أكد الدكتور مجيد بودن، أستاذ القانون الدولي، أن جرائم القانون الدولي لا تُلغى ولا تسقط بالتقادم، مشددًا على أن ما يجري في غزة يمثل انتهاكات خطيرة تطال النظام الدولي بأسره، ولا يمكن تجاهلها أو التعامل معها باعتبارها شأنًا محليًا، موضحًا أن المجتمع الدولي مقصّر في أداء واجباته القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين.

أونروا تُحذر: الاحتياجات في غزة مُلحة وآلاف العائلات بلا مأوىوزير الخارجية لجريدة "لاريبوبليكا" الإيطالية: مصر ترفض أي محاولة لتقسيم قطاع غزة أو تهجير الفلسطينيينشتاء قاس على غزة… استجابة مصرية عاجلة لإنقاذ مخيمات النازحين وسط تصاعد التحذيرات الحقوقيةهيئة دعم فلسطين: مياه الأمطار غمرت خيام النازحين في غزة

وقال مجيد بودن، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، عبر شاشة "القاهرة والناس"، : "المجتمع الدولي لم يُفعّل حتى الآن الأدوات المتاحة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، رغم أن هناك مسارات قانونية قائمة ويمكن تفعيلها بشكل سريع إذا توافرت الإرادة"، مشيرًا إلى أن أبواب المحاكم الدولية مفتوحة دائمًا أمام توثيق الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وأوضح مجيد بودن، أن طبيعة هذه الخروقات تمس استقرار النظام العالمي ومبادئه، الأمر الذي يمنح أي دولة في العالم حق الادعاء أمام الهيئات القانونية الدولية ضد إسرائيل، مشددًا على ضرورة أن تتحرك القضايا المرفوعة ضد إسرائيل بوتيرة أسرع وأكثر فاعلية لوقف "المجازر" بحق المدنيين الفلسطينيين، مؤكّدًا أن الاستمرار في بطء الإجراءات يمنح الاحتلال مساحة أوسع لارتكاب المزيد من الانتهاكات.

وشدد مجيد بودن على أن التحرك القانوني الدولي العاجل بات ضرورة لإنقاذ أرواح المدنيين والحفاظ على الحد الأدنى من قواعد النظام القانوني العالمي

طباعة شارك إسرائيل الاحتلال الضفة الغربية غزة اخبار التوك شو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال الضفة الغربية غزة اخبار التوك شو مجید بودن

إقرأ أيضاً:

أستاذ جامعي يقاضي جامعة كنتاكي بعد حظره بسبب آرائه عن الاحتلال الإسرائيلي

رفع أستاذ جامعي في جامعة كنتاكي الأمريكي دعوى قضائية ضد جامعته بعد منعه من التدريس وإبعاده عن كلية الحقوق، على خلفية تصريحات أدلى بها تنتقد الاحتلال الإسرائيلي ووصفها بـ"المشروع الاستعماري"، وتدعو إلى "حرب عالمية" ضدها، وفق ما كشفته صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير حصري.

وقالت الصحيفة إن الأستاذ رمزي وودكوك، المتخصص في قانون مكافحة الاحتكار والذي تمت ترقيته حديثا إلى أستاذ دائم، أكد في دعوى قدمها أمام محكمة اتحادية أن الجامعة انتهكت حقه في حرية التعبير المكفول بالتعديل الأول من الدستور الأمريكي، وحرمانه من الإجراءات القانونية الواجبة، بعد فتح تحقيق ضده في تموز/ يوليو الماضي بدعوى انتهاكه سياسات الجامعة، ومنها قواعد مكافحة التمييز التي تتبنى تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) لمعاداة السامية، وهو تعريف مثير للجدل في الأوساط الأكاديمية.

وتعد الدعوى – بحسب الصحيفة – أول قضية من نوعها يرفعها أستاذ جامعي للطعن بشكل مباشر في دستورية تعريف الـIHRA، وفي استخدام الباب السادس من قانون الحقوق المدنية الأمريكي لتجريم انتقاد الاحتلال الإسرائيلي، بعدما شهدت جامعات أمريكية عديدة تحقيقات وإقالات طالت عشرات الأكاديميين بسبب مواقفهم من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.

وال المتحدث باسم جامعة كنتاكي، جاي بلانتون، إن وودكوك لم يفصل من عمله بل نقل إلى "وظيفة أخرى" إلى حين انتهاء التحقيق، لكنه منع من التدريس والإشراف الأكاديمي وحضور اجتماعات هيئة التدريس أو دخول مبنى كلية الحقوق، وبقي مسموحا له فقط بالقيام بـ"التطوير المهني".
وتؤكد الدعوى أن "الباب السادس لا يحظر، ولا يمكن أن يحظر دستوريا، انتقاد دولة أجنبية مثل إسرائيل"، معتبرة أن تعريف الـIHRA "يقيد حرية البحث الأكاديمي" من خلال تجريم النقاشات المتعلقة بالاستعمار والتمييز العنصري والإبادة الجماعية.

لكن الجدل يتجاوز الجانب القانوني ليصل إلى حدود الخطاب السياسي نفسه، إذ إن تصريحات وودكوك – ومنها عريضة صاغها تحت مظلة "حركة الدراسات القانونية المناهضة للصهيونية" – دعت صراحة إلى "حرب تشنها جميع دول العالم ضد إسرائيل حتى تخضع بالكامل للحكم الفلسطيني من النهر إلى البحر"، مما أثار انتقادات واسعة داخل الجامعة وفي المؤسسات السياسية المحلية.

