أكتب هذه الكلمات بلسان وبقلب ثقيل، قلب ممزق بأعباء الحزن. لقد طرق عمي محمد احمد مكي كل الأبواب الممكنة بحثا عن مؤيد إبنه البكر، ولا أعلم إن كان جسمه المرهق من إعياء ألم الانتظار ومعاناة البحث قادرة على التعايش مع الفاجعة التي ألمت في أغلى ما يملك، على ما يبدو بأن توسلاته وبحثه المضني لا تجد آذاناً صاغية.
نحن كأسرة لا نريد أن نثقل على الناس، فكل يعاني بطريقته جراء تلك اليد القاسية التي دمرت واحتلت وقامت بالتهجير القسري وكل ذلك قد يبدو هين أمام الذين فقدوا أحباءهم.
نعلم بان جراء هذه الحرب قد تمزقت العائلات، وفقد الكثيرين أحباءهم بسبب أمواج الصراع التي لا ترحم. كل واحد منا يحمل عذابه الخاص، وقلوبنا جميعاً مثقلة بالحزن والاسى.
المهم يبدو بانه لم يبق لنا أي طريق سوى أن نسكب حزننا في فضاء وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أملنا الضعيف والأخير.
نحن نشارك محنتنا، على أمل أن يسمع شخص ما، في مكان ما، صرخاتنا ويمد يد العون لإنقاذ إبن عمنا الحبيب، إبن عمنا الذي لم نفقده فحسب، بل أنه أبتلي أيضاً بمرض لا هوادة فيه.
في قلب مدينة أم درمان وبالتحديد في منطقة ابروف، المكان الذي عاشت العائلات فيه بسلام ووئام وسط دفء العلاقات الاجتماعية وترابط الجيران، قامت مجموعة من الدعم السريع بوحشيتها المعهودة بإختطاف إبن عمي، مؤيد محمد أحمد مكي الذي لا يزيد عمره عن الثلاثة وثلاثين عاماً، في عملية جبانة.
هذا العمل الخائن وقع وسط منطقة سكنية بعيدة عن أي قواعد عسكرية تحولت المنطقة بعدها إلي كتلة من الندوب والخراب، كل زاوية تحكي قصة حزن، وكل ركن يحمل الخسارة.
في يوم 14 أغسطس المشؤوم، عندما غربت الشمس فوق منطقة أمدرمان القديمة، لم تكتف تلك القوة المجرم الغاشمة بسرقة السيارة البرادو والعبث بممتلكات المنزل والسرقة فقاموا أيضا باختطاف مؤيد بقسوة من ملاذه الآمن، من منزل والده القابع بحي ابروف.
حاول الجيران، الذين كانت أصواتهم ترتجف من الخوف واليأس، التدخل ليشرحوا لمليشيا الجنجويد بان هذا الشخص له روحاً ضعيفة، روحاً دمرتها بالفعل العاصفة التي بداخله جراء المرض النفسي.
لكن توسلاتهم سقطت على قلوب منزوعة من أي ضمير وعديمة لأي شعور.
تم إعتقال مؤيد الذي يعاني من مرض الذهان الحاد من داخل المنزل الذي بناه عمي، محمد أحمد مكي محمد أحمد وبعد إغتراب طويل، عمي الذي كان موظفاً في شركة ارامكو النفطية وبعدها شركة الطيران والفضاء البريطانية (BAE Systems) في المملكة العربية السعودية، قد قضى ما يقرب من أربعة عقود من حياته كمغترب بعد تخرجه من كلية العلوم جامعة الخرطوم في بداية الثمانينيات، والذي ظل يعمل جاهدًا لبناء مأوى لأسرته. تقاعد الان ويعمل كمستقل.
عندما تم أخذ مؤيد بعيداً، كان يحمل ندوب العنف، اصابة كبيرة في يده وساقه شاهدة على الوحشية التي لحقت به من قبل عشرة افراد من هذه المليشيا المجرمة.
لم تراع هذه الميليشيا أن مؤيد شاب مسكين ومريض نفسي ولم تظهر الميليشيا أية رحمة تجاهه.
لقد أخضعوه لعذاب لا يمكن تصوره، غير مباليين بأن حالته النفسية جعلته غير قادر على إيذاء حتى بعوضة.
كانت جل أيام مؤيد الذي أبتلى فيها بالمرض النفسي والذي انسحب منذ فترة طويلة من فوضى العالم وتقلباتها هي النوم والأكل ولحظات من العزلة الهادئة.
