عربي21:
2025-05-18@16:44:35 GMT

NYT: كيف أطلقت الحرب على غزة العنان للخطاب التحريضي؟

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

NYT: كيف أطلقت الحرب على غزة العنان للخطاب التحريضي؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، جاء فيه أن "الحرب على غزة أطلقت العنان لخطاب ناري في داخل إسرائيل، ويقول الخبراء إن الخطاب التحريضي من قبل مسؤولين إسرائيليين بارزين يعمل على تطبيع ما كان محرما، بشأن قتل المدنيين والترحيل الجماعي". 

وأضافت الصحيفة، في تقرير مراسلها، مارك لاندلر، أن عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التي أطلقتها المقاومة الإسلامية على دولة الاحتلال الإسرائيلي، "أدّت إلى تعطش للإنتقام، والذي يقوم قادة البلد بتحويله إلى لغة، يقول النقاد إنها تتجاوز الحدود إلى التحريض".

 

وأشارت الصحيفة، إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، "نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف بناء على ذلك"، وبعد يومين من عملية "طوفان الأقصى" وصف الطريقة التي سترد فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي. بقول رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، "نحن نقاتل النازيين". 

وتابعت الصحيفة، نقلا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: "عليك أن تتذكر ما فعله العماليق لك، كما قالت التوراة المقدسة، ونحن نتذكر"، في إشارة إلى النصوص الدينية والتي فسرها الباحثون بأنها "دعوة لمحو رجالهم ونسائهم وأطفالهم وأجنتهم".

وكشفت الصحيفة نفسها، أن "عبارة محو غزة، وتسويتها بالتراب وتدميرها، تم ذكرها من طرف الصحافيون والساسة والمؤثرين والجنرالات المتقاعدين والنجوم، حوالي 18.000 مرة في منشورات بالعبرية"، وذلك بحسب منصة "إكس" (تويتر سابقا)، منذ تشرين الأول/ أكتوبر.

وبحسب موقع "فيك ريبورتر" الذي يتابع خطاب الكراهية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإن "هذه الكلمات لم يشر إليها إلا  16 مرة قبل الهجمات. فيما يقول الخبراء إن الأثر التراكمي هو تطبيع مناقشة فكرة كان يمكن النظر إليها خارج التصور قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر والحديث عن "محو" سكان غزة والتطهير العرقي وإبادتهم بالسلاح النووي في القطاع". 


وقالت الصحيفة إن "الخطاب الناري ليس حصرا على إسرائيل وقادتها، بل وتعهد غازي حمد، أحد قادة حماس، بتلقين إسرائيل درسا وأن الحركة ستكرر ما فعلت مرة ومرات. إلا أن انتشار اللغة هذه فتحت الباب أمام النقاش في إسرائيل التي يحاول فيها المتطرفون القوميون والساسة بامتحان حدود الخطاب المقبول، وحتى قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر". 

وأردفت الصحيفة، أن "لدى المستوطن، إيتمار بن غفير، الذي أصبح وزيرا للأمن، في حكومة بنيامين نتنياهو، تاريخ طويل في إطلاق التصريحات النارية عن الفلسطينيين. وقال في التلفاز إنه يجب "سحق" أي شخص يدعم حماس".

إلى ذلك، تُعلق الصحيفة أن "القلق بشأن انتشار الخطاب المتطرف هو امتداد للمعركة الدائرة في إسرائيل منذ سنين. أي بين حكومة نتنياهو، والمعارضة التي تخشى من أن هذا الخطاب قد يؤدي لوقوع الخسائر بين المدنيين في غزة". 

وتابع المصدر نفسه، أن "وزير متطرف، أثار فكرة ضرب القطاع بقنبلة نووية في الأسبوع الماضي، حيث أخبر أميخاي إلياهو، وزير التراث، محطة إذاعية، إنه لا يوجد شيء اسمه مدنيون في غزة، وعلق نتنياهو، الوزير قائلا إن تصريحاته منفصمة عن الواقع. وقال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي يحاول منع تعرض المدنيين للأذى".

واسترسل المصدر نفسه، بالقول إنه مع زيادة عدد الشهداء إلى أكثر من 11.000 مدني، حسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينيية، فقد "تم تلقي مزاعمه بنوع من الشك، وحتى في الولايات المتحدة والتي ضغطت على إسرائيل  لهدنة إنسانية مؤقتة، لمدة أربع ساعات يوميا".


