مدارس فيوتشر كيدز النموذجية بعدن تنظم دورة تدريبية في الروبوت والذكاء الاصطناعي وتعتمد المجال كمنهج دراسي للطلاب
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
(عدن الغد) صديق الطيار:
نظمت مدارس فيوتشر كيدز النموذجية، بمديرية صيرة في العاصمة عدن، اليوم الأحد، دورة تدريبية في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي (الأردوينو)، برعاية رئيس مجلس الإدارة الأستاذ طلال ناجي حسن، وبحضور الأستاذة ضحى الشيباني القائم بأعمال مدير إدارة التربية بمديرية صيرة،
والأستاذة رائدة عبدالعزيز رئيس قسم النشاط الثقافي والعلمي بمكتب التربية والتعليم بعدن، والأستاذ محفوظ خليفة رئيس قسم التعليم الأهلي والخاص مديرية صيرة.
.
ويحاضر في الدورة التي تستمر لمدة أربعة أيام (16 - 19) سبتمبر الجاري، المهندس سامح الرباش والمهندس محمد علي محسن شمسان.
وافتتحت أعمال الدورة بكلمة من قبل رئيس مجلس إدارة مدارس فيوتشر كيدز الأستاذ طلال ناجي حسن، رحب فيها بالحاضرين، مؤكداً على أهمية هذه الدورة العلمية، وحث المعلمات والطلاب المستهدفين من الدورة على الاستفادة منها أما تمثله من أهمية في حياتهم العلمية وتطوير قدراتهم البرمجية.
من جانبها تحدثت الأستاذة رائدة عبدالعزيز رئيس قسم النشاط الثقافي والعلمي بمكتب التربية والتعليم بعدن، حيث أثنت على الجهود التي تبذلها إدارة مدارس فيوتشر كيدز لتطوير قدرات ومهارات طلابها العلمية، وأوصت الطلاب والمعلمين بالاستفادة القصوى من مثل هذه الدورات العلمية والبرمجية، متمنية لهم التفوق والتقدم في تعليمهم.
الأستاذة ضحى الشيباني، القائم بأعمال مدير إدارة التربية بمديرية صيرة، بدورها باركت مثل هذه الدورات التدريبية في المجالات العلمية والبرمجية، مشيدة بجهود إدارة مدارس فيوتشر كيدز ممثلة برئيس مجلس الإدارة الأستاذ طلال ناجي حسن، في تعزيز قدرات طلابه العلمية، متمنية لهم التفوق والتقدم والازدهار.
وقال الأستاذ طلال ناجي حسن - رئيس مجلس إدارة المدارس، في تصريح له: "اعتمدنا الروبوت والذكاء الاصطناعي كمنهج دراسي للصفوف من الخامس إلى الثاني الثانوي، وقام بإعداد المنهج المهندسان سامح الرباش والمهندس محمد علي محسن شمسان، ونسعى من خلال ذلك إلى تطوير الجانب التعليمي في مدارسنا".
وأضاف: "ما يميزنا عن بقية المدارس أننا اعتمدنا هذا المجال كمنهج يُعلم لجميع الطلاب من الصف الخامس حتى الثاني الثانوي كما أسلفت، بينما هناك الكثير من المدارس الأهلية والخاصة حصرت مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي في عدد من الطلاب والمعلمين، ويأتي ذلك من إدراكنا بأهمية الروبوت والذكاء الاصطناعي في التعليم في التعليم الحديث، ومواكبة التطورات العلمية على مستوى العالم، بالإضافة إلى أن هذا المجال أهم مادة في التكنولوجيا الحديثة وأكثر ما يشغل الطلاب حالياً".
واستطرد الأستاذ طلال قائلا: "طبعا هذا العام سيكون يوم السبت من كل أسبوع دوام في المدرسة، من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهراً، خصصناه لتطبيق الطلاب ما تعلموه خلال أسبوع في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي.. كما أننا سنعمل مخيما صيفيا في المدرسة يبدأ مباشرة بعد الانتهاء من العام الدراسي في شهر يونيو، ويستمر حتى نهاية العطلة الصيفية، خصصناه لتعليم الطلاب في مجال الروبوت والحساب الذهني".
من جانبه صرح المهندس سامح الرباش قائلا: "قمنا بتأليف كتاب يسمى "السهل المفيد في الأردوينو"، يحتوي على الكثير من المشاريع والأخبار التي تزيد من القدرات الإبداعية والمهارية الأساسية، ابتداء من المقاومات والتيار التيار الكهربائي، ويتسلسل للوصول إلى كيفية عمل مشاريع الكترونية.. أهمية الدورة تكمن في تعزيز وتطوير قدرات الطالب البرمجية والإلكترونية".
وتابع بالقول: "خصصنا الدورة ليتعرف الطالب على الدائرة الإلكترونية ليكون قادراً بعد ذلك قادراً على حل مشاكل المشاريع الإلكترونية في مجتمعاتهم".
