ما سرّ خوف إدارة بايدن من إيران؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
بينما لا تزال الحرب بين إسرائيل وحماس مشتعلة، ومع استئناف القتال الكامل بعد هدنة هشّة، تقول واشنطن إنها لا تريد الإقدام على أي عمل لجر إيران إلى صراع إقليمي أوسع.
بسبب الخوف من الاستفزاز، تشجع واشنطن طهران بدلاً من ردعها
ويُزعَم أنَّ هذا هو السبب في أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين قرروا في الأيام الأخيرة، عدم إدانة إيران، بسبب تحديها المتزايد لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين يسعون إلى مراقبة أنشطتها النووية.
ومع ذلك، يقول لورانس جيه هاس، باحث بارز في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، إن مخاوف واشنطن من استفزاز إيران تبدو في غير محلها، إذ تظهر الأحداث أن طهران تُشعل بالفعل صراعاً إقليمياً أوسع نطاقاً، بما في ذلك مع الولايات المتحدة، من خلال شبكة وكلاء في العراق ولبنان واليمن.
Why is the Biden Administration Scared of Iran? https://t.co/smZmtF7xAC via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) December 4, 2023 العدوان الإيراني يستلزم رداً أمريكياًوقال هاس، وهو مسؤول كبير سابق في البيت الأبيض، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن "العدوان الإيراني يستلزم رداً أمريكياً أقوى وأكثر اتساقاً وشمولاً، بدلاً من الخوف من الاستفزاز، يجب على واشنطن أن تلتزم بالكامل بالردع عن طريق الاحتواء، على غرار ما حدث في الحرب الباردة".
وتابع الباحث: "في ضوء نقاط الاشتباكات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط حالياً، نجد امتدادات نفوذ إيران تتشابك بشكل معقد.
Why is the Biden Administration Scared of Iran? https://t.co/abmfWttIIf
— Jacob Pape (@JacobPape4) December 5, 2023
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا شنت أكثر من 70 هجوماً صاروخياً وبالطائرات المسيرة، على القوات الأمريكية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).
ومن اليمن، أطلق المتمردون الحوثيون في الأيام الأخيرة صاروخين باليستيين على سفينة حربية أمريكية في خليج عدن، وهي ليست سوى أحدث واقعة ضمن سلسلة من الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية.
وأكد الباحث أنه يتعين على واشنطن أن تدرك أنَّ إيران تسعى إلى الهيمنة الإقليمية وتبذل جهداً متعدد الجوانب لتحقيق ذلك.
وجهود طهران مترابطة ومُنسقة، وليست متفرقة، فهي ترعى الإرهاب، وتزعزع استقرار الحكومات الأخرى في المنطقة، وتواجه القوات الأمريكية براً وبحراً، وتُوسِّع نشاطها النووي، وتطور صواريخها الباليستية التي يمكن مُستقبلاً أن تحمل رأساً نوويّاً، والتقدم في مجال واحد سيجعل إيران أكثر جرأة على السعي لتحقيق التقدم في مجال آخر.
وتابع الباحث: "عوضاً عن التحقير من شأن جهود طهران على أي جبهة (كالجبهة النووية) بسبب مخاوف الاستفزاز، يتعين على واشنطن أن تواجه العمل الإيراني بخطةٍ شاملة خاصة بها، ويتعين عليها في الأساس تطبيق النهج الذي أوصى به جورج كينان عام 1947 للتعامل مع الاتحاد السوفيتي وهو: "تطبيق بارع وحذر للقوة المضادة في سلسلة من النقاط الجغرافية والسياسية المتغيرة باستمرار، والتي تتوافق مع التحولات والمناورات السياسية".
كيف سيبدو هذا المشهد؟
وتابع الباحث أنه يجب على واشنطن أن ترد رداً أقوى على هجمات الوكلاء الإيرانيين، ويقول مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن عمليات الانتقام العسكرية الأمريكية حتى الآن مصممة لغاية الردع، لكن من الواضح أنها لا تردع إيران عن مواصلة نشر ميليشياتها ضد القوات الأمريكية.
وإلى ذلك يجب على واشنطن، على نحوٍ مُستقل ومن خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تكثف الضغط المالي والدبلوماسي وغيرهما من أشكال الضغوط على إيران بشأن تقدمها النووي، لا التخفيف من الضغوط على أمل إحياء الاتفاق النووي العالمي لعام 2015 مع إيران.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "بسبب الخوف من الاستفزاز، تشجع واشنطن طهران بدلاً من ردعها، وهذا يزيد من فرصة أن تتمادى إيران أكثر وأكثر، مما يُنذر بإشعال صراع إقليمي أكبر وأخطر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل یجب على واشنطن على واشنطن أن
إقرأ أيضاً:
عمان: الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين إيران وأمريكا شهدت أفكارا جديدة ومفيدة
أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، أمس الأحد، أن الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، والتي توسطت فيها سلطنة عمان، شهدت طرح أفكار "مفيدة وجديدة"، ما يعكس وجود رغبة متبادلة بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق "مشرف".
وجاء تصريح البوسعيدي في منشور عبر منصة "إكس"، في وقت تواصل فيه سلطنة عمان دورها كوسيط إقليمي في هذا الملف الشائك.
وأضاف وزير الخارجية العماني أن الجولة القادمة من المفاوضات ستُعقد بعد أن يُجري الجانبان مشاورات داخلية مع قيادتيهما، في مؤشر على وجود نقاشات جدية تتطلب موافقات رفيعة المستوى قبل الانتقال إلى المرحلة التالية من التفاوض.
وتؤكد التصريحات العمانية الدور الذي تلعبه مسقط في تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية وتداعيات البرنامج النووي الإيراني على الأمن في المنطقة.
وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد أكد في تصريحات سابقة أن بلاده منخرطة في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بهدف إثبات أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي، وأن إيران لم ولن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.
وأضاف أن بلاده لن تتنازل عن حقها في تطوير الطاقة النووية السلمية تحت أي ظرف، ما يعكس تمسك طهران بموقفها التقليدي رغم الضغوط الدولية المتزايدة.
في السياق ذاته، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الجولة الرابعة من المحادثات بأنها "صعبة لكنها مفيدة"، مشيرًا إلى أنها ساعدت في تقريب الفهم بين الجانبين، ومثّلت فرصة للبحث عن حلول عقلانية وعملية للقضايا العالقة. ويُعد هذا الوصف مؤشراً على وجود فجوات لا تزال قائمة، لكنها ليست مستعصية على الحل في حال توفر الإرادة السياسية.
خلفية: جهود متعثرة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق
تأتي هذه التطورات في سياق محاولات إحياء الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018، معيدًا فرض العقوبات على طهران. ومنذ ذلك الحين، تتأرجح المفاوضات بين الانفراج والتعثر، وسط تزايد الضغوط الأوروبية وتحذيرات من اقتراب إيران من عتبة القدرة النووية.