أظهر تقرير نشره البنك الدولي، الإثنين، أن الاقتصاد التونسي تباطأ في النصف الأول من العام رغم انتعاش قطاع السياحة الذي يُعتبر مساهماً أساسياً في نمو البلاد.

وبحسب "تقرير المرصد الاقتصادي لتونس لخريف 2023" فقد بلغ معدل النمو الاقتصادي في تونس في النصف الأول من العام 1.2 بالمئة بمعدل سنوي، أي أقل بمقدار نصف ما كان عليه في 2022 وربع ما كان عليه في 2021، عام التعافي بعد الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19.

وأوضح التقرير أن الاقتصاد التونسي يرزح تحت عوامل سلبية عدة من أبرزها "الجفاف المستمر، وتحديات التمويل الخارجي، وتواصل تراكم الديون المحلية لأهم المؤسسات العمومية، والعقبات التشريعية".

وتشهد تونس منذ مطلع العام جفافاً أدّى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي، القطاع المهم في اقتصاد البلاد، وتراجع إنتاج الكهرباء بسبب جفاف السدود.

ولفت التقرير إلى أن السياحة في تونس سجلت بالمقابل انتعاشاً ملحوظاً إذ زادت إيرادات هذا القطاع بنسبة 47 بالمئة حتى نهاية أغسطس 2023، "لتساهم بذلك إلى جانب خدمات النقل بنسبة 0.8 نقطة مئوية في نمو إجمالي الناتج المحلي".

كما ساعد انتعاش قطاع السياحة في تخفيف عجز الحساب الجاري من طريق جلب عملات أجنبية إلى بلد هو في أمس الحاجة إليها الآن. 

ونقل بيان للبنك الدولي عن ألكسندر أروبيو، مدير مكتب البنك في تونس، قوله إن "الاقتصاد التونسي يُظهر بعض الصمود، وذلك رغم التحديات المستمرة".

وأضاف أن "زيادة الصادرات في كل من قطاع النسيج والصناعات الآلية وزيت الزيتون، جنباً إلى جنب مع نمو الصادرات السياحية، ساعدت في تخفيف حدّة العجز الخارجي".

واعتبر مدير البنك الدولي في تونس أن "تعزيز المنافسة، وزيادة الحيّز المالي، والتكيف مع تغير المناخ، تُعدّ إجراءات حاسمة من أجل استعادة النمو الاقتصادي، وبناء القدرة على الصمود، وذلك في مواجهة الصدمات الاقتصادية والمناخية المستقبلية".

ووفقاً للتقرير فإن هذه العوامل انعكست استفحالاً في نسبة الدين العام "الذي ارتفع من 66.9 بالمئة إلى 79.4 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، بين عامي 2017 و2022".

وتجري تونس مفاوضات شاقة مع صندوق النقد الدولي للحصول منه على قرض جديد لسد عجز الموازنة العامة.

وكان الصندوق أعطى ضوءاً أخضر أول لتونس العام الماضي بإعلان موافقة مبدئية على منحها هذا القرض. لكن منذ ذلك الحين تعثرت المفاوضات حول هذا القرض البالغة قيمته 1.9 مليار دولار وتوقفت المشاورات بين الطرفين منذ نهاية العام 2022 ولم تتقدم قيد أنملة.

ويرفض الرئيس قيس سعيد ما يعتبره "إملاءات" الصندوق، خصوصا في ما يتعلق برفع الدعم عن بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، ويرى فيها "تهديداً للسلم الاجتماعي" في البلاد.

وأقال سعيد في منتصف أكتوبر وزير الاقتصاد والتخطيط وكلّف وزيرة المالية تولّي مهامه مؤقتاً.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الاقتصاد التونسي تونس صندوق النقد الدولي تونس البنك الدولي سياحة الاقتصاد التونسي تونس صندوق النقد الدولي اقتصاد فی تونس

إقرأ أيضاً:

البنك الدولي يستأنف برامجه في سوريا بعد توقف دامَ 14 عاماً

صراحة نيوز ـ أعلن البنك الدولي اليوم الجمعة، استئناف برامجه التنموية في سوريا، بعد أن سددت كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر ديوناً متأخرة مستحقة على دمشق، بلغت قيمتها نحو 15.5 مليون دولار، ما مهّد الطريق أمام عودة المؤسسة الدولية للعمل داخل البلاد بعد توقف دام 14 عاماً.

وفي بيان رسمي نقلته شبكة (سي إن إن) الإخبارية، قال البنك الدولي: “بعد صراع دامَ سنوات، تسير سوريا على طريق التعافي والتنمية”، مشيراً إلى أن أولى المشاريع المزمع تنفيذها بالتعاون مع الحكومة السورية ستركز على تحسين خدمات الكهرباء.

من جانبه، أوضح متحدث باسم البنك أن تصفية المتأخرات تمثل خطوة أساسية لإعادة تفعيل التعاون مع سوريا، مشدداً على أن البرامج الجديدة ستسهم بتعزيز الاستقرار داخل سوريا وفي المنطقة ككل، مع التركيز على خلق بيئة ملائمة للاستثمار وتشجيع القطاع الخاص، بما يسهم في توليد فرص عمل وتحقيق النمو.

ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.

مقالات مشابهة

  • تعداد السكان فى تونس يقترب من 12 مليون نسمة مع منحى تدريجي نحو التهرم
  • في غياب الحويج المستقيل.. وزارة اقتصاد الدبيبة تستأنف عملها 
  • البنك الدولي يستأنف برامجه في سوريا بعد توقف دامَ 14 عاماً
  • الأمم المتحدة تتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي
  • مايقارب (2) مليار دولار ستضيع على الخزينه هذا العام
  • وزير الاقتصاد السوري للجزيرة نت: انفراجة تدريجية في اقتصاد البلاد بعد رفع العقوبات
  • البنك الأوروبي يتوقع نمو الاقتصاد المصري إلى 3.8% بنهاية يونيو المقبل و4.4% في العام المالي 2025/2026
  • اقتصاد تونس ينمو 1.6% في الربع الأول 2025
  • الاقتصاد البريطاني ينمو بوتيرة أسرع من المتوقع
  • الذهب ينتعش قليلاً في انتظار مؤشرات أميركية جديدة