بعد انتشار الفيديو.. هل دمرت السلطات الروسية مقابر عناصر فاغنر؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
يتداول العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في روسيا وخارجها مقاطع مصورة تزعم أن السلطات الروسية تعمد لمحو ذكرى مجموعة فاغنر عبر تخريب مقابر خاصة بقتلى المجموعة في أنحاء روسيا.
وحصد مقطع فيديو لرجل ينتقد السلطات لقيامها بتدمير مقبرة تابعة لمجموعة فاغنر، ملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقا لموقع "يورو نيوز".
نشر الرجل ويدعى سيرغي تريفونوف، وعرف عن نفسه بأنه عسكري سابق في الجيش الروسي، مقطع الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي الروسي "في كاي" في 25 أغسطس الماضي أي بعد يومين من إعلان وفاة زعيم مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين في حادث تحطم طائرة قرب موسكو.
ويمكن رؤية الرجل وهو يتحدث بغضب ويستنكر قيام السلطات بإنزال الصلبان من شواهد قبور مقاتلي فاغنر في قرية نيكولايفكا، في منطقة سامارا جنوب غربي روسيا.
ويظهر الفيديو مئات الصلبان الخشبية وأكاليل من الزهور وهي مرمية على الأرض.
وخلال الفيديو يصرخ الرجل بغضب قائلا: "لقد تم هدم كل شيء.. ماذا تفعلون.. إنه تدنيس للمقدسات! لقد قاتل هؤلاء الأشخاص من أجل روسيا وأنتم تسوون مقابرهم بالأرض".
تمت إعادة نشر المقطع آلاف المرات حيث يعتقد العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أنه دليل على أن الحكومة الروسية تحاول محو كل آثار مجموعة المرتزقة.
Russian Wagner Group fighter upset by the fact that the Russian state has started to bulldoze entire cemeteries with graves of Wagner fighters that were killed in Ukraine.
Russia treats them like cannon fodder, nothing else.
Subtitles by @wartranslated pic.twitter.com/0H1thFcJvN
تقول "يورونيوز" إن عملية تحقق وبحث أجرتها أظهرت أن هذه المزاعم غير صحيحة، مضيفة أن تقارير وسائل إعلام محلية منشورة قبل مقتل بريغوجين بعد أسابيع وبعضها قبل تنفيذه الانقلاب الفاشل، تحدثت عن قيام السلطات بعمليات إعادة تجديد لتلك المقابر.
وذكرت صحيفة "فوت تاك" المستقلة في 11 يوليو الماضي أن عمليات التجديد تشمل وضع نصب سوداء على شكل "أسنان التنين" على القبور بدلا من الصلبان التقليدية.
ويطلق مصطلح "أسنان التنين" على تكتيك دفاعي يستخدمه الجيش الروسي في المعارك في أوكرانيا عبر وضع قطع خرسانية على شكل هرمي مبنية بالأرض بهدف عرقلة تقدم الدبابات والمركبات العسكرية.
وقتل بريغوجين وعدد من مساعديه في حادث تحطم طائرته الخاصة خلال رحلة من موسكو إلى سانت بطرسبرغ الشهر الماضي، في حادث ترى دول غربية أن الكرملين يقف وراءه.
وكان بريغوجين أطلق تمردا للإطاحة بوزير الدفاع ورئيس الأركان اللذين اتّهمهما بعدم الكفاءة وبمنع تزويد مقاتليه في أوكرانيا بالذخيرة.
وانتهى التمرد بعد زهاء 24 ساعة بوساطة قادتها بيلاروس بين الكرملين وقادة فاغنر، وبدا أن بريغوجين تمكّن من الإفلات من غضب الكرملين بالموافقة على الذهاب إلى المنفى في بيلاروس ومواصلة أنشطته في أفريقيا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
بوركينا فاسو: فيديوهات مفبركة تزعم اعتقال جاسوسة فرنسية تغزو مواقع التواصل الاجتماعي
تنتشر المعلومات المضللة المعادية للغرب في بوركينا فاسو ومنطقة الساحل عمومًا، في وقت تشير تحليلات وخلاصات حكومية إلى أن الحملات الموالية لروسيا تسهم في تقويض الاستقرار. اعلان
انتشرت عبر الإنترنت بشكل واسع مقاطع فيديو مُولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي تزعم كذبًا اعتقال امرأة فرنسية بتهمة التجسس في بوركينا فاسو، ما أثار موجة جديدة من المعلومات المضللة.
وتدّعي مقاطع الفيديو أنه تمّ احتجاز كلير دوبوا، وهي موظفة فرنسية في أوائل الثلاثينيات من عمرها، من قبل إبراهيم تراوري، الضابط العسكري الذي تولّى السلطة في بوركينا فاسو في أيلول/ سبتمبر 2022.
وتفيد مزاعم لا أساس لها من الصحة، اطّلع عليها موقع Euroverify، بأن دوبوا كانت جاسوسة فرنسية جمعت معلومات استخباراتية عسكرية "تحت غطاء العمل الإنساني".