المهندس محمد شمسان من جهته قال "المنهج الذي اعتمدناه من تأليفي أنا وزميلي المهندس سامح الرباش، اسمه "السهل المفيد في الأردوينو"، للصفوف من خامس إلى ثاني ثانوي، استخدمنا فيه لغة برمجية سهلة.. والمنهج له معمل افتراضي لتطبيق ما تعلمه الطلاب في هذا المجال".
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: رئیس مجلس
إقرأ أيضاً:
الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعي
في أحدث تقرير للمخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تصدّر تغير المناخ والمخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي قائمة أكبر 10 مخاطر عالمية في العقد المقبل. كما يُشير التقرير إلى الترابط بين المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية والمجتمعية، والمخاطر البيئية والتكنولوجية.
وُجد الذكاء الاصطناعي بشكل ما منذ خمسينيات القرن الماضي، ولكن مع إطلاق "شات جي بي تي" (ChatGPT) في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، انتشر استخدامه على نطاق واسع. في غضون شهرين، جذب برنامج الدردشة الآلي أكثر من 100 مليون مستخدم نشط.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4وسائل التواصل الاجتماعي.. بصمة كربونية تتضخم بالتراكمlist 2 of 4هل تقدم الطاقة النووية حلًا لإحدى أزمات الذكاء الاصطناعي؟list 3 of 4كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على البيئة؟list 4 of 4هل قول "من فضلك" للذكاء الاصطناعي يضر بالبيئة؟end of listوبينما سلّط "شات جي بي تي" -ولاحقا غيره من المنصات- الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في زيادة الوصول إلى المعرفة، وإعادة تشكيل صناعات بأكملها، إلا أن لهذه التقنية آثارا ضارة على البيئة والمناخ.
تنبع الآثار البيئية للذكاء الاصطناعي من استهلاك الطاقة في تدريب نماذجه، والاستنتاجات من الاستخدام اليومي لأدواته، واستخدام المياه لتبريد مراكز البيانات التي تُشغّله، والبصمة الكربونية للأجهزة.
وكشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي" (OpenAI)، مؤخرا أن مجرد قول "من فضلك" و"شكرا لك" لـ "شات جي بي تي" يضيف عشرات الملايين من الدولارات إلى تكاليف الحوسبة بسبب ارتفاع استهلاك الطاقة، وأطنانا من الكربون.
كما أفادت التقارير أن شركة "أوبن إيه آي" استهلكت حوالي 1287 ميغاواط/ساعة من الكهرباء لتدريب نموذج "GPT-3″ الخاص بها فقط، وهو ما يعادل الطاقة اللازمة لتشغيل أكثر من 120 منزلا أميركيا لمدة عام وفق التقديرات.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت دراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا. كما تشير تقديرات إلى أن مراكز البيانات على مستوى العالم تستهلك حاليا ما بين 1% و2% من إجمالي الكهرباء العالمية.
إعلانو أظهرت دراسة حول البصمة المائية للذكاء الاصطناعي أنه بناء على وقت ومكان نشره، يستهلك نظام " شات جي بي تي 3″ زجاجة مياه سعة 500 مليلتر لما يتراوح بين 10و50 استجابة متوسطة.
كما وجدت الدراسة نفسها أن من المتوقع أن يصل سحب المياه من الاستخدام العالمي للذكاء الاصطناعي إلى ما بين 4.2 و6.6 مليارات متر مكعب من المياه في عام 2027، متجاوزا إجمالي سحب المياه السنوي من الدانمارك بمقدار يتراوح بين 4 و6 مرات.
وتؤدي صناعة الذكاء الاصطناعي أيضا إلى تأثيرات غير مباشرة على البيئة، إذ من الممكن أن يجعل الإنتاج في جميع القطاعات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاستهلاك وبالتالي زيادة الطلب على الموارد الطبيعية واستنزافها.
كما أن زيادة الاعتماد على التوصيل السريع والتجارة الإلكترونية التي ينظمها الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون من وسائل النقل بجميع أنواعها.
ويؤثر بناء مراكز البيانات والبنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي التي قد تتطلب مساحات كبيرة من الأراضي، على النظم البيئية الطبيعية والتنوع البيولوجي، كما يؤدي استخراج الموارد لتصنيع الأجهزة إلى إزالة الغابات وتدمير الموائل الطبيعية.
وعلى الرغم من هذه التأثيرات، لا توجد حتى الآن طريقة موحدة لقياس الانبعاثات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بسبب الافتقار إلى الشفافية من جانب مقدمي الخدمات، والتباين في كثافة الكربون في شبكات الطاقة المحلية، وتنوع أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة.
ومع تزايد انخراط الذكاء الاصطناعي في العمليات التجارية، تبرز مخاوف أخلاقية أخرى. تشمل هذه المخاوف خصوصية البيانات، وغياب الشفافية والمساءلة عن القرارات التي يحركها الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى فقدان الوظائف.
في استطلاع رأي أجرته كلية سلون للإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2024، أعرب 52% من المشاركين عن اعتقادهم أن المؤسسات لا تُوسّع قدراتها على إدارة المخاطر بما يكفي لمعالجة المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
كما تبرز قضايا الشفافية والمساءلة عندما تُعرف تقنيات الذكاء الاصطناعي بأنها تعمل كـ"صناديق سوداء"، مما لا يترك مجالًا للتدخلات البشرية عندما تُنتج مخرجات دون تفسيرات واضحة لأسبابها. ويُمثل التلاعب بالبيانات تحديًا آخر.
ويتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعات بيانات متحيزة أو مُتلاعب بها، مما يُنتج نتائج متحيزة أو مُتلاعبا بها. حتى في قضايا المناخ والبيئة، وهي تدخل ضمن ما يعرف بالتضليل المناخي الممنهج الذي تدعمه بعض الشركات والمؤسسات وأصحاب المصالح.
وفي الوقت نفسه، لا تتحرك تدابير التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره بالسرعة اللازمة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عوامل تشتيت جيوسياسية والتزامات سياسية غير متسقة، أو ضغوط ذات طابع تجاري واقتصادي لا تأبه لخطورة التغير المناخي.
تدابير ضرورية
بدأت أكبر الدول المُصدرة لغازات الاحتباس الحراري، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي والبرازيل، بدمج مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لديها.
إعلانومع ذلك، تُظهر الأبحاث أن هذه المصادر قد لا تكون كافية لتجنب سيناريو الاحتباس الحراري العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية، والذي يتطلب ما لا يقل عن 80% من مزيج الطاقة النظيفة بحلول عام 2030 و100% بحلول عام 2050. ولا تقترب سوى دول قليلة، منها أيسلندا والنرويج ونيوزيلندا والدانمارك، من تحقيق ذلك.
تُقدّر دراسة أجراها صندوق النقد الدولي أن إزالة الكربون يمكن أن تُحقق مكاسب صافية تصل إلى 85 تريليون دولار. ويُظهر باحثون في جامعة ستانفورد أن الانتقال إلى الطاقة النظيفة بنسبة 100% يُمكن أن يُؤدي إلى زيادة صافية قدرها 24.3 مليون وظيفة جديدة.
وهذه الزيادة تفوق بكثير الخسائر المتوقعة في قطاعات الوقود الأحفوري. ونحن نشهد هذا التحول بالفعل، مع تزايد الطلب على متخصصي الاستدامة ودمج التدريب في النظم التعليمية.
تتطلب أزمة المناخ واقعية في تحديد الخطوات العملية اللازمة للانتقال المسؤول. وهذا يعني الاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة، ودعم برامج تطوير المهارات وإعادة التدريب، وتطبيق تسعير عادل للكربون، وتعزيز التعاون الدولي لحشد التمويل المناخي لبلدان الجنوب العالمي.
يُظهر تطور جهود المناخ العالمية -من اتفاقية باريس للمناخ إلى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة- أن العمل الجماعي للحكومات والشركات والتحالفات الدولية يُمكن أن يُسهّل إحراز تقدم ملموس.
وقد مثّل اعتماد الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية مؤخرا لقانون الذكاء الاصطناعي والقانون الأساسي للذكاء الاصطناعي، على التوالي، نقطة تحول في الجهود العالمية لحوكمة التقنيات الناشئة. وتضع اللوائح الجديدة قواعد شاملة تُنظّم تطوير الذكاء الاصطناعي وتسويقه واستخدامه في الولايات القضائية المعنية.
وفي إطار السعي لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر ذكاء وتحقيق أهداف إزالة الكربون العاجلة، يُطرح سؤالان رئيسيان: ماذا لو نجح الذكاء الاصطناعي في استبدال القرارات البشرية الرئيسية؟ ماذا لو فشلنا في الحد من تغير المناخ في الوقت المناسب؟ هذه ليست مجرد سيناريوهات افتراضية، بل هي آثار محتملة تتكشف بالفعل في أجزاء من العالم اليوم.
بالنسبة للأفراد، يعني هذا زيادة الوعي بتكرار وضرورة ترشيد استخدام الذكاء الاصطناعي، واختيار نماذج أقل تأثيرا أو منصات مراعية للكربون كلما أمكن. وبالنسبة للمطورين، يعني ذلك إعطاء الأولوية لكفاءة النماذج واعتماد طاقة نظيفة، وتخضير البنية التحتية لمراكز البيانات، وتقديم تقارير كربونية شفافة.
أما بالنسبة لصانعي السياسات، فينبغي -حسب الدراسة- معالجة مخاطر الذكاء الاصطناعي والمناخ بشكل أكثر شمولية، بدءا من خصوصية البيانات وحقوق الملكية الفكرية وصولا إلى استخدام الطاقة النظيفة، وتحولات القوى العاملة، والحوكمة.