في خطوة لاقت اهتمامًا واسعًا لدى الشارع المصري والمستثمرين على حد سواء، أعلن البنك الأهلي المصري عن استمرار طرح شهاداته ذات العائد الثابت بنسبة 17% لمدة ثلاث سنوات، والتي تُعد الأعلى في السوق المصري حتى الآن، بالتزامن مع قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة.

هذا التزامن أعاد طرح تساؤلات حول توجهات السياسة النقدية وتأثيرها على الادخار والاستثمار، لكنه في الوقت نفسه عزز لدى المواطنين شعورًا بالاطمئنان في ظل مساعٍ واضحة نحو تثبيت الأسواق واحتواء التضخم.

وسط هذا المشهد، يبرز رأي الدكتور رمضان مَعن، رئيس قسم الاقتصاد والمالية العامة، الذي يرى في القرارات الأخيرة رسالة ثقة واستقرار للاقتصاد المصري، تؤكد قدرة الدولة على قراءة الاتجاهات الاقتصادية العالمية والمحلية بعين احترافية، وقيادة السوق نحو مسار أكثر توازنًا.

شهادات الـ17%.. أداة ادخارية تساند المواطن

يواصل البنك الأهلي المصري طرح شهاداته البلاتينية ذات العائد الثابت 17% لمدة ثلاث سنوات، والتي تحولت إلى أحد أبرز الأدوات الادخارية التي يقبل عليها المواطنون الباحثون عن دخل ثابت ومستقر. ويؤكد محمد الأتربي، رئيس اتحاد بنوك مصر والرئيس التنفيذي للبنك الأهلي، أن هذه الشهادات ما زالت تُعد الأعلى في نسبة الفائدة بين أدوات الادخار، إذ تبدأ قيمتها من ألف جنيه ومضاعفاتها، وتمنح صاحبها عائدًا شهريًا طوال فترة سريان الشهادة.

وللتوضيح، فإن استثمار مبلغ 100 ألف جنيه في هذه الشهادة يمنح صاحبها عائدًا شهريًا يصل إلى نحو 1416 جنيهًا، بإجمالي عائد ثابت يمتد لـ36 شهرًا دون تأثر بتقلبات السوق. وهو ما يجعلها ملاذًا مفضلاً لشريحة واسعة من المواطنين الراغبين في تأمين مصدر دخل إضافي يدعم ميزانيتهم الشهرية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.

تثبيت أسعار الفائدة.. خطوة محسوبة تعكس رؤية اقتصادية ناضجة

جاء قرار البنك المركزي المصري بتثبيت سعرَي عائد الإيداع والإقراض عند 21% و22% على التوالي، ليعكس توجهًا واضحًا نحو الحفاظ على استقرار السوق النقدي، في وقت تتراجع فيه الضغوط التضخمية تدريجيًا. ويُعد هذا التثبيت هو الثالث خلال العام، في إطار ثمانية اجتماعات يعقدها المركزي سنويًا لمراجعة أسعار الفائدة وفق معطيات التضخم والنمو.

يرى الدكتور رمضان مَعن، رئيس قسم الاقتصاد والمالية العامة، أن قرار البنك المركزي بتثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية يمثل خطوة إيجابية تعكس نضجًا في إدارة السياسة النقدية، ويؤكد قدرة الدولة على ضبط إيقاع السوق في مرحلة دقيقة تحتاج إلى قدر كبير من التوازن والاستقرار. فالتثبيت في هذا التوقيت يمنح الاقتصاد المصري رسالة طمأنة واضحة، مفادها أن المركزي يراقب المشهد بدقة ويختار التوقيت المناسب لكل خطوة بما يخدم استقرار الأسعار ويعزز ثقة المستثمرين.

