حوار وطني حول بناء الوعي بالقراءة ضمن ملتقى قادة الوعى
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
يستعد معهد إعداد القادة لاستضافة الدائرة المستديرة للمشروع الوطني للقراءة "أنت تشارك.. ومصر تربح تحت شعار مصر بألوان المعرفة، ضمن فعاليات ملتقى قادة الوعي لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية.
وينظم الملتقى قطاع الأنشطة الطلابية ومعهد إعداد القادة خلال الفترة من 9 إلى 11 نوفمبر 2025، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وتنفيذ وإشراف الدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة.
تأتي الدائرة المستديرة لتكون منصة حوارية تجمع بين طلاب الجامعات وقادة الفكر والثقافة، وتهدف إلى ترسيخ قيمة القراءة الواعية كركيزة في بناء الشخصية الوطنية، وتعزيز دور الشباب في صناعة المستقبل القائم على المعرفة والإبداع.
ويشارك في الجلسة الدكتور عبده إبراهيم، مدير المشروعات التربوية والجودة بمؤسسة البحث العلمي للاستثمار الراعية للمشروع الوطني للقراءة، الذي أكد أن المشروع يمثل مبادرة ثقافية وطنية رائدة تهدف إلى إحداث نهضة معرفية شاملة في المجتمع المصري، من خلال جعل القراءة ممارسة مستدامة تسهم في تحقيق التنمية الثقافية والفكرية، لافتًا إلى أن المشروع يتكامل مع رؤية مصر 2030 عبر أربعة أبعاد رئيسية تشمل: الطالب المثقف، الجامعي المثقف، المعلم المثقف، والمؤسسة التنويرية.
وأشار إلى أن هذه الأبعاد تمثل منظومة فكرية متكاملة تستهدف بناء مجتمع قارئ ومفكر، مؤكدًا أن الشباب الجامعي هم المحرك الرئيس لهذه النهضة، بما يمتلكونه من طاقة فكرية وقدرة على التأثير في الوعي الجمعي.
وأوضح الدكتور كريم همام أن تنظيم هذه الدائرة يأتي امتدادًا لجهود الوزارة في تحويل الأنشطة الطلابية إلى منصات فكرية وبناءة تسهم في تنمية مهارات التفكير النقدي والابتكار لدى الطلاب، مشيرًا إلى أن القراءة تمثل أحد أهم مفاتيح الوعي، وأن الاستثمار في عقول الشباب بالمعرفة هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل الوطن.
وأضاف "همام" أن معهد إعداد القادة يسعى من خلال برامجه وأنشطته إلى ترسيخ قيم الانتماء والهوية الوطنية بين طلاب الجامعات، مؤكدًا أن المشروع الوطني للقراءة يمثل نموذجًا ملهمًا لتكامل الجهود بين مؤسسات الدولة والشباب في بناء جيل قارئ ومستنير يمتلك الوعي والمعرفة لصناعة مستقبل الوطن.
وتُعد الدائرة المستديرة حول المشروع الوطني للقراءة إحدى المحطات الرئيسة ضمن فعاليات ملتقى قادة الوعي، حيث تمثل خطوة عملية نحو ترسيخ مفهوم الوعي بالقراءة في الوسط الجامعي، وتحفيز الشباب على جعلها أسلوب حياة، بما يتسق مع توجه الدولة المصرية في بناء الإنسان القادر على التفكير والإبداع والمعرفة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القادة معهد إعداد القادة قادة الوعي ملتقى قادة الوعي الجامعات معهد إعداد القادة الوطنی للقراءة ملتقى قادة
إقرأ أيضاً:
(الهمة… مقام الوعى بين ضعف الجسد وقوة الإيمان)
الهمة يا صديقى العزيز ليست مجرّد طاقةٍ أو اندفاع عابر فى الجسد، بل هى قبس من نور الله (عز وجل) فى الإنسان، يوقظه من غفوته، وينبهه إلى أن وجوده فى هذه الحياة لم يكن عبثًا، بل لرسالةٍ ساميةٍ ينبغى أن يترك أثرًا فيها قبل أن يرحل.
