تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، افتتح معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، اليوم الخميس، أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر وزراء البيئة في العالم الإسلامي، الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في جدة.

تعاون دولي لمواجهة تحديات البيئة

ورحب معالي الوزير الفضلي، خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، بوزراء البيئة من 52 دولة إسلامية مشاركة، وأكثر من 30 منظمة إقليمية ودولية معنية بالشأن البيئي، وأكد أن التزام الدول الإسلامية بالتعاون والعمل المشترك وتبادل المعرفة والخبرات واعتماد أفضل الممارسات الحديثة، يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على البيئة وضمان استدامتها، ومواجهة التحديات البيئية العالمية، لضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة.

أخبار متعلقة المملكة تستضيف المؤتمر التاسع لوزراء البيئة في العالم الإسلاميأسبوع المناخ.. المملكة تُلهم العالم للحفاظ على الموارد البيئيةالمملكة تستضيف مؤتمر وزراء البيئة في العالم الإسلامي

وأعرب معاليه عن تضامن المملكة مع الشعب الفلسطيني جراء ما لحق به من معاناة بالغة بسبب العدوان الإسرائيلي غير الإنساني وتأثيره على الحياة الإنسانية والبنية التحتية والبيئة، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف مسؤول والالتزام بالقانون الدولي والإنساني، إضافة إلى تضامن المملكة العربية السعودية مع المملكة المغربية ودولة ليبيا الشقيقتين؛ لمواجهتهما آثار الكوارث الطبيعية الأخيرة التي ضربت أراضيهما.

وقال: "إن رؤية المملكة 2030، أولت أهمية قصوى للحفاظ على البيئة وحمايتها، حيث اعتمدت الاستراتيجية الوطنية للبيئة، وأنشأت صندوقًا وخمسة مراكز بيئية متخصصة تغطي المجالات البيئية كافة، كما عملت على تبني مبادرات رائدة على الصعيد الوطني؛ لتعزيز الحفاظ على البيئة، أبرزها مبادرة "السعودية الخضراء" التي تستهدف تنمية الغطاء النباتي، ورفع نسبة المناطق المحمية إلى (30%)".

وتابع: "وتبني نهج الاقتصاد الدائري الكربوني للوصول للحياد الصفري عام 2060، إضافة إلى إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر؛ بهدف تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة التصحر والمحافظة على الغطاء النباتي وتنوعه الحيوي، بالإضافة إلى تحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ، وتحسين جودة الحياة، والعمل بالتعاون مع الدول المشاركة في المبادرة على إكمال إجراءات تأسيسها والانتقال إلى مرحلة تنفيذ المشاريع؛ لتحقيق أهدافها الطموحة".

ناقش المؤتمر التحديات البيئية الكبرى كالاحتباس الحراري وازدياد انبعاث الغازات التي تهدد كوكب الأرض - وزارة البيئة

جهود دولية وإقليمية لدعم التطوير

وأوضح "الفضلي" أن المملكة، استكمالًا لدورها الفاعل إقليميًا ودوليًا، تعاونت مع عدد من الدول والمنظمات العالمية لإطلاق منصة عالمية لتسريع البحث والتطوير للحفاظ على الشعب المرجانية ومبادرة للحد من تدهور الأراضي وفقدان الموائل البرية، والتي أطلقها قادة مجموعة العشرين خلال ترؤس المملكة لاجتماعات المجموعة في 2020، ونوه بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -، الشهر الماضي، تأسيس المنظمة العالمية للمياه ومقرها الرياض؛ لتعزيز العمل الدولي للمحافظة على مصادر المياه، كما ستستضيف المملكة خلال العام المقبل، عددًا من الفعاليات البيئية الدولية، في مقدمتها: مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16)، واستضافة المملكة لليوم العالمي للبيئة لعام 2024.

جائزة المملكة للإدارة البيئية في العالم الإسلامي

وقدم معاليه التهنئة للفائزين في فروع جائزة المملكة للإدارة البيئية في العالم الإسلامي في دورتها الثالثة، إثر المساهمات القيمة التي قدموها، إذ تعد الجائزة مصدرًا رئيسًا لتعزيز العمل البيئي المشترك في العالم الإسلامي، وانفتاحه على التجارب العالمية في مجالات حماية البيئة وقضايا التنمية المستدامة بصفة عامة، كما أنها تقدر جهود الأفراد والمؤسسات المساهمة في حماية البيئة والموارد الطبيعية، لما يعود بالنفع على الأجيال الحالية والمقبلة.

من جهته أشار معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، إلى خطورة الأمن البيئي وتأثيره الشامل، مما يستلزم اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة من جميع الدول، خاصة وأن العالم الإسلامي يقع من بين مناطق العالم الأكثر معاناة من تغير المناخ العالمي، وشهد سلسلة من الآثار المدمرة التي أصبحت واقعًا طبيعيًا جديدًا وصعبًا للغاية في البلدان الإسلامية كافة. وهو أمرٌ غير مقبول ويتعين معالجته.

وقال: "وفي ضوء هذا الواقع الجديد، يتعين علينا أن نُسمع صوت الدول الإسلامية وشواغلها في مختلف المحافل الدولية والعالمية المعنية بالمسائل البيئية في أرجاء العالم كافة، وأن المؤتمر التاسع لوزراء البيئة وما سيتمخض عنه من نتائج، سيكون بمثابة خطوة عملية مهمة للغاية نحو إعداد المجتمع الإسلامي بشكل جيد لمؤتمر (COP-28) القادم في دولة الإمارات العربية المتحدة".