وتابع بأن "تأكيدات نتنياهو تتناقض مع اللغة التي يستخدمها أمام الجمهور الإسرائيلي، فقد استخدم العماليق في خطاب ألقاه بالعبرية، يعلن فيه عن بدء الهجوم البري في 28 تشرين الأول/ أكتوبر. ورغم ما يراه الباحثون اليهود من مجاز في الإشارة إلى العماليق، لكن كلامه تردد بشكل واسع في منصات التواصل الإجتماعي". 

ويقول مايكل صفرد: "هذه ليست تصريحات عفوية، جاءت في حمى اللحظة؛ وعندما يصدر الوزراء تصريحات مثل هذه، فهي تفتح الباب للجميع". فيما يقول مدير معهد البحث أوفيك في القدس، يهودا شول، إنه "جمع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 286 تصريحا تحمل إمكانية التحريض على السلوك غير القانوني. وتضم قائمته مغني البوب إيال غولان، وسارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء، وينيون ماغال، مقدم برنامج في القناة 14 المتطرفة". 

وتابعت الصحيفة، أنه "في مقابلة مع نفس القناة، قال غولان: "أمح غزة ولا تترك أحدا هناك". وقالت سارة نتنياهو: "لا أصفهم بالحيوانات البشرية لأن هذا سيهين الحيوانات". وكتب ماغال، على منصة "إكس" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر "حان وقت النكبة". وفي الأسبوع الماضي  أشار أكاديميون ومسؤولون في الضفة الغربية إلى تصريحات إلياهو، على أنها: تعبير عن نية خلق نكبة جديدة للفلسطينيين". 

وقال وزير الزراعة، آفي ديختر، السبت الماضي، إن "الحملة العسكرية في غزة تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على الرحيل القسري، نحن نقوم الأن بنكبة غزة؛ ونكبة غزة 2023"؛ فيما أكدت الصحيفة على أن "اللغة النارية والتحريضية، تأتي على خلفية ما يجري في الضفة الغربية، حيث قتلت القوات الإسرائيلية منذ هجمات حماس أكثر من 150 شخصا من بينهم 40 طفلا، وقتل المستوطنون ثمانية فلسطينيين، أحدهم طفل، حسب أرقام الأمم المتحدة". 


ويرى إيران هالبرين، إن "استخدام الساسة في إسرائيل اللغة النارية ليس مستغربا بل ومفهوما في ضوء عمليات حماس. ولأول مرة منذ عام 1973 أصبح مصير إسرائيل  معلقا بالهواء، وتواجه تحديات على عدة جبهات من حماس وحزب الله. وقال إن تصوير خطر حماس بطريقة قاتمة، تساعد الساسة على الطلب من المواطنين تقديم تضحيات، مثل التعبئة الإجبارية لـ 360.000 جندي احتياط في غزة وترحيل أكثر من 126.000 من بلدات الجنوب القريبة من غلاف غزة". 

وحذر سفرد، من أن "تجريد سكان غزة من الإنسانية قد يزيد من التمييز العنصري والتحرش ضد الفلسطينيين في داخل إسرائيل، وربما جعل إسرائيل أكثر تقبلا للضحايا المدنيين في غزة، فقتل ما بين 10.000 – 20.000  لن يكون رقما كبيرا في نظرهم. وعلى المدى البعيد فإن اللغة النارية هذه قد تقضي على فرصة إنهاء النزاع مع الفلسطينيين، وتآكل الديمقراطية في إسرائيل، وتفرخ جيلا من الشباب يسهل عليه استخدامها في حواراتهم مع أصدقائهم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الفلسطينيين فلسطين غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الأول فی إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. «9» الخلط بين «الإسلام والإرهاب»

في العاشر من يوليو 2014، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا ضد قطاع غزة استمرت نحو خمسين يومًا، ولم ينجح جيش الاحتلال في القضاء على حماس ولا في تدمير الأنفاق الهجومية ولا في صد محاولات التسلل من البحر والجو، وهو ما أكد عليه «يعقوب عميدرور» مستشار الأمن القومي لرئيس حكومة نتنياهو سابقًا.

وفي 11 أغسطس 2014، ألقى نتنياهو خطابًا أمام المؤتمر الدولي الرابع عشر لـ«معهد سياسة مكافحة الإرهاب» في هرتسليا قال فيه «إن الشرق الأوسط، يتمزق أشلاء، حيث تنهار بعض الدول فيه، وتصعد من فتحات الكثبان الرملية تيارات إسلامية متشددة بشتى أشكالها، حاملة معها عداواتها القديمة- الجديدة.

