هل تعلمنا من دروس الماضي المريرة؟
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يتميز العم قوقل (Google) بقدرة هائلة على تذكرينا بأحداث الماضي، التي قمنا بنشرنا في فسيبوك. ويطلب منا ان كنا نود اشراكها مع الاخرين أم لا. اليوم ذكرني بمقال كتبته ونشره في موقع الفيسبوك. أود هنا مناقشته مع القراء، لأهميته كدرس لنا جميعا. جوهر المسألة هو قدرتنا على التعلم من تجاربنا السابقة، واستخلاص الدروس منها، من اجل تخطي السالب منها، والمحافظة على الإيجابي وتطويره.
هذه المقدمة بمناسبة تذكير قوقل لي بمقال كتبته، واعتقد انه مهم لنا جمعيا لكي ننظر بجدية لكيفية تعاملنا مع مصاعب الانتقال الديمقراطي، وكمية المعارك الكبيرة والصغيرة التي يجب علينا خوضها، حتى نؤسس لديمقراطية راسخة وسلم وطيد. وأن الانقسام والدعوة لإسقاط الحكومة الانتقالية، مهما كانت عيوبها، هو قفزة نحو الظلام. الآن الحرب الكارثية تضعنا امام تحدي توحيد قوانا، وتغليب العام على الخاص.
اسقاط الحكومة والقفز نحو الظلام
صديق الزيلعي
تعرضت في المقالات السابقة لقضية انسحاب الحزب الشيوعي من قوى الاجماع وقحت، ثم تعرضت لواقعنا الاقتصادي، وطرحت ضرورة التوافق على سياسة اقتصادية واقعية ومبنية على قدراتنا وامكانياتنا وأزمتنا المركبة. وفي هذا المقال اتعرض للقرار الذي صعد به الحزب الشيوعي الموقف بالدعوة الصريحة لإسقاط النظام.
تمسكا بموضوعية الحوار، والتزاما بالشفافية، والبعد عن الاتهامات والمهاترات، نبدأ بقراءة مواقف الحزب الشيوعي. هذه القراءة تعتمد أساسا على ما ورد في بيانات قيادة الحزب خلال الثلاث أشهر الماضية. وبعدها يأتي تعليقنا عليها، ونؤكد ان كل هذه المقالات هي من باب الحرص على الحزب الشيوعي، وعلى ثورتنا، وتمسكا حازما بتحولنا الديمقراطي، حتى نؤسس ديمقراطية راسخة مستدامة.
ورد في بيان سكرتارية اللجنة المركزية الصادر في 4 سبتمبر ما يلي:
" لتحقيق النهوض المنشود واستعادة القدرة لمواجهة تحدي الهجمة المنظمة على الحريات والتصدي لمهام الدفاع عن الديمقراطية ونقل الاعتراف باستدامتها وتطويرها لمرحلة متقدمة واستكمال اهداف ومطالب الثورة فإننا في الحزب الشيوعي السوداني ندعو لتعزيز وحدة قوى الثورة وتقوية وتنظيم حراكها في الشارع وفي اماكن العمل والدراسة ونبني على نقاط الاتفاق بينها وفتح حوار مسئول داخل قوى اعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين دون ان يستثني ذلك القوى الاجتماعية والنقابية التي أسهمت بدور مشهود في حراك ديسمبر وما أعقبه من احتجاجات ومواكب قادت لإحداث تغيير كبير في موازين القوى يؤكد امكان العودة لذلك المركز المتقدم بإرادة الجماهير الموحدة خلف اهدافها وشعاراتها وان التراجع الذي حدث يمكن تجاوزه بتصحيح الاخطاء والبناء على المكاسب التي تحققت وان تكون اولى خطواتنا في هذا الطريق استكمال هياكل السلطة بقيام المجلس التشريعي وفقا لما جاء في الوثيقة الدستورية "
كما أصدرت السكرتارية المركزية بيانا لحشد القوى والتعبئة لموكب ذكري ثورة أكتوبر والذي صدر يوم 19 أكتوبر، جاء فيه:
" ان مواكب الحادي والعشرين من اكتوبر ستكون خطوة هامة في طريق تفكيك النظام البائد وتصفية وجوده في جهاز الدولة المدني والعسكري واحلال عناصر نزيهة محله كأمر لازم لتحقيق المطالب التي ثار من اجلها الشعب في ديسمبر2018 ولتصحيح مسار الثورة وبناء الدولة المدنية ولأجل ذلك يجب ان يتواصل الحراك والضغط على السلطة بشقيها التنفيذي والسيادي حتى تحقيق مطالب الثورة كاملة غير منقوصة "
اما بيان اللجنة المركزية الصادر في 7 نوفمبر فقد قرر:
" بعد مداولات طويلة امتدت ليومي 6 و7 من نوفمبر الجاري قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للسوداني انسحاب الحزب من قوى الإجماع الوطني والانسحاب من قوى الحرية والتغيير والعمل مع قوي الثورة والتغيير المرتبطة بقضايا الجماهير وأهداف وبرامج الثورة".