تراجع الضغوط التضخمية

ويشير الدكتور مَعن إلى أن هذا القرار يعكس قراءة واعية لتراجع الضغوط التضخمية خلال الشهور الماضية، كما يرى أن الحفاظ على الفائدة دون تغيير في هذه المرحلة يدعم استقرار سوق الصرف، ويعزز قدرة الدولة على جذب استثمارات أجنبية مباشرة تبحث دائمًا عن بيئة مستقرة يمكن التنبؤ بتحركاتها.

الخفض يعكس نهجًا احترافيًا

ويؤكد أن التدرّج في القرارات النقدية خلال العام بين التثبيت والخفض يعكس نهجًا احترافيًا يمنح الاقتصاد فرصة لامتصاص تأثيرات كل خطوة على حدة، ويتيح لقطاعات الاستثمار والإنتاج إعادة ترتيب أوضاعها على أسس واضحة. كما أن تثبيت الفائدة الآن يمنح المستثمرين المحليين والأجانب رسالة استقرار تساعدهم على وضع خطط استثمارية أكثر جرأة وثقة، في ظل تباطؤ وتيرة التضخم وتحسن بيئة الأعمال.
 

ويضيف الدكتور مَعن أن القرار يدعم قدرة الحكومة على إدارة الدين المحلي بتكلفة أكثر قابلية للسيطرة، ويعزز تحسن مؤشرات الاستقرار المالي الذي يشكل عنصرًا مهمًا في تقييم المؤسسات الدولية للاقتصاد المصري. 
ويؤكد أن هذا التوجه يساهم في خلق بيئة أكثر جاذبية للمشروعات الإنتاجية، خصوصًا في القطاعات التي تستعد لموجة توسع خلال 2026 مع توقعات بانخفاض تدريجي للفائدة.

رسالة ثقة واستقرار تعزز قدرة الاقتصاد المصري

وفي الختام يرى الدكتور رمضان مَعن أن تثبيت أسعار الفائدة في هذا التوقيت ليس مجرد قرار، بل رسالة واضحة و رسالة ثقة واستقرار تعزز قدرة الاقتصاد المصري على مواصلة التعافي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من تدفق الاستثمارات وتحسن مؤشرات النمو، في ظل سياسة نقدية تتسم بالحكمة والانضباط والقدرة على قراءة الواقع وتوقع المستقبل بدقة.

طباعة شارك البنك الأهلي الفائدة البنك المركزي السوق المصري السياسة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البنك الأهلي الفائدة البنك المركزي السوق المصري السياسة تثبیت أسعار الفائدة البنک المرکزی البنک الأهلی عائد ا

إقرأ أيضاً:

وثيقة الذهب.. الدولة توحّد مؤسساتها لاسترداد الحقوق وتعزيز الاحتياطي| النيابة العامة والبنك المركزي والمالية في خطوة تاريخية لدعم الاقتصاد وتقوية العدالة

في لحظة تحمل خصوصيتها ورمزيتها، اجتمع ممثلو أهم ثلاثة مؤسسات في الدولة.. النيابة العامة، والبنك المركزي، ووزارة المالية، ليوقعوا وثيقة واحدة تحمل وزنًا يتجاوز قيمة ما جاء فيها من سبائك ومعادن ثمينة. فالمشهد الذي جمع المستشار محمد شوقي النائب العام، وحسن عبد الله محافظ البنك المركزي، والدكتور أحمد كوجك وزير المالية، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، لم يكن مجرد إجراء حكومي، بل كان إعلانًا واضحًا ورسالة رسمية بأن الدولة تمضي في مسار جديد يقوم على استرداد حقوقها، وتعزيز مؤسساتها، وتحويل نواتج عملها القضائي إلى قوة اقتصادية صلبة.

هذا الحدث تزامن مع كشف النيابة العامة عن واحدة من أكبر موجات الإنجاز القضائي في تاريخها، حيث تمت معالجة ملايين القضايا خلال أقل من عام، عبر منظومة رقمية متطورة، وبرامج متابعة دقيقة، وهي خطوات تتجاوز كونها إدارية لتلامس صميم ثقة المواطن في العدالة، وتنعكس مباشرة على استقرار الدولة الاقتصادي والاجتماعي.

