بوابة الوفد:
2025-10-15@20:45:41 GMT

قصتها أبكتنى.. فأين ابنها؟

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

عندما سمعت قصتها وكلامها وشاهدتها وهى جالسة على مقعدها المتحرك انفطر قلبى وانخلع وأصابنى الجمود، لما لحق بهذه السيدة المسنة من مآس شديدة كان أفظعها أن ألقى بها وبأثاث منزلها فى الشارع. وهى حبيسة مرضها لا تتحرك إلا بمساعدة أحد، تلك الأم التى تركها ابنها تجابه ظروف المرض وقسوة الحياة بمفردها وسافر إلى خارج البلاد.

وأصبحت لا تعلم عنه شيئاً ولم يسأل عنها حتى ولو بالهاتف ولكن «المعوض» موجود وعلى الرغم من أن لا شىء يعادل طلة الأبن الحانية على أبويه طوال العمر، خاصة فى مرحلة خريف العمر، إلا أن هذا الابن الجاحد آثر البعد عن أمه التى أوصى بها الدين والرسول صلى الله عليه وسلم وأوصى بها ثلاث مرات وبعد عن وطنه وترك أُمه التى أفنت عمرها لأجل تربيته وتنشئته، أحبته أكثر من نفسها وأعطته عمرها فقابل كل ذلك بالجحود والنكران وقطع أثره أمام أمه، فظلت الأم تبكى ولكننا نرى أن قصتها مليئة بلطف الله. رغم ما واجهته من قساوة قلوب بعض البشر وعلى رأسهم ابنها الذى أصبحت لا تعلم عنه شيئاً مما دفعها لتقول أعتبر نفسى «ماخلفتش»، وأمام حكايتها أصابنى الحزن الشديد لما آلت إليه قلوب بعض البشر فماذا حدث لها عندما أصابها المرض تركها ابنها كما ذكرت ونظراً لمصاريف علاجها الباهظة عجزت الأم عن دفع إيجار مسكنها فما كان من صاحب البيت إلا أن أنذرها بالطرد ونفذ ما قال فى الشهر الثالث لتجد المسكينة نفسها وأثاثها فى الشارع لتبيت على سريرها أمام الجميع فى الشارع وتصادف مرور توك توك كان قادماً لتوصيل أحد الجيران فاسترعى انتباهه وجود الحالة التى تنطق بمأساة الطرد فاقترب منها وطلب منها أن تمهله وقتاً لتوفير مأوى لها ثم تركها الرجل الشهم الذى نفذ ما وعدها به ليقوم بحملها وساعده البعض فى حمل متعلقاتها إلى حيث المسكن الذى أوجده لها ذلك الرجل الذى عطف الله قلبه عليها وكأنه ملاك من السماء وقام بإعداد كل شىء لها من مآكل ومسكن واستحمام وكل شىء وكأنه ابنها بل أشد عطفاً: ووعدها بأنه سوف يأتى لها بالطعام والشراب يومياً ونفذ وعده كل يوم حتى إن زوجته شكت فيه أنه تزوج عليها لتغيير عوايده معها فى الحضور فقررت أن تراقبه. واستأجرت توك توك ذات صباح وسارت خلفه عن بعد حتى لا يراها وحين توقف بمركبته النارية أمام أحد المنازل ودخل سألت الزوجة عن صاحب التوك توك فأخبرها الواقفون عن أن صاحبه داخل المنزل الذى شاهدته يدخله بل زادوا أنه يأتى إلى هنا يومياً وقبل أن تسمع بقية الإجابة من الواقفين والتى أوغرت صدرها لتشهق شهقة مدوية وتدخل إلى المسكن وتطرق على بابه وكأنما حدثت كارثة ليفتح زوجها الباب بنفسه ودفعته دفعة مباغتة وتدخل إلى داخل المسكن البسيط لترى المشهد المأساوى للسيدة المسنة التى لا تتحرك وهو يقوم بتنظيف المسكن صباحاً وما كان منها غير أنها أبدت الندم فى حقها وحق زوجها الذى ظنت به السوء وقبلت يد السيدة المسنة ويد زوجها وأخذت منه «المقشة» واستكملت تنظيف المسكن البسيط والذى اعتبرته الأم جنة الله فى الأرض وأن السائق وزوجته عوض عن ابنها الذى تبرأت منه.

 هذه القصة أبكتنى وأنا أكتبها لدرجة تأزمت فيها رأسى فى قصة تحمل فى جنباتها النقيضين من الخير والشر، الحرمان والعِوَض والعقوق والوفاء.

إن قطيعة الوالدين من أشد الذنوب خطراً، وأعظمها ضرراً، فقد توعد الله صاحبها باللعن، وخُصّت الأم إظْهَارًا لِعِظَمِ حَقِّهَا فكيف ينام هذا الابن العاق أو يغلق له جفن أمام تركه لأمه التى أبكتنا قصتها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بين السطور خارج البلاد

إقرأ أيضاً:

السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!