ثم جاء في كلمة الميدان بتاريخ 12 نوفمبر، ولأول مرة الدعوة المباشرة والصريحة لإسقاط النظام:
" أستمر التردي في الاداء الحكومي حتى تحول مجلس وزراء لمجرد أداة بيد سلطة الانقلاب و هي بذلك تكون قد سقطت أخلاقيا و قانونيا كما سقطت في نظر الثوار أيضا و هذا الواقع يبرر تماما الدعوة و خوض النضال مجددا لإسقاط سلطة النظام الحالي بشقيها المدني و العسكري و إقامة سلطة الشعب على أنقاضها و تمثل هذه الدعوة الخيار الوحيد لتحقيق مطالب و أهداف الثورة و على رأسها تحقيق عملية انتقال حقيقية للسلطة لحكومة مدنية تتمتع بكافة السلطات المتعارف عليها بما في ذلك إخضاع القوات النظامية بمختلف أشكالها لسلطتها القانونية والدستورية "
وصل الموقف السياسي قمته بالمؤتمر الصحفي الذي انعقد في 11 نوفمبر ثم لقاء السكرتير السياسي للحزب مع " الجريدة: في 18 نوفمبر. حيث أعلن بوضوح تام، لا لبس فيه، الدعوة لإسقاط النظام عن طريق اصطفاف جديد يشمل الحزب الشيوعي والحلو وعبد الواحد وتجمع المهنيين وقوى الثورة الأخرى.
نلاحظ في المواقف السياسية، التي أوردتها أعلاه، القفزات الكبيرة في مواقف الحزب الشيوعي، بعيدا عن إشراك قواعده وأصدقائه في مناقشة هذه القرارات المصيرية والتي صدرت بطريقة فوقية. نقول ذلك رغم ان هذه المواقف تمس أخطر القضايا المتعلقة بمستقبل الثورة والوطن والحزب. كما ان الحيثيات المقدمة للانتقال من موقف لآخر، خلال أيام معدودة، لا ترقي لجسامة المطلوب إنجازه.
ونرى بوضوح التفكير الرغائبي (wishful thinking) بان الاصطفاف الجديد سيشمل الحلو وعبد الواحد. والغريب ان أيا منهما لم يعلن الدعوة لإسقاط الحكومة، بل كل منهما له تصوره حول التفاوض واولوياته وقضاياه وطريقة تحقيقها.
أما مسألة انضمام تجمع المهنيين لهذا الاصطفاف الجديد فيجب الحذر تجاهها. وأقول كمهتم بتاريخ الحركة النقابية اننا سنكرر الخطأ الكبير حول الموقف من اتفاقية الحكم الذاتي 1953. فقد وقف اتحاد العمال مع موقف الحزب الشيوعي، مخالفا كل القوى الوطنية الأخرى. ادي ذلك لصراعات حادة اضرت بالحركة النقابية لسنوات طويلة. وكلنا يعلم الأثر السلبي للانقسام الأخير في تجمع المهنيين على مكانته وسط جماهير شعبنا، وكمية الإحباط التي اصابتها جراء ذلك الموقف. لذلك علينا رفض محاولة جر تجمع المهنيين لاصطفاف حزبي. وأرى ان أهم مهام تجمع المهنيين الإسراع بحسم موضوع قانون النقابات، وتوجيه كافة طاقاته للعمل وسط القواعد النقابية للإتيان بنقابات منتخبة.
هل حدد الحزب الشيوعي التناقض الأساسي في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلادنا. إننا نرى ان التناقض الأساسي هو بين قوى الحرية والتغيير وكافة قوى الثورة الداعية لتفكيك النظام القديم وإنجاز التحول الديمقراطي من جانب وفى الجانب الآخر قوي النظام البائد في الدولة العميقة والقوات النظامية وكتائب الظل. وهل حدد ودرس الحزب التناقضات الثانوية داخل قوى التغيير، التي ليست بالضرورة ان تتفق على كل شيء. وان تغليب الثانوي على الأساسي هو موقف خطير ويفتح الباب لنسف كل ما تحقق بدماء الشهداء.
اننا نحتاج لاستراتيجية واضحة لتصحيح مسار الثورة واجراء التغييرات الضرورية لإنجاز ذلك. ولأننا اجمعنا على اسقاط الدكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي تعددي، فعلينا ممارسة أساليب العمل الديمقراطي المعروفة لمراقبة أداء الحكومات، ولتغييرها إذا الحال لذلك. وهو نفس ما ورد في بيان الحزب الشيوعي في 4 سبتمبر. الذي دعا بالحرف الواحد: " لتعزيز وحدة قوى الثورة وتقوية وتنظيم حراكها في الشارع وفي اماكن العمل والدراسة ونبني على نقاط الاتفاق بينها وفتح حوار مسئول داخل قوى اعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين دون ان يستثني ذلك القوى الاجتماعية والنقابية التي أسهمت بدور مشهود في حراك ديسمبر وما أعقبه من احتجاجات ومواكب قادت لإحداث تغيير كبير في موازين القوى يؤكد امكان العودة لذلك المركز المتقدم بإرادة الجماهير الموحدة خلف اهدافها وشعاراتها وان التراجع الذي حدث يمكن تجاوزه بتصحيح الاخطاء والبناء على المكاسب التي تحققت وان تكون اولى خطواتنا في هذا الطريق استكمال هياكل السلطة بقيام المجلس التشريعي وفقا لما جاء في الوثيقة الدستورية "
أؤمن ان الدعوة لإسقاط النظام في ظل الواقع الاقتصادي والسياسي الراهن، وهشاشة الدولة السودانية المحاصرة من كل الجهات، وتوازن القوى الذي صار يميل لصالح العسكريين وحلفائهم في الدولة العميقة هي قفزة نحو الظلام.
siddigelzailaee@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحریة والتغییر تجمع المهنیین الحزب الشیوعی قوى الثورة جاء فی
إقرأ أيضاً:
ماذا نتعلم من الهجرة النبوية؟.. 5 دروس وعبر ستغير حياتك
تحل قريبا ذكرى الهجرة النبوية حيث يبدأ العام الهجري الجديد 1447 خلال ساعات قليلة، ويحتفل المسلمون باستقبال شهر المحرم أول شهور السنة الهجرية الجديدة، وفي السطور التالية نتعرف على أبرز أحداث الهجرة النبوية و4 معجزات حدثت منذ خروج النبي صلى الله عليه وسلم قاطعا مسافة تقدر بـ 380 كيلومترا، من دار السيدة خديجة بنت خويلد في مكة المكرمة حتى وصوله إلى دار عمرو بن عوف في قباء بالمدينة المنورة في 12 ربيع الأول.
5 دروس من الهجرة النبويةويمكن تلخيص الدروس والعبر من الهجرة النبوية في 5 أمور منها:
انتصار الحق على الباطلبيّن لنا الشرع الشريف أن انتصار الحق أمور محتوم ولا مفر منه وهـو سُنة إلهية نافذة، ويمكن أن نستدل على ذلك في قول الله عـزَّ وجـلَّ: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ *} [الحج: 40].
كما جاء قول الله تعالى ليبين أن الحق سينتصر على الباطل: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ *} [المجادلة: 21].
ضرورة الأخذ بالأسبابالأخذ بالأسباب ضرورة واجبة في حياة كل مسلم وهي من أبرز الدروس التي نتعلمها من قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وقبل أن يبدأ الرسول رحلته أعد كل الأسباب المهيئة لرحلته.
ولم يتكفِ الرسول صلى الله عليه وسلم بالأخذ بالأسباب فقط بل دعا الله سبحانه وتعالى بأن يوفقه وأن يكلل سعيه بالنجاح وفي هذه الحالة يكون الدعاء بعد الأخذ بالأسباب مستجابا.
الإيمان بالمعجزات الحسيةحدثت عدد من المعجزات أثناء الهجرة النبوية فبدأت رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بمعجزة نوم الكفار المتربصين بالنبي ومروره من أمامهم دون أن يروه.
ومن أبرز معجزات الهجرة النبوية نسج العنكبوت على الغار الذي اختبأ به الرسول وصاحبه وكذلك قصة سراقة وفرسه.
جواز الاستعانة بالكافر المأمونيجوز للدُّعاة أن يستعينوا بمن لا يُؤمنون بدعوتهم ما داموا يثقون بهم، ويأتمنونهم؛ فقد رأينا: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ استأجرا مشركاً ليدلهما على طريق الهجرة، ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه عند غار ثور، وهذه أمورٌ خطيرةٌ أطلعاه عليها، ولاشكَّ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وثقا به، وأمَّناه.
تضحية كبيرة للبنيإن الهجرة لم تكن سهلة على قلب النبي، قائلاً: "في ليلة الهجرة، وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مشارف مكة، يرسل النظرة الأخيرة إلى ديار نشأته، عيناه مغرورقتان بالدمع، يخاطبها بكلمات خالدة: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت).
وفي رواية أخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم في وداعه لمكة المكرمة: (ما أطيبك من بلد، وما أحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك)".
ذكرى الهجرة النبوية.. 4 معجزات حدثت في رحلة الرسول من مكة إلى المدينة
كم يوما استغرقت الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة؟
قصة الهجرة النبوية باختصار .. 24 معلومة نتعلّم منها الدروس والعِبر من هجرة النبي
الهجرة النبوية.. أين اختفت الجمال الثلاثة عن أعين المشركين؟ معجزات ربانية
الهجرة النبوية.. متى وقعت فعليًا؟ .. تفاصيل لا يعرفها الكثيرون
رأس السنة الهجرية .. دار الإفتاء تصحح اعتقاداً خاطئاً في موعد الهجرة النبوية
بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته في مكة المكرمة منذ أن بُعث نبيًّا لمدة 13 عامًا ولاقى خلال هذه الفترة من المشركين أشد أنواع التنكيل به وبمن آمن معه من أهل مكة، وبقي المسلمون على هذه الحال حتى أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة بعدما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل يثرب على الإسلام.
وعندما أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة إلى المدينة المنورة، ذهب صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر ليخبره بذلك، ليتجهزا للرحيل، وقدّم أبوبكر راحلتين، كان قد أعدّهما لهذا السفر، واستأجر عبد الله بن أريقط، ليدلّهما على الطريق.
خرج رسول الله وأبو بكر من مكة المكرمة في الخفاء، وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بأن يتسمع أخبار أهل مكة، وأمر عامر بن فهيرة أن يرعى غنمه نهاراً ويريحها عليهما ليلاً، وكانت أسماء تأتيهما بالطعام، وعند وصولهما إلى الغار، دخل أبو بكر الغار قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وذلك ليتأكد أمان الغار لرسول الله.
وما إن دخلا إلى الغار حتى أرسل الله تعالى عنكبوتًا، نسجت خيوطها على باب الغار، فسترت رسول الله وأبا بكر عن أعين الناس، وبالأخص قريش.
وكانت قريش قد أعدّت مكافأة لمن يأتي برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما إن علم سراقة بهذه المكافأة التي وضعتها قريش فجهز فرسه وانطلق نحو رسول الله، وكان كلما أراد الاقتراب من رسول الله غرزت قدما فرسه في التراب، حتى ناداه رسول الله، وأعطاه الأمان على أن يدعو الله أن يكشف عنه ما أصابه، وكتب له رسول الله كتاب أمان، على أن يكف سراقة عنهما الطلب، ويقول لقريش بألّا يبحثوا في الجهة التي هاجر منها رسول الله لأنّه قد بحث فيها جيدًا.
أسباب الهجرة النبويةظلَّ سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة منذ أن بُعث نبيًّا يدعو قومه إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام، واستمرَّ في دعوته هذه ثلاثة عشر عامًا ولم يؤمن معه إلا القليل، ولاقى خلال هذه الفترة من المشركين ما لاقى من صور العذاب والتنكيل به وبمن آمن معه من أهل مكة، وبقيَ المسلمون على هذه الحال إلى أن أذِن لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى المدينة المنورة.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو أهل مكة لتوحيد الله وقول لا إله إلا الله، لكنَّهم كانوا يرفضون قولها ويُعرضون عنه استكبارًا وجبروتًا على الرغم من علمهم بأنَّ ما يقوله هو الحق.
تمادى أهل مكة في إيذاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشتَّى أنواع الإيذاء النفسي، والمعنوي، والجسدي، وممَّا فعلوه به من الأذى الجسدي ضربهم لرأسه الشريف بصخرة كبيرة أثناء سجوده، ووضع روث الحيوانات على ظهره.
تعرَّض المسلمون في مكة لجميع أنواع العذاب من قِبل المشركين، ومنهم من كانت له المِنعة والعزة من قومه، ومنهم من لم يكن له ذلك، وبكل الأحول فقد تعرَّضوا جميعهم للأذى، والتعذيب، والتنكيل.
معجزات الرسول في الهجرة النبويةمعجزة نوم المشركين عند محاصرتهم لبيته.معجزة عدم رؤية المشركين للرسول في الغار.معجزة شاة أم معبد.معجزة دعاء النبي على سراقة بن مالكدعا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام على سراقة فكانت سيقان فرسه تغوص في الأرض وكان يمشي في أرض صلبة، حيث قال أبو بكر: “مررنا براع وقد عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه فحلبت كثبة من لبن في قدح فشرب حتى رضيت وأتانا سراقة بن جعشم على فرس فدعا عليه فطلب إليه سراقة أن لا يدعو عليه وأن يرجع ففعل النبي صلى الله عليه وسلم”.