توقيع استراتيجي يعكس انسجام الدولة ومؤسساتها

جاء توقيع وثيقة تسليم المضبوطات الذهبية ليقدم نموذجًا لتكامل مؤسسات الدولة. فوفق ما أعلنته النيابة العامة، فإن المضبوطات التي تم تحويلها للبنك المركزي تشمل أكثر من 200 كيلوجرام من السبائك الذهبية، بالإضافة إلى نحو طنين من الفضة، بقيمة تقديرية تجاوزت 25 مليون دولار.

هذا التحويل لم يكن إجراءً روتينيًا، بل خطوة محورية تعكس التزامًا واضحًا بأن عائدات قضايا الفساد والاتجار غير المشروع تُعاد إلى الدولة بصفتها مالكًا عامًا، وبما يخدم الاحتياطي النقدي ويعزز قوة البنك المركزي.

منظومة عدالة رقمية.. قفزة غير مسبوقة

وفي سياق متصل، أعلنت النيابة العامة عن إنجاز ضخم للقضايا الجنائية خلال الفترة من أكتوبر 2024 حتى نهاية أغسطس 2025، إذ بلغ عدد القضايا التي تعاملت معها النيابات الجنائية أكثر من 7 ملايين و636 ألف قضية. وتم التصرف في 7 ملايين و379 ألف قضية، بينما بقي قيد التداول 257 ألف قضية فقط، بنسبة إنجاز مذهلة بلغت 96.63%.

هذا الإنجاز لم يحدث صدفة، بل كان نتيجة اعتماد نظام رقمي مطور يتابع سير القضايا عبر لوحة معلومات “داش بورد” تُمكن من التقييم اللحظي للأداء. كما قامت النيابة بتعديل نظام الكشوف والفحص من نصف سنوي إلى ربع سنوي، مما وضع العمل تحت مراقبة مستمرة، ورفع كفاءة الإنجاز، وأعاد الثقة لدى المواطن في سرعة التقاضي ونزاهة المنظومة.

ويكفي القول إن قضايا السنوات السابقة، التي طال انتظارها، تم إنجاز 89% منها خلال عام واحد، ولم يتبقَّ سوى ألف قضية فقط.

قضايا الأسرة.. إنجاز كامل بنسبة 100%

واحدة من أهم نقاط التحول التي كشفت عنها النيابة تتعلق بقضايا الأسرة، وهي القضايا التي تمس حياة مئات الآلاف من المواطنين بشكل مباشر. فقد أنجزت النيابات خلال العام القضائي 100% من القضايا التي نُظرت أمامها، سواء كانت قضايا النفس أكثر من 1.3 مليون قضية، وقضايا المال نحو 72 ألف قضية، وطلبات أعمال النيابة قرابة 346 ألف طلب إنجاز كامل بلا تأجيلات، بلا تراكم، بلا ترحيل. وهي خطوة غير مسبوقة توازي في أهميتها الإنجاز الرقمي والقضائي في النيابات الجنائية.
 

إنجاز كامل بلا تأجيلات، بلا تراكم، بلا ترحيل. وهي خطوة غير مسبوقة توازي في أهميتها الإنجاز الرقمي والقضائي في النيابات الجنائية.

