عربي21:
2025-05-28@09:25:22 GMT

لماذا سعى الاحتلال لتدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة؟

تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT

لماذا سعى الاحتلال لتدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة؟

منذ اليوم الأول لعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يسكن فيه أكثر من 2.3 مليون فلسطيني محاصرين منذ 17 عاما داخل قطاع غزة، عمل على تدمير المنظومة الصحية بكاملها.

وبعد حصار عسكري واستهداف مباشر، اقتحم الاحتلال فجر الأربعاء مجمع الشفاء الطبي الذي تأسس عام 1937 وسط مدينة غزة، وبدخله الآلاف من النازحين والجرحى والمرضى والأطقم الطبية، في انتهاك لكل قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأبسط الحقوق الإنسانية

ولليوم الـ40 على التوالي يتواصل العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، حيث واصل استهداف وقتل المدنيين والأطفال داخل بيوتهم، ومنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى ودفن الشهداء الذي قضوا إما بالقصف بالصواريخ أو برصاص القناص الإسرائيلي.



كما عملت آلة الحرب الإسرائيلية منذ بداية العدوان الحالي ومن قبله عبر حصار قطاع غزة، على تدمير المنظومة الصحيفة بشكل مباشر، حيث استهدف واستولت على العديد من المستشفيات والمراكز والمرافق الصحية التي تقدم خدماتها الطبية للمواطنين.


خطر تدمير المنظومة الصحية
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، أن جيش الاحتلال "ارتكب عدة مجازر بحق المستشفيات والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، وأوقع ما يزيد عن 700 شهيد وجريح نتيجة الاستهداف للمستشفيات (بشكل مباشر)، وكان أفظعها مجزرة مستشفى المعمداني".

وذكر في بيانه الذي وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "المستشفيات والطواقم الطبية هي في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي منذ بداية الحرب، حيث قتل جيش الاحتلال 198 طبيبا وممرضا ومسعفا، واستهدف 55 سيارة إسعاف، وأخرج 25 مستشفى عن الخدمة من خلال حربه الوحشية".

وخلال الأيام الماضية لحصار مجمع الشفاء الطبي، استهدفت طائرات الاحتلال وقناصته كل من يتحرك داخل مجمع الشفاء ومنعت سيارات الإسعاف من التحرك لنقلل وإنقاذ جرحى العدوان، والآن حياة آلاف المرضى والجرحى والنازحين ومعهم الأطقم الطبية في خطر الموت، علما أن المجمع فقد الماء والغذاء والكهرباء التي يعتمد عليها في عمله الطبي.

وعن الأخطار والكوارث المترتبة على تدمير الاحتلال للمنظومة الطبية في قطاع غزة المحاصر، أوضح الخبير الفلسطيني البارز في وضع الاستراتيجيات والأنظمة الصحية، الدكتور يحيى عابد، أن "أقل كلمة يمكن أن تعبر عن ذلك، هي الموت، وهل هناك خطر أقل من موت المواطنين؟".

وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هدم المنظومة الصحية، يعني تضييع فرص النجاة للناس الناجين (من القصف)، فالموت المحقق هو ما يتم بالفعل، فعندما تعرف الأوكسجين عن مريض هو بحاجة له، فمصيره الموت".

وذكر عابد، أن تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزة، "يساهم أيضا في انتشار الأمراض والأوبئة، اليوم هناك عدد كبير من الأطفال فاتت مواعيد الجرعة الطبية المستحقة من التطعيمات لكافة الأمراض المعدية، وهذا قد يتسبب بانتشار الأمراض في المجتمع وتسبب الكثير من الأخطار".

وحذر بشده من "انتشار بعض الأمراض والأوبئة بين المواطنين وخاصة النازحين في المدارس وبيوت الإيواء، لأنه لا يوجد بها نظام صحي"، مؤكدا أن "الأمر والواقع معقد بشكل كبير، فمعدلات الوفاة ترتفع وخاصة بين الأطفال والشباب، فمثل هذا الأمر خطير جدا في أي مجتمع من المجتمعات"، منوها أن الأمر الثالث والأخطر هو "الأذى النفسي الذي يفرض على الصغير والكبير".


وردا على سؤال: "هل ما يقوم به الاحتلال هو حكم بإعدام المواطنين في قطاع غزة سواء خلال الحرب وبعدها؟"، قال: "كل منا يختار التعبير الذي يناسبه، لكن حكم الإعدام وارد وارد، ونحن لا نتمنى ذلك".

تهجير الناس هدف إسرائيلي
من جانبه، ذكر السياسي الفلسطيني والنائب العربي السابق في "الكنيست" الإسرائيلي، جمال زحالقة، أن "إسرائيل أطلقت كذبة ومن فرط ما كررتها بدأت تصدقها؛ وهي أن عناصر المقاومة الفلسطينية متواجدة في أنفاق تحت المستشفيات في القطاع، ولكن في الحقيقة ليس هذا هو سبب هذا الاستهداف، وإنما هو التبرير لاستهداف إسرائيل المنظومة الصحية بغزة".

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "السبب الحقيقي، أن استهداف المستشفيات هو جزء من طرد الناس وتهجيرهم من بيوتهم، لأن الناس لن يبقوا في منازلهم إذا لم تتوفر لهم الخدمات الصحية، خاصة في ظل القصف وأن هناك جرحى كل يوم، ولنا أن نتخيل منطقة كاملة لا يوجد بها مستشفى يعالج الجرحى أو المرضى، وهذا قد يدفع الناس إلى الرحيل كما تريد إسرائيل".

