ما الحسابات التي تمنع النظام السوري من دخول المواجهة مع الاحتلال؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
يثير عدم تغير قواعد الاشتباك في الجبهة السورية مع الاحتلال، رغم المجازر وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين، تساؤلات عن أسباب "الهدوء" الذي لم تعكره بعض المناوشات التي تمثلت بإطلاق بضع قذائف هاون على هضبة الجولان.
ورغم مضي 12 يوماً على بدء حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تبدو ردود فعل النظام السوري "باهتة"، مقتصرة على الإدانات للجرائم في غزة، ما يؤشر بحسب بعض المراقبين إلى عدم وجود أي رغبة من جانب النظام السوري بتوسيع مواجهات "طوفان الأقصى".
وتخالف الأوضاع السائدة في جبهة الجولان التحليلات التي رجحت انخراط النظام في مواجهة الاحتلال، باعتباره من ركائز "محور المقاومة".
هل يتعارض التصعيد مع مصلحة النظام؟
ويرى الباحث في مركز "الحوار السوري"، الدكتور أحمد قربي، أن مواقف النظام السوري أساسها قاعدة "الحفاظ على الحكم"، معتبراً أن أحد أهم العوامل التي ساهمت في بقاء النظام حاكماً لسوريا رغم اندلاع الثورة ضده، هو هدوء جبهة الجولان، ومعادلة أمن إسرائيل.
ويؤكد الباحث لـ"عربي21" أن النظام يدرك أن الإخلال بمعادلة "أمن إسرائيل" من خلال فتح جبهة الجولان، يعني زيادة احتمال إزاحته من حكم سوريا، معتبراً أن "من المستبعد أن ينخرط النظام في أي مواجهة مع الاحتلال حالياً".
وقال قربي، إنه رغم وجود ميليشيات إيران و"الحشد الشعبي" العراقي و"حزب الله" اللبناني في سوريا، لم تشهد جبهة الجولان تحركاً عسكرياً واضحاً، على عكس لبنان. أما عن الاحتلال، فيرى الباحث أن "مصلحة الاحتلال حالياً ليست مع توسيع نطاق الحرب، لأن ذلك يعني تشتيت جيش الاحتلال".
النظام لم يرد على ضربات الاحتلال
من جانبه، أشار الكاتب والمحلل السياسي، سامر خليوي، إلى عدم رد النظام على عشرات بل مئات الغارات التي شنها الاحتلال ولا يزال ضد أهداف في سوريا، بالقول: "لو كان هذا النظام صادقا في دعوى دعم المقاومة لكان استغل هذه الفرصة ودعم بعض العمليات في الجولان، من باب الرد على الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا".
وفي حديثه لـ"عربي21"، يعتقد خليوي، أن "دور النظام الوظيفي لا يسمح له بأي تحرك في جبهة الجولان"، متابعا: "الأهم من ذلك أنه ليس صاحب قرار فتح جبهة الجولان، بل بيد إيران التي تحرك أدواتها بالمنطقة".
واعتبر خليوي أن "من المستغرب أن لا تسمح إيران بعمليات عسكرية في الجولان، رغم أن من شأنها أن تخفض الضغط على غزة وتشتت العدو قليلاً"، مشيرا إلى أن "عدم الرد يُعري النظام ويسهم في طرح التساؤلات من مؤيديه حول موقفه من العدوان الإسرائيلي على غزة".
المواجهة مع الاحتلال لا تخدم توجهات النظام
أما المحلل السياسي، أسامة بشير، فيشير إلى عدم رغبة النظام بتغيير قواعد الاشتباك مع الاحتلال، وخاصة أن التصعيد لا يخدم توجه النظام نحو تشجيع الانفتاح السياسي الخارجي عليه.
ويلفت بشير، إلى الدعم الغربي "غير المحدود" للاحتلال، معتبراً أن "دخول النظام في المواجهة سيؤدي إلى زيادة عداء النظام مع الغرب"، مستدركاً: "هذا ما يتعارض مع مصلحته".
وقال لـ"عربي21": إن "الوضع المتأزم الذي يعيشه النظام على الصعيد الاقتصادي، والداخلي (احتجاجات السويداء)، تجعل للنظام مصلحة في فتح جبهة الجولان، لتصدير أزماته واستعادة مكانته كنظام "مقاوم" على الصعيدين الداخلي السوري والإقليمي العربي، لكنه مع ذلك لم يتجرأ حتى الآن في دخول هذه المواجهة، حتى بعمليات محدودة".
