطانات الكبد والفم والمعدة نتيجة السياسات الصحية التي تحد من التدخين والكحول ومكافحة التهاب الكبد الفيروسي.

تدعو النتائج إلى تحرك علمي وصحي عاجل

يحث الباحثون الجهات الصحية على تصميم استراتيجيات موجهة حسب الفئة العمرية لفهم جذور هذه الأنواع من السرطان، مؤكدين أن السمنة لم تعد مجرد مشكلة وزن بل خطر وبائي متسارع له أبعاد بيولوجية ومجتمعية واقتصادية. 

وتشير الدراسة إلى ضرورة الاستثمار في البحوث الوقائية والتوعية الغذائية، إذ يمكن لهذه الجهود أن تشكل خط الدفاع الأول ضد تصاعد السرطان المرتبط بالسمنة في العقود المقبلة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سرطان سرطانات مكافحة التهاب الكبد أوروبا وأفريقيا كوليدج لندن مستويات الهرمونات القولون والمستقيم التمثيل الغذائي الهرمونات مرضى السرطان الغدة الدرقية الخلايا السرطانية من السرطان

إقرأ أيضاً:

فحص دم جديد يكشف أكثر من 50 نوعا من السرطان في مراحله المبكرة

كشفت دراسة حديثة أن فحص دم جديد قادر على اكتشاف أكثر من 50 نوعا من السرطان، قد يُحدث نقلة نوعية في تسريع التشخيص المبكر للمرض، ما يعزز فرص العلاج والشفاء.

ووفقا لتجربة أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الفحص تمكن من تحديد مجموعة واسعة من أنواع السرطان، من بينها ثلاثة أرباع لا تشملها برامج الفحص الروتينية الحالية.

كما أظهرت النتائج أن أكثر من نصف الحالات التي تم اكتشافها كانت في مراحل مبكرة، وهي المراحل التي يسهل فيها العلاج وتزداد فيها احتمالات الشفاء.

ويُعرف الفحص باسم "غاليري" (Galleri)، وهو من تطوير شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية "غريل" (Grail)، يعتمد على رصد شظايا الحمض النووي السرطاني التي تنفصل عن الأورام وتنتقل عبر مجرى الدم، حيث يختبر حاليا ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) لتقييم فعاليته على نطاق واسع.

وشملت التجربة 25 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة وكندا تمت متابعتهم على مدى عام كامل، وأظهرت النتائج أن نحو واحد من كل مئة شخص حصل على نتيجة إيجابية، وتأكد وجود السرطان فعلا في 62 في المئة من تلك الحالات، في المقابل، استبعد الفحص وجود السرطان بشكل دقيق لدى أكثر من 99 في المئة من الذين جاءت نتائجهم سلبية.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور نيما نبوي زاده، الأستاذ المشارك في قسم طب الأشعة بجامعة العلوم والصحة في أوريغون، إن النتائج "قد تُحدث تحولا جذريا في طريقة الكشف المبكر عن السرطان"، مضيفا أن الفحص يمكن أن يساعد في اكتشاف العديد من أنواع السرطان في مراحل مبكرة جداً، "حين تكون فرص العلاج الناجح أو حتى الشفاء التام أكبر".



وأظهرت البيانات أن الجمع بين هذا الفحص وبرامج الفحص التقليدية كفحوصات الثدي والأمعاء وعنق الرحم، أدى إلى زيادة عدد حالات السرطان المكتشفة بمقدار سبعة أضعاف، ومن اللافت أن ثلاثة أرباع السرطانات المكتشفة كانت لأنواع لا توجد لها برامج فحص حالية، مثل سرطان المبيض والكبد والمعدة والمثانة والبنكرياس، كما تمكن الفحص من تحديد مصدر الورم بدقة في تسع من كل عشر حالات.

وتشير هذه النتائج إلى أن فحص "غاليري" قد يصبح مستقبلا أداة محورية في تشخيص السرطان في مراحله الأولى، لكن عددا من العلماء الذين لم يشاركوا في البحث شددوا على ضرورة التحقق من مدى قدرة الفحص فعلاً على تقليل معدلات الوفاة الناتجة عن السرطان.

وقالت البروفيسورة كلير تيرنبول، أستاذة علم الوراثة السرطانية الانتقالية في "معهد أبحاث السرطان" في لندن، إن البيانات المستخلصة من الدراسات العشوائية، حيث يكون "انخفاض الوفيات هو المعيار النهائي"، ضرورية لتحديد ما إذا كان الكشف المبكر بواسطة فحص غاليري ينعكس فعلاً على تقليل الوفيات.

ومن المقرر عرض النتائج الأولية في مؤتمر "الجمعية الأوروبية لطب الأورام" في برلين يوم السبت، فيما لم تُنشر التفاصيل الكاملة بعد في مجلة علمية محكّمة. وتعتمد آفاق الفحص المستقبلية إلى حد كبير على نتائج تجربة أخرى تُجرى حالياً في إنجلترا، تشمل 140 ألف شخص ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية، على أن تُنشر نتائجها خلال العام المقبل.

وقالت الهيئة إنها في حال تأكدت النتائج الإيجابية ستوسع نطاق الفحص ليشمل نحو مليون شخص إضافي.

بدوره، وصف السير هربال كومار، رئيس قسم الصناعات الدوائية الحيوية في شركة "غريل"، النتائج بأنها "مشجعة للغاية"، مشيرا في حديثه إلى "بي بي سي" إلى أن الفحص يمنح الأطباء فرصة لاكتشاف مزيد من أنواع السرطان، بما في ذلك الأكثر شراسة، في مرحلة مبكرة جداً "حين تكون العلاجات أكثر فاعلية وربما شافية".

وفي المقابل، دعا ناصر ترابي من "مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" إلى توخي الحذر، محذراً من احتمال "تشخيص سرطانات قد لا تسبب ضرراً حقيقياً للمريض". وأكد أن اللجنة الوطنية البريطانية للفحص الطبي ستتولى مراجعة الأدلة المتاحة لتحديد ما إذا كان ينبغي اعتماد هذا الفحص ضمن الخدمات الصحية الوطنية مستقبلاً.

مقالات مشابهة

  • أوقاف القاهرة تنظّم ندوة دعوية حول "احترام كبار السن"
  • نتائج صادمة.. تأثير تناول الكاجو بانتظام على صحة المراهقين المصابين بالسمنة
  • العقول الفائقة في الثمانينيات: سر احتفاظ بعض كبار السن بذاكرة شابة حادة
  • دراسة: فقدان الأسنان يرفع خطر الوفاة
  • تلوث الهواء يبطئ نمو دماغ الأطفال حديثي الولادة.. دراسة تكشف
  • كبار السن في الولايات المتحدة يجدون رفقة في الذكاء الاصطناعي لمواجهة العزلة
  • فحص دم جديد يكشف أكثر من 50 نوعا من السرطان في مراحله المبكرة
  • لـ كبار السن وذوي الهمم.. «الجوازات» تواصل إجراءات تسهيل الحصول على خدماتها
  • خبراء يحذرون من خطر "الدهون النحيفة": دراسة تكشف أن النحافة لا تعني دائما الصحة