ولا توجد أي أدلة تدعم هذه الادعاءات، كما أن الفيديو الأصلي الذي أُطلقت من خلاله هذه الرواية نُشر أول مرة على موقع يوتيوب مرفقًا بتنويه يُشير إلى أنه "عمل خيالي".
وجاء في التنويه: "المواقف والحوارات الواردة في هذا العمل خيالية بالكامل ولا تعكس أي أحداث حقيقية".
ولكن مقاطع الفيديو التي جرى تداولها على منصات مثل تيك توك وفيسبوك و"إكس" من دون الإشارة إلى أنها تحمل محتوى خياليا، فيما حصد أحد هذه المقاطع على تيك توك، والذي يروّج لهذا الادعاء، أكثر من مليوني مشاهدة.
كما ساهمت وسائل إعلام روسية رسمية، مثل "برافدا"، في تضخيم هذه الأخبار الكاذبة، رغم أنها وُصفت في البداية بأنها خيالية.
ويُذكر أنه تمّ الإفراج عن أربعة من عملاء المخابرات الفرنسية في كانون الأول/ ديسمبر 2024، بعد أن أمضوا عامًا رهن الاحتجاز في العاصمة البوركينية واغادوغو بتهمة التجسس، وذلك إثر جهود وساطة قادها المغرب.
كذلك طُرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين آخرين من البلاد في نيسان/ أبريل من العام الماضي، في حين لم ترد أي تقارير تشير إلى توجيه اتهامات بالتجسس إلى عاملين في المجال الإنساني.
وعلى الرغم من عدم وجود أي دليل يثبت تورط روسيا مباشرة في نشر هذا الادعاء الكاذب، إلا أن عددًا من المؤثرين الأفارقة على تطبيق تيك توك، الذين رصدتهم "يوروفيريفاي" أثناء ترويجهم لهذه المواد، ينشرون أيضًا محتوى معاديًا للغرب وأوكرانيا، ينسجم مع نمط التضليل الإعلامي الذي يعتمده الكرملين.
"مختبر" التضليل الإعلاميلطالما اعتُبرت بوركينا فاسو وجارتاها في منطقة الساحل، النيجر ومالي، أرضًا خصبة للحملات الدعائية الموالية لروسيا في القارة الأفريقية.
وقد دعمت موسكو الحكومات التي تولّت السلطة بعد الانقلابات في الدول الثلاث، في ظل فراغ خلّفه الإحباط وخيبة الأمل من القوة الاستعمارية السابقة، فرنسا.
وتسهم الدعاية المؤيدة للكرملين والمعادية للغرب حاليًا في تعزيز شعبية قادة مثل إبراهيم تراوري في بوركينا فاسو، وهو ضابط عسكري يبلغ من العمر 37 عامًا ويُعد من أبرز حلفاء موسكو في المنطقة.
وخلال زيارته الأخيرة إلى موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر في 9 أيار/ مايو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرّح إبراهيم تراوري لـ "روسيا اليوم" بالقول: "أكثر ما يؤسفني هو أنني قضيت جزءًا كبيرًا من شبابي وأنا أستمع إلى إذاعات مثل راديو فرنسا إنفو وفرانس 24".
وأضاف: "لذلك، يمكن لقناة (روسيا اليوم) أن تلعب دورًا كبيرًا في إيقاظ وعي الشباب، ليُدركوا كيف يسير العالم، وألا يسمحوا للآخرين بالهيمنة عليه".
Relatedبوركينا فاسو تطلق سراح أربعة فرنسيين متهمين بالتجسس بعد احتجازهم لمدة عامارتفاع قياسي في أعداد الأطفال المصابين بالصدمة النفسية في بوركينا فاسومهرجان مسرحي.. بسمة في بحر من دموع النازحين في بوركينا فاسو.. البلد الذي مزقته الصراعات والانقلاباتورغم محدودية المعلومات المتوفرة حول حجم وتطور عمليات التضليل الإعلامي الموالية لروسيا في هذه الدول، يشير تقرير صادر عام 2024 عن مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية إلى أن الجهات المرتبطة بالكرملين تُعد الداعم الرئيسي لحملات التضليل الإعلامي في بوركينا فاسو.
ويُشير التقرير إلى أن هذه الحملات تموّل مؤثرين أفارقة مقابل الترويج للدعاية، كما تسهم السفارات الروسية في تأسيس ما يُعرف بـ"منظمات الواجهة الشعبية" بهدف إنتاج المعلومات المضللة وتضخيمها داخل المجتمعات المحلية.
وفي بوركينا فاسو، تُستخدم مجموعات من بينها "المبادرة الأفريقية" – التي فُرضت عليها عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي – لدفع "أجندة موالية لروسيا" عبر تقديم المساعدات و"الترويج للثقافة الروسية" داخل المجتمعات المحلية، بحسب ما أفادت به منظمة الأبحاث "مرصد الديمقراطية الرقمية الأفريقية".
ويصف تقرير الاتحاد الأوروبي لعام 2024 حول التدخل الأجنبي "المبادرة الأفريقية" بأنها جهة روسية "مرتبطة بالدولة"، تعمل بمثابة "مركز محوري" لـ"تنفيذ عمليات التلاعب بالمعلومات والتدخل الأجنبي الروسي في أفريقيا".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة