الجزيرة:
2025-05-08@17:14:58 GMT

كيف يستغل سكان غزة الهدنة المؤقتة؟

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

كيف يستغل سكان غزة الهدنة المؤقتة؟

غزة- كانت زيارة أهلها بالنسبة لها أولوية فور دخول اتفاق الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ، فمنذ شهرين لم تتمكن تغريد الخطيب من الوصول إليهم في مخيم الشابورة للاجئين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهي التي تسكن حي تل السلطان، وتبعد عنهم مسافة 10 دقائق بالسيارة فقط.

وحولت الحرب الإسرائيلية الضارية المسافات إلى "شواخص موت"، حيث تتربص آلة القتل بكل متحرك، وتركت أثرها القاتل والمدمر على كل متر مربع في القطاع الساحلي الصغير.

تقول تغريد للجزيرة نت "الحرب باعدت المسافات بيننا، وفرقت بين الأهل والأحبة بالقتل وبالتدمير، وباستهداف خدمات الاتصالات والإنترنت، وجعلت حياتنا بائسة، يسيطر علينا القلق ويقتلنا ببطء، كما تقتلنا الصواريخ فرادى وجماعات".

يخشى الغزيون من حرب أشد دموية بعد انتهاء أيام الهدنة المؤقتة (الجزيرة) لقاء بعد غياب قسري

واستغل الغزيون الهدنة المؤقتة لاستعادة حياتهم الروتينية ولو جزئيا، رغم تداعيات الحرب الدموية المدمرة التي تركت آثارها الثقيلة في كل منزل وشارع وحارة.

كانت الهدنة المؤقتة فرصة لتغريد لزيارة أهلها، وهو حال كثيرين استغلوا الهدنة للتزاور وتفقد أحوال الأهل والأحباب، فيما انشغل آخرون بأمور أخرى كتفقّد الجرحى وقبور الشهداء، ودفن الكثيرين منهم بصورة "طبيعية" بدلا من قبورهم الطارئة تحت أنقاض منازلهم، والتزود باحتياجات تحسبا لتجدد الحرب، حيث يعتقدون أنها ستكون أشد عنفا بعد انتهاء أيام الهدنة الأربعة.

وبصبر وترقب كبيرين، انتظرت تغريد أول خيوط نهار أول أمس الجمعة، عندما دخلت الهدنة حيز التنفيذ عند السابعة صباحا، فحملت طفليها لزيارة أهلها، لكنها اصطدمت بأزمة العثور على سيارة أجرة، حيث إنها نادرة التواجد في شوارع القطاع منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جراء مخاطر الحركة أو لنفاد الوقود.

وبعد طول انتظار يقترب من الساعة على قارعة الطريق، حالفها الحظ بسيارة قديمة، تغلب أصحابها على أزمة الوقود باستخدام زيت الطعام كبديل طارئ، تسبب في تلوث هائل وروائح كريهة.

كان لقاء تغريد وطفليها دلال (6 أعوام) ومحمود (3 أعوام) بعائلتها حارا بحسب وصفها، وكأنها عادت لتوها من رحلة سفر طويلة، فهي لم تتمكن خلال 49 يوما من الحرب من الاتصال بهم سوى مرتين أو ثلاثة، وشعرت في أحد أيامها بقلق أفقدها القدرة على النوم، بعدما علمت بقصف منزل مجاور لهم في الأسبوع الخامس من الحرب، ألحق أضرارا مادية بمنزل ذوي تغريد، لكنها لم تستطع الاطمئنان عليهم.

تقول تغريد، وهي معلمة أربعينية عايشت كل الحروب الإسرائيلية على غزة منذ العام 2008، إن "هذه الحرب مغايرة ومختلفة بكل تفاصيلها، وبمستوى الجرائم غير المسبوق. كل يوم نُصدم بأنها خطفت أرواح أقارب وأصدقاء، ولم تمنحنا مجرد فرصة لوداعهم".

الهدنة أتاحت فرصة لانتشال شهداء عالقين تحت أنقاض المنازل والمباني السكنية المدمرة (الجزيرة) نوم بلا ضجيج وانفجارات

كانت تغريد في شوق للولائم المعتادة لإكرام الزوار والضيوف، لكن هذا لم يعد متاحا بسبب شح الأسواق والمحال التجارية من السلع والمواد الغذائية، فشاركت والدتها في إعداد الباذنجان والبطاطا المقلية مع صحن السلطة الغزاوية الحارة، وهي أكلة الطفولة المفضلة لديها.

وبالنسبة للابنة فإن أي طعام مهما كان بسيطا، سيكون وليمة لذيذة برفقة الأهل والأحبة، إذا توافرت أجواء الألفة والمحبة والهدوء، بعيدا عن ضجيج الطائرات ورعب الانفجارات.

وبعد ضجيج المقاتلات الحربية الإسرائيلية والطائرات المسيرة التي لم تفارق أجواء القطاع على مدار الساعة، خاصة خلال في الليل، قضى الغزيون أكثر ليلة هادئة لم تعكرها غارة هنا أو هناك، ولم تنخر رؤوسهم أصوات المسيّرات (التي تسمى شعبيا الزنانة)، لما تحدثه من أصوات صاخبة ومتصلة تبث الرعب في الأرجاء.

يقول سعد صلاح للجزيرة نت، إنها أكثر ليلة ينام فيها نوما متصلا، دون أن ينتفض فزعا من غارة جوية أو قصف مدفعي، جعلت ليل الغزيين يتساوى مع نهارهم، بانفجارات لا تتوقف إلا قليلا.

استيقظ صلاح صباح يوم الهدنة، ليتابع حركة معبر رفح البري مع مصر، المنفذ الوحيد حاليا لدخول شاحنات المساعدات والوقود، من أجل التزود باحتياجات أساسية لأسرته المكونة من 6 أفراد، من المواد الغذائية والوقود وغاز الطهي، بعد أن اعتاشوا منذ عدة أسابيع على الزعتر وزيت الزيتون والقليل من الأغذية المعلبة، وحيث نفد غاز الطهي من منزله، وشحت السلع والمواد الغذائية في الأسواق، وتضاعفت الأسعار.

وتشرف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على تسلم شاحنات المساعدات والوقود، بما فيهت غاز الطهي، الذي تسمح سلطات الاحتلال بتوريده لأول مرة منذ فرضها حصارا مطبقا على القطاع تزامنا مع الحرب.

الهدنة أعادت الحياة جزئيا لميدان النجمة أشهر معالم مدينة رفح جنوب قطاع غزة (الجزيرة) عودة الحياة ولو مؤقتا

وأصبحت الهدنة فرصة لتمكين فرق الإسعاف والدفاع المدني من انتشال شهداء ظلوا عالقين تحت أنقاض منازلهم المدمرة، سواء بسبب مخاطر العمل في ظل كثافة النيران، أو لقلة الإمكانيات والضغط الشديد جراء الغارات المتتالية.

ففي مدينة رفح، انتشلت هذه الفرق جثمان الشهيد يوسف رائد أبو مذكور، بعدما ظلت جثته عالقة تحت أنقاض منزل أسرته الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية في اليوم الثالث من الحرب.

وعادت الحياة لـ "ميدان النجمة" أحد أشهر معالم هذه المدينة الواقعة أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، بعدما اختفت منه طوال أيام الحرب، خاصة مع ساعات المساء، مشاهد لمجموعات متناثرة ومتجاورة لشبان يشربون القهوة  التي نفدت أيضا من الأسواق والمحال التجارية منذ نحو 3 أسابيع، وشهدت أسعار الكمية الشحيحة منها لدى بعض المحال ارتفاعا هائلا.

وأسهمت عودة الاتصالات -لحد ما- في مناطق جنوب القطاع إلى انتعاش التواصل بين أهالي القطاع والخارج. وانتعشت الحركة في الشوارع، وكان لافتا رؤية الناس يتبادلون العناق والتهاني بالسلامة و"النجاة المؤقتة"، حسبما وصفها عدنان أبو حجر للجزيرة نت.

