الشيخ خالد الجندي: الغنى والفقر والصحة والجمال امتحان لكل إنسان
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن القرآن الكريم عندما ضرب مثلاً برجلين متساويين في كل شيء، أراد أن يبيّن أن الرزق والعطاء فضل من الله لا علاقة له بأفعال البشر، موضحًا أن التفضيل في الأرزاق ليس دليلاً على رضا الله عن العبد أو غضبه عليه، بل هو ابتلاء وامتحان لكل إنسان.
وأضاف الجندي خلال حلقة خاصةبعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: «الغني مبتلى بغناه، والفقير مبتلى بفقره، والقوي مبتلى بقوته، والمريض مبتلى بمرضه، فكل إنسان ممتحن بما هو فيه».
وشدد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على ضرورة التفريق بين إرادة الله وعوزه، قائلاً: «ما ينفعش نقول ربنا عايز، لأن كلمة عايز من العوز، والعوز فقر، والفقر محال على الله، نقول الله يريد»، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى شيء، وإنما يريد من عباده أن يشكروا النعمة ويصبروا على البلاء.
بعض الناس يظنون أن عطاء الدنيا دليل على الكرامة عند اللهوأشار إلى أن بعض الناس يظنون أن عطاء الدنيا دليل على الكرامة عند الله، وهذا غير صحيح، مستشهدًا بقول الله تعالى: {كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}، مؤكدًا أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، لكنه لا يعطي الآخرة إلا لمن أحب.
وقال الشيخ خالد الجندي: «لا تغتر إن كنت في نعمة، ولا تيأس إن كنت في شدة، فكل ما أنت فيه اختبار من الله، والغنى والفقر وجهان لابتلاء واحد».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خالد الجندي الرزق الغناء الفقر الوفد الشیخ خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
قاعدة بايكونور.. مجمع انطلق منه أول إنسان صعد إلى الفضاء
مجمع ضخم لإطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية، وهو من أكبر المنشآت من هذا النوع في العالم، يعود إلى العهد السوفياتي، انطلق منه أول قمر صناعي سوفياتي ومنه صعد أول إنسان إلى الفضاء. يقع جنوب كازاخستان، وتبلغ مساحته 6717 كيلومترا مربعا.
وسميت القاعدة على اسم مدينة بايكونور، التي تبعد عن موقع المجمع نحو 300 كيلومتر. وتستأجر روسيا القاعدة والمدينة بموجب عقد حتى عام 2050.
يضم المجمع أكثر من 1300 منشأة بين منصات إطلاق ومطارات ومبان للتجميع والاختبارات ومحطات للتزود بالوقود، إضافة إلى 470 كيلومترا من خطوط السكك الحديدية، و1281 كيلومترا من الطرق، و6610 كيلومترات من خطوط الكهرباء، و2784 كيلومترا من خطوط الاتصالات.
اشتهرت القاعدة بإطلاق القمر الصناعي "سبوتنيك" عام 1957، إلى جانب عدد من الأقمار الصناعية والمحطات المدارية مثل مير وساليوت، ومركبات فضائية أخرى. ومنها انطلق عام 1961 أول إنسان إلى الفضاء، وهو رائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين.
التأسيسفي 20 مايو/أيار 1954، صدر قرار مشترك بين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي ومجلس وزراء الاتحاد السوفياتي بشأن تصنيع صاروخ باليستي عابر للقارات.
وكان من المقرر أن يصبح هذا الصاروخ القوة الضاربة الرئيسية لقوات الصواريخ الإستراتيجية السوفياتية، في ظل تصاعد الحرب الباردة بين السوفيات والولايات المتحدة الأميركية.
أُسندت مهمة تطوير الصاروخ، الذي سمي "آر-7″، إلى مكتب التصميم الخاص الذي كان يرأسه مهندس الفضاء الشهير سيرغي كوروليوف، الذي حصل على صلاحيات واسعة لاستخدام الموارد المادية اللازمة، والاستعانة بالمتخصصين من مختلف قطاعات الصناعة في البلاد.
اختيار الموقعأدرك كوروليف أن الاتحاد السوفياتي يفتقر إلى منشأة متكاملة قادرة على التعامل مع المراحل التحضيرية لإطلاق المركبات الفضائية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي يتجاوز مداها 8 آلاف كيلومتر. هذا القصور شكّل تحديا أمام طموح البلاد في دخول سباق الفضاء.
ومن هنا، بدأ التفكير بإنشاء موقع إطلاق ضخم يراعي 3 شروط أساسية:
أولا: أن يمر مسار الصواريخ فوق مناطق نائية قليلة السكان لتجنّب الخسائر في حال سقوط أجزاء من الصاروخ أثناء الرحلة.
إعلانثانيا: أن تُخصَّص للموقع مساحة شاسعة لا تقل عن 6 آلاف كيلومتر مربع، تتسع للمنشآت الفنية ومرافق الاختبار والتجميع.
