في فيلم "يو إس إس ألاباما" يستولي جنرال متمرد على قاعدة صواريخ روسية ويخطط لضرب الغرب، إنه كابوس قديم أعاد ذكراه تمرد قائد مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية يفغيني بريغوجين الأسبوع الماضي، فهل كان سيصادر أسلحة نووية، لتصبح مجموعته أول كيان غير حكومي يمتلك أسلحة نووية؟

قالت مجلة لوبوان (Le point) الفرنسية إن الخطر النووي الروسي يبالغ في تقديره، ولكن تقييم ذلك يحتاج إلى إثبات الحقائق بالدقة التي تسمح بها المصادر المفتوحة، ولذلك قدمت -في تقرير بقلم برونو تيرتريه- معلومات وافية عن الأسلحة الروسية وكيفية حفظها واحتمالات إصدار أمر باستعمالها.

وأوضحت المجلة أن الاتحاد السوفياتي كان يملك عام 1986 أكثر من 40 ألف سلاح نووي -حسب الخبراء الأميركيين- وكانت هذه الأسلحة متناثرة في بعض الأحيان في مستودعات غير مؤمنة، مما أثار قلق الغرب حول مصيرها في وقت تفكك البلاد، ولكن تلك المخاوف انتهت عندما فككت موسكو معظم ترسانتها وتم تأمين الباقي في التسعينيات بمساعدة الدول الغربية، ولم تعد تملك سوى 4489 سلاحا.

وتتوزع الأسلحة النووية الروسية -حسب المجلة- على نحو 40 موقع تخزين، معظمها في جنوب البلاد، إلا أن موسكو أعلنت مؤخرا أنها ستضع لأول مرة أسلحة روسية في منطقة أجنبية، وهي بيلاروسيا، لاستخدامها من قبل القوات الجوية والبرية لهذا البلد، ولكن تحت السيطرة الروسية.

وتتمتع مواقع التخزين النووية الروسية بالعديد من أنظمة الوقاية، حيث يتم تخزينها في مستودعات خرسانية مسلحة أو في مخابئ تحت الأرض، بل إن الأسلحة غير الإستراتيجية لا يتم الاحتفاظ بها بشكل دائم، وبالتالي حتى لو حدث السيناريو الأسوأ وتمكنت وحدة متمردة من الاستيلاء على الأسلحة، فلن تكون قابلة للاستخدام.

أما من يملك الرموز النووية، فالجواب عليه ليس بديهيا -كما تقول المجلة- إذ ورثت روسيا من الاتحاد السوفياتي إجراءً مفصلا للغاية بصنع القرار النووي، لتجنب تركيز القرار في يد رجل واحد، حيث تم صنع 3 حقائب في الثمانينيات، إحداها بيد الأمين العام للحزب الشيوعي والثانية بيد وزير الدفاع والثالثة عند قائد الأركان، ولا يمكن إصدار إذن بإطلاق نووي دون موافقة اثنين من الثلاثة، إلا أن الدستور الروسي الحالي اشترط إذن رئيس الاتحاد.

وعلى هذا الأساس رأت المجلة أن احتمال رؤية بريغوجين يوما ما لديه القدرة على ممارسة ابتزاز نووي حقيقي منخفض للغاية، مؤكدة أن الخطر الحقيقي يأتي من الاستخدام المتعمد لهذه الأسلحة، خاصة أن عقيدة روسيا النووية تقوم على أنها لن تستخدم هذه الأسلحة إلا إذا كان وجود الاتحاد مهددا؛ وكل هذا يزيد الاطمئنان.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. محمد التابعي أمير الصحافة ظاهرة ثقافية شكلت وجدان مصر

لم يكن  محمد التابعي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، مجرد كاتب صحفي، بل كان ظاهرة صحفية وثقافية شكلت وجدان مصر في النصف الأول من القرن العشرين،  وبمناسبة ذكرى ميلاده، نعود إلى سيرة "أمير الصحافة"، نستعرض محطات حياته، نغوص في كواليس معاركه، ونقرأ سطورًا من كتاباته التي لا تزال شاهدة على عصر كامل من التحولات السياسية والفكرية.

نشأة مختلفة وبداية واعدة

وُلد محمد التابعي في 18 مايو 1896 بمدينة المنصورة، التحق بكلية الحقوق وتخرج منها عام 1923، لكن القانون لم يكن شغفه، فسرعان ما انجرف إلى بلاط صاحبة الجلالة، وبدأ مشواره مع الكتابة الصحفية، حيث عمل في البداية بجريدة الأهالي، ثم انتقل إلى الأهرام، وهناك سطع نجمه.