وكان رئيس الجامعة، إيلي كابيلوتو، قد أصدر بيانا بعد بدء التحقيق وصف فيه العريضة بأنها "دعوة إلى تدمير شعب على أساس الأصل القومي"، ملمحا إلى أنها تهدد سلامة طلاب الجامعة وموظفيها، وهو ما رفضه وودكوك بشكل قاطع.

وفي إحاطة جديدة قدمتها الجامعة في أيلول/ سبتمبر الماضي، اتهمت وودكوك بـ"خلق بيئة عدائية" و"الدعوة إلى العنف وإبادة الشعب الإسرائيلي"، وهي اتهامات يرفضها، قائلا: "هل يعتقد الرئيس كابيلوتو أن كل الدول الاستعمارية التي تحررت في القرن العشرين تضمنت تدمير شعوب كاملة؟"
وقال المتحدث باسم الجامعة بلانتون إن حرية التعبير مكفولة، لكنها لا تمنع الجامعة من التدخل "إذا هددت تصريحات أحدهم سلامة المجتمع الجامعي".


أما محامو مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الذين يتولون الدفاع عن وودكوك، فقد أكدوا أن تصريحاته تندرج في نطاق حرية التعبير الأكاديمية المحمية دستوريا. وقال غدير عباس، نائب مدير التقاضي في المنظمة: "لو كان وودكوك ينتقد أي دولة أخرى غير إسرائيل، لما تمت معاقبته. لكن الجامعة خضعت لضغوط هستيرية".

وتشير وثائق حصلت عليها الغارديان إلى أن التحقيق بدأ بعد شكاوى قدمها أفراد من خارج الجامعة بشأن تصريحات وودكوك في مؤتمرات أكاديمية، وعلى موقع إلكتروني يديره، وكذلك في مجموعات دردشة خاصة تابعة لجمعية كليات الحقوق الأمريكية.
ويقود التحقيق المحامي فرناز فاركيش تومسون، المعروف بمشاركته في إعداد "مخطط مشروع 2025" الذي يروج لأجندة يمينية متشددة، وفق الصحيفة.

وتضيف الغارديان أن مجلس شيوخ ولاية كنتاكي تبنى في نيسان/ أبريل الماضي قرارا يلزم الجامعات باعتماد تعريف الـIHRA، وهو ما أضفى طابعا سياسيا على التحقيق. وقد أشاد مشرعون من الحزب الجمهوري بالتحرك ضد وودكوك فور الإعلان عنه. وقال السيناتور الجمهوري ليندسي تيتشنور: "عندما يتحول التعبير إلى كراهية مستهدفة، يجب على المؤسسات أن تتدخل".

وتتهم الدعوى كذلك إدارة الجامعة بإلغاء بروتوكول داخلي يمنع إيقاف عضو هيئة تدريس إلا عند وقوع "ضرر فوري"، بعد احتجاج وودكوك على مخالفته. لكن الجامعة تنفي أي علاقة بين تغيير السياسة وقضيته.

ويدافع وودكوك عن مواقفه بالاستناد إلى تجارب تاريخية في إنهاء الاستعمار، وخصوصا تجربة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، ويقول إنه يرى إسرائيل "مشروعا استعماريا يجب إنهاؤه"، لكن ذلك – بحسب قوله – لا يعني العداء لليهود. وأضاف: "من المرجح أن يمنح الفلسطينيون حقوقا متساوية لليهود المقيمين باعتبارهم جزءا من المستقبل المشترك".

وأوضح الأستاذ المتقاعد ألفين غولدمان، وهو يهودي صهيوني يقر باختلافه الجذري مع وودكوك، أنه رغم اعتقاده بأن دعواته "خاطئة"، فإنها لا تبرر محاسبته أكاديميا. وقال في رسالة للكادر التعليمي: "قد تثير هذه الدعوات ردود فعل عاطفية قوية، لكن ذلك لا يجعلها كلمات عدائية غير محمية دستوريا".
وفي مقابلة مع الغارديان، شدد غولدمان على ضرورة حماية حرية التعبير الأكاديمية، قائلا: "من حقه أن يكون مخطئا".

مقالات مشابهة

  • إيكونوميست: آلاف الأطنان من القنابل غير المنفجرة تهدد حياة المدنيين في غزة بعد الحرب
  • المجهول يفوز بأفضل فيلم روائي دولي قصير في مهرجان الرباط الدولي
  • وفرت الحماية لاعتداءات المستوطنين على المدنيين.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 15 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • “الخارجية السودانية” ترحب بإدانة مجلس حقوق الإنسان الدولي الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين بمدينة الفاشر
  • أستاذ جامعي يقاضي جامعة كنتاكي بعد حظره بسبب آرائه عن الاحتلال الإسرائيلي
  • مسارات النظام الدولي الجديد
  • خروقات مستمرة.. شهيدة وغارات إسرائيلية وقصف مدفعي شرقي خانيونس وبيت لاهيا
  • خروقات مستمرة.. غارات إسرائيلية وقصف مدفعي شرقي خانيونس وبيت لاهيا
  • من تايوان إلى السودان.. 7 بؤر توتر تهدد استقرار العالم في 2026