ثالثا: أن يكون الموقع في منطقة نائية يصعب الوصول إليها، حفاظا على السرية، لكن في الوقت نفسه متصلة بشبكة سكك حديدية ومصادر مياه عذبة تضمن استمرارية العمليات اللوجستية والتقنية.
بهذا التصور وضع كوروليف الأساس الأول لاختيار موقع قاعدة الإطلاق، التي أصبحت لاحقا القلب النابض لبرنامج الفضاء السوفياتي.
واستنادا إلى المعايير التي وضعها كوروليف وفريقه، جرى تحديد 5 مناطق مرشحة هي: أستراخان وداغستان وموردوفيا وتشوفاشيا ومنطقة كيزيلوردا جنوب كازاخستان.
وبعد دراسة العوامل الجغرافية والفنية والأمنية، وقع الاختيار في النهاية على كيزيلوردا باعتبارها الخيار الأمثل.
وكان أحد الأسباب الحاسمة في هذا القرار الموقع الجغرافي نفسه، إذ كلما اقترب مركز الإطلاق من خط الاستواء ازدادت الاستفادة من سرعة دوران الأرض، مما يُسهّل عملية الإطلاق ويوفر في استهلاك الوقود.
وتبلغ سرعة دوران الأرض قرب موسكو نحو 260 مترا في الثانية، وتصل إلى 316 مترا في الثانية عند الموقع المختار، وهو فارق كبير يمنح الصاروخ دفعة طبيعية إضافية نحو الفضاء.
وصلت أولى مجموعات عمال البناء العسكريين إلى الموقع في 12 يناير/كانون الثاني 1955، واستمر العمل بدون انقطاع ليلا ونهارا سنوات عدة، وفي بعض الأحيان في ظروف جوية صعبة، إذ كانت درجات الحرارة أثناء النهار تصل إلى 6 درجات مئوية وتنخفض إلى 22 درجة تحت الصفر في الليل.
وفي 6 مايو/أيار 1957، دُشن أول مجمع لإطلاق الصواريخ، حيث جرى إطلاق الصاروخ الأول من طراز "سيميوركا". لكن المحاولة باءت بالفشل، إذ اندلع حريق في ذيل إحدى وحدات الصاروخ، مما أدى إلى توقف الرحلة بعد 99 ثانية. ولم تتكلل المحاولات اللاحقة لإطلاق هذا الصاروخ بالنجاح أيضا.
بيد أن النجاح تحقق أخيرا في 21 أغسطس/آب 1957، حين مكّن هذا الإطلاق الاتحاد السوفياتي من إحراز إنجاز تاريخي تمثل بإرسال أول قمر صناعي إلى المدار في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
واستنادا إلى الصاروخ "سيميوركا" طور الاتحاد السوفياتي مركبة "فوستوك" ثلاثية المراحل، وأُطلقت بنجاح لأول مرة في الثاني من يناير/كانون الثاني 1959.
وفي 12 أبريل/نيسان 1961، انطلق الصاروخ حاملا المركبة الفضائية "فوستوك1" إلى مدارها، وسجّل بذلك أول رحلة بشرية ناجحة إلى الفضاء بقيادة يوري غاغارين.
إجراءات سريةولتضليل الاستخبارات الغربية، أُطلق على الموقع اسم "بايكونور"، نسبة إلى مدينة تبعد نحو 325 كيلومترا شمال شرق موقع الاختبار، وشُيدت منصات إطلاق وهمية.
وبعد رحلة غاغارين، زوّدت السلطات السوفياتية المنظمات الدولية بإحداثيات تلك القرية، وروجت الصحافة المحلية للخبر كما لو أن الإطلاق تم في مكان قريب منها.
إلا أن التمويه لم يدم طويلا، إذ نجحت المخابرات الأميركية في كشف الموقع الحقيقي لقاعدة بايكونور في 5 أغسطس/آب 1957، بعد تحليق طائرة استطلاع من طراز "لوكهيد يو2" فوق الأراضي السوفياتية.
حوادث مميتة
في 24 أكتوبر/تشرين الأول 1960، وأثناء الاستعدادات لإطلاق صاروخ "سيميوركا" الباليستي العابر للقارات، اندلع حريق في منصة الإطلاق، ولقي 78 شخصا حتفهم، بينهم قائد قوات الصواريخ الإستراتيجية في الاتحاد السوفياتي.
إعلانفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 1963، وأثناء اختبار صاروخ باليستي آخر عابر للقارات اندلع حريق في منصة الإطلاق، مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
في 23 أبريل/نيسان 1967، انطلقت مركبة "سويوز1" من مركز بايكونور الفضائي، وعلى متنها رائد الفضاء فلاديمير كوماروف، الذي لقي حتفه في اليوم التالي أثناء هبوطه بسبب عطل في المظلة.
وفي 8 يونيو/حزيران 1971، انطلقت مركبة "سويوز 11" إلى مدارها من بايكونور، وعلى متنها 3 رواد فضاء، وقد لقوا حتفهم أثناء عودتهم إلى الأرض بسبب انخفاض مفاجئ في الضغط على متن المركبة الفضائية.