رام الله - صفا

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يوم الأحد، إن الأسير خالد طبيلة من مدينة نابلس، تعرض لاعتداء وحشي عند اعتقاله من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي، نقل على إثرها إلى مستشفى "ماير كفار سابا" الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

وأضافت الهيئة في بيان، أن طبيلة محتجز الان في سجن "مجدو"، وهناك قلق كبير على حياته، كونه تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي، ويعاني من حالة عصبية صعبة، وغير قادر على الحركة، فيما تم تمدد توقيفه لمدة خمسة أيام، كما تقدم المحامي رائد محاميد بشكوى حول ظروف الاعتداء عليه.

ومساء الخميس الماضي، اعتقل الاحتلال المطارد طبيلة بعد محاصرة البناية السكنية التي يقطن فيها في حي رفيديا بمدينة نابلس.

 

 

 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: هيئة الأسرى

إقرأ أيضاً:

اختراقات الموساد ومعضلة الجندي الأسير في غزة!

بين التغلغل والفشل يشهد العالم دهشة متكررة أمام ما يبدو كتناقض صارخ في أداء جهاز "الموساد" الإسرائيلي.

فمن جهة، تسجل تقارير متواترة اختراقات عميقة حققها هذا الجهاز داخل إيران، ولبنان، وسوريا، ودول عربية وإسلامية أخرى، وحتى داخل حركات مقاومة مثل حزب الله، ومن جهة أخرى، تعجز إسرائيل منذ سنوات عن تحديد مكان أسيرها لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. هذا التناقض يطرح سؤالا جوهريا: هل تفوّق الموساد ناتج عن عبقرية استخباراتية، أم عن هشاشة الأنظمة المُخترَقة؟ وهل فشلُه في غزة هو استثناء، أم أن هناك عناصر غائبة عن معادلة التحليل؟

للإجابة على هذه المفارقة الأمنية الكبرى نقول في نقاط:

أولا: الموساد و"الأسطورة المصنوعة"

الموساد ليس مجرد جهاز استخبارات، بل هو أحد أعمدة المشروع الصهيوني، تم تأسيسه ليكون أداة تفكيك وتحطيم للمجتمعات المعادية لإسرائيل. وعبر سنوات طويلة، اعتمد على عدة عناصر استراتيجية:

1. البيئة الهشة للأنظمة العربية والإسلامية: معظم الدول العربية تعاني من أنظمة أمنية فاسدة، مركزية، لا تولي الأمن القومي أولوية بقدر ما تهتم بحماية النظام السياسي القائم. هذا الواقع فتح أبوابا واسعة أمام الاختراق الصهيوني.

2. العمل عبر الوكلاء والمرتزقة: كثير من اختراقات الموساد لا تتم عبر عملاء إسرائيليين، بل من خلال تجنيد أفراد محليين مستعدين لبيع المعلومات مقابل المال أو النفوذ.

3. الاعتماد على التكنولوجيا والتنسيق الدولي: الموساد يستفيد من شبكة علاقاته الدولية، خصوصا مع أجهزة استخبارات غربية، ما يتيح له التوسع في الرصد والتنفيذ.

ثانيا: لماذا تفشل إسرائيل في غزة؟

هنا تكمن المفارقة، غزة -رغم الحصار الخانق والتقنيات الإسرائيلية المتطورة- تمثل فشلا استخباراتيا مستمرا لإسرائيل. فما الأسباب؟

1. البيئة الإيمانية والتنظيم العقائدي: فصائل المقاومة في غزة، وعلى رأسها حماس وكتائب القسام، تعمل بعقيدة دينية ومشروع تحرري، لا يُخترق بسهولة. العقيدة هنا ليست شعارا بل سلوكا يوميا، مما يخلق تحصينا ذاتيا للأفراد ضد التجنيد والاختراق.

