لماذا حزب الله غير معنيّ بمندرجات الهدنة؟
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار":يرصد الجهاز المختصّ في الحزب تقارير حفلت بها وسائط الإعلام الإسرائيلي نقلاً عن القيادة الإسرائيلية وجوهرها أن هذه القيادة اضطرت الى إخلاء 14 مستوطنة من أصل 24 مستوطنة تشكل عديد مستوطنات الشمال. وقد أبعدت سكانها الى الداخل الإسرائيلي وأبقت فقط على عشر مستوطنات تُعد آمنة.
وبناءً على ذلك أيضاً يستمع الحزب الى الإعلام الإسرائيلي وهو يعيد إلقاء الضوء مجدداً على ما سمّاه "التطور الذي ظهر على الترسانة الصاروخية للحزب خلال أيام المواجهات الـ47 الأخيرة" معتبراً "أنه يرمز الى مرحلة جديدة في تطورات تهديد حزب الله".
ولا ريب في أن الحزب يستمع الى التقييمات الإسرائيلية للمزايا التي يتمتع بها صاروخ "بركان" الذي استخدمه الحزب 7 مرات أخيراً إن لجهة وزن قوته التدميرية التي تصل الى 500 كيلوغرام وإن لجهة مداه الذي يصل الى 12 كيلومتراً.
وترفض المصادر المعنيّة في الحزب التعقيب على هذه المعلومات الإسرائيلية لكنها تفصح عن معلومة فحواها أن كل منطقة الشمال الإسرائيلي أي الجليل الأعلى توشك أن تكون خالية بفعل تراجعات القوات الإسرائيلية الى الوراء.
وتدليلاً على حال الحذر التي تسود سكان الجليل فإن الحزب يتحدث عن "رفض سكان المستوطنات في تلك البقعة العودة إليها ما دام عناصر "الرضوان" يبيتون تحت نوافذهم".
وحسب مصادر مقربة من الحزب فإن "عين الحزب لم تكن مصوّبة على الإسرائيلي، فبالنسبة إليه تتكفل به حركة "حماس" ومن معها من الفصائل، إذ إن عين الحزب دوماً موجّهة الى الأميركيين تحديداً. ولقد تبدّى هذا الأمر يوم أعلن السيد نصرالله أنه وحزبه يشكلان جبهة مساندة لغزة وأوكل لنفسه في الوقت عينه مهمّة منازلة الأميركيين وإظهار الاستعداد لمصادمتهم. وقد ذكّر في إطلالته الأولى بدور الحزب ومقاتليه في مواجهات حقبة الثمانينيات معهم، مرفقاً ذلك بجملة رسائل مشفرة برزت في إطلالته الثانية".
ولم يعد جديداً القول إن الحزب لم يكن وحده في هذه المهمة فقد شاركه فيها العراقي والسوري في الساحتين العراقية والسورية وأخيراً أتت مشاركة جماعة أنصار الله المزدوجة (الصواريخ على إسرائيل والسفن الإسرائيلية العابرة في باب المندب) وذروة المشاركة أيضاً المشاركة الإيرانية المباشرة في بحر العرب.
وأخيراً بدا الحزب مقيماً على قناعة فحواها "أن جهوده المشفوعة بجهود شركائه في المحور قد أعطت ثمارها عند إدارة واشنطن التي مارست كل هذا الكمّ من الضغوط على إسرائيل للحيلولة دون جرّ "حزب الله" الى المعركة الواسعة والمقرونة أيضاً برفض أي حديث عن إنهاء صلاحية القرار الأممي الـ1701. وبضغوطها على إسرائيل للقبول بصفقة الهدنة الإنسانية مع حركة "حماس". وبالعموم يرفض "حزب الله" كل ما يقال عن أنه كان ملتزماً بقواعد الاشتباك كل الفترة الماضية. فالبنسبة إليه "هذا قول إما الجاهلين باستراتيجيا الصراع أو كلام الذين لا يريدون أن يقرّوا للحزب بأنه طوّر قدراته مدخلاً سلاحاً كاسراً للتوازن باعتراف العدو نفسه".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
لماذا يهتم ترامب بهندوراس ويتدخل في انتخاباتها؟
واشنطن- اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوة مفاجئة غير متوقعة بالتدخل الصريح في الانتخابات الرئاسية في جمهورية هندوراس، التي جرت يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأعلن دعمه المرشح اليميني نصري عصفورة الذي يواجه منافسا ليبراليا هو سلفادور نصر الله، ومنافسة يسارية هي ريكسي مونكادا في انتخابات متقاربة للغاية لم تعلن نتائجها النهائية بعد.