ونبه زحالقة، أن "الكثير من الناس لجأوا إلى المستشفيات (هربا من القصف) ظنا منهم أنها مأوى آمن، وأن إسرائيل لن تقوم بقصف المستشفيات، لكن هذا تبين أنه غير صحيح، وأن إسرائيل تقصف المستشفيات حتى يهجر الناس منطقة شمال القطاع ويتجهوا جنوبا، ريثما تقرر إسرائيل ماذا تفعل بهم".

ولفت إلى أنه "لا يوجد أي موفق رسمي إسرائيلي حول ماذا تريد إسرائيل أن تفعل بالمواطنين في غزة"، معتبرا أن "السبب المركزي والدافع الأساس لاستهداف المستشفيات، هو تهجير الناس وهم بعثوا برسائل للمستشفيات، طلبوا منهم (الطواقم الطبية والجرحى والمرض والنازحين) ترك هذه المؤسسات الصحية التي تتوجد في غزة وشمال القطاع".

وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل لأكثر من 11240 شهيدا؛ والجرحى لأكثر من 29 ألف إصابة بجروح مختلفة، بحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة وصلت "عربي21"، حيث أكد أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها، وبلغ عدد المجازر 1153 مجزرة، إضافة إلى وجود أكثر من 3500 بلاغ عن مفقودين في مختلف مناطق القطاع، معظمهم من الأطفال.

ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن، كما تواصلت الاشتباكات على بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والآليات العسكرية المقتحمة لعدد من المناطق في القطاع.

واستهدفت صواريخ الاحتلال شديدة التدمير، الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق ومخازن المياه ومولدات الكهرباء واللوحات الشمسية الخاصة بتوليد الكهرباء، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.

وفجر السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة فلسطيني المنظومة الصحية العدوان فلسطين غزة الاحتلال العدوان المنظومة الصحية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المنظومة الصحیة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الفاو: إسرائيل دمرت 95% من الأراضي الزراعية في غزة

كشف تقييم جغرافي مكاني حديث أجرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) ومركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية أن 95% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة لم تعد صالحة للزراعة بسبب الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.

وأكد التقييم أن هذا الواقع يزيد تدهور القدرة على إنتاج الغذاء ويفاقم خطر المجاعة في قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بالأرقام.. انتهاكات جسيمة بحق المرأة السودانية في خضم الحربlist 2 of 2دراسة: تغير المناخ يهدد بانقراض آلاف الأنواعend of list

وأشار أن أكثر من 80% من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة تضررت حتى أبريل/نيسان الماضي، وأصبحت 77.8% من الأراضي غير متاحة للمزارعين.

وأضاف التقييم أن حرب إسرائيل التي تستهدف الحجر والبشر في القطاع لم تترك سوى 688 هكتارا فقط متاحة للزراعة، أي ما يعادل تقريبا 4.6%.

وقالت منظمة الفاو إن الوضع حرج، خاصة في رفح والمحافظات الشمالية، حيث لا يمكن الوصول إلى جميع الأراضي الزراعية.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية عالية الدقة من خلال مقارنتها ببيانات ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أن 71.2% من المساحات الزراعية المغطاة قد تضررت، إذ شهدت رفح أعلى نسبة تضرر من بين جميع المناطق في غزة.

وسجل التقييم ذاته أن 82.8% من الآبار الزراعية في جميع أنحاء قطاع غزة تضررت، وبلغت هذه النسبة نحو 67.7% في ديسمبر/كانون الأول 2024.

إعلان

وأشار إلى أنه قبل بدء الحرب كانت الزراعة تمثل نحو 10% من اقتصاد غزة، وأن أزيد من 560 ألف شخص يعتمدون كليا أو جزئيا على إنتاج المحاصيل أو الرعي أو صيد الأسماك في تأمين معيشهم اليومي.

وقالت بيث بيكدول نائبة المدير العام لمنظمة الفاو إن مستوى الدمار الذي لحق المساحات الزراعية في غزة "لا يقتصر على فقدان البنية التحتية، بل يشمل انهيار نظام الأغذية الزراعية وشريان الحياة".

وأضافت "ما كان يوفر الغذاء والدخل والاستقرار لمئات الآلاف أصبح الآن في حالة خراب".

وتابعت أنه مع تدمير الأراضي و"الصوبات" الزراعية والآبار "توقف الإنتاج الغذائي المحلي تماما"، مشددة على أن إعادة الإعمار تتطلب "استثمارات ضخمة والتزاما مستداما باستعادة سبل العيش والأمل".

وفي وقت سابق من هذا العام، قدرت "الفاو" القيمة الإجمالية للأضرار والخسائر التي تكبدها القطاع الزراعي في غزة منذ بدء الحرب على القطاع بـ"أكثر من ملياري دولار"، في حين قيمت احتياجات التعافي وإعادة الإعمار بنحو 4.2 مليارات دولار.

مقالات مشابهة

  • جمعية الإغاثة الطبية في غزة تطالب بفتح المعابر واستمرار تدفق المساعدات
  • حضرموت: وفيات وإصابات بسبب الأوبئة وتحذيرات من انهيار المنظومة الطبية 
  • الصحة العالمية: اقتراب نفاد مخزونات المعدات الطبية في قطاع غزة
  • منظمة الصحة العالمية تؤكد نفاد معظم مخزونات المعدات الطبية في قطاع غزة
  • الفاو: إسرائيل دمرت 95% من الأراضي الزراعية في غزة
  • خلال أسبوعين.. الاحتلال يرتكب 36 اعتداء على المنظومة الصحية في غزة
  • البعثة الطبية للحج: التنسيق الكامل مع المستشفيات السعودية
  • الاحتلال يعمق جرائم الإبادة في غزة وإسبانيا تدرس فرض عقوبات على “إسرائيل”
  • رعاية بورسعيد الصحية تصدر حركة تنقلات فى قيادات المستشفيات
  • الزراعة: الدليل الإرشادي البيطري خطوة لتطوير المنظومة الصحية