2. العمل السري والتخطيط طويل الأمد: التنظيمات المقاومة في غزة لا تعتمد على العمل الجماهيري المكشوف، بل تبني شبكات أمنية مغلقة لا يعرف أفرادها حتى معلومات متقاطعة، وهذا يجعل معرفة معلومة بسيطة، مثل مكان أسير، أمرا شبه مستحيل.

3. الولاء لله لا للمال أو المصالح: بينما يسهل تجنيد عميل في بيئة قائمة على الفساد والطائفية، فإن بناء "خائن" داخل منظومة تنشأ على "الموت في سبيل الله" يتطلب ما لا يمكن شراؤه أو تهديده.

4. الردع الأمني والعمليات المضادة: غزة نجحت مرارا في تفكيك شبكات تجسس إسرائيلية، وبعضها كانت تعمل منذ سنوات. جهاز الأمن الداخلي للمقاومة لديه قدرة عالية على كشف التحركات المشبوهة ومواجهة الحرب النفسية.

ثالثا: هل تمتلك إيران جواسيس داخل الكيان؟

رغم طابع السرية الشديد لأي عمليات تجسس ناجحة داخل الكيان، إلا أن تسريبات إعلامية متعددة وتصريحات غير مباشرة تؤكد أن لإيران شبكات استخبارية نشطة داخل فلسطين المحتلة، تعمل أحيانا من خلال فصائل فلسطينية أو عبر أطراف أخرى. ومع ذلك، تبقى الاختراقات الإيرانية انتقائية ومحدودة، وليست عميقة كتلك التي حققها الموساد في قلب إيران، وهو ما يعود إلى:

- طبيعة النظام الإسرائيلي المركزي وشدة الرقابة.

- ⁠الخبرة التكنولوجية المتقدمة في اكتشاف محاولات الاختراق.

- التعاون الاستخباراتي العالمي مع إسرائيل.

رابعا: هل المسألة عقيدة أم تخطيط أم ولاء؟

الحقيقة أن التفوق الأمني لا يُختزل في عامل واحد، لكن تجربة غزة في مواجهة الموساد تكشف عن معادلة ذهبية: "عقيدة راسخة + تنظيم محكم + سرية صارمة + قيادة متجردة + بيئة شعبية حاضنة"= استحالة الاختراق.

وهذه المعادلة لا تتوفر في معظم الأنظمة العربية ولا حتى في إيران، رغم قوة جهازها الأمني، نظرا لاختراقات داخلية أو خروقات طائفية أو فساد بنيوي.

وختاما: من يهزم الموساد؟

لقد أثبتت غزة، بصمودها وفكرها وروحها، أن أسطورة الموساد قابلة للكسر، وأن التفوق الاستخباراتي لا يُقاس بالأقمار الصناعية والميزانيات وحدها، بل بما هو أعمق: العقيدة، والنية، والإيمان بالمشروع.

من يهزم الموساد ليس الدولة القوية ولا النظام الطائفي، بل الإنسان الحر المؤمن، صاحب القضية، والذي يرى في موته حياة لأمته.

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: عملياتنا في إيران تؤثر على غزة
  • زيارة بعد غياب طويل.. عدنان الحرازي يلتقي أسرته لأول مرة منذ اعتقاله بصنعاء
  • الاحتلال يدرس مقترحا أمريكيا جديدا بشأن صفقة تبادل الأسرى في غزة
  • ردود جديدة بشأن أماكن احتجاز معتقلين من غزة في سجون الاحتلال
  • العدو الإسرائيلي يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 81 فلسطينياً
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: تلقينا معلومات باستئناف المفاوضات
  • نادي الأسير الفلسطيني: العدو نفذ اعتداءات وحشية بالأسرى لاحتفالهم بالقصف الإيراني
  • القبض على متهم بالقتل العمد في نابلس
  • اختراقات الموساد ومعضلة الجندي الأسير في غزة!
  • كشف ملابسات تعرض فتاة لاعتداء بالضرب في حدائق أكتوبر