جوجل تطلق تحديثا ذكيا لتطبيق NotebookLM يحول الدراسة إلى تجربة تفاعلية

أعلنت شركة جوجل عن تحديث شامل لتطبيق NotebookLM الذي أصبح يُنظر إليه كأحد أكثر تطبيقات المساعدة الدراسية تطورًا في الوقت الحالي. 

التحديث الجديد يضيف قدرات غير مسبوقة، أبرزها إمكانية إنشاء بطاقات تعليمية واختبارات شخصية اعتمادًا على المحتوى الذي يختاره المستخدم بنفسه، ما يحول التطبيق من مجرد أداة لتدوين الملاحظات إلى منصة تعلم تفاعلي ذكية قادرة على التكيف مع أسلوب كل مستخدم واحتياجاته.

التحديث الجديد يتيح للمستخدمين إنشاء بطاقات تعليمية تساعدهم على مراجعة الدروس أو إعداد أنفسهم للاختبارات بطريقة أكثر فاعلية، يمكن للمستخدم تحديد مستوى الصعوبة وعدد الأسئلة التي يرغب في التدريب عليها، بينما يتولى NotebookLM توليد المحتوى بناءً على المصادر التي يحددها المستخدم من خلال تبويب الاستوديو داخل التطبيق.
هذه الخاصية تمنح الطلاب والباحثين تحكمًا كاملاً في عملية التعلم، إذ يمكنهم اختيار المراجع التي يريدون الاعتماد عليها، سواء كانت ملفات PDF، أو مقاطع نصية، أو ملاحظات شخصية، بعد ذلك، يستخدم التطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل المحتوى وتحويله إلى أسئلة ذكية وبطاقات تعليمية منظمة.

ويعد هذا التحديث من أهم التحسينات التي أضافتها جوجل إلى التطبيق منذ إطلاقه التجريبي، إذ ينقل NotebookLM من كونه أداة للمساعدة في تنظيم الأفكار والملاحظات إلى منصة تعلم متكاملة تجمع بين التفاعل والتخصيص والذكاء الاصطناعي.

لم يقتصر التحديث على الأدوات التعليمية فحسب، بل شمل أيضًا تحسينات كبيرة في ميزة الدردشة داخل التطبيق، والتي أصبحت أكثر ذكاءً ومرونة بفضل دمج أحدث إصدارات نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini الذي طورته جوجل.
تقول الشركة إن NotebookLM يتمتع الآن بنافذة سياق أكبر بأربع مرات مما كانت عليه في الإصدارات السابقة، وهو ما يعني قدرة أكبر على فهم واستيعاب المحادثة دون فقدان الخيوط أو التكرار.

 كما تضاعفت مدة ذاكرة المحادثة ست مرات، لتتيح للمستخدمين متابعة نقاشاتهم مع الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى تكرار المعلومات أو تذكيره بالنقطة التي توقفوا عندها.

وبحسب جوجل، فإن هذه التحديثات ترفع جودة المحادثة بنسبة تصل إلى 50%، مما يجعل تجربة استخدام التطبيق أكثر سلاسة ودقة، خاصة للطلاب الذين يعتمدون على NotebookLM في صياغة الملاحظات، إعداد الأبحاث، أو تبسيط المفاهيم المعقدة في مجالات الدراسة المختلفة.

فكرة NotebookLM عند إطلاقها كانت بسيطة: تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل الملاحظات والملفات إلى محتوى قابل للفهم والمراجعة، لكن بمرور الوقت، بدأت جوجل بتطوير التطبيق ليصبح مساعدًا معرفيًا متكاملاً قادرًا على تحليل النصوص الطويلة، تلخيصها، وتوليد محتوى تعليمي منها.

الآن، مع التحديث الأخير، أصبح التطبيق أكثر قربًا من فكرة “المدرس الشخصي الافتراضي”. فهو لا يكتفي بتقديم المعلومة، بل يختبر فهم المستخدم من خلال الأسئلة، ويقترح نقاطًا للمراجعة بناءً على أدائه، ما يجعله أداة تعليمية قائمة على التفاعل والتغذية الراجعة المستمرة.

على الرغم من أن NotebookLM يستهدف في المقام الأول الطلاب والباحثين، إلا أن جوجل تؤكد أن التحديث الجديد يجعله مفيدًا أيضًا للكتّاب والصحفيين والمبدعين الذين يعتمدون على جمع المعلومات وتنظيمها بشكل احترافي.
فمن خلال خاصية الاستوديو، يمكن للمستخدم تحميل مجموعة من المصادر حول موضوع معين — مثل تقارير أو مقالات أو دراسات — ليقوم التطبيق بتحليلها واستخلاص النقاط المهمة منها، ثم يحولها إلى بطاقات تعليمية أو أسئلة يمكن من خلالها اختبار الفهم والتحليل النقدي للمحتوى.

بهذه التحديثات، تواصل جوجل المنافسة بقوة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التعليمية الأخرى مثل ChatGPT Edu من OpenAI وMicrosoft Copilot for Students، إذ تسعى جميعها إلى تقديم تجربة تعلم شخصية تعتمد على خوارزميات متقدمة.
لكن ما يميز NotebookLM هو ارتباطه المباشر بمنظومة جوجل، ما يتيح للمستخدمين دمج ملفاتهم من Google Drive أو الملاحظات من Google Docs بسهولة داخل التطبيق.

المصدر: بوابة الوفد