خالد الجندي: حياة المؤمن لا تعرف الفراغ.. بين عبادةٍ وعملٍ دائم لله
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن في القرآن الكريم ألفاظًا متشابهة قد يظن البعض أن معناها واحد، لكنها تحمل دلالات مختلفة وعميقة تكشف عن إعجاز البيان القرآني.
وأوضح الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، أن هناك ثلاث كلمات يخلط كثير من الناس بينها، وهي تاب وآب وأناب، مشيرًا إلى أن كل فعل منها له معنى خاص في سياق القرآن الكريم.
وبيّن أن فعل "تاب" يُقال على من ارتكب ذنبًا ثم توقف عنه وندم واستغفر الله، مستشهدًا بقوله تعالى: «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين»، وبالحديث النبوي الشريف: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له».
وأضاف أن فعل "آب" يعني الرجوع، ومنه قوله تعالى: «إنه كان للأوابين غفورًا»، موضحًا أن الأواب هو الذي يعود إلى الله بعد أداء مهام حياته اليومية، فلا يضيع وقته في اللهو أو التفاهات، بل يجعل كل لحظة في حياته إما عبادة أو عملًا نافعًا.
وأشار إلى أن المؤمن الحقيقي لا يعرف معنى الفراغ، فحياته كلها بين عبادةٍ وعملٍ، كما قال تعالى: «فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون»، مؤكداً أن الإسلام لا يفصل بين العبادة والعمل، بل يجعلهما طريقين متكاملين إلى رضا الله.
وأكد.الشيخ خالد الجندي، أن التدبر في هذه الأفعال الثلاثة يكشف مدى روعة الأسلوب القرآني ودقته في اختيار الألفاظ، داعيًا المسلمين إلى التأمل في معاني القرآن وعدم الاكتفاء بظاهر الألفاظ حتى يدركوا حلاوته وإعجازه البياني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: السنة النبوية كنز لم يُكتشف بعد
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن السنة النبوية الشريفة ما زالت كنزًا لم يُكتشف بعد بالقدر اللائق بعظمتها، مشيرًا إلى أن الإعجاز الموجود في كلام النبي ﷺ يستحق مزيدًا من البحث والدراسة، تمامًا كما هو الحال مع الإعجاز القرآني الذي شغل العلماء والباحثين عبر العصور.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، أنه لم يرَ حتى الآن نقاشات علمية موسعة تتناول أوجه الإعجاز في الأحاديث النبوية من حيث البيان، أو البلاغة، أو الدلالة النفسية والتربوية، أو القيم الحضارية التي تحملها، مؤكدًا أن الأمة لا تزال بحاجة إلى جهود علمية ضخمة في هذا المجال.
وأشار إلى أن الله تعالى قد تكفّل بحفظ الوحيين: القرآن والسنة، فحفظ القرآن لفظًا ومعنًى، بينما حفظ السنة في معناها وإن اختلفت بعض ألفاظ الروايات، مبينًا أن تعدد الأساليب والرواة لا ينقص من مكانتها، بل يزيدها ثراءً وعمقًا.
وبيّن أن السنة النبوية تنقسم إلى أربعة أوعية رئيسية هي: القول، والفعل، والإقرار، والصفة، وهذه الأنواع الأربعة تمثل الصورة الكاملة لشخصية النبي ﷺ وهديه في الحياة.
وأكد الشيخ خالد الجندي أن خدمة السنة تتطلب عملاً علميًا جادًا ومنهجًا دقيقًا يجمع بين الفهم اللغوي والشرعي والتاريخي، حتى تُوضع الأحاديث في مواضعها الصحيحة وتُفهم على وجهها الذي يليق بمقام النبي ﷺ.