وقال: فى ضوء ذلك يواجه الشيعةُ السنةَ، وتتصارع التيارات السنية مع بعضها، فيما تجمع على مكافحة الغرب وإسرائيل، وتوظيف جميع هذه التيارات المتشددة الأسلوب ذاته «الإرهاب»، حيث يستهدف هذا الإرهاب أولًا أبناء شعوب هذه التيارات، ثم يستهدف إسرائيل.

وأضاف: غير أن الإرهاب الذى يستهدف إسرائيل يُمارس على نحو شديد الخصوصية، كونه لا يستهدف المدنيين الإسرائيليين فحسب بل أيضًا يجرى تطبيق بداية من خلال استخدام المدنيين لديهم (يقصد الفلسطينيين) دروعًا بشرية.

وقال نتنياهو: إننا بحاجة إلى الكثير من الموارد، وبالتالي تقضى الضرورة منا عند التعامل مع الواقع الجديد الذى بات العالم بأسره يعرفه- إحداث يغير في سلم أولوياتنا، وقال: لا يمكننا القول إننا سنخوض القتال وفق مفاهيم الحروب السابقة، بل يتعين علينا أن نتأهب لمواجهة الواقع.

(١) إن هذا الواقع الجديد الذى تنبأ به نتنياهو جعله كما يقول أمام خيار واحد ووحيد وهو تحقيق الأمن، وهذا لن يتأتى إلا من خلال زيادة ميزانية وزارة الدفاع عن أي وقت سابق وإعطاء هذه القضية الأولوية على القضايا الأخرى.

لقد أشار نتنياهو إلى خيارات إسرائيل بعد وصول الحل الدائم إلى طريق مسدود إلى قضية تحقيق الأمن، بما يسمح لإسرائيل أن تعبر بسلام- كما يقول- الاضطرابات التي عاشتها المنطقة في هذا الوقت أو بما أسماه «تسونامي الإسلام المتشدد».

(٢) وفى هذا الخطاب تناول نتنياهو رؤيته حيال انتشار الاضطرابات التي تجتاح الشرق الأوسط، وكان من رأيه أن الإسلام المتشدد سوف يهدد المنطقة وسكانها لأكثر من عقد من الزمن، وإنه سيهزم في نهاية الأمر، مثلما هُزم النازيون في نهاية الحرب العالمية الثانية كما يقول.

وفى خطابه بتاريخ 29/6/2014 تحدث نتنياهو عن أربعة تحديات أمنية تحدد استراتيجية (الدولة اليهودية) في مواجهة المخاطر التي تعترضها وهي:

الأول: تحصين الحدود والدفاع عنها عن طريق سياج أمنى في الشرق عند منطقة الحدود مع الأردن، إلى جانب السياج الموجود في هضبة الجولان، وذلك الموجود في سيناء (على طول منطقة الحدود مع مصر) يُضاف إلى ذلك وجود عسكري إسرائيلي على نهر الأردن والمحافظة على استقلالية إسرائيل العسكرية.

وقد أوضح نتنياهو في خطابه «أنه في ظل الشروط الحالية، لا يمكن الاعتماد على قوات عربية درّبها أجانب، وأعطى نماذج على فشل هذه النظرية بالإشارة إلى قوات أمريكية دربت الجيش العراقي، وبعد انسحابها انهار هذا الجيش.

الثاني: السيطرة الأمنية على المنطقة الواقعة بين الأردن والتجمعات السكنية الإسرائيلية، بمعنى أنه يجب ألا تكون هناك دولة فلسطينية منزوعة من السلاح الثقيل، وأيضًا فإن إسرائيل تريد أن تكون إسرائيل قادرة على القيام بعمليات إحباط وردع عسكرية داخل أراضيها، وبذلك تكون الدولة الفلسطينية ذات سيطرة سياسية واقتصادية فقط، ودحض نتنياهو القول: إن السيطرة الأمنية الإسرائيلية تشكل تعديًا على السيادة الفلسطينية وأعطى مثالًا اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية التي توجد فيها قوات عسكرية أمريكية للدفاع عن المصالح الأمنية للولايات المتحدة.

الثالث: التعاون الإقليمي المحدود بين إسرائيل ودول عربية معتدلة بهدف كبح الإسلاميين الجهاديين المتشددين، وقد كرر نتنياهو في خطابه رغبته بالتعاون مع دول الخليج، لكنه أمر علنًا بأن إسرائيل مستعدة لمساعدة الأردن عسكريًا، وأنها تؤيد تطلع كردستان نحو الاستقلال السياسي، كما يعتبر مصر شريكًا في هذا المعسكر.