مصادر النظام تلمح إلى اشتعال الجبهة
وفي حين لم يعلق المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام على تساؤلات "عربي21"، عن أسباب الهدوء في جبهة الجولان، لم تستبعد وسائل إعلام مقربة من النظام السوري دخول جبهة الجولان على خط مواجهات "طوفان الأقصى".
ويرى المحلل السياسي، فواز المفلح، أن قدرات النظام العسكرية المحدودة، وعدم جاهزية جيشه، تدفعه إلى عدم "المخاطرة" بفتح جبهة الجولان، مشيراً في حديثه لـ"عربي21" إلى "التفوق العسكري لجيش الاحتلال المدعوم غربياً".
يُذكر أن موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، قد كشف قبل أيام أن الإمارات حذرت النظام السوري من التدخل في الحرب بين المقاومة والاحتلال، أو السماح بشن هجمات على الاحتلال انطلاقاً من الأراضي السورية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيين غزة سوريا سوريا فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری مع الاحتلال إلى عدم
إقرأ أيضاً:
مكالمة "غاضبة" بين ترامب ونتنياهو تمنع انهيار الهدنة بين إسرائيل وإيران
عبرت الساعات الأولى من إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، الثلاثاء، عن توتر وتصعيد مفاجئ كاد أن يطيح بالهدنة الهشة، قبل أن تتدخل مكالمة هاتفية "غاضبة" بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتفادي الانهيار.
انتهاك وقف النار وتصعيد مفاجئرغم إعلان ترامب وقف إطلاق النار، تصاعد التوتر صباح الثلاثاء بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل، وتلويح تل أبيب بالرد بقوة على ما وصفته بانتهاك من قبل طهران، في حين نفى الجيش الإيراني إطلاق أي صواريخ جديدة، ما زاد من الغموض حول الجهة المسؤولة عن التصعيد.
تدخل أميركي حاسمكشف مصدر في البيت الأبيض أن ترامب اتصل بنتنياهو مباشرة، ووجه له طلبًا حازمًا بعدم مهاجمة إيران، معبرًا عن استيائه الشديد من خرق وقف إطلاق النار. ووصفت مصادر أميركية المكالمة بأنها "غاضبة" ولُقيت بنبرة صارمة، حسب تقرير موقع أكسيوس.
تقليص الرد الإسرائيليفي ظل ضغط البيت الأبيض، أكد مسؤولون إسرائيليون أن نتنياهو قرر تقليص حجم الهجوم المخطط له، إذ أبلغه ترامب أنه يجب تجنب ضربات واسعة، والاكتفاء بـ "هدف رمزي واحد". وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقًا تنفيذ غارة على نظام رادار بالقرب من طهران، في ما وصفته هيئة البث الإسرائيلية بأنها رسالة تحذير رمزية.
استمرار التوتر رغم الهدنةعلى الرغم من جهود التهدئة، دوت صفارات الإنذار في مناطق شمال إسرائيل، في الجليل وضواحي حيفا، وسط تحذيرات من الجيش الإسرائيلي بشأن إطلاق صواريخ إيرانية، بينما نفى الجانب الإيراني هذه الاتهامات، وأكد مجلس الأمن القومي الإيراني عدم إطلاق أي هجمات جديدة.
وفي المقابل، واصلت إيران شن هجمات صاروخية ومسيرات على مناطق إسرائيلية متعددة، ما يعكس استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار.
سياق الصراعيأتي هذا التصعيد في سياق حرب استمرت 12 يومًا، شهدت تدخل الولايات المتحدة عسكريًا عبر ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، في فوردو ونطنز وأصفهان. وردت إيران بضرب قواعد أميركية في قطر والعراق، من دون تسجيل إصابات، قبل أن يفاجئ ترامب العالم بإعلانه وقف إطلاق النار.
وفي تصريحات للصحافيين، شدد ترامب على ضرورة تهدئة إسرائيل، معتبرًا أن الطرفين، لا سيما إسرائيل، لم يلتزما تمامًا بوقف النار. وأضاف في منشور على منصة "تروث سوشيال":
"الطائرات الإسرائيلية توجهت لإيران فقط لأداء تحية ودية، ولن يصاب أحد بأذى، والجميع سيعود أدراجه".