تسود حالة من الترقب في اليمن بانتظار معرفة ما إذا كان سيُحدَّد قريباً موعد إعلان مشروع إنهاء حرب اليمن، الذي تعمل عليه السعودية مع الحوثيين، لا سيما بعد إطلاع مجلس القيادة الرئاسي عليه، وصدور مواقف لكبرى الأحزاب اليمنية تعكس تسليماً بالمشروع، وإن كانت تؤكد أنها لا تعلم أي تفاصيل بشأنه نتيجة تغييب الجميع عنه.

 

وكانت "العربي الجديد" قد علمت، منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، من أكثر من مصدر يمني، أنه جرى التوصل إلى تفاهمات مبدئية بين السعودية وجماعة الحوثيين في اليمن، جعلتها تنتقل إلى مرحلة الإعداد لخروجها إلى العلن، على أن تأخذ صيغة "إعلان" وقف الحرب بين الحكومة والحوثيين متى توافرت الظروف لذلك، وإن لم تطرأ مستجدات تعطل هذه الخطوة.

 

مجلس القيادة يوافق على مشروع إنهاء الحرب

 

في السياق، قال مصدر رسمي مطلع، لـ"العربي الجديد"، إن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الذين التقوا بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان منتصف الشهر الحالي، أبدوا موافقتهم على مشروع خريطة الطريق لإنهاء الحرب "ثقة بالمملكة، وليس قناعة بمصداقية الحوثيين".

 

وكان البيان الصادر عن اللقاء، والذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنستختها التي تديرها الحكومة، قد أشار يومها إلى أنه جرى بحث "آخر التطورات والمستجدات في الشأن اليمني، والجهود المشتركة لدعم مسار السلام في اليمن، بما في ذلك التعاون والتنسيق بين الجانبين بشأن خريطة الطريق المطروحة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، كما بحث اللقاء عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية".

 

وبحسب البيان نفسه، أكد يومها "رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس دعمهم الكامل للمساعي السعودية من أجل تجديد الهدنة، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، وإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن استعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في البلاد".

 

وأشار المصدر نفسه، الذي تحدث مع "العربي الجديد"، إلى أن "بعض أعضاء المجلس اقترحوا تأجيل التوقيع على الاتفاق حتى انجلاء أزمة غزة، واتضاح موقف الأميركيين من جماعة الحوثيين".

 

وكان البيت الأبيض لوح قبل أيام بدراسة إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وذلك جراء انخراط الجماعة في المعركة ضد إسرائيل واحتجازها سفينة مملوكة لإسرائيلي في البحر الأحمر. وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ألغت القرار في فبراير/شباط 2021.

 

وبحسب المصدر، فإن "مقترح التأجيل، كما يبدو، لم يحظ بترحيب الأمير خالد بن سلمان، وسيؤكده أو ينفيه ذهاب الوفد السعودي إلى صنعاء من عدمه". وينتظر أن يزور الوفد صنعاء بعدما أجرى، برفقة وفد الوساطة العماني، زيارة مماثلة برئاسة السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في إبريل/نيسان الماضي، تبعتها زيارة لوفد حوثي إلى المملكة في سبتمبر/أيلول الماضي.

 

"خريطة الطريق" لإنهاء الحرب لا تزال شفهية

 

مصدر مطلع قال، لـ"العربي الجديد"، إن "خريطة الطريق الخاصة بالأطراف اليمنية لا تزال شفهية حتى الآن، ولا يوجد شيء مكتوب، ومن المتوقع فشلها نتيجة عدم وجود بنود واضحة للاتفاق، ولا آلية تنفيذية".

 

وأضاف أن "الحاصل حالياً هو أن الحوثيين يتقدمون بشروط توافق عليها السعودية، ويعودون لطرح شروط جديدة، ومع ذلك، تم التوقف عن مناقشة خريطة الطريق بين الأطراف اليمنية بسبب قرصنة جماعة الحوثي إحدى السفن في البحر الأحمر".

 

وتابع المصدر أن "غياب آلية تنفيذية سيفشل الاتفاق، فمثلاً بموضوع الرواتب، لا يمكن دفعها إلا بعد توحيد العملة، لأنه من غير المقبول أن يجرى صرف رواتب الموظفين في الجمهورية، وسعر العملة في مناطق الحوثيين أكبر منها في مناطق الشرعية".

 

وأشار المصدر إلى أن "هناك خلافاً في موضوع البنك المركزي، حيث يصر الحوثيون على أن يكون مقره في صنعاء، ويصر (المجلس) الانتقالي الجنوبي على أن يكون في عدن. والخيار المطروح وشبه المتفق عليه أن يكون المقر الرئيس للبنك في الأردن، مع وجود فرعين في صنعاء وعدن".

 

الأحزاب اليمنية لم تطلع على تفاصيل خريطة السلام

 

وعكست المواقف التي أدلت بها قيادات كبرى الأحزاب اليمنية في جلسة "الأحزاب اليمنية والتسوية السياسية"، التي نظمها مركز صنعاء للدراسات أول من أمس الجمعة، عدم إطلاع هذه الأحزاب على تفاصيل الخريطة وإن بدت مسلماً بها.

 

وقال الأمين العام للتنظيم الناصري عبد الله نعمان: "نسمع حديثاً عن اتفاق بين السعودية والحوثيين، لكننا لا نعرف شيئاً عن مضمونه أو تفاصيله أو المرجعيات التي استند إليها، ولأننا لم نسمع مطلقاً عن حوار بين الحكومة والحوثيين، أو بين الحكومة والسعودية، فهذا يقوّض فكرة الوسيط".

 

وأضاف: "أشك أن التسوية، التي جرت بتكتم شديد وبمعزل عن المجتمع اليمني وقواه السياسية، ستحمي مصالح وحقوق اليمنيين، بل ستكون استجابة لمصالح إقليمية فقط، والغائب الوحيد فيها هو اليمن".

 

ولفت نعمان إلى أن الهدنة التي جرت مع الحوثيين خلال تشكيل مجلس القيادة الرئاسي قوّضت المركز القانوني للدولة، ومنحت الجماعة امتيازات، وأخشى أن تُمنح من خلال الاتفاق المزيد من تلك الامتيازات.

 

من جهته، قال القائم بأعمال الأمين العام لحزب الإصلاح ورئيس كتلته البرلمانية عبد الرزاق الهجري: "نحن نعلم أن الاتفاق بين السعودية والحوثيين على مشارف التوقيع، وتم قطع أشواط فيه، لكننا لا نعرف متى وكيف، وهناك خطأ فيه، هو تهميش القوى السياسية اليمنية، التي تعد الحامل للمرحلة السابقة والحالية والتي يقوم عليها الدستور السياسي للبلاد".

 

وأضاف: "نتمنى أن تنجح جهود السعودية وعمان في قيادة عملية سياسية، وأن تفضي إلى استعادة الدولة وعودة مؤسساتها، واستئناف المسار الذي بدأناه في مؤتمر الحوار الوطني، وليس شرعنة العمل المليشياوي لينتزع الاعتراف به كأمر واقع".

 

بدوره، قال الأمين العام للحزب الاشتراكي عبد الرحمن السقاف إن المشكلة ليست في توقيع الاتفاق بين السعودية والحوثيين، معتبراً أن التوقيع سيحدث بعد يوم أو أسبوع أو شهر، لكن السؤال هو ما إذا كان الحل المقترح سيرضي تطلعات اليمنيين؟

 

وأضاف: "تأتي التسوية الحالية على قاعدة صفقة بين القوى الخارجية، وهي السعودية والإمارات وإيران وبريطانيا والولايات المتحدة، فهناك خريطة جيوسياسية في اليمن جرى نسجها بذكاء على مر الأعوام التي مرت".

 

كذلك، رأى الأمين العام المساعد لحزب "المؤتمر الشعبي" أبو بكر القربي أن هناك اتفاقا مؤكدا بين السعودية والحوثيين، لكن مسألة التوقيع عليه لا تزال تسريبات ولا توجد معلومات مؤكدة.

 

ولفت إلى أن خيار الحل العسكري في اليمن انتهى، والإشكالية الآن تتعلق بكيفية الوصول إلى حل سياسي من دون تأخير، وفي نهاية المطاف، ما يجب أن نناقشه هو كيف يمكن لهذه الأحزاب، التي تريد الحلول السياسية، أن تدفع بعملية الحل السياسي في هذه المرحلة.

 

في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، لـ"العربي الجديد"، إن "المجلس الانتقالي يدعم جهود السعودية لإحياء مسار السلام، ودعم خريطة الطريق التي ترعاها السعودية بمواضيعها الأساسية المطروحة، وإلى حد الآن، لم نستلم في المجلس الانتقالي الجنوبي، أو عبر مجلس القيادة الرئاسي، خريطة الطريق بشكل رسمي مكتوب لبحث تفاصيلها".

 

وأكد العولقي أن "على رأس القضايا التي نشدد عليها إدراج قضية شعب الجنوب في العملية السياسية، ووضع إطار تفاوضي خاص بها منذ بداية المفاوضات السياسية، بناء على مخرجات مشاورات الرياض برعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في إبريل 2022".

 

ودخل المجلس الانتقالي الجنوبي في مفاوضات حل الأزمة اليمنية وعلى رأس أولوياته وضع معالجة للقضية الجنوبية، أو ما يصفها بقضية "شعب الجنوب"، حيث يرفع هذا المطلب ولديه أوراق ضغط تتمثل بوجوده العسكري على الأرض في معظم المناطق المحررة، بالإضافة إلى الدعم الذي يحظى به من الإمارات التي تعد شريكاً فاعلاً في التحالف العربي.

 

الكاتب الصحافي عمار علي أحمد قال، لـ"العربي الجديد"، إن "المجلس الانتقالي الجنوبي سيدخل المفاوضات تحت عباءة مجلس القيادة الرئاسي من خلال الوفد التفاوضي الذي شكله المجلس، لكن مع التشديد على أنه سيكون المخول بالحديث والتفاوض عن بند القضية الجنوبية أثناء المفاوضات".

 

وأشار إلى أن "مطالب المجلس الانتقالي تتجسد في وضع قضية الجنوب بالمفاوضات، وأن يكون لها إطار خاص، وأولوية ضمن قضايا التسوية السياسية. بل إن الانتقالي يشدد على أنها - أي قضية الجنوب - مفتاح حلحلة قضايا التسوية السياسية لإنهاء الحرب في اليمن، حيث يرى الانتقالي أن القضية الجنوبية هي سبب رئيسي للحرب والصراع في اليمن منذ العام 1994".

 

تحفظات "الانتقالي" على مشروع الاتفاق

 

ولفت أحمد إلى أن "المجلس الانتقالي يعد أكثر طرف لديه تحفظات حول مشروع الاتفاق، وبات يمثل الطرف المتشدد داخل مجلس القيادة الرئاسي تجاه تقديم أي تنازلات لجماعة الحوثي تحت مبرر السلام. والسبب لأن الانتقالي يرى نفسه ممثلاً عن الجنوب، الذي يمثل 90 في المائة من مساحة المناطق المحررة، ما يجعله المعني الأول بتفاصيل أي تسوية سياسية قادمة في اليمن".

 

وأكد أن "تحفظات الانتقالي حول بنود الاتفاق خلال الفترة الماضية كانت سبباً رئيسياً في تعديلها، وأبرز ذلك موقفه الرافض بشدة لصرف رواتب الموظفين بمناطق سيطرة الحوثيين من عائدات النفط، الذي يُنتج 80 في المائة منه من محافظتي شبوة وحضرموت الجنوبيتين، وهو ما دفع بالرياض إلى تقديم مقترح بأن تقوم بدفع الرواتب 6 أشهر حتى يتم الاتفاق على هذه النقطة".

 

وأضاف أن "الانتقالي يرفض بشدة أن تُوحّد إدارة البنك المركزي على حساب نقل مقر البنك من عدن، ويصر على أن تبقى إدارته في عدن، ولا تُنقل إلى صنعاء كما يطرح الحوثي، أو خارج اليمن كما يطرح الوسطاء".

 

ولفت أحمد إلى أن "المجلس الانتقالي يمتلك أوراق ضغط كبيرة، وعلى رأسها سيطرته على الأرض، حيث إن القوات التابعة له تسيطر على أغلب محافظات الجنوب، بما فيها سقطرى، باستثناء محافظة المهرة ووادي حضرموت، وهذا ما يجعل منه رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في أي تسوية سياسية".

 

وأشار إلى أن "الانتقالي يمتلك أيضاً أهم ورقة، وهي القضية الجنوبية المستندة إلى حراك شعبي انطلق في العام 2007 رافض لبقاء الوحدة، ويطالب باستعادة الدولة الجنوبية والعودة لما قبل العام 1990. هذا الحراك والتأييد الشعبي في الجنوب لمطلب فك الارتباط لن يقبل بأي تسوية سياسية تبقي الوضع السياسي لدولة الوحدة، فضلاً عن أن يقبل بدولة وحدة تشارك في إدارتها جماعة الحوثي التي اجتاحت الجنوب في العام 2015، وهذا أمر أعتقد أن الإقليم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة تدركه جيداً".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحوثي الحكومة الانتقالي المجلس الانتقالی الجنوبی بین السعودیة والحوثیین مجلس القیادة الرئاسی الأحزاب الیمنیة العربی الجدید خریطة الطریق جماعة الحوثی الأمین العام فی الیمن أن یکون على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الانتقالي الجنوبي يسيطر على مناطق واسعة في اليمن.. ما الذي يحصل؟

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن سيطرته على مناطق واسعة بجنوب البلاد بما في ذلك مدينة عدن الساحلية التي كانت مقرا للحكومة المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليا منذ 10 سنوات.

وفي تحول كبير على ما يبدو في السلطة، قال المجلس إن شخصيات بارزة من جماعات أخرى غادرت عدن بمن فيهم رئيس الوزراء ورئيس الهيئة المكونة من ثمانية أعضاء والتي تحل محل الرئيس.

وحظى المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم الإمارات خلال الحرب الجارية منذ عقد في اليمن. وخاض المجلس اشتباكات مع جماعات أخرى في الحكومة المدعومة من السعودية والتي انتقلت إلى عدن بعد سيطرة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على العاصمة صنعاء عام 2014.

ويعمل المجلس منذ عام 2022 ضمن إدارة تسيطر على مناطق جنوبية بعيدة عن قبضة الحوثيين وذلك بموجب مبادرة لتقاسم السلطة مدعومة من السعودية.

عملية "المستقبل الواعد"

قال عمرو البيض المسؤول الكبير في المجلس الانتقالي الجنوبي لرويترز الاثنين إن المجلس وسع نطاق وجوده في جميع المحافظات الجنوبية، بما في ذلك عدن، في أعقاب عملية عسكرية بدأت الأسبوع الماضي وأُطلق عليها اسم "المستقبل الواعد".

وأضاف في رسالة نصية أن المحافظات الجنوبية الثماني أصبحت تحت حماية القوات المسلحة الجنوبية.

وقال إن المجلس يركز الآن على توحيد مسرح العمليات الخاص بقواته المسلحة لتعزيز التنسيق والجاهزية لدعم الاستقرار والأمن في الجنوب بالإضافة إلى مواجهة الحوثيين في حال وجود رغبة للسير في هذا الاتجاه.



وأوضح البيض أن رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي حل محل مكتب الرئيس في عام 2022 غادر عدن وكذلك رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك. وأوضح البيض أن المجلس لم يطلب منهما المغادرة.

وأضاف البيض أن التركيبة المؤسسية لا تزال كما هي.

العليمي يحذر من تقويض الشرعية

من جهته قال العليمي رئيس المجلس الرئاسي في بيان اليوم الاثنين إن أفعال المجلس الانتقالي الجنوبي في أنحاء الجنوب تقوض شرعية الحكومة المعترف بها دوليا وتنتهك اتفاقيات تقاسم السلطة. وكان العليمي قد أدلى بإفادة لدبلوماسيين في الرياض الأحد.

ويمثل تقدم المجلس الانتقالي الجنوبي تحولا كبيرا في السيطرة في جنوب اليمن.

ويسعى المجلس إلى مزيد من الحكم الذاتي للجنوب الذي كان دولة مستقلة حتى توحيده مع الشمال عام 1990.

وشارك المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة العليمي في المجلس الرئاسي للقيادة، في إطار المبادرة التي قادتها السعودية لتوحيد الفصائل المناهضة للحوثيين. واستمر التوتر بشأن السيطرة على الأراضي والقوات.