وقال هذا اللاجئ الأربعيني "نجونا مرة أخرى، وسنبقى نتمسك بالأمل وبحقنا في حياة أفضل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الهدنة المؤقتة تحت أنقاض

إقرأ أيضاً:

لتوفير 119 ألف فرصة عمل.. القطاع الاقتصادي في المدينة المنورة يشهد تنفيذ 213 مشروعًا تنمويًا

يشهد القطاع الاقتصادي في المدينة المنورة مشروعات تنموية ضخمة بمنطقة المدينة المنورة، وفقًا للتقرير الاقتصادي الصادر من غرفة المدينة المنورة، عن الربع الأول لعام 2025م.

ويجرى حاليًا تنفيذ 213 مشروعا تنمويا بقيمة إجمالية تتجاوز 210 مليارات ريال، تتضمن 188 مشروعا للقطاع الخاص، و15 مشروعا حكوميا، فيما تزيد مساحة الأراضي الاستثمارية لهذه المشاريع عن 15 مليون متر مربع، مع توقعات بتوفير أكثر من 119 ألف فرصة عمل مستقبلية في تلك المشروعات، وذلك وفقًا للتقرير الاقتصادي الصادر من غرفة المدينة المنورة.

وبيّن التقرير أن الناتج المحلي بلغ 57.6 مليار ريال في الربع الثالث من عام 2024، محققًا نموًا بنسبة 2.8% مقارنةً بالربع نفسه من العام السابق، كما سجّلت المنطقة ثاني أعلى معدّل نمو في الطلب المحلي بنسبة 11% وفقًا لنقاط البيع، بعد مدينة الرياض، كما استعرض أبرز البيانات التحليلية التي شهدها القطاع الاقتصادي لدعم صناعة القرار، والمستثمرين ورواد الأعمال، واستقطاب الاستثمارات، لتحفيز التنمية الاقتصادية في منطقة المدينة المنورة.

وأبرز التقرير ازدهار السوق العقاري في منطقة المدينة المنورة بحجم تداول بلغ 10 مليارات ريال خلال عام 2024، وانخفاض معدل البطالة في المنطقة إلى 8.4% في الربع الرابع لعام 2024، مقارنة بـ 10.3% في الربع الثالث من العام نفسه، فيما ارتفع حجم الأيدي العاملة في المنطقة إلى أكثر من 458 ألف موظف، مع تركّز النشاط الاقتصادي بالمنطقة في قطاعات التشييد والبناء، التجارة، والصناعة التحويلية.

وأشار التقرير إلى أن القطاع التجاري استحوذ على النصيب الأكبر من قائمة المشروعات الجاري تنفيذها بعدد 153 مشروعًا، يليه القطاع السكني التجاري بـ 27 مشروعًا، ثم القطاعات الصحي، والتعليمي، والسياحي، والديني تواليًا.

وأضاف رئيس غرفة المدينة المنورة أن المزايا النسبية والتنافسية التي تتمتّع بها منطقة المدينة المنورة، والفرص الاستثمارية المتاحة تجعل منها بيئة واعدة للنمو والازدهار، وذلك ضمن منظومة وبرامج رؤية المملكة 2030.

أخبار السعوديةأهم الأخبارمشروعات المدينة المنورةعرفة المدينة المنورةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبوابها بسبب نفاد الإمدادات
  • الأمم المتحدة تحذر من خطة جديدة للاحتلال لتهجير سكان غزة 
  • عاجل. مركز استطلاع فلسطيني في رام الله يقول إن 49% من سكان قطاع غزة يريدون الرحيل!
  • استطلاع للرأي: 49 بالمئة من سكان غزة يريدون مغادرة القطاع
  • "راح نموت هاي المرة".. خطة إسرائيل تثير ذعر سكان غزة
  • المدينة: 213 مشروعًا تنمويًّا توفّر 119 ألف فرصة عمل
  • الجيش الإسرائيلي: توسيع حرب غزة سيشمل تهجير «غالبية سكان» القطاع
  • لتوفير 119 ألف فرصة عمل.. القطاع الاقتصادي في المدينة المنورة يشهد تنفيذ 213 مشروعًا تنمويًا
  • ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على “بعض الطعام”
  • ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على "بعض الطعام"