تجد المرأة الفلسطينية نفسها في قلب المأساة الإنسانية التي أفرزتها حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، فالأرقام تكشف حجم الكارثة التي لحقت بالنساء والفتيات بعد عامين من القصف والدمار والتجويع.

وتشير بيانات مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى استشهاد أكثر من 12.5 ألف امرأة، بينهن أكثر من 9 آلاف أم فقدت حياتها خلال الحرب، في حين وصل عدد الأرامل إلى 21.

2 ألف امرأة.

كما سُجلت 12 ألف حالة إجهاض نتيجة الظروف القاسية، في وقت تواجه فيه 107 آلاف امرأة حامل ومرضع خطرا داهما على حياتهن في ظل نقص الغذاء والرعاية.

وفي هذا السياق، قالت مسؤولة العمل الإنساني في هيئة الأمم المتحدة للمرأة صوفيا كالتورب إن زيادة إدخال المساعدات لغزة أمر إيجابي، لكنها تقل كثيرا عن الاحتياجات.

وأشارت كالتورب -خلال مداخلة مع الجزيرة- إلى ضرورة توفير الموارد للنساء كي يتمكن من إطلاق مبادرات حياتية تعيد شيئا من الاستقرار مثل افتتاح المخابز أو المطابخ الإنسانية والاعتناء بالأطفال أملا بتشكيل مستقبل جديد لعائلاتهن.

وحسب إحصاءات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تحتاج ربع مليون امرأة وفتاة إلى دعم غذائي عاجل، في حين تحتاج مليون امرأة وفتاة إلى مساعدات غذائية في القطاع.

وتقول المسؤولة الأممية إن زملاءها على الأرض يتواصلون بشكل متواصل مع النساء والفتيات اللواتي عانين بشكل كبير خلال الحرب، واصفة صمودهن في غزة بأنه "أمر لا يصدق".

لكنها نبهت إلى وجود حالة من "اليأس الكبير، والإعياء الشديد، والأمل الهش" بعد اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى، لافتة إلى أن غالبية النساء أجبرن على النزوح 4 مرات على الأقل، والتعايش اليوم مع واقع لا يوفر لهن "مكانا يذهبن إليه ولا غذاء ولا استقرارا".

وأكدت أن النساء والفتيات بحاجة ماسة للمساعدات، إذ يواصلن -رغم الألم- دعم أسرهن ومجتمعاتهن، داعية إلى تقديم الدعم للمنظمات النسائية المحلية كي تتمكن من رعاية وحماية الفئات الأكثر تضررا.

إعلان

أما بشأن أولويات التدخل الإنساني، تقول المسؤولة الأممية إنّ النساء والفتيات في غزة يحتجن "لكل شيء"، من مأوى وغذاء وحماية، مؤكدة ضرورة الوقوف إلى جانبهن حتى يتمكن من العناية بأنفسهن وأسرهن.

وقالت إن "واحدا من 7 بيوت في غزة تعيله امرأة"، مما يعني اتساع دائرة المسؤولية على تلك النساء اللواتي يتحملن أعباء الأسر في هذه الظروف القاسية، مؤكدة ضرورة دعم هذه العائلات التي تعتمد في معيشتها كليا على المرأة.

كما أكدت كالتورب أن تمكين النساء بالموارد اللازمة سيضمن مستقبلا أفضل لأطفالهن، لافتة إلى أن التعليم يقع "في صميم هذه العملية، التي تسعى الأمم المتحدة وشركاؤها لتعزيزها داخل المجتمع الفلسطيني".

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت 68 ألفا و234 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و373 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا واسعا شمل 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع.​​

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات النساء والفتیات فی غزة

إقرأ أيضاً:

مقابر بلا أسماء وألم لا يزول: غزة تستقبل رفات الشهداء المفقودين بعد عامين من الحرب

الثورة نت/..

مع كل فجر جديد، تصل سيارات الإسعاف تباعًا إلى ساحة مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حاملة أجساد الشهداء الذين أعيدوا من داخل الأراضي المحتلة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ضمن تفاهمات الهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري.

في الساحة الخارجية للمستشفى، تتعالى أصوات التكبير ممزوجة بالبكاء، فيما يفتش الحضور عن ملامح مألوفة داخل أكياس سوداء تحمل رفات أحبائهم الغائبين منذ الحرب، عيونهم معلقة بالفراغ بحثًا عن أي أثر قد يكون الخيط الأخير الذي يربطهم بمن فقدوا.

داخل المجمع، خُصصت قاعة صغيرة تحولت إلى “محكمة للذاكرة”، حيث تُعرض على شاشة كبيرة صور لجثامين أعيدت دون هوية، بينما يصف الأطباء ما تبقى من ملامح أصحابها: “شهيد يرتدي بلوزة حمراء… آخر يحمل ساعة يد… ثالث عليه أثر رصاصة في الصدر”.

تغرق العيون في تفاصيل الصور، علّ قميصًا أو خاتمًا أو ظل وجه مألوف يعيد اسمًا من تحت التراب. بعد كل عرض، تجهش بعض الأمهات بالبكاء، فيما تظل أخريات يتلّين آيات من القرآن، يناجين ربّهن أن يهديهن إلى إشارة.

في زاوية من القاعة، تجلس أم عبيدة، تحمل صورة قديمة لابنها مصطفى الذي فُقد في السابع من أكتوبر 2023. تقول لوكالة ” قدس برس” : “ابني طلع من البيت الساعة سبعة الصبح، ومن وقتها اختفى… كنت بنتظر يرجع حي، بس اليوم بتمنى أشوفه آخر مرة وأودّعه”.

وقد أعلنت وزارة الصحة أن معظم الجثامين المستلمة تحمل آثار تعذيب وحرق وإعدامات ميدانية، فيما لاحظت فرق الطب الشرعي وجود آثار تقييد بالأغلال وطلقات نارية عن قرب، إضافة إلى بتر بعض الأعضاء البشرية بطريقة دقيقة.

وأوضح أحد الأطباء أن “نتائج التشريح أثبتت سرقة أعضاء مثل القرنية والكلى والكبد، ما يوحي بوجود عمليات قتل ممنهجة لأغراض طبية وتجريبية”.

من بين مئات الجثامين، تمكن ذوي ستة شهداء فقط من التعرف عليهم، فيما لا يزال مصير 165 جثمانًا مجهولًا.

وخصصت وزارة الصحة عشرة أيام للعائلات للتعرّف على الشهداء عبر منصة رقمية، قبل دفنهم في مقابر جماعية تحمل أرقامًا بدلاً من الأسماء.

مقالات مشابهة

  • سوء التغذية يهدد نساء غزة وأطفالها وتداعياته قد تمتد لأجيال
  • وزير الدولة لشؤون الطاقة يؤكد ضرورة الوضوح في معارضة الحواجز التجارية التي تؤثر على منتجات الطاقة
  • نساء في القيادة.. المساواة المؤجلة بأوروبا
  • نساء السودان... ضحايا وحشية الحرب
  • يرصد التحديات التي تواجه النساء بالمجتمع السعودي.. تفاصيل مسلسل «بنات البومب»
  • كبار السن في لبنان.. بعد التقاعد معركة يوميّة من أجل البقاء
  • منتدى الإعلاميين الفلسطينيين يشكر عربي21 على تغطية عامين من الحرب
  • مقابر بلا أسماء وألم لا يزول: غزة تستقبل رفات الشهداء المفقودين بعد عامين من الحرب
  • غرفة طوارئ تضم آلاف المتطوعين جنود مجهولون يضمدون جراح السودان