رسالة ثقة 

من منظور اقتصادي، يوضح الدكتور رمضان مَعن، رئيس قسم الاقتصاد والمالية العامة، أن إضافة أكثر من 200 كيلوجرام من الذهب، ونحو 2 طن من الفضة بقيمة تتجاوز 25 مليون دولار إلى أصول الدولة تمثل رسالة ثقة في قدرة المؤسسات على إدارة الموارد المستردة وحسن توظيفها. الاحتياطي النقدي للدول لا يُقاس فقط بالعملة الأجنبية، بل بقيمة الأصول الحقيقية والملاذات الآمنة التي تمتلكها، وفي مقدمتها الذهب. وبالتالي فإن تعزيز رصيد البنك المركزي من الذهب لو كانت الكميات ليست ضخمة مقارنة باحتياطيات كبرى يظل مكسبًا، لأنه يرفع من قدرة الدولة على تنويع مكونات احتياطياتها وتقليل تعرضها لتقلبات النقد الأجنبي.

الدولة تستعيد مواردها

ويرى الدكتور مَعن أن هذه الإضافة رغم حجمها النسبي تنطوي على أثر معنوي واقتصادي مهم؛ فهي تؤكد أن الدولة تستعيد مواردها، وتغلق منافذ الهدر، وتحوّل المتحصلات القضائية إلى أصول اقتصادية مباشرة، وهذا بحد ذاته يعزز انضباط المالية العامة. كما تمنح الأسواق إشارة مهمة على قوة المتابعة الحكومية للقضايا الاقتصادية، مما يرفع ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في كفاءة الإدارة العامة.
 

أما عن تأثير هذه الخطوة على سعر الذهب في مصر، فيوضح الدكتور مَعن أن الكمية المضافة لن تُحدث تغيرًا مباشرًا أو كبيرًا في سعر الذهب المحلي، لأن أسعار الذهب تتحدد بالأساس وفق الأسعار العالمية وسعر الدولار في السوق المصري. لكن وهنا القيمة الحقيقية هذه الخطوة تدعم استقرار السوق على المدى المتوسط؛ فكلما زادت قدرة البنك المركزي على امتلاك أصول حقيقية، قلّ الضغط على العملة، وهو ما قد ينعكس تدريجيًا على تهدئة الأسعار، بما فيها أسعار الذهب.


بذلك، تصبح خطوة تسليم المضبوطات الذهبية أكثر من مجرد إجراء قضائي؛ إنها رسالة متكاملة مفادها أن مؤسسات الدولة تتحرك بتناغم، وأن الاقتصاد المصري يتلقى دعمًا من مصادر متعددة، بعضها مالي مباشر، وبعضها مؤسسي يعزز كفاءة بيئة العمل. وفي ظل الظروف الاقتصادية العالمية المضطربة، تبدو هذه الخطوات جزءًا من مسار أوسع يهدف إلى تقوية قدرة الدولة على مواجهة التقلبات وبناء اقتصاد أكثر صلابة.

طباعة شارك النيابة العامة البنك المركزي مصطفى مدبولي الذهب إنجاز

مقالات مشابهة

  • بعد قرار البنك المركزي.. احسب أرباحك في شهادات البنك الأهلي 2025
  • تثبيت الفائدة | قرار محسوب يعزز ثقة المستثمرين ويدعم استقرار الاقتصاد المصري .. خبير يوضح
  • رسميًا.. عوائد شهادات الادخار في البنوك بعد قرار البنك المركزي بشأن الفائدة
  • البنك المركزي يثبت سعر الفائدة دون تغيير
  • الأهلي يشكو نائب رئيس البنك الأهلي إلى 3وزراء والبنك المركزي والنائب العام
  • شهادات البنك الأهلي المصري 2025.. «عائد شهري ثابت»
  • قبل قرار البنك المركزي غداً.. قائمة شهادات البنك الأهلي ومصر 2025
  • وثيقة الذهب.. الدولة توحّد مؤسساتها لاسترداد الحقوق وتعزيز الاحتياطي| النيابة العامة والبنك المركزي والمالية في خطوة تاريخية لدعم الاقتصاد وتقوية العدالة
  • مضبوطات تتحول إلى احتياطي| الذهب يستقر في البنك المركزي ودولة القانون تعزز قوة الاقتصاد المصري.. خبير يوضح