الهمة هى أن تسمع نداء فى داخلك، يدعوك إلى العلوّ كلّما حاولت الأرض أن تُثقل خطاك.
هى أن تسابق فى ميادين الخير، كما قال الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}، وقال أيضًا: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}.
فالهمة أن تؤمن أن كل لحظة من عمرك فرصة لأن تكون أقرب إلى الله (عز وجل)، وأن العمل مهما بدا صغيرًا، فإن النية العالية ترفعه إلى السماء. وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب معالى الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها»، فالهمة العالية من محبة الله، والركون إلى الدون من صفات الغافلين.
وتأمل كلام سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) حين قال: (لا تُصَغِّروا هِمَمَكُم، فإنِّى لَمْ أَرَ أَقْعَدَ عن مَعالى الأُمورِ مِن صِغَرِ الهِمَّةِ)، فهو يعلم أن القعود عن المعالى مرض الروح، وأن الهمة إذا ضعفت ماتت معها الإرادة.
إن الهمة ليست اندفاعًا مؤقتًا، بل مقامٌ من مقامات السالكين، لا يناله إلا من صدق فى طلب الحق، واستشعر قوله صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز»، فهى دعوة إلى الجمع بين القوة فى السعى، والتوكل على الله، وترك العجز والكسل.
وانظر إلى سيدنا أبى بكر الصديق (رضى الله عنه)، سابق الأمة إلى كل خير، لا يُغلب فى عزيمة، ولا يُدرك فى تضحية، حتى قيل فى حقه: (ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن بشىء وقر فى قلبه)، أى بالإخلاص والهمة الصادقة.
الهمة هى استمرار السعى مع الإصرار والعزيمة، وارتفاع النفس فوق همّ المادة، وارتقاء الروح رغم صعوبات الطريق. وإذا سكنت الهمة قلبك، رأيت التعب لذة، والابتلاء نعمة، والطريق إلى الله أقصر مما ظننت، لأن الله قال عن عباده المخلصين: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ}.
إن الهمة العالية يا صديقى العزيز لا تُستمد من الجسد، بل من الإيمان، ومن معرفة الله حق المعرفة.
هى أن ترفض حياة القعود، وأن تقول كما قال سيدنا يعقوب (عليه السلام) وهو بين الألم والرجاء: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّى وَحُزْنِى إِلَى اللَّهِ}. ثم لم ييأس حتى جمع الله شمله بيوسف.
هى أن تحمل يقين سيدنا موسى (عليه السلام) عند البحر، حين قال قومه: « إنا لمدركون» فقال بثبات الهمة: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّى سَيَهْدِينِ}.
فالهمة هى أن تسير فى طريقك وإن قلّ الرفاق، وأن تثق أن الوصول وعدٌ لمن صدق، لأن الله (جلّ جلاله) لا يخذل من عزم وتوكل عليه.
وهذه نفوس العلماء التى كانت مناراتٍ فى الهمة؛ قال الإمام الشافعى: (مَنْ أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معًا فعليه بالعلم)، فالعلم عنده ثمرة الهمة، والطريق إلى الرفعة فى الدارين.
أما سيدنا عمر بن عبد العزيز فكان يقول: (إن لى نفسًا تواقة، تاقت إلى الزواج فنلته، ثم إلى الإمارة فنلتها، ثم إلى الخلافة فنلتها، والآن تاقت نفسى إلى الجنة).
فتأمل كيف لا تهدأ الهمة حتى تبلغ غايتها فى رضوان الله (عز وجل).
فاللهم ارزقنا همةً تعلو فوق الأهواء، وتثبت عند البلاء، وتجعلنا من أهل المسارعة فى الخيرات، ومن أصحاب النيات العالية، الذين يعملون لك وحدك لا رياءً ولا سمعة، واهدِنا يا ربّ إلى ما تحبّ وترضى.
رئيس الإدارة المركزية لشئون القرآن بالاوقاف