صحيفة البلاد:
2025-11-11@00:37:44 GMT

الذكاء الصناعي سلاح ذو حدين

تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT

الذكاء الصناعي سلاح ذو حدين

يُعدّ الذكاء الاصطناعي من أبرز إنجازات الثورة التكنولوجية الحديثة؛ إذ أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ من الهواتف الذكية إلى السيارات ذاتية القيادة. وقد غيّر هذا الابتكار طريقة تفكير الإنسان وعمله، وجعل العالم أكثر ترابطًا وسرعة. ولكن، رغم ما يقدّمه من فوائد هائلة، فإن الذكاء الاصطناعي يحمل في طيّاته مخاطر محتملة؛ ما يجعله يوصف بأنه سلاح ذو حدين يمكن أن يخدم البشرية أو يهددها، تبعًا لطريقة استخدامه.


ومن الجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي أنه يقدّم خدمات عظيمة في شتى المجالات. ففي المجال الطبي، ساعد على تشخيص الأمراض بدقة عالية وسرعة فائقة، كما ساهم في تطوير الأدوية وتحليل صور الأشعة، وفي التعليم، أصبح أداة فعالة في تخصيص المحتوى التعليمي؛ وفق قدرات الطلاب واحتياجاتهم، وفي المجال الاقتصادي، ساعد في تحسين الإنتاجية، ومكافحة الاحتيال المالي، وإدارة المخاطر في البنوك والمؤسسات، وكذلك يستخدم في حماية البيئة، عبر تحليل البيانات المناخية والتنبؤ بالكوارث الطبيعية لتقليل آثارها.
ولكن للذكاء الاصطناعي رغم فوائده، سلبيات لا يمكن تجاهلها ، فقد استُخدم في تطوير التزييف العميق (Deepfake) الذي يمكن من خلاله إنشاء صور وفيديوهات مزيفة يصعب التمييز بينها وبين الحقيقة؛ ما يهدد سمعة الأفراد ويزعزع الثقة بالمعلومات، كما استُخدم في عمليات الاحتيال الإلكتروني من خلال تقليد الأصوات والرسائل لخداع الضحايا.
إضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد المفرط على الآلة قد يؤدي إلى تراجع دور الإنسان، وفقدان العديد من الوظائف، كما أن جمع كميات هائلة من البيانات يثير مخاوف تتعلق بانتهاك الخصوصية والمراقبة.
وحتى نستفيد من الذكاء الاصطناعي دون الوقوع في مخاطره، يجب وضع ضوابط أخلاقية وتشريعات قانونية تنظم استخدامه، وضمان أن تظل هذه التقنية في خدمة الإنسان لا العكس.
الخاتمة
إن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من كونه أحد أعظم إنجازات العصر الحديث، يظل سلاحًا ذا حدين يمكن أن يبني مستقبلًا مشرقًا، أو يسبب دمارًا؛ إذا أُسيء استخدامه. لذا، فإن مسؤولية الإنسان اليوم هي أن يستخدم هذه القوة التقنية بحكمة وعدالة، وأن يضع القيم الإنسانية في صميم كل تقدم علمي.
فالمستقبل لا تحدده الآلات، بل عقل الإنسان وضميره الذي يوجّهها نحو الخير والبناء.

drsalem30267810@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

ناشرون: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإبداع الروائي

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أخبار ذات صلة رئيس تشاد وخالد بن محمد بن زايد يشهدان الإعلان عن 18 مذكرة تفاهم بين الإمارات وتشاد كتّاب ومصورون يروون تجربة توثيق معالم الشارقة في كتب فنية فاخرة

