RT Arabic:
2025-10-16@06:56:03 GMT

نهج جديد للتحكم في "الضوء السائل"

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

نهج جديد للتحكم في 'الضوء السائل'

أثبت علماء الفيزياء من روسيا وأوروبا قدراتهم على التحكم في "الضوء السائل".

وقالت جامعة "سكولتيك" الروسية في بيان أصدرته إن هذه قفزة نوعية نحو تطوير تقنيات الحوسبة غير التقليدية.

لقد ابتكر علماء الفيزياء الروس والأوروبيون أسلوبا يسمح بالتحكم المرن في الخصائص النشطة لـ"الضوء السائل"، وهي مادة كمومية غريبة لها خصائص الضوء والمادة، فضلا عن كثافة جسيماتها وغيرها من المواصفات، الأمر الذي يجعل العلماء أقرب إلى إنشاء فئة جديدة من الإلكترونيات العالية السرعة، وقد نشرت الدراسة بهذا الشأن في مجلة Physical Review Letters.

إقرأ المزيد السلاح الجوي "السري".. في مواجهة الناتو

وقالت الخدمة الصحفية لـ"سكولتيك"، إن مجموعة من علماء الفيزياء تمكنوا من تحقيق نقلة نوعية على طريق ابتكار تقنيات الحوسبة غير الكلاسيكية، محققة تقدما كبيرا في حل مشكلة التلاعب المكاني وإدارة طاقة "الضوء السائل" في درجة حرارة الغرفة المغلقة. ويفتح هذا التطور بابا جديدا في دراسة جميع الأجهزة المنطقية الضوئية عالية السرعة.

يذكر أن الضوء السائل الكمومي هو تيار من البولاريتونات ، بصفتها أشباه الجسيمات، التي تعمل على إثارة الوسط (الإكسيتون) وجسيم الضوء (الفوتون). أما وجود مكوّن مادي فيتيح فرصة للتحكم في "السائل الضوئي".

وكان العلماء الفيزياء في الماضي يعتقدون أن مثل هذه العناصر لا يمكن أن توجد إلا في ظروف درجات الحرارة القريبة من الصفر المطلق، لكن العلماء الروس والأجانب تمكنوا منذ عدة أعوام من إثبات أنها يمكن أن تنشأ أيضا في درجة حرارة الغرفة.

وقام فريق من العلماء بقيادة بافلوس لاجوداكيس، الأستاذ في جامعة "سكولتيك" بتطوير تكنولوجيا تسمح بالتلاعب بالخصائص الكمومية وموضع "الضوء السائل" بطريقة بسيطة نسبيا باستخدام طبقة من البوليمر المحتوي على الفلور. فهو يتفاعل مع الضوء بطريقة لا تشبه تماما تفاعل الرنان، بصفته بنية بصرية يتم حبس "الضوء السائل" بداخله.

إن التأثير على هذه الطبقة بأشعة الليزر ذات الألوان المختلفة يجعل من الممكن التحكم في الخصائص البصرية للوسط الذي يتولد فيه "الضوء السائل" في درجة حرارة الغرفة، الأمر الذي يمنح العلماء القدرة على التحكم بالمرونة والسرعة وكثافة المادة وبنيتها وخصائص الطاقة الخاصة بها باستخدام الفوتونات فقط، وهو أمر بالغ الأهمية لتطوير أجهزة حوسبة البولاريتون المعتمدة على الضوء السائل.

ويفتح هذا الاختراق عصرا جديدا من الأبحاث في منصات البولاريتونات العضوية التي ستشكل أساسا متينا لحوسبة "الضوء السائل" في درجة حرارة الغرفة. وقال الأستاذ بافلوس لاجوداكيس:" "سنكون الآن قادرين على الاستغلال الكامل لقدرات أشباه الجسيمات المذهلة مثل البولاريتونات".

ونقلت الخدمة الصحفية لجامعة "سكولتيك"عن أنطون بوتينتسيف، الباحث الروسي في الجامعة،

قوله "إن المستقبل يولد أمام أعيننا مباشرة".

المصدر: تاس

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: تكنولوجيا فی درجة حرارة الغرفة

إقرأ أيضاً:

التصريح الرسمي.. حرارة العفوية أم برودة التقنين؟

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي **

 

في لحظة عابرة، التقطت الكاميرات كلمات مسؤول خرجت من القلب قبل أن تمر على العقل. جملة صادقة حملت دفئًا إنسانيًا غير مألوف في الخطابات الرسمية، فصفّق لها النَّاس في مجالسهم، وتناقلتها الشاشات والهواتف. غير أن الصدق الذي أسر القلوب سرعان ما تحوّل إلى جدل واسع: هل تمثل هذه الكلمات رأيًا شخصيًا أم تعبيرًا عن سياسة مؤسسة كاملة؟

العفوية في تصريحات المسؤولين قد تكون جسرًا مباشرًا إلى قلوب الناس، فهي تكسر الجمود وتُشعر المواطن بقرب المسؤول منه. غير أن هذه العفوية، إذا لم تُحسن إدارتها، قد تتحول إلى عبء يُضعف وضوح الرسائل ويفتح باب التأويلات. فالمسؤول لا يتحدث بصفته الفردية فقط، بل بلسان مؤسسة تُبنى صورتها على كلماته.