الرابع: منع إيران من التحول إلى دولة نووية، وفى رأي نتنياهو أن من الأفضل لإسرائيل وللسلام في العالم عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران، وسبب ذلك في رأيه أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن العقوبات الاقتصادية على إيران ستستمر، وفى النهاية ستضطر إيران إلى الرضوخ لمطالب الغرب بدلًا من أن يخضع الغرب لمطالبها، ويطالب نتنياهو- وفق هذه الرؤية- بتجريد إيران من قدراتها على تخصيب اليورانيوم، مثلما جرى مع سوريا لدى تجريدها من القدرة على إنتاج سلاح كيميائي.

(٣) في هذا الوقت تحدث نتنياهو عما أسماه «أفق سياسي جديد»، وهو أفق كما أوضحت الحقائق ليس مرتبطًا بتسوية سياسية مع الفلسطينيين إلا إذا كانت تلبي رؤية إسرائيل الأمنية، بهدف فتح الطريق أمام تعاون إقليمي بين إسرائيل ودول عربية معتدلة لمكافحة ما يسميه بالإرهاب الإسلامي، وهو ما أوضحه في الخطابين اللذين ألقاهما أمام الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 29/9/2014، وأيضًا أثناء افتتاح دورة شتاء 2014، للكنيست الإسرائيلي يوم 27/10/2014.

كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى»

لقد أعلن نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة قائلًا إنه وبالرغم من التحديات الهائلة التي تواجه إسرائيل- فإنني أعتقد بوجود فرصة تاريخية أمامنا، إذا أصبحت بعض الدول القيادية في العالم العربي تُقر- بعد عقود من النظر إلى إسرائيل بصفة عدو- بحقيقة مواجهتنا المشتركة لنفس التهديدات المتمثلة تحديدًا بحصول إيران على القدرات النووية وبالحركات الإسلامية المتشددة التي تضرب جذورها في العالم لسنين.

وقال: إن التحدي الذى يواجهنا هو الاستفادة من هذه المصالح المشتركة لإقامة شراكة مثمرة لأجل بناء شرق أوسط أكثر استقرارًا وأمنًا وازدهارًا.

وقال: سنستطيع معًا العمل على تعزيز الأمن الإقليمي ودفع المشاريع المشتركة في مجالات المياه والزراعة والمواصلات والصحة والطاقة وغيرها من المجالات الكثيرة، وأضاف: كما أنني أعتقد بأن الشراكة بيننا قد تساهم في دفع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفًا: إن الكثيرين كانوا يرون من فترة طويلة أن السلام الإسرائيلي - الفلسطيني قد يساهم في دفع المصالحة الأوسع نطاقًا بين إسرائيل والعالم العربي، غير أنني أعتقد حاليًا بأن الأمر يسير في الاتجاه المعاكس، إذ إن المصالحة الأوسع نطاقًا بين إسرائيل والعالم العربي قد تساهم في دفع السلام الإسرائيلي الفلسطيني، ويقتضى تحقيق هذا السلام التطلع ليس إلى القدس ورام الله فحسب، بل أيضًا إلى القاهرة وعمان وأبوظبي والرياض وعواصم أخرى، وقال: أعتقد أنه يمكن تحقيق السلام من خلال اضطلاع الدول العربية بدور فعال، أو تلك منها المستعدة لتقديم المساهمات السياسية والمادية وغيرها من المساهمات الحيوية.

(٤) وتحدث نتنياهو عن نفس المضمون في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي في 27/10/2014، قائلًا: أرجو أن تتحلوا بقليل من الصبر وكثير من المسئولية، إذ أن الأمل موجود على اعتبار أن هناك تغييرًا بطيئًا، لكنه تغيير واضح يجرى الآن في الدول المحورية للعالم العربي التي تتطابق نظرتها مع نظرة إسرائيل حيال الكثير من التحديات التي نواجهها.

وقال: إننا ندرك أن أكبر المخاطر لها- ولنا- تأتى من الإسلام المتشدد، وسوف نواصل مراجعتها لاستطلاع الفرص السانحة لدفع الحلول الإقليمية التي يمكنها المساهمة أيضًا في حل نزاعها مع الفلسطينيين، وقد قيل دائمًا إن التسوية مع الفلسطينيين ستؤهل الطريق لعلاقاتنا مع العالم العربي - وهناك بعض الحقيقة في الأمر- غير أن هناك حقيقة أخرى، وهى أن التسوية مع العالم العربي قد تساعد على تسوية علاقاتنا مع الفلسطينيين.