تحديات بيئية كبرى

أشار المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور سالم بن محمد المالك، إلى التحديات البيئية الكبرى كالاحتباس الحراري وازدياد انبعاث الغازات التي تهدد كوكب الأرض وارتفاع درجة حرارة الأرض، وحرائق الغابات التي تزداد مساحات خرابها عالميًا، وذوبان التربة الصقيعية، وسرعة وتائر الانقراض الجماعي، وزيادة إزالة الغابات، ومظاهر السلوك البشري الجائر، وفقدان التنوع البيولوجي، واستفحال ظاهرة التلوث البلاستيكي، إلى جانب مشكلة الزيادة العالمية في نفايات الطعام، البالغة مليار وثلاثمائة مليون طن سنويًا، بما يكفي لإطعام ثلاثة مليارات شخص، وقال: هنا تتعاظم مسؤولية عالمنا الإسلامي.

وأضاف أن أزمة المناخ هي نتاج لسوء الإدارة، بما يملي على صناع القرار العمل الحثيث على إيجاد الحلول الجذرية، والتركيز على زيادة رأس مال الاقتصاد الأخضر ودعم ابتكاراته، والاستفادة المثلى من الثورة الرقمية والمعلوماتية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس جدة مؤتمر وزارة البيئة وزير البيئة مؤتمر وزراء البيئة في العالم الإسلامي فی العالم الإسلامی

إقرأ أيضاً:

القنصل العام للسودان بجدة: جهود المملكة العربية السعودية هذا العام كانت استثنائية بكل المقاييس

قام الدكتور كمال علي، القنصل العام للسودان بجدة، بزيارة ميدانية تفقدية لحجاج السودان، شملت حجاج ولايات النيل الأبيض، كسلا، الجزيرة، النيل الازرق ، سنار، شمال، كردفان، البعثة العسكرية والبحر الاحمر .وذلك برفقة الأستاذ سامي الرشيد، رئيس بعثة الحج السودانية، والدكتور عبدالعزيز الصادق، الملحق الإداري لمكتب شؤون الحجاج والدكتور محمد عبد الوهاب مسؤول شون حجاج السودان بمكة المكرمة.وخلال الزيارة، اطلع الوفد على أوضاع الحجاج من مختلف الجوانب، بما في ذلك السكن والإعاشة والتنقلات، إضافة إلى الخدمات المقدمة في المشاعر المقدسة. وأكد القنصل أن هذه الجولة جاءت بتوجيه مباشر من رئيس مجلس الوزراء د كامل ادريس ، في إطار حرص الدولة على ضمان راحة وسلامة الحجاج السودانيين في كل مراحل أدائهم للمناسك.وأشار الدكتور كمال إلى أنه وجد انطباعًا إيجابيًا واسعًا لدى الحجاج، الذين عبّروا عن رضاهم الكامل عن جودة الخدمات المقدمة، مشيدين بالتنظيم الدقيق والرعاية الشاملة التي وفّرت لهم بيئة روحانية مطمئنة لأداء المناسك بكل يُسر وطمأنينة.من جانبه، أوضح الأستاذ سامي الرشيد أن نسبة تنفيذ خطط خدمات الحج لهذا العام 1446 هـ بلغت 100% ، مشيرًا إلى أن بعثة الحج السودانية عملت بتنسيق تام مع المجلس الأعلى للحج والعمرة، الذي أدى دوره كاملاً في سبيل تسهيل كافة الترتيبات اللوجستية والتنظيمية لضيوف الرحمن.وأضاف الرشيد أن جهود المملكة العربية السعودية هذا العام كانت استثنائية بكل المقاييس، مُثنيًا على الدعم الكبير الذي وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك من خلال توفير بيئة متكاملة تنعكس في جودة الخدمات والراحة التي ينعم بها ضيوف الرحمن.كما أشاد الحجاج أنفسهم بالدور الفاعل والتواجد الدائم للبعثة السودانية في مختلف المواقع، مؤكدين أن الجولات التفقدية أسهمت في رفع مستوى الاستعداد ومعالجة أي ملاحظات بشكل فوري، مما أضفى طابعًا إنسانيًا وتواصليًا مباشرًا بين المسؤولين والحجيج.يُشار إلى أن بعثة الحج السودانية تنفذ خطة متكاملة لتأمين الحجاج في كافة مراحل المناسك، بدءًا من الاستقبال في الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • برنامج خادم الحرمين للابتعاث يفتح التقديم في مسار التوحد المبتدئ بالتوظيف
  • بالرجاء نحيا.. المؤتمر التاسع لأسرة خدمة فرح وعطاء بالقاهرة
  • المملكة تشارك دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للجفاف بتسليط الضوء على إنجازاتها البيئية
  • “الشؤون الإسلامية” توزع هدية خادم الحرمين الشريفين على الحجاج المغادرين عبر منفذ حالة عمار
  • الرائد شيراز خالد التي دفقت المريسة يقال أن إسمها خادم الله حريكة
  • سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية تلتقي بعثة الهلال
  • القنصل العام للسودان بجدة: جهود المملكة العربية السعودية هذا العام كانت استثنائية بكل المقاييس
  • إنفاذًا لتوجيه خادم الحرمين بناءً على ما عرضه ولي العهد.. «الحج» تنشئ غرفة عمليات خاصة وخطة متكاملة لخدمة الحجاج الإيرانيين
  • توزيع هدية خادم الحرمين من المصحف على ضيوف الرحمن
  • "الشؤون الإسلامية" تواصل توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف عبر منفذ الحديثة