لكن الانطلاقة الحقيقية كانت في مجلة روز اليوسف، التي انضم إليها في منتصف العشرينات، وسرعان ما تحول من مجرد محرر إلى كاتب الرأي الأول، فصنع من المجلة منبرًا للرأي الحر.

مؤسس "آخر ساعة".. المجلة التي غيرت قواعد اللعبة

في عام 1934، أسس محمد التابعي مجلة آخر ساعة، التي كانت نقلة نوعية في الصحافة المصرية، أدخل فيها التصوير الفوتوغرافي، واستخدم العناوين الجذابة، وفتح صفحاتها للفن والثقافة والمرأة، فاستطاع أن يصل بالمجلة إلى فئات جديدة من القراء.

وقد باعت المجلة آلاف النسخ منذ عددها الأول، وأصبحت منصة لكبار الكتّاب مثل طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف وهبي، ما عزز من تأثيرها الثقافي والسياسي.

معاركه.. من القصر إلى "روز اليوسف"

اشتهر التابعي بمعاركه الشهيرة مع السلطة، لكنه لم يتوقف عند السياسة فقط، بل خاض أيضًا معارك ثقافية وصحفية مع كبار الكتّاب والصحف، أبرزها خلافه مع روز اليوسف نفسها، المؤسسة التي صنعت نجوميته، لكنه غادرها على خلاف شديد معها، ليؤسس مجلته الخاصة.

كما دخل في معركة أدبية شهيرة مع توفيق الحكيم بسبب نقده لرواية عودة الروح، وكذلك مع العقاد في بعض القضايا الفكرية، لكن ظلت علاقاته تتسم بالاحترام المتبادل رغم الخلافات.

التابعي ككاتب مذكرات.. مؤرخ الزمن الجميل

لم يكن التابعي مجرد كاتب صحفي يومي، بل امتد أثره إلى كتابة المذكرات والتوثيق، ففي سلسلة مقالاته "من أسرار السياسة المصرية"، وكتابه "من عمر الصحافة"، قدم شهادات نادرة عن كواليس السياسة في مصر من العشرينات وحتى الخمسينات، كذلك كتب عن الملك فاروق، وحكى عن تفاصيل حياته الشخصية والسياسية في كتابه الشهير فاروق كما عرفته.

رحيل جسد وبقاء قلم

رحل محمد التابعي عن عالمنا في 24 أبريل 1976، بعد أن ترك خلفه إرثًا صحفيًا وأدبيًا لا يُنسى، عاش صحفيًا نزيهًا، وكتب بقلم لا يعرف الخوف، وكان شاهدًا وكاشفًا لعصره، في زمن التطبيل أو الصمت، اختار أن يكون "الفارس الذي لا يترجل"، فاستحق بجدارة لقب "أمير الصحافة".

طباعة شارك محمد التابعي ظاهرة صحفية وثقافية وجدان مصر كلية الحقوق بلاط صاحبة الجلالة

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. محمد التابعي أمير الصحافة ظاهرة ثقافية شكلت وجدان مصر
  • استجواب متهم بإدارة كيان تعليمى وهمى للنصب على المواطنين بشهادات مزورة
  • تحذير أمريكي من جهات دولية روسية وصينية تسعى لشرعنتهم وتبييض صورتهم ... مليشا الحوثي تدخل في تنسيق عسكري مباشر مع موسكو وتتلقى دعماً استخباراتياً من الأقمار الصناعية الروسية و أسلحة صينية
  • هل منح ترامب الضوء الأخضر لزيادة الإعدامات في السعودية؟
  • رئيس شعبة الدواجن: نفوق 30% من الإنتاج مبالغ فيه.. والإنتاج اليومي مستقر عند 4 ملايين
  • لتجاوز الضغوط الأميركية.. ما حقيقة المقترح الإيراني بإنشاء مشروع نووي مشترك؟
  • عاصفة الفشل: مهمة أمريكية سرية لإسقاط صنعاء تنتهي بكارثة
  • أوكرانيا تحقق في عقود أسلحة بمئات الملايين وسط مزاعم فساد
  • ناشيونال إنترست معلقة على صفقات ترامب المكانة العسكرية لأمريكا تلاشت
  • موقع عسكري إسرائيلي: إعلانات القضاء على قدرات حماس دعاية وليست حقيقة