(٥) غير أن رؤية نتنياهو للسلام مع الفلسطينيين كانت ترتكز على ثوابت لا يمكن الحياد عنها وهى مرتبطة بأمن ومصالح واستراتيجية إسرائيل، وهو على سبيل المثال عبر عن ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في 24/9/2014، عندما قال: إنه ومن جراء هذا الواقع الجديد، فإن مبادرة السلام العربية من العام 2002، لم تعد صالحة لتحقيق تسوية كهذه- وهكذا كانت رؤية نتنياهو التي عبر عنها في خطاباته المختلفة في هذا الوقت إنه يجب توقيع اتفاقيات سلام مع الدول العربية التي ليس لدى إسرائيل أي مشاكل جغرافية معها وبحيث تبقى القصة الإسرائيلية- الفلسطينية عالقة في الهواء- كما يقول- إلا إنه كان دومًا يركز في خطاباته على ما يسميه بـ»الإسلام المتشدد» زاعمًا أنه العائق الأساسي أمام عملية السلام، الأمر الذى تكذبه تصريحاته في فترات مختلفة عن «الدولة اليهودية» التي يجب أن تقام على ما يسميه بكل أرض إسرائيل والتي لم تقف عند حدود بعينها.

لقد أراد نتنياهو بحديثه عن «الإسلام المتطرف» إيصال رسالة للعالم مفادها: أن التعصب الإسلامي يشكل تهديدًا للعالم أجمع ومن ضمنها إسرائيل.

إذ يقول: إن منفذي أعمال القتل «الإرهابيين» الذين ينفذون الإرهاب ويستوحون أعمالهم مباشرة من المتعصبين الإسلاميين. ويضيف: هؤلاء المتعصبون يريدون في المرحلة الأولى السيطرة على منطقتنا، ولكن في وقت لاحق على أجزاء أخرى من العالم حتى الدول المجاورة لسواحل البحر الأسود.

(٦) كان الهدف من وراء هذه الادعاءات التي ساقها ولايزال يسوقها «نتنياهو» هو تصوير الدين الإسلامي على أنه دين عنف وإرهاب يهدف إلى احتلال العالم، بالإضافة إلى تجنيد دول العالم لمحاربه الإسلام باعتباره تهديدا لهم جميعًا.

لقد كان من ضمن أهداف هذه الادعاءات والأكاذيب هو تبرير جرائم إسرائيل وحروب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني وتصوير المقاومة الفلسطينية على أنها «إرهاب إسلامي» يتوجب وحدة العالم لمواجهته، وكأن الحق الفلسطيني لا يدافع عنه سوى من يتبنون «الأيديولوجية الإسلامية»، وحتى هؤلاء ليسوا سوى حركة تحرر وطني توافقت مع بقية الفصائل على مقاومة العدو الصهيوني والسعي إلى تحرير الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية على السواء.

اقرأ أيضاً«مصطفى بكري»: كلمة الرئيس أمام القمة العربية رسالة قوية لمن يحاولون تغييب القضية الفلسطينية

مصطفى بكري يستقبل مستشار رئيس الجمهورية اليمنية لشئون التقاضي

مصطفى بكري يحذر: مخطط أمريكي لتهجير مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا

مقالات مشابهة

  • عاجل. مكتب نتنياهو: إسرائيل منفتحة على اتفاق يتضمن إنهاء القتال في غزة
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. «9» الخلط بين «الإسلام والإرهاب»
  • هل يستطيع ترامب إجبار نتنياهو على وقف الحرب فى غزة؟ .. عمرو موسى يجب
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة: نُطالب نتنياهو بإنهاء الحرب فورا
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى»: «8» الدولة اليهودية
  • إسرائيل تعلن اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من اليمن
  • هل صفع ترامب نتنياهو أم زوبعة مصالح؟
  • “إذاعة الجيش” الإسرائيلي نقلا عن نتنياهو: يوجد فقط 20 أسيرا على قيد الحياة في غزة
  • الاحتلال يتهم جنود قاعدة زيكيم بالهروب أمام المقاومين في السابع من أكتوبر
  • "إذاعة الجيش" الإسرائيلي نقلا عن نتنياهو: يوجد فقط 20 أسيرا على قيد الحياة في غزة