وقال مسؤول إماراتي لرويترز إن موقف بلاده من اليمن "يتماشى مع موقف المملكة العربية السعودية في دعم العملية السياسية" القائمة على المبادرات الخليجية وقرارات الأمم المتحدة.

وقال البيض إن المجلس الانتقالي الجنوبي أبلغ عن مقاومة محدودة مع انسحاب القوات المدعومة من السعودية. ومن بين المحافظات التي تقدم فيها المجلس الانتقالي الجنوبي حضرموت والمهرة، الواقعتان على الحدود مع عُمان والسعودية وتُعتبران محوريتين لطرق التجارة والتهريب.

ووقعت اشتباكات في وادي حضرموت، بينما نسقت القوات المحلية في المهرة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ولم تقع أي اشتباكات، حسبما قال البيض.



وقال مسؤول كبير آخر في المجلس الانتقالي الجنوبي إن الجماعة سيطرت على حضرموت خلال 48 ساعة من إطلاق العملية الأسبوع الماضي.

وأضاف أن القوات السعودية انسحبت من جزيرة بريم في مضيق باب المندب، وسلمت السيطرة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتركت مواقعها عند القصر الرئاسي في عدن.

اتفاق حضرموت

وقبل مغادرته العاصمة المؤقتة، دعا العليمي إلى "الالتزام الكامل" باتفاق التهدئة في محافظة حضرموت.

والخميس الماضي، أعلنت السلطة المحلية في حضرموت التوصل إلى "اتفاق تهدئة" بوساطة محلية ورعاية سعودية، مع "حلف قبائل حضرموت" بعد سيطرته على منشآت نفطية، بحسب الوكالة.

ونقلت "سبأ" عن العليمي، الجمعة، تأكيده أن "الدولة وحدها مسؤولة عن حماية مؤسساتها الوطنية، وصون مصالح المواطنين، والحفاظ على وحدة القرار السيادي" في اليمن.

وأكد رفضه "أي إجراءات أحادية من شأنها منازعة الحكومة، والسلطات المحلية صلاحياتها الحصرية، والإضرار بالأمن والاستقرار، وتعميق المعاناة الإنسانية، أو تقويض فرص التعافي الاقتصادي، والثقة المتنامية مع المجتمع الدولي"، بحسب الوكالة.

وشدد على "التزام المجلس والحكومة بنهج الشراكة الوطنية، والمسؤولية الجماعية في استكمال مهام المرحلة الانتقالية، بموجب مرجعياتها المتفق عليها، وفي المقدمة إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض".

وقال رئيس مجلس القيادة إن "معركة استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية وتنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية، ستظل في صدارة الأولويات الوطنية".

وأشاد بالجهود السعودية التي قادت إلى التوصل لاتفاق تهدئة في محافظة حضرموت، مؤكدا "أهمية الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، والبناء على هذه الجهود الحميدة، وتغليب مصلحة حضرموت وأبنائها، باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار في اليمن والمنطقة".

كما جدد العليمي "دعمه الكامل لقيادة السلطة المحلية، والشخصيات والوجاهات القبلية في قيادة مساعي الوساطة، والتسريع بإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، وتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم المحلية، انفاذا لتعهدات مجلس القيادة، وخطته لتطبيع الأوضاع في المحافظة".



ويشمل الاتفاق "الوقف الفوري للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي والتحريضي، واستمرار الهدنة بين الطرفين إلى أن تنتهي لجنة الوساطة من أعمالها والوصول إلى اتفاق كامل بين الطرفين".

تحرك حضرمي
الشهر الماضي، أعلنت قبائل حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، عن تفويض كامل لقوات حماية حضرموت للتحرك فورا لردع أي قوات قادمة من خارج المحافظة الغنية بالنفط، وبدء "المقاومة بكل الطرق والوسائل" للدفاع عن حضرموت وثرواتها.

وأكد حلف قبائل حضرموت في بيان عقب اجتماع موسع له أن أي تمركز لقوات خارجية على أرض حضرموت يُعدّ "احتلالا" وسيجري التعامل معه بالقوة، واتخاذ خطوات وصفها بأنها "حاسمة" لمواجهة ما قال إنها تحركات خطرة تقوم بها قوى وافدة من خارج المحافظة.

وقال الحلف، الذي يتزعمه الشيخ القبلي البارز ووكيل أول محافظة حضرموت عمرو بن حبريش، إن حضرموت تواجه "محاولة واضحة للسيطرة على المحافظة ومكامن النفط"، مشيرا إلى أن مجموعات خارجية بدأت بالتمركز في مواقع حيوية واستلام بعض المعسكرات وعزل قياداتها المحلية.

ويستخدم الحلف تعبير "القوى الخارجية" للإشارة للقوات التي دفع بها المجلس الانتقالي الجنوبي في الآونة الأخيرة وشملت تعزيزات عسكرية ضخمة. ويقود تلك التعزيزات، التي أُطلق عليها قوات "الدعم الأمني"، العميد صالح علي بن الشيخ أبو بكر المعروف باسم "أبو علي الحضرمي".

وتشكلت هذه القوة العسكرية ضمن تشكيلات قوات "النخبة الحضرمية" المدعومة من الإمارات، من مجندين من محافظات الضالع ولحج وعدن، تلقوا تدريبات مكثفة في معسكرات بعدن قبل نقلهم إلى معسكرات على الساحل في بروم ميفع ومناطق أخرى بجنوب حضرموت وغربها.

منعطف خطير في اليمن

وحذر عضو مجلس القيادة الرئاسي باليمن فرج البحسني اليوم من أن حضرموت تمر بمرحلة وصفها بأنها "الأخطر منذ عقود"، داعيا إلى وقف التصعيد الذي قد يدفع المحافظة نحو صراع داخلي "لا رابح فيه".

وقال البحسني، وهو محافظ سابق لحضرموت، في بيان إن المحافظة تُساق نحو "انقسامات لا تخدم إلا أعداءها"، محذرا من أي محاولات لاستعراض القوة وذلك بعد بيان أصدرته السلطة المحلية بقيادة المحافظ المعزول مبخوت بن ماضي وتضمن تحذيرات من خطوات قد تدفع نحو "الفوضى".

وحلف قبائل حضرموت هو تشكيل قبلي معروف بمناهضته للمجلس الانتقالي الجنوبي، ويسعى إلى تطبيق الحكم الذاتي في المحافظة، وبات يملك قوة عسكرية في عدد من مديريات حضرموت مترامية الأطراف ولا تخضع لوزارة الدفاع اليمنية.

ويتبنى الحلف خطابا يدعو لتمكين سكان حضرموت من إدارة شؤون محافظتهم بعيدا عن الوصاية المركزية.

ويقول مراقبون ومحللون سياسيون إن حضرموت، أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالنفط، تشهد تداخلا معقدا بين القوى العسكرية المحلية والإقليمية، وسط تنافس متصاعد على النفوذ يُخشى من أن يترتب على تسارع التطورات العسكرية على الأرض وتصعيد خطير في البلاد التي تعاني من ويلات الحرب منذ أكثر من عقد.

مقالات مشابهة

  • عاجل: عيدروس الزبيدي يغازل السعودية والحكومة اليمنية بتصريحات تناقض أفعاله مع أقواله.. زعيم الانتقالي يدعو إلى تحرير محافظة البيضاء
  • نيوزويك: السعودية تلقت ضربة بسبب الانتقالي وتمرده يخدم الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • الانتقالي الجنوبي في اليمن يعلن استكمال السيطرة على محافظة المهرة
  • توسع الانتقالي الجنوبي وتماسك الحوثيين وتراجع الحكومة.. هل يعود اليمن إلى مشهد ما قبل 1990؟
  • الحكومة اليمنية تتقدم بشكوى دولية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم سعودي
  • كيف قادت سيطرة الانتقالي على حضرموت والمهرة الحكومة اليمنية لمغادرة عدن؟
  • نيوزويك: الصراع يتفاقم بين السعودية والإمارات في اليمن والانتقالي يقوض جهود الرياض ويفيد الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • الجبواني: ما جرى في جنوب اليمن مشهد أخير لانهيار الشرعية اليمنية
  • الانتقالي الجنوبي يسيطر على مناطق واسعة في اليمن.. ما الذي يحصل؟
  • العليمي يتهم المجلس الانتقالي بتقويض شرعية الحكومة اليمنية