بهدوء وحتى لا نغرق فى تفاصيل أوراق وبنود اتفاق السلام فى شرم الشيخ أمس الأول.. وحتى لا تُنسينا بهجة عودة سكان غَزة لرُكام بيوتهم المُهدمة حقيقة ما حدث خلال 24 شهرًا.. يجب أن نستعيد المواقف والحكايات الحزينة والقرارات غير السليمة الممزوجة بدماء الأبرياء الذين سقطوا نتيجة فِعلٍ أهوج لتنظيم سياسى اسمه «حماس» لم يشاور أحدًا فيما فعله قادته من خطف لعشرات الأفراد من الكيان الصهيونى، فكان الثمن سبعين ألف شهيد نصفهم من النساء والأطفال.. بالإضافة إلى مائة وسبعين ألف جريج وأحد عشر ألفًا من المفقودين!!
ما أقوله لا ينفى توصيف نتنياهو بالمجرم وإسرائيل بالكيان اللقيط والحكومة الإسرائيلية بالعدو.. ولكن كل النتائج تقول إن ما حدث فى السابع من أكتوبر لم يكن مدروسًا، ولكنه فعلٌ أهوج لتنظيمٍ قاده هواة فقتل شعبه وكاد يحرق المنطقة، ويُنهى على ما تبقى من قضية كافحت أجيالٌ متعاقبة لجعلها قائمة.. فلم يكن صاحب قرار«الخطف» وليس«الحرب» دارسًا للفارق بين الحرب مع كيان مُجرم وبين توجيه ضربات مقاومة فاعلة.. فصنع فخًا لأبناء شعبه ليتم التهامهم، وبدلًا من إحداث الوجع فى قلب إسرائيل، تمت صناعة المبرر لتهجير سكان القطاع إلى سيناء!! ولولا صمود مصر لتم تنفيذ المخطط الإجرامى الخطير!!
ستقول لى ولكن حماس كانت تحارب بالفعل.. نعم رجالها فى الخنادق كانوا يحاربون، ولكن قادتها كانوا يخططون لما أسموه تحريك القضية حتى لو مات نصف سكان غَزة وجاعوا وتشردوا!
ما أريد ألا ننساه هو أن هؤلاء القادة الحمساوية كانوا يحاولون الضغط على مصر لكى تدخل فى حرب مباشرة مع إسرئيل اعتقادًا منهم أن جيشها الذى قاوم إرهاب حماس من قبل سوف يذهب لحرب لم يقررها أو يضع استراتيجيتها أو يحدد أهدافها.. وكانت القيادة المصرية عاقلة عندما حافظت على قوتها وصلابتها وقدراتها لحماية حدودها.. فتعرضت لهجوم إخوانى أحمق ليس له مثيل ولا يقل شراسة عن الهجوم الذى تعرضت له عندما تم التخلص من تنظيمهم الإرهابى فى مصر للأبد.. لتتكشف خيوط مؤامرة «عدم ممانعة» الجماعة الإرهابية فى تهجير الفلسطينيين من غَزة إلى مصر بدعوى حمايتهم من الموت الذى صنعوه هم وليس غيرهم.. بل إنهم تظاهروا ضد مصر فى شوارع تل أبيب.. وأمام سفاراتها فى عدد من الدول الأوروبية لتحقيق قلاقل داخلية- من وجهة نظرهم- ليقتنع المصريون بأن دولتهم باعت القضية ليهتز الأمن فيتفكك النظام السياسى ليعبر من يعبر من سكان غَزة خلال فوضى تتم صناعتها فى الداخل - على غِرار ما حدث فى 2011 - فيعبر المسلحون مرة أخرى إلى سيناء بدعوى حماية من عبروا، فيقومون بالاستيلاء على سيناء ليرفعوا عليها راية غير العلم المصرى، فإذا واجه الجيش المصرى هؤلاء المسلحين لإفساد المخطط - الصهيونى القديم للتهجير مثلما فعل خلال سنوات ما بعد رحيل الإخوان كان سيتم - طبقًا للمخطط - اتهامه من قبل شعبه قبل خصومه، بأنه جيشٌ عديم الرحمة لأنه يقاوم الباحثين عن الحياة!
المخطط كان كبيرًا.. وكان هدفه سيناء.. ولكن مصر كانت أكبر.. وفهمها ووعى أجهزتها ومؤسساتها أكبر من قدرة هؤلاء الذين لا يعرفون سوى التآمر واستهداف تراب هذا الوطن حتى لو على حساب الشرف والنزاهة.. أو حتى على حساب أراضى وطنهم!!!
ما تم توقيعه لا يقل أهمية عن كامب ديفيد.. فقد أعاد الرئيس السادات من خلالها سيناء كاملة بعد احتلالها لعشر سنوات كاملة.. وفى اتفاق شرم الشيخ أنقذ السيسى الشعب الفلسطينى فى غزة من استمرار مخطط قتله وطرده ودفعه نحو سيناء التى احتفظ بها كقطعة غالية من أراضينا وأبقى السيادة المصرية عليها بدون حرب!
احذروا.. فقد يتكرر السيناريو بتفاصيل أخرى فى السنوات القادمة.. لأن سيناء ستبقى هدفًا لهم!

مقالات مشابهة

  • التحفظ هو الرد!
  • فرح حزين في رام الله!
  • وحدة من “القسام” تلتقي لأول مرة بعد 33 عاما إثر تحرر آخر أعضائها.. ما قصتها؟ (شاهد)
  • السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!
  • جهد كبير
  • وحدة من القسام تلتقي لأول مرة بعد 33 عاما إثر تحرر آخر أعضائها.. ما قصتها؟ (شاهد)
  • الطبيبة الشرعية أمام المحكمة فى قضية قهوة أسوان: المتهم سدد طعنة نافذة بالقلب
  • مصر تصنع السلام
  • محامى المتهم فى قضية قهوة أسوان يقدم فيديو جديد للواقعة إلى المحكمة
  • بعد إحالة قاتلة زوجها وأطفاله الستة للمفتي.. تعرف على مصير ابنها الرضيع