صحيفة البلاد:
2025-11-11@00:37:44 GMT

يتباهون بما لا يملكون

تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT

يتباهون بما لا يملكون

في مشهدٍ يتكرر يوميًا على منصات التواصل الاجتماعي، نرى تدافعًا وصراخًا حول مسوقين لمنتجات أو أنماط حياة لم يدفعوا ثمنها، يتباهون بما لا يملكون، ويبيعون الوهم لملايين المتابعين. مشاهد كهذه تثير في النفس الكثير من التساؤلات وعلامات التعجب، بل تصل حدَّ الاشمئزاز من حالٍ بات فيه المظهر يغلب الجوهر، والزيف يتقدم على الحقيقة.


يبذل الوالدان الغالي والنفيس لتربية أبنائهما تربية صالحة، فيحرمان نفسيهما من كثيرٍ من الملذات ليقدّما للمجتمع لبناتٍ من الخير والصلاح، وأملًا في غدٍ أفضل، لكن فجأة، يجدان أن أسوار التربية بدأت تُقتحم، وأن حصون القيم تُدكّ، بعدما دخل هؤلاء المسوقون إلى عمق الأسرة، متسلّحين بوسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تتحكم في مفاصل الحياة، وتشكّل نافذة الجيل الحديث على العالم، ولا يخفى على أحد أن أغلب هؤلاء المسوقين ممن يصفهم الناس بـ”المشاهير”، لا يتجاوز هدفهم حدود المال، ومن أجله يفعلون كل شيء، فتبرّجت الأنثى وألقت الحياء خلفها، وضاعت ملامح الرجولة في الذكور الذين انساقوا خلف الشهرة والمظاهر، قافزين على العادات والتقاليد الأصيلة. المؤسف أن بعض أفراد المجتمع باتوا يرون فيهم القدوة، رغم أنهم يقدمون القدوة السيئة، في الوقت الذي يعاني فيه المربّي الحريص من ضغطٍ كبير في سبيل الحفاظ على التنشئة السليمة المبنية على الدين والأخلاق والعادات الراسخة.
إن مسؤولية التصدي لهذا الغزو الناعم لا تقع على الأسرة وحدها، بل هي مسؤولية جماعية تتشارك فيها المدرسة، والإعلام، والمؤسسات الدينية والتربوية والثقافية؛ لذلك علينا أن نعيد بناء الوعي في نفوس أبنائنا، ونزرع فيهم الثقة بأن القدوة الحقيقية ليست في عدد المتابعين، بل في عمق الأثر، ونبل السلوك، وصدق العمل ، فإذا اتحدت الجهود وتكاتفت الإرادات، فلن يكون لمروّجي الوهم مكان، وستبقى القيم هي الراية التي ترفع وتحصّن أجياله من كل زيف، وكلنا في خدمة الوطن.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

ماذا قدمت لهم عصابة آل دقلو

■ لا أعرف ماذا سيقول من يسمون أنفسهم بأعيان المسيرية الذين اصطفوا يوم أمس في تسجيل مهين يرحبون فيه بمقدم القتلة والمجرمين من عصابات مليشيات التمرد لاستباحة ولاية غرب كردفان .. ماذا سيقول هؤلاء لأبنائهم وأحفادهم الذين أُغلقت مدارسهم وصاروا هائمين علي وجوههم مع أهليهم من دار لدار بحثاً عن مأوي ومرعي ومأمن ؟!

■ إنه الهوان بعينه أن يقف أمثال هؤلاء مرحبين بالقتلة والمجرمين ومحرضين علي أبنائهم داخل الفرقة 22 بابنوسة والذين يضربون مثالاً نادراً في التصدي لعصابات المليشيا وداعميها من ممولي الإستعمار العابر للقارات ..

■ في لحظة خور وضعف لم يسأل هؤلاء المتعاونين مع قاتلي أهلهم أنفسهم : ماذا قدمت لهم عصابة آل دقلو .. وما المقابل الذين سيجدونه نظير تدمير كل البنية التحتية في ولايتهم والتي وفّرت فرص العمل والحياة الكريمة لهم ولأبنائهم ..

■ في التاريخ قرأنا عن الذين يخربون بيوتهم بأيديهم .. لكننا لم نجد من يرحب علي الملأ بالقتلة والمجرمين لاستباحة أرضه وأعراضه ويرجوه فقط ألا يقوم بتصوير الجريمة حتي لا تؤثر المشاهد الفظيعة علي صورة المليشيا في الإعلام والضمير العالمي ..
■ تبّاً للخونة والمنافقين ..

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تنظم ندوة توعوية عن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي بحقوق المنوفية
  • الأوقاف تنظم ندوة توعوية بعنوان "إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وأثره على الفرد والمجتمع"
  • النساء وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.. واقع افتراضي أم مرآة للحياة؟
  • أم البواقي: وضع حد لشبكة إجرامية تنصب عبر مواقع التواصل الاجتماعي
  • صور ترامب وهو يغلق عينيه خلال حدث بالبيت الأبيض تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي
  • ماذا قدمت لهم عصابة آل دقلو
  • بياعين الوهم!!
  • “ومكرأولئك هو يبور”.. كيف اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بـ “زلزال” الخلية التجسسية؟
  • المقاطعة مستمرة.. حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي (شاهد)