دائماً ما يُطرح موضوع الذكاء الاصطناعي وأثر هذا الذكاء كقنية جديدة وثورة معلوماتية نوعية وإضافية، وخطيرة في الوقت ذاته، على أوجه الحياة.
ولم يكن الأدب ليخلو من هذا التأثّر، فقد أعرب عدد من الكتاب وممثلي دور النشر المشاركين في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، عن تخوّفهم وقلقهم من تدخل الذكاء الاصطناعي بالأعمال الأدبية وصياغة هذه الأعمال، بل وكل المؤلفات العلمية والثقافية بشكلٍ عام.
كما كان ثمّة تأكيد بأنّ الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الإقناع بإنجاز رواية حقيقيّة دون بصمة صاحبها، وإن كان سهّل كثيراً على الروائيين والكتاب والقراء، وبالتالي فقد دخل إلى هذه الصناعة الأدبية المميزة التي كانت تأخذ حضورها وعنفوانها من داخل الكتّاب أنفسهم، في حين أنّ من الروائيين من قالوا بأنّ مرحلة الذكاء الاصطناعي هي مرحلة مفيدة للبشرية، في حضور المعلومة والسرعة في استقدامها والحصول عليها.
يقول هشام عبدالله، مدير دار الرواق للنشر، إنّ الذكاء الاصطناعي جعل كثيراً من المؤلفات الأدبية ذات طعم آلي، لدرجة أنك تستطيع اكتشاف أنّ هذا العمل ليس فيه روح صاحبه الكاتب، اعتماداً على أنّ كتّاباً وأدباء وروائيين باتوا يذهبون إلى الذكاء، فيستلّون منه ويجمعون مادتهم، فهي مرحلة وعلينا أن نتعامل معها، وعلينا أن ندرك أنّ الكتّاب المعروفين لهم شهرتهم وأسماؤهم التي لا يمكن أن يغامروا بها عن طريق الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
وتقول رقية كنعان، من دار جبرا للنشر، إنّ الأمر مختلف في مرحلة ما قبل الذكاء الاصطناعي وما بعده بالنسبة لترويج الكتاب، فقبل الذكاء الاصطناعي كان الترويج قليلاً وفيه تراجع ملحوظ، ولذلك علينا أن نتعامل بشكل إيجابي مع هذه التطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي. لافتةً إلى «الاقتباس»، كتقنية، سابق للذكاء الاصطناعي.
وتنوّه كنعان بأنّ لمسة الأديب وروحه وإحساسه وبصمته هي الأهم، ويجب أن تكون حاضرة في أعماله، أمام سرعة اكتشاف العمل المنسوب إلى الذكاء الاصطناعي والتحقق منه في مجال الروايات، على صعوبة ذلك في الحقول الأخرى، وهو ما يستوجب تقنيات جديدة للتعامل مع هذا الأمر.
من جهتها، تقول الروائية نهى محمود إنها تشعر على المستوى الشخصي والأدبي بخوف شديد من الذكاء الاصطناعي والحياة التكنولوجية والرقمية الجديدة وانعكاسها على الأدب، فبرامج المساعدة الشخصية استولت على كثير من العقول والناس الذين باتوا يرون في هذه التطبيقات ما ينوب عنهم في مختلف أوجه الكتابة والمعرفة، فكانت حياتهم أسهل في البحث والتحليل وإيجاد الحلول.
وتدعو إلى مواجهة هذه الهجمة وأن نكون على حذر أمام منافسة الآلات والبرامج لأعمالنا الأدبية ومواهبنا التي تخرج من روحنا، على صعوبة فصل التكنولوجيا عن عالمنا الذي نعيش.
ويقول منذر الساسي، من دار المتوسطية، إنّه ليس قلقاً من الذكاء الاصطناعي في الأدب والتأليف، بل على الحياة بأجمعها، لافتاً إلى أنّ هناك فيديوهات عن طريق الذكاء الاصطناعي باتت تستعيد أطياف الموتى وتربطهم بالحاضر وما إلى ذلك، فالقلق الأدبي على الأدب لا يمثل بالنسبة له سوى 10% من القلق العام أمام واقع حياتي أشمل.
أخيراً، يرى الروائي والمترجم أحمد عبد اللطيف أننا يجب أن نخاف من تطور الذكاء الاصطناعي، باعتبار هذا الذكاء يقلّل من حضور الإنسان، بل ويُلغي دوره على الساحة. ومن وجهة نظر أخرى، فإنّ الذكاء الاصطناعي مفيد في النواحي العلمية، أمّا في الأدب والكتابة، فهو ضارّ جداً، حتى إنّ العالَم اليوم في موضوع الترجمة بدأ يضع قيوداً على الأعمال المترجمة بالذكاء الاصطناعي، باعتبار هذا يضرّ بالنص ويجعله آلياً وخالياً من حضور الإنسان، فالتطوّر ليس مفيداً في كلّ الأحيان.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي في طريقه إلى ما يفوق الذكاء
  • التقنيات الناشئة .. أوسع من الذكاء الاصطناعي
  • ناشرون: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإبداع الروائي
  • التخطيط القومي يناقش تقرير التنمية البشرية 2025 حول الذكاء الاصطناعي واختيارات الإنسان
  • الذكاء الاصطناعي يخلق 16 وظيفة جديدة في سوق العمل
  • أستاذ إعلام: طلابنا لا يثقون في الذكاء الاصطناعي.. والصحفي المسؤول عن استخدامه
  • مفتي الجمهورية: الإسلام لا يخشى الذكاء الاصطناعي بل يرشده ويهذّب غاياته
  • طارق نور: الذكاء الاصطناعي أذكى من الإنسان
  • الذكاء الاصطناعي يُنجب Zozan C.. أول مطربة كوردية رقمية