أما التصريحات المُقنّنة، فهي تمنح الخطاب الرسمي استقرارًا وانضباطًا، لكنها في المقابل قد تترك لدى الناس شعورًا بالجفاء. وحين تمتلئ الكلمات بالمصطلحات الرسمية والعبارات المحسوبة بدقة، يبدو الخطاب موجّهًا إلى التقارير والأوراق أكثر من كونه موجّهًا إلى البشر، فينشأ حاجز عاطفي يضعف جسور الثقة.

وبين العفوية والتقنين يسير المسؤول على خيط رفيع يشبه الحبل المشدود. فالعفوية تمنحه صدق الحضور لكنها قد تجرّه إلى الانزلاق، في حين يوفر له التقنين الأمان لكنه قد يحرمه من حرارة التأثير. لذلك تبقى التصريحات الأكثر نجاحًا هي تلك التي توفّق بين الجانبين: صدق إنساني لا يُفقد المسؤول مهابته، وانضباط مؤسسي لا يجرّده من ملامحه البشرية.

وما يقوله المسؤول أمام موظفيه يختلف كثيرًا عن خطابه أمام الإعلام. فالتواصل الداخلي يسمح بقدر من الصراحة والمكاشفة، بينما الخطاب الموجّه للجمهور يحتاج إلى ضبط وحذر لأنه عُرضة للتأويلات المتعددة. والعفوية الزائدة في هذه المواقف قد تجذب الانتباه وتُثير المتلقي، لكنها في المقابل تضعف صورة المؤسسة التي يمثلها.

كما إن التحضير المسبق لأي لقاء إعلامي لا يقل أهمية عن لحظة التصريح ذاتها. فمراجعة المعلومات والأرقام والإحصاءات تمنح المسؤول ثقة في حضوره ووضوحًا في رسالته، وتجنّبه الوقوع في التناقض أو تقديم بيانات غير دقيقة. والإعداد الجيد لا يقيّد عفويته، بل يحمي المؤسسة من الارتباك ويصون صورتها أمام الرأي العام.

ولا يمكن إغفال دور الإعلام في تضخيم أثر التصريحات. فبعض المنابر تسعى وراء "الترند" أكثر من حرصها على الدقة، وقد تُقتطع جملة من سياقها أو يُحاصر المسؤول بأسئلة لا تترك له مجالًا إلا أن يجيب بالاتجاه الذي يريده السائل. مثل هذه الممارسات قد تُبرز العفوية بشكل مبالغ فيه أو تُفرغ التقنين من مضمونه، لتصل إلى الناس صورة مبتورة لا تعكس الحقيقة.

ومن هنا تبرز أهمية اختيار المتحدث الرسمي بعناية، بعيدًا عن المجاملات أو القرارات الشكلية، فهو الوجه العلني للمؤسسة وصوتها أمام الجمهور. وينبغي أن يمتلك المهارات الكافية للتعامل مع الإعلام، وأن يخضع لتأهيل متخصص قبل توليه هذه المهمة. فغياب الكفاءة أو ضعف التدريب لا يُسيء إلى الشخص وحده؛ بل ينعكس سلبًا على صورة المؤسسة بأكملها، بينما يضمن الاختيار الواعي والتأهيل الجيد نقل الرسائل بدقة ويحمي المؤسسة من الهفوات والتأويلات.

وفي الختام.. تظل تصريحات المسؤولين مرآة لعلاقتهم بالمجتمع؛ فالعفوية تمنح دفئًا وثقة، والتقنين يوفر حماية وانضباطًا، أما الفاعلية الحقيقية فتقوم على الجمع بين الصدق والاتزان. فالمسؤول الذي يظل قريبًا من الناس دون أن يفقد هيبة موقعه، يرسّخ جسور الثقة ويمنح خطابه حياة لا تصنعها العبارات الرسمية وحدها. وهكذا، يصبح الحديث الرسمي فنًّا يوازن بين العقل والقلب، والسياسة والإنسانية.

** باحث متخصص في التطوير الإداري والمالي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • علامة في الأنف تفضح الحالة النفسية للشخص
  • عبر اتحاد الفيزياء والذكاء الاصطناعي.. علماء يرون الأجسام الخفية في الأماكن المعتمة
  • علامة تظهر على الأنف تكشف الحالة النفسية للشخص
  • جبل جيس يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة
  • التصريح الرسمي.. حرارة العفوية أم برودة التقنين؟
  • نصيحة ذهبية للتحكم في الإنفاق الإلكتروني واستخدام البطاقات البنكية.. فيديو
  • الأمير الحسن يطلق الدورة الـ11 لمدرسة البترا في الفيزياء
  • مدى نجاسة بول القطة وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به
  • الأرصاد يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت في الدولة
  • طريقة تحضير تشيز كيك بالجبنة الكريمي