لا يتحدث مع شخص، لا يتكلم،
لا يتفاعل، يعيش فقط في حالة سلام تام.
لقد قام عمنا محمد احمد بتقديم بلاغات جنائية، لكن العدالة لا تزال بعيدة المنال. يطاردنا غيابه، وتتألم قلوبنا مع كل يوم يمر.
خصوصا قلب والدته المفجوع بفقدان إبنها.
عاد عمي وأم مؤيد، إلى أم درمان، حاملين العبء الثقيل بحثاً عن إبنهم المفقود.
وفي سعيهم لتحقيق العدالة، حاولوا التفاوض مع نفس القوة التي إنتزعت مؤيد من بين أذرعهم، مطالبين بالإفراج عن إبنهم المسكين.
محاولين اقناعهم بان عقله الهش يتطلب رعاية متخصصة، وأدويته اليومية، بما في ذلك Valproate الصوديوم وRidon وClozapine، وهي رابطته بالحياة.
ومع كل لحظة تمر، تتدهور حالة مؤيد الهشة أكثر. نصلي من أجل حدوث معجزة، من أجل بصيص أمل في هذا الظلام الدامس الذي لا ينتهي. نناشدكم بكل تواضع، أن تساعدونا في سعينا لجمع شمل هذه العائلة، والعثورعلى إبنها المفقود.
بقلوب مثقلة وعيون دامعة، نشارك هذه القصة المؤلمة، على أمل أن يسمع شخص ما، في مكان ما، صرختنا ويضع حداً لهذه المأساة التي تؤلم القلب.
يمكن التحقق من جميع هذه الحقائق من قبل الجيران والشهود في منطقة ابروف وسط، بما في ذلك أحد أفراد الدعم السريع الذي ساعد في تحميل مؤيد إلى السيارة. حتى أقر بإصابات مؤيد وحالته النفسية المهزوزة. يمكننا توفير أسماء الشهود وعناوينهم إذا كان ذلك مطلوباً
الرجاء من يتعرف عليه الاتصال بالأرقام الآتية :
0913965925
0965501787
0125016131
ساعدونا بالشير والدعاء.
عمار حسن مكي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
جامعة كولومبيا توقف 65 طالبا بعد مشاركتهم في احتجاج مؤيد لفلسطين
أوقفت جامعة كولومبيا الأمريكية الجمعة، أكثر من 65 طالبا عن الدراسة بسبب دورهم في احتجاج مؤيد للفلسطينيين أدى إلى إغلاق المكتبة الرئيسية في الحرم الجامعي.
وقال مسؤول في الجامعة، إن الطلاب تم إيقافهم مؤقتا عن الدراسة، وسيتم منعهم من إجراء امتحاناتهم النهائية أو دخول الحرم الجامعي إلا للوصول إلى مساكنهم.
وأضاف المسؤول أن جامعة كولومبيا منعت أيضا 33 شخصا آخرين من دخول الحرم الجامعي، بما في ذلك طلاب من جامعات أخرى وخريجون شاركوا في الاحتجاج.
وقال المسؤول في جامعة كولومبيا "عندما يتم انتهاك القواعد وعندما يتم تعطيل مجتمعنا الأكاديمي بشكل متعمد، فهذا خيار مدروس، خيار له عواقب حقيقية".
وألقي القبض على عشرات الطلاب بعد الاستيلاء على جزء من المكتبة الرئيسية للجامعة الأربعاء في أحد أكبر الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي منذ موجة الاحتجاجات العام الماضي المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة.
وتم استدعاء أفراد أمن من شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي لقمع الاحتجاج بناء على طلب مسؤولي الجامعة.
وجاء الاحتجاج في خضم مفاوضات بين مجلس أمناء جامعة كولومبيا وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أعلنت في آذار/ مارس آذار أنها تعاقب الجامعة بسبب الاحتجاجات السابقة المؤيدة للفلسطينيين من خلال إلغاء مئات الملايين من الدولارات المخصصة للمنح البحثية.
ولم يصدر الطلاب النشطاء الذين يمثلون المحتجين أي رد فعل حتى الآن على نبأ إيقاف الطلاب عن الدراسة.
وكرر منظمو الاحتجاج يوم الأربعاء مطالبهم القديمة بأن تتوقف الجامعة عن استثمار أي من أموال المنح البالغة 14.8 مليار دولار في شركات صناعة الأسلحة وغيرها من الشركات التي تدعم الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.