وضاعف ترامب اهتمامه وتدخله في شؤون هندوراس بإصداره عفوا رئاسيا على رئيسها السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، الذي يقضي عقوبة 45 عاما في سجن بولاية فيرجينيا الغربية بعد إدانته عام 2022 بتسهيل تهريب 400 طن من الكوكايين إلى الولايات المتحدة.
ومع عد وفرز 88% من الأصوات، حصل عصفورة مرشح الحزب الوطني على 40.19%، متقدما بأقل من 20 ألف صوت على منافسه الوسطي سلفادور نصر الله من الحزب الليبرالي، الذي حصل على 39.49%، في حين ظلت ريكسي مونكادا من حزب الحرية اليساري الحاكم متأخرة في المركز الثالث بنسبة 19.30%.
View this post on InstagramA post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher)
مصالح وأهدافوفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقبل أربعة أيام من الانتخابات، أيد ترامب نصري عصفورة، قائلا إنهم يمكن أن يعملوا معا لمكافحة "شيوعيي المخدرات".
وبعد يومين من الشهر ذاته، أضاف ترامب أن انتخاب أي شخص غير عصفورة سيقوده إلى قطع المساعدات الأميركية على هندوراس. وفي اليوم التالي، أصدر عفوا عن هيرنانديز، من نفس حزب المرشح عصفورة، وأفرج عنه فعلا يوم 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
يقول المسؤول الاستخباري الأميركي السابق فولتون أرمسترونغ، الذي عمل على مدار ثلاثة عقود في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في عدة دول بأميركا الوسطى والجنوبية، "ترامب ليس مهتما بهندوراس بحد ذاتها، بل يراها دولة أخرى يمكنه التدخل فيها لتعزيز السياسيين اليمينيين وجعلهم مدينين له، كجزء من إحيائه وتعميقه مبدأ مونرو".
إعلانويضيف للجزيرة نت "بعض حلفاء ترامب من السياسيين الأميركيين لديهم مصالح خاصة في دعم مرشحين يدافعون عن المناطق الاقتصادية الخاصة في هندوراس، والمعروفة باسم "زيدي" (ZEDE)، والتي تدعي المحاكم المحلية والمشرعين الوطنيين أنها أسست بطرق غير دستورية".
من جهته، يقول البروفيسور ريموند كريب، أستاذ التاريخ في جامعة كورنيل، والخبير بشؤون دول أميركا الوسطى، إن اهتمام الرئيس ترامب بالسياسة والانتخابات الهندوراسية يأتي من عدة زوايا مختلفة، أولها أن "الرئيسة الحالية زيومارا كاسترو ليست من نوعية المسؤولين الذين يرغب ترامب وإدارته في رؤيتهم في السلطة في وقت يواصل البيت الأبيض تهديد فنزويلا ويسعى إلى عزل أكبر لكوبا".
ويضيف في حديثه للجزيرة نت، "وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وآخرون مقربون من ترامب -سواء في الكونغرس أم في السلطة التنفيذية- يراقبون كوبا في كل هذا. هناك عداء دائم موجه لكوبا، ولأي حكومة متعاطفة بشكل بسيط معها في منطقة البحر الكاريبي".
ويعتقد البروفيسور كريب، أن مصدر الاهتمام الآخر بهندوراس مرتبط بمصالح تجارية لعدد من حلفائه الذين يرغبون بتقليص التدخل الحكومي ونقل الموارد والخدمات والعمليات العامة إلى شركات خاصة، حسب قوله.
وتابع "أعتقد أن المستثمرين في منطقة رواتان بروسبيرا (منطقة اقتصادية خاصة) يريدون بشدة خروج الرئيسة الحالية كاسترو، وهزيمة المرشح عصفورة، لأنهم كانوا في وضع صعب منذ أن أدانت كاسترو الـ "زيدي" (ZEDE) وقرار المحكمة العليا في 2024 بحظرهم بأثر رجعي".
وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية في هندوراس، جاء عفو ترامب عن هيرنانديز، الذي يتهمه كثير من شعبه بتحويلها إلى دولة تتاجر المخدرات، حيث تشير تقارير إلى أن هذا العفو أقنعهم بعدم التصويت لحزبه وصوتوا لنصر الله. وعلى عكس ادعاءات ترامب، لم يرغب معظم الهندوراسيين في إطلاق سراح هيرنانديز.
وقال الرئيس ترامب لصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، الأحد الماضي، إن العديد من سكان هندوراس طلبوا منه العفو عن هيرنانديز، وقالوا إن "سجنه كان بتوجيه من الرئيس السابق جو بايدن. إنه رئيس وليس تاجر مخدرات. وقد نظرت إلى الحقائق، ووافقت على وجهة نظرهم".
وتشير تقارير إلى توسل هيرنانديز للعفو عنه في رسالة متملقة إلى ترامب مؤرخة في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجاء فيها "لقد وجدت القوة منك، سيدي، من صمودك للعودة إلى ذلك المنصب العظيم رغم الاضطهاد والملاحقة التي واجهتها، كل ذلك لأنك كنت ترغب في جعل بلدك عظيما مرة أخرى، أنا مثلك، تعرضت لهجوم متهور من قوى يسارية متطرفة".
يقول أرمسترونغ إن "عفو ترامب يأتي لإظهار دعمه للعناصر اليمينية التي ستخضع لأجندته". في وقت يرى البروفيسور كريب أن عفو ترامب عن هيرنانديز جاء لأن "بعض المقربين منه -ربما روجر ستون وغيرهم- أقنعوه بذلك.
إعلانوفي الوقت ذاته، تقول إدارة ترامب، إن المخدرات غير القانونية تشكل تهديدا خطرا بما يكفي لتبرير ضربات عسكرية أميركية على زوارق يشتبه بتورطها بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي، كما تحاول الإدارة الأميركية طرد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من سدة الحكم لنفس السبب.
ودفع ذلك السيناتور الجمهوري من ولاية لويزيانا، ببيل كاسيدي، إلى التعليق على العفو عن هيرنانديز "لماذا نعفو عن هذا الرجل ثم نلاحق رئيس فنزويلا مادورو بسبب تهريب المخدرات إلى أميركا؟".
هندوراس.. كيف يمكن لدولة أصغر من الولايات المتحدة بـ87 مرة أن تدعم خطة ترمب في أمريكا اللاتينية؟#الجزيرة_أخبار pic.twitter.com/wdkfayjNcM
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 2, 2025
بدائل ترامبوتعد هندوراس (11 مليون نسمة)، من أفقر دول أميركا الوسطى، وينتشر فيها الفساد والجريمة.
ومع تقارب نتائج الانتخابات، يدفع عدد من الخبراء الأميركيين بضرورة التعامل مع سيناريو هزيمة مرشح ترامب، ودراسة خيارات ترامب المتاحة في هذه الحالة.
وعن البدائل السياسة المتاحة لترامب حال خسارة مرشحه المفضل نصري عصفورة، يقول البروفيسور كريب "يجب أن تكون خيارات ترامب: الابتعاد عن الانتخابات وقضايا وسيادة هندوراس. أتخيل أنه إذا ادعى نصر الله الفوز بالانتخابات، فإن عصفورة وترامب وروبيو وجيه دي فانس سيعترضون وربما يطلقون التهديدات".
في تلك اللحظة -يواصل كريب- "من الصعب تحديد ما سيفعلونه. إنه أمر غير متوقع للغاية بالنظر للهجمات على القوارب في الكاريبي، والعداء الواضح لفنزويلا، والسلوك الغريب لوزير الحرب بيت هيغسيث. يمكن للمرء أن يتخيل مجموعة كاملة من السيناريوهات غير السارة".
أما أرمسترونغ فيرى أنه إذا لم يفز المرشح عصفورة، فإن ترامب سيتقبل -ولو على مضض- فوز سلفادور نصر الله بالرئاسة، وخاصة أنه أرسل إشارات باستعداده للتعاون".