تجاوزت الاستثمارات في الشركات التقنية الناشئة العمانية حاجز 115 مليون ريال عماني، وأكدت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، على استمرار خططها المستقبلية لتعزيز هذا القطاع، متضمنة إعادة تدشين مركز دعم الشركات التقنية الناشئة في مجمع الابتكار بمسقط، والمساهمة في تطوير منظومة الشركات التقنية الناشئة من خلال إعادة إطلاق منصة عمان للشركات التقنية الناشئة.

وقالت الوزارة لـ "عمان": إن هذه الجهود تهدف إلى تعزيز التعاون بين الشركات التقنية الناشئة والداعمين والمستثمرين والجهات المعنية لرفع كفاءة القطاع. كما تعمل الوزارة على التعاون مع مختلف الجهات المعنية بريادة الأعمال والشركات التقنية الناشئة في تنفيذ برامج ومبادرات تعزز هذه الشركات وتساهم في نجاحها.

وأشارت الوزارة إلى أنها تعمل على تنفيذ برنامج الصناعة الرقمية الذي يدعم بشكل مباشر الشركات التقنية الناشئة في سلطنة عمان، ويهدف إلى زيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى ما لا يقل عن 3% بحلول 2025م و 10% بحلول 2040م، وكذلك جذب شركات تقنية عالمية كبرى المتواجدة في قائمة (Fortune 500) لإنشاء وحدة تشغيلية في سلطنة عمان، لتقديم خدمات محلية وإقليمية ذات قيمة مضافة، كما يهدف البرنامج إلى طرح ثلاث شركات في مجال تقنية المعلومات في بورصة مسقط للأوراق المالية.

وأطلقت الوزارة العديد من المبادرات والبرامج لدعم الشركات التقنية، كمبادرة جدارة لتسهيل الاستفادة من المنتجات التقنية في الجهات الحكومية وتقديم الدعم اللازم للشركات الناشئة من أجل تسهيل دخول منتجاتها التقنية المحلية للسوق الحكومي، التي تم إطلاقها في عام 2022 وخلال الدفعة الأولى اجتاز مرحلة التقييم 10 منتجات تقنية، واستفادت 4 جهات حكومية من 4 منتجات، وحاليا الدفعة الثانية قيد التنفيذ مع 10 منتجات تقنية أخرى. كما أطلقت مبادرة تطوير الأعمال والتوسع التجاري والتي تعنى بالبحث عن فرص أعمال تجارية وربطها مع الشركات التقنية والناشئة وكذلك فتح مجالات للتوسع من خلال ربطهم مع المستثمرين والمشاركة في الفعاليات المتخصصة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي.

وأوضحت الوزارة أنها بصدد تدشين برنامج "نمو" خلال الشهر الجاري، ويعنى البرنامج بدعم الشركات التقنية الناشئة في مرحلة النمو من أجل مساندة توسعها ونموها، والعمل على حل التحديات التي تواجهها، مشيرا إلى مسابقة هاكثون ساس 48، المعنية بتحويل الأفكار التقنية الناشئة لمشاريع واقعية تسهم في حل المشكلات وتوفر الوقت والجهد والمال، حيث يركز الهاكثون العام الجاري على مجال تقنيات الإغاثة، وكما ستطلق الوزارة قريبا مبادرة الترويج للشركات التقنية الناشئة والتي تعنى بتوفير فرص الوصول للمساحات الإعلانية في المنصات المختلفة بهدف توسيع قاعدة عملاء الشركات التقنية الناشئة وانتشارها.

مرونة التأقلم

وقال عبدالله السعيدي باحث اقتصادي: إن الكثير من الدول حول العالم تراهن على أن الشركات الناشئة هي المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي وهي من المشاريع التي يعول عليها في الإبداع والتجديد وضخ أحدث الابتكارات الجديدة للسوق وكذلك إضافة قيمة للاقتصاد، كما تعد الشركات الناشئة خطة مساعدة في تحقيق الانتعاش الاقتصادي والتخلص من القطاعات الريعية سواء النفطية أو غيرها من القطاعات التي تحاول الدول التخلص منها.

وأضاف السعيدي: تتجه حاليا الدول لتحفيز ودعم الشركات الناشئة لما لها من دور بارز في خلق ثروات مالية طائلة، وتوفير فرص عمل دائمة للشباب، فما يميز الشركات الناشئة هو النمو السريع مما يعني توليد إيرادات أسرع بتكاليف أقل كما أنها ترتقي بأعمالها التجارية بدون تكاليف فالأرباح تنمو بشكل كبير فهي تقدم قيمة مضافة للاقتصاد ومتسارعة النمو.

وأوضح السعيدي أن كون الشركات الناشئة تعتمد على الابتكار والإبداع واستخدام التكنولوجيا فهي شركات لها طابع الابتكار تختلف عن الشركات الموجودة في السوق، بالإضافة إلى أنها تمتلك مرونة في التأقلم مع المتغيرات، وتبدأ بتكاليف رأس مال منخفض خاصة في مرحلة الإنشاء، ومن مميزاتها أيضا التخصص فهي متخصصة في مجال واحد، فيكون تركيزها في مجالها مع محاولة تطويره بعكس الشركات الأخرى التي وصلت لمرحلة النمو ولا تنمو بشكل سريع.

وبين السعيدي أن إحدى سمات الشركات الناشئة أنها قريبة من المجتمع والتغيرات في ذوق المستهلكين فتكون من واقع المجتمع وتسد بعض الثغرات التي يواجهها المستهلك من ناحية تلبية رغباته وتحافظ على تنافسيتها من خلال النمو والتنافس للوصول إلى مستوى عالٍ، مما يجعلها جاذبة لرأس المال الأجنبي والمستثمرين؛ لأنها قادرة على إثبات وجودها في أي بلد وأي اقتصاد.

ومتابعا السعيدي حديثه كما أنها تسهم في تلبية متطلبات السوق المحلي مما يسهم في خفض عجز الميزان التجاري من خلال احلال الواردات وتنمية الصادارات، إلى جانب توفير النقد الأجنبي وهي قيمة مضافة للاقتصاد وتدعم الاحتياطات الأجنبية في البلد.

أهمية الدعم

من ناحيته، قال الدكتور قيس السابعي خبير اقتصادي: إن حكومة سلطنة عمان انتهجت خططا طموحة في دعم الشركات الناشئة منها إطلاق منصة عمان للشركات الناشئة وهي منصة جديدة هدفها ربط الشركات العمانية الناشئة بمجال الابتكار، وتوفير الموارد والمصادر اللازمة لها، وتكمن أهمية الشركات الناشئة في تحفيز منظومة الشركات القائمة على الذكاء الصناعي والابتكار والتقنية، وتعزيز الاستثمارات والكيانات الاقتصادية الأجنبية الخارجية إلى سلطنة عمان وفرض القيمة المحليه عليها، وإيجاد حلول تمويليه واستثمارية مستدامة، وإعداد كادر من الشباب العماني متخصص في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، والطاقة النظيفة والتنوع الاقتصادي، وتوفير عدد من الوظائف في مختلف المجالات.

وأوضح السابعي أن دعم الشركات العمانية الناشئة القائمة على التكنولويجا والابتكار يجلب الكثير من الفوائد منها تحسين بيئة ريادة الأعمال، ومواكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم، والإسهام في نمو الناتج المحلي، مع تنمية وتشجيع الاستثمار الأجنبي فى سلطنة عمان، وطرح الشركات العمانية الناشئة للشباب ضمن الخريطة الاستثمارية.

وأضاف السابعي: تعد الشركات الناشئة مجالا خصبا جاذبا لشرائح واسعة من العمانيين في مختلف القطاعات، مع إمكانية أن تصبح الشركات العمانية الناشئة شركات دولية ويكون لها رواج دولي، فهي تقوم بدور المحفز والمشجع للنمو الاقتصادي المحلي والدولي، وتمارس أعمالها وتوسعها من خلال النمو المسؤول وهو النمو الذي يراعي متطلبات البيئة للحد من الابنعثات الضاره للبيئة، بالاضافة إلى أنها كيان اقتصاد عملاق على الاقتصاد العالمي مما يؤدي إلى التغير والايجابية في تحقيق الرفاه الاجتماعي، كما أنها تعتبر وجهه رائدة سياسية واقتصادية للمستثمرين والاقتصاديين والتجار وراد الأعمال والمهتمين بالذكاء الاصطناعي.

واتخذت حكومة سلطنة عمان عددا من الخطوات المهمة لتشجيع الشباب للانخراط في ريادة الأعمال لعل أبرزها اطلاق برنامج الشركات الناشئة العمانية الواعدة كجهة معنية بتشجيع هذه النوعية المهمة من الأعمال وتحديد توجهاتها الاستراتيجية وفق مستهدفات التنويع الاقتصادي، ويهدف البرنامج إلى تشجيع منظومة الشركات القائمة على التقنية والإبتكار، وتصعيد عدد من المؤسسات العمانية الناشئة إلى المستوى الإقليمي والعالمي، ونشر ثقافة الشركات الناشئة في المؤسسات التعليمية، ورفع وعي المجتمع بأهميتها.

كما أعلنت سلطنة عمان عن إنشاء صندوق عمان المستقبل لتحفيز منظومة الاستثمار الجريء في الشركات العمانية الناشئة والصغيرة والمتوسطة، لدعم وصولها لأحدث الابتكارات والتقنيات المتقدمة وتوطينها.

وصنفت مؤسسة "ستارت أب جينوم" الدولية المتخصصة في تطوير منظومة الشركات الناشئة والابتكار سلطنة عمان ضمن أفضل 10 دول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالات الأسواق الجاذبة للمواهب بتكلفة مناسبة للشركات الناشئة ووفرة تمويل رأس المال الجريء وضمن أفضل 15 دولة في سرعة تطور وأداء منظومة الشركات الناشئة، حيث تجاوز إجمالي القيمة السوقية للشركات الناشئة العمانية 300 مليون دولار أمريكي.

وتعمل المؤسسات الدولية المعنية بشؤون التنمية على تشجيع الشركات الناشئة بالدعم والتمويل، وطرحت مؤسسة التمويل الدولية منصة رأس المال المخاطر بقيمة 225 مليون دولار، وتتوجه المنصة للأسواق الناشئة بهدف تعزيز الاقتصادات الرقمية في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى وباكستان لدعم النمو الاقتصادي في العديد من المناطق النامية ولتقديم حلول للتحديات الإنمائية من خلال الابتكارات التكنولوجية في مجالات المناخ والرعاية الصحية والتعليم والزراعة والتجارة الإلكترونية والقطاعات الأخرى.

ويشهد الاستثمار في الشركات الناشئة إقبالا جيدا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتزايد معدلات التمويل لهذه الشركات وتتجه صناديق الاستثمار الحكومية بشكل متزايد نحو الشركات الناشئة لأهداف متعددة منها تحقيق العوائد الجيدة للاستثمار ودعم آفاق التنويع الاقتصادي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرکات الناشئة للشرکات الناشئة منظومة الشرکات سلطنة عمان من خلال

إقرأ أيضاً:

حسام حسن: الموسم الماضي لم يكن به "تكافؤ فرص".. وإلغاء الهبوط أنقذ الإسماعيلي

 

أكد حسام حسن مهاجم وهداف مودرن سبورت الحالي وسموحة والأهلي السابق، أن أكثر فريقان استفادا فنيًا هذا الموسم هما الأهلي بطل الدوري وبيراميدز بطل إفريقيا، أما باقي الفرق فلم تستفد فنيًا بالشكل المأمول.

وتابع هداف مودرن سبورت، الموسم الماضي لم يكن به تكافؤ فرص، غير معقول أن تجد زد يمتلك 31 نقطة ويلعب في مرحلة الهبوط وبتروجيت يمتلك 25 نقطة ويلعب في مرحلة تحديد البطل، الموسم القادم سيكون أصعب لأن كل الفرق تعلمت مما حدث الموسم الماضي.

وأضاف لاعب الأهلي السابق: مفاجأت الدوري في الموسم الماضي كانت كبيرة بتواجد أندية جماهيرية عريقة في مرحلة الهبوط مثل زد وسموحة والاتحاد السكندري، مع احترامي لكل الفرق التي كانت في مرحلة تحديد البطل.

للمرة الثانية للأحمر.. الإنجليزي أنتوني تايلور حكما لمباراة الأهلي وبالميراس بالجولة الثانية رغبة برازيلية تصطدم بجدار ألماني.. تعادل سلبي بين دورتموند وفلومينينسي

وواصل حسام حسن: زيادة عدد الفرق بعد إلغاء الهبوط يرفع من مستوى البطولة وقوتها، ما دام أنها ستنتهي في الموعد المحدد، الفرق في الدوريات من حولنا تلعب 38 مباراة في الموسم، بخلاف البطولات المحلية والقارية الآخري، منتخب مصر يحتاج لاعبين يتمتعون بخبرات كبيرة وخاضوا احتكاكات كبيرة، لذلك أي لاعب يرغب في الانضمام لمنتخب مصر عليه خوض 50 مباراة في الموسم الواحد على الأقل، لدينا بنية تحتية قوية تساعدنا على لعب هذا العدد ومصر سباقة في نتظيم العديد من البطولات القارية والدولية.
وأردف: أعشق النادي الإسماعيلي وكل الأندية الجماهيرية ومتعاطف معها وأرى أن قرار إلغاء الهبوط جيد، لأنه حافظ على تواجد الإسماعيلي والمحلة في الدوري، الأجواء الجماهيرية في تلك الملاعب تكون دومًا مختلفة وكرة القدم أساسها الجماهير، وأتمنى دخول الاستثمار للأندية الجماهيرية حتى تعود الكرة المصرية كما كانت سابقًا.

واختتم حسام حسن حديثه مع أحمد المصري عبر برنامج نجوم دوري نايل والمذاع عبر إذاعة أون سبورت إف أم قائلًا: أندية الاستثمار لم تؤثر على الأندية الجماهيرية، وإنبي أبرز مثال على ذلك، فريق تابع لشركة حقق تاريخًا كبيرًا وفاز ببطولات ونجح استثماريًا، الاستثمار مهم للاعبين والأندية كثيرًا لأن الكرة تحولت لصناعة متكاملة والاستثمار الرياضي أفضل أنواع الاستثمار.

مقالات مشابهة

  • عاجل | إيران تنفي إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عمان
  • ردينة الحجرية تواصل قيادة جمعية الصداقة العمانية البحرينية وجواهر آل خليفة نائبة للرئيسة
  • حسام حسن: الموسم الماضي لم يكن به "تكافؤ فرص".. وإلغاء الهبوط أنقذ الإسماعيلي
  • سلطنة عمان ضيف شرف الطبعة ال56 لمعرض الجزائر الدولي
  • تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية العمانية في فعالية ببلجيكا
  • 20 مليون ريال القيمة الاستثمارية لمشاريع الأمن الغذائي بمحافظة البريمي
  • المملكة تطلق أعمالها في المؤتمر الدولي (bio 2025) لتعزيز الاستثمار والابتكار في التقنية الحيوية
  • مصر تبحث مع وفد مؤسسة التمويل الدولية (IFC) تعزيز التعاون ودعم أولويات الحكومة
  • المملكة تطلق أعمالها في المؤتمر الدولي (bio 2025) لتعزيز الاستثمار في التقنية الحيوية
  • إجمالي صادرات سلطنة عُمان من النفط